اقتصاد دبي معرض لأضرار بسبب إجراءات التصدي لفيروس كورونا المستجد

حجم الخط
0

دبي: تستعد دبي لإغلاق المراكز التجارية التي تشتهر بها وتعليق الرحلات الجوية، ضمن سلسلة إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد قد تصيب اقتصاد الإمارة بأضرار.

وبالتزامن مع هذه الإجراءات، تعمل حكومة الإمارة على التخفيف من الأضرار الاقتصادية، حيث أعلنت حزمات مالية ضخمة شملت خفضا لفواتير الكهرباء ودعما ماليا لقطاع السياحة.

وكانت دبي التي يزورها أكثر من 16 مليون شخص سنويا وتعتمد على السياحة بشكل كبير، قرّرت في وقت سابق وقف السماح بدخول حاملي التأشيرات، وتعليق منح تأشيرات لدى وصول المسافرين.

والإثنين قالت وزارة الصحة والهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات في بيان مشترك إنه تقرر “إغلاق كافة المراكز التجارية ومراكز التسوق والأسواق المفتوحة التي تشمل بيع الأسماك والخضار واللحوم”.

ويسري القرار لمدة أسبوعين “قابلة للمراجعة والتقييم على أن يكون سارياً بعد 48 ساعة”.

وبدت مراكز تجارية في دبي ظهر الإثنين خالية من الازدحامات اليومية.

كما تقرر إلزام المطاعم عدم استقبال الزبائن والاكتفاء فقط بخدمة تسليم الطلبات والتوصيل المنزلي.

وجاء ذلك بعدما قررت الإمارات السبت إغلاق شواطئها غداة تردّد مئات السكان عليها، رغم الدعوات إلى تفادي الاختلاط الاجتماعي للحدّ من انتشار الفيروس.

ويعتبر اقتصاد دبي الأكثر تنوعا في المنطقة، إذ إن 94 بالمئة من الإيرادات غير نفطية.

والإمارة مقصد سياحي عالمي رئيسي، ومحطة تجارية مهمة، وموطن لأحد أكبر أسواق العقارات في المنطقة.

وسيؤثر إغلاق المراكز التجارية والترفيهية سلبا على الفنادق وعشرات مواقع الترفيه التي تشكل شريان حياة رئيسيا للإمارة.

وإلى جانب إغلاق المراكز التجارية والترفيهية، أعلنت الإمارات الإثنين أنها ستعلّق “جميع الرحلات الجوية للركاب والترانزيت” لمدة أسبوعين على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد.

ويأتي القرار بعيد إعلان “طيران الإمارات”، أكبر ناقل جوي في المنطقة ومقرها دبي، أنها ستعلّق كافة رحلات الركاب اعتبارا من 25 آذار/مارس.

لكن الشركة عادت وتراجعت عن قرارها مبقية 13 وجهة فقط من بين 159 بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، قبل أن تقرر دولة الإمارات وقف جميع الرحلات.

وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس التنفيذي للمجموعة: “نحن نراقب الأوضاع لحظة بلحظة، وسوف نستأنف تشغيل رحلاتنا المنتظمة بمجرد أن تسمح الأوضاع بذلك”.

– الذروة السياحية –

بدورها، أعلنت مجموعة “الاتحاد للطيران”، الناقل الرسمي للإمارات ومقرها أبوظبي، أنها ستعلق رحلاتها من وإلى وعبر العاصمة مؤقتاً.

وقال توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لمجموعة “الاتحاد للطيران”، في بيان: “إننا نمر بفترة صعبة”.

وكانت الحكومة الإماراتية أعلنت حزمة مساعدات بقيمة 35 مليار دولار لمساندة الاقتصاد في ظل إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا.

كما اتخذت حكومة دبي إجراءات أخرى بينها تأجيل دفع قروض لمدة شهر وخفض فواتير الكهرباء.

ورأت مؤسسة “كابيتال إكيونوميكس” الاستشارية أنّ إجراءات الحد من انتشار الفيروس “ستصيب اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأضرار”.

وتسهم السياحة بنسبة 12,5 بالمئة من الناتج المحلي في دبي.

وقالت المؤسسة الاستشارية ومقرها لندن إن هذا القطاع معرض للضرر كون الإجراءات تأتي في وقت الذروة السياحية حين تستقبل الإمارة أعدادا كبيرة من السياح.

وبحسب “ماستركارد”، فإن الإنفاق السياحي في دبي كان الأعلى مقارنة بأي مدينة أخرى على مستوى العالم العام الماضي.

وفي حال استمر وقف الرحلات حتى نهاية الربع الثاني، كما هو متوقع حاليا، فإنّ تقديرات “كابيتال إيكونوميكس” تشير إلى “تراجع القطاع السياحي، ما سينسف 2 إلى 3 من الناتج المحلي للعام الحالي”.

ويتزامن ذلك مع صعوبات اقتصادية في دبي حيث نما الناتج المحلي بنسبة 1,9 و2,1 في العامين الماضيين وهما النسبتان الأقل منذ 2008.

وتساهم تجارة التجزئة والجملة في دبي بنحو ربع الناتج المحلي، بما قيمته أكثر من 25 مليار دولار.

كما أن الأضرار الاقتصادية تحل في وقت تستعد دبي لاستضافة معرض إكسبو المقرر افتتاحه في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

وتعوّل دبي على المعرض الذي تستضيفه حتى نيسان/أبريل 2021 لتنشيط قطاعيها التجاري والسياحي، وقد أنفقت أكثر من 20 مليار دولار على بنيته التحتية.

والإثنين قال منظمو المعرض في بيان: “ستجتمع لجنة تسيير إكسبو 2020 دبي عن بعد من جديد خلال الأسابيع المقبلة لتقييم الأوضاع وتعديل خطط الاستعدادات المزمعة في ضوء ما تستلزمه المتغيرات”.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية