الأردن: إرتباك نخبوي ومؤسساتي جراء غموض معطيات ‘كيري’ وتحذيرات من الآرا ء المعادية للفلسطينيين لأنها تخدم المشروع الأمريكي

عمان ـ ‘القدس العربي’: لا بد من الإشارة عندما يتعلق الأمر بتوقعات الأردن بخصوص عملية السلام إلى ملامح القلق التي تبدت على النخبة السياسية والمؤسسات الرسمية وحتى قطاعات الشارع بسبب عدم وجود معلومات مؤكدة أو محددة حول نوايا الإدارة الأمريكية في المرحلة اللاحقة.
بعض القوى السياسية دخلت في حالة فوبيا جراء بروز إحتمالات جزافية يمكنها أن تحدث خللا في معادلات مستقرة بالبلاد منذ عشرات السنين.
غياب المعلومات الأكيدة وغموضها ينتج المزيد من القلق حسب عضو البرلمان محمد حجوج المصر على فتح الأعين في الأردن وفلسطين حرصا على ما يحاك خلف الستارة باسم مشروع جون كيري.
الإضطراب كبير بين النخب السياسية فمكتب وزير الخارجية ناصر جودة يستفسر من السفراء والدبلوماسيين الأجانب.
ومكتب رئيس الوزراءعبدلله النسور يطرح تساؤلات حول آخر المستجدات ولجان الشؤون الخارجية في كل من مجلسي النواب والأعيان لا تعلم شيئا عن الأجندة الغامضة والعميقة لمشروع كيري رغم انعقاد عدة إجتماعات من باب إظهار الجاهزية لكل الإحتمالات.
على الأقل هذا ما يرجحه رئيس مجلس الأعيان الأسبق طاهر المصري وهو يتحدث عن استعدادات بيروقراطية وسياسية لكل الإحتمالات..لكن ماهي هذه الإحتمالات؟ ‘القدس العربي’ سألت وأجاب المصري ‘غامضة تماما والأوراق غير مكشوفة ويمكن أن تفرض الإدارة الأمريكيةعلى أي طرف أي شيء في أي وقت لكن الثابت الوحيد الواضح أن القادم لن يرقى إلى مستوى قيام دولة فلسطينية حقيقية ولا إنصاف الشعب الفلسطيني وحقوقه وسيتكرس لخدمة إسرائيل’.
وجهة نظر المصري أن يهودية إسرائيل ‘رشوة’ يمكن أن يقدمها أوباما للإسرائيليين لتمرير إتفاقيته مع طهران على الملف النووي ولإرضاء تل أبيب.. لذلك نعم يوجد مخاوف من أن ندفع نحن في الأردن وفلسطين فارق الحساب.
عمليا لم يثبت حتى الآن وجود تصور إستراتيجي واضح في الأردن عن مجريات الأحداث بقدر ما يوجد استعداد للتعامل مع تداعيات مشروع سياسي ألمح رئيس الوزراء عبدلله النسور إلى أنه قادم خلال أيام وسيحمله كيري وسيكون كبيرا.
اللافت أن الإحتمالات فجرت نقاشات داخلية سياسية متوترة في الأردن ولفتت الأنظار إلى ربط غير منطقي بين توصية برلمانية بمنح حقوق مدنية لأبناء الأردنيات وبين مشروع كيري المفترض والوشيك وهوربط مجازف وغير علمي كما قال النائب مصطفى الحمارنة لـ’القدس العربي’ موضحا: تحدثنا بالأمر مع الحكومة قبل أسابيع وأشهر من ولادة قصة كيري مشيرا لأن بعض الكلام حق يراد به باطل عندما يتعلق بقضية خدمات تساهم في الإستقراروتنشيط الإقتصاد بدون مزاودات سياسية لامبرر لها.
يشعر الحمارنة وسانده عضو لجنة المبادرة البرلمانية عامر البشير بأن سوق المزاودات السياسية فتحت على مصراعيها والبعض يريد إلباس قضية محلية وطنية صغيرة لبوسا سياسية والرأي العام لن تنطلي عليه هذه الألعاب.
مثل هذه المزاودات حقيقة فرضت نفسها على الإيقاعات السياسية والإعلامية في عمان مؤخرا وطرقت كل الأبواب خصوصا بعد توسع نخب سياسية في طرح فوبيا كيري وتسابق البعض للإجتهاد والإفتاء بدون مسوغ كما لاحظ الناشط السياسي الدكتور جهاد البرغوثي.
الإجتهاد الأكثر إثارة للجدل كان بطله رئيس الديوان الملكي الأسبق رياض أبو كركي الذي وجه إنتقاداعلنيا للأردنيات المتزوجات من فلسطينيين لإنهن يكثرن من الإنجاب معتبرا الوحدة الوطنية والدستور ‘كلاما فارغا’.
لاحقا إكتملت حالة الجدل بمقال أثار ضجة لوزير الإعلام الأسبق سميح معايطة شبه الساعين لمنح حقوق مدنية لأبناء الأردنيات بمن يمد يده بالخرج بعدما سمح له بركوب الحمار.
وفي تعبير ثالث عن الإرتباك العام إستقبل السياسي البارز عبد الهادي المجالي نخبة من المتقاعدين العسكريين في نقاش عام نتج عنه تصريحات تحذر من التجنيس فيما كان النسور يصر علنا على أن حكوته أبعد ما تكون عن التجنيس لكنها لم تسحب الجنسيات بدون حق بنفس الوقت. النسور سخر من الربط بين التجنيس ومشروع كيري لكن تخويف حكومته بتهمة
التجنيس غير الواقعية يبدو أنه يهدف لإجبار الحكومة على التوسع مجددا بسحب الجنسيات كما يقدر البرغوثي.
الآراء العدائية والتي تبث الكراهية في المجتمع الأردني وصدرت عن بعض الوزراء السابقين برأي الدكتورربحي حلوم تقدم خدمات جليلة لمشروع كيري ولا تخدم مصالح الأردن.
المقاربة التي يطرحها حلوم تحذر من أن الإساءة لأي فئة من الأردنيين وعلى نحو جارح وعنصري يساعد كيري في فرض سطوته على الشعبين الأردني والفلسطيني ووفقا لحلوم الخصم هو إسرائيل والخصم هو مشروع كيري وليس ضحاياهما من المواطنين الأردنيين وعلى كل الآراء المحترمة أن تتجه نحو عدو الشعبين وما يتربص بهما وليس نحو الشعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد النبر-الاردن:

