واشنطن ـ ا ف ب: بالرغم من تعيين الرئيس الامريكي باراك اوباما موفدا خاصا لسجن غوانتانامو بهدف اغلاقه، فان الطريق لانهاء الحرب على الارهاب التي اعلنها سلفه جورج بوش يبدو مليئا بالعقبات. فمع اضراب 60′ من سجنائه عن الطعام بات الوضع في هذا السجن الواقع في جزيرة كوبا ‘غير محتمل’ كما قال الثلاثاء الرئيس الامريكي الذي لم يتمكن من اغلاق غوانتانامو في بداية ولايته الاولى كما كان وعد اثناء حملته. واشار المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الاربعاء الى امكانية تعيين مسؤول جديد من وزارة الخارجية ل’محاولة اعادة المعتقلين الى بلدانهم او نقلهم في كل مرة نرى فيها انه من الممكن ارسالهم الى بلادهم او الى بلد اخر’. وقد عين دانييل فرايد المبعوث الخاص السابق لاغلاق غوانتانامو، في منصب اخر اواخر كانون الثاني/يناير بدون تعيين من يحل مكانه. لكن مهمة المسؤول الجديد تبدو شائكة. فقد اتهم البيت الابيض مجددا الاربعاء الكونغرس بعرقلة اقفال السجن العسكري، من خلال منع اوباما من نقل اخطر المعتقلين الى سجون محاطة بتدابير امنية مشددة جدا في القارة الامريكية. كذلك خفض الكونغرس التمويلات التي تحتاج اليها السلطة التنفيذية لاعادة السجناء الممكن الافراج عنهم الى بلدانهم الاصلية. واكد كارني ‘سنعمل مع الكونغرس في محاولة لاقناعهم باهمية اغلاق غوانتانامو، أكان لناحية الامن القومي او الاقتصاد’. لكن خصوم اوباما الجمهوريين الذين يشكلون الغالبية في مجلس النواب، يرون ان غوانتانامو يجب ان يبقى مفتوحا لان المعتقلين اخطر من ان ينقلوا الى الولايات المتحدة ولانه يتوجب ان يمثل المشبوهون فقط امام محاكم عسكرية. وعبرت منظمات مدافعة عن حقوق الانسان وبعض النواب عن اسفهم لعدم استخدام اوباما الصلاحيات التي يتمتع بها من اجل الافراج عن المعتقلين. وفي الواقع منح الكونغرس في 2012 الرئيس الامريكي صلاحية لنقض القيود التي وضعها النواب لاسباب تتعلق بالامن القومي لمنع نقل المعتقلين الذين يعتبرون قابلين للافراج عنهم. واكد الرئيس الجمهوري للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب هاورد ماكيون ‘ان الادارة لم تؤكد نقل اي معتقل. واضاف ‘خلافا لما المح اليه الرئيس اوباما لا يوجد قيود للافراج عن المعتقلين الذين كسبوا قضيتهم لاحتجازهم غير الشرعي امام محكمة فدرالية’. فضلا عن ذلك فان اي قرار في هذا المنحى يفرض ان يصدق وزير الدفاع على ان المعتقل لن يتورط في المستقبل في الارهاب او في اي عمل اخر ضد الولايات المتحدة. وما زاد من صعوبة الوضع ابقاء اوباما على تجميد عودة معتقلين الى اليمن –56 سجينا من اصل 166 معتقلا في غوانتانامو يتحدرون من هذا البلد– وهو قرار اتخذ بعد محاولة هجوم على طائرة ركاب كانت متوجهة الى ديترويت (مشيغين. شمال) في كانون الاول/ديسمبر 2009، نسب الى فرع تنظيم القاعدة في اليمن. وكتب المستشار لشؤون الامن القومي في البيت الابيض توم دونيلون ‘من الحكمة ان يعاد النظر في هذا القرار بوقف عمليات النقل الى اليمن والنظر في ما اذا كانت الحكومة اليمنية قادرة مع مساعدة مناسبة على اعتقال سجناء في امان في صنعاء’. وما يزيد من تعقيد المهمة هو ان الادارة الامريكية فشلت في احالة المتهمين الاكثر خطورة الى المحاكمة -وببنهم العقل المدبر لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر خالد شيخ محمد، امام محكمة مدنية. الى ذلك تؤخر فئة اخرى من السجناء اغلاق غوانتانامو: وهم السجناء الذين يعتبرون أخطر من ان يتم الافراج عنهم لكن لا يمكن محاكمتهم لان الادلة ضدهم تم الحصول عليها تحت التعذيب.