    كلام رئيس الديوان الملكي الأسبق رياض أبو كركي هو انتقاد لمن يطالب ويتغنى بحق العودة وبنفس الوقت يدعم خطة كيري في تصفية القضية الفلسطينية والامر لا يتعلق بكم العدد لان المبدأ مرفوض جملة وتفصيلا
    يصر البرغوثي على مقترح لوحدة الضفتين تحت مسمى “المملكة العربية المتحدة” الفكره ممتازه لكن يتم تنفيذها بعد اقامة الدوله الفلسطينيه على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس وضمان حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وابنائهم واحفادهم .يجب ان يعي اليهود جيدا انه ليس بامكانهم التخلص من مشكلة اللاجئين ونقلهاالى المملكه الاردنيه الهاشميه
    تيار التجنيس والحقوق المنقوصة هو تيار مكشوف من يتحكم به ولمصلحة من يعمل واهدافه تتقاطع بالنتيجة مع فكرة الوطن البديل وتوفير جميع السبل والطرق الشرعية لنقل الفلسطينين من غرب الضفة الى شرقها

  2. يقول زيد محمد العوده ألأردن عمان:

    أستاذ بسام…أرى بأن هذا المخاض وأن كان عسسيراً في النهايه سيكون ذو فائده على الجميع حتى لو كان هناك بعض المزايدات …ولا غرابة أقول بأن الحكومه لها مصلحه في ذلك كون هذه أشارات مجانيه لأصحاب المبادره (ألأمريكان) من دون التدخل المباشر معهم…ولسان حالهم أي (الحكومه) تقول ألرأي العام بل والمزاج العام هو من يحدد سواءاً بقبول الخطه أو عدم قبولها أو بمعنى أدق (منكم أي ألأمريكان لراسهم أي الشعوب )…ما هو مهم في الموضوع وسط هذا الضجيج والصراخ من يرمي السهام الطائشه ويردد مقولة التعويض للأفراد لا لدول…وكأني بهم هولاء قد أخذو القرار مسبقاً بالتعويض والبقاء في الدول المستظيفه لهم …هؤلاء من يجب أن نخشاهم لا بل ونبحث عمن ورائهم فالكلام هُنا خطير .

إشترك في قائمتنا البريدية