عمان – «القدس العربي» أغلقنا بكفاءة شهد بها العالم.. كيف نفتح وننهي الحظر؟.. هذا هو السؤال الأدق المطروح بقوة في المشهد الأردني هذه الأيام على هامش سلسلة قرارات حكومية على طريق «العودة إلى الحياة الطبيعية» بالتدريج بعد فيروس كورونا.
أصوات سياسية مبكرة بدأت تقترح إلغاء قانون الدفاع الذي تمتعت به حكومة الرئيس الدكتور عمر الرزاز ما دام الفيروس «تحت السيطرة». لكن وحده وزير الصحة الدكتور سعد جابر يبدو مستمتعاً بحيثيات أوامر الدفاع ومهتماً بأن تعود الحياة إلى طبيعتها قدر الإمكان، مع الاحتفاظ بلهجة تؤكد بأن الحالة الفيروسية تحت السيطرة، لكن الخطر لا يزال قائماً.
يفهم ذلك من حيثيات اللقاء الأول واليتيم عملياً الذي جمع الرزاز وطاقمه بأعضاء لجنة الأوبئة، فبعد شكر اللجنة وتقدير عملها، ثمة توجيه بأن تعمل بنشاط أكبر على دحض الشائعات حول فكرة «الفيروس مؤامرة».
في كل حال، نظم اللقاء وزير الصحة وبهدف سياسي وإعلامي واضح يتمركز حول فكرة عدم وجود خلافات بين الحكومة واللجنة الوبائية التي غرد أكثر من عضو فيها خارج السرب الحكومي أو خارج سرب قرارات وزير الصحة تحديداً.
أبرز هؤلاء كان الوزير الأسبق في حكومة الرزاز الدكتور عزمي محافظة، وهو عالم فيروسات بارز أصلاً، وأطلق مقولته الشهيرة حول عدم خضوع الحقائق العلمية لأي تسويات لأهداف سياسية عندما قال: «لجنة الوباء ليست فرقة إنشاد».
المحافظة كان وزيراً للتربية والتعليم في حكومة الرزاز، واستقال قسراً بعد واقعة «غرق البحر الميت»، وفي الكواليس ينقل عنه مقربون بأنه دفع بلا حماية ثمن قضية البحر الميت وتمت التضحية به، لكن اليوم في المسألة العلمية لا يمكن الخضوع لأي تسوية، وهو منطق دفعه لإعلان الاستقالة من لجنة الوباء. وفي كل حال، يقولها الرزاز بوضوح أمام «القدس العربي»، أملاً في الحفاظ على قاعدة متماسكة أكثر في اللجنة: «الحكومة أخذت بغالبية توصيات لجنة الأوبئة».
لكن ذلك، في كل حال، ليس الشعور المستقر داخل اللجنة، وإن كان الرأي العام لا يحفل بالحسابات السياسية ويتعامل بجدية والتزام مع ما يصدر عن اللجنة الوبائية التي تصدرت المجهود والعمل في كل التفاصيل.
الأهم وما يشغل ذهن دوائر القرار وبعد «تخلي» المؤسسات السيادية عن دور مناور في مساحة الميدان لصالح الحكومة وتطبيقات قانون الدفاع هو الإجابة عن السؤال المتعلق بالعودة للانفتاح الكامل بعد سلسلة إجراءات قاسية في الإغلاق والحظر.
وهو سؤال له علاقة بالحرص الشديد على «التوازن» ما بين المقتضيات الاقتصادية والمتطلبات الوقائية الصحية، وفقاً لوزير الصناعة والتجارة الدكتور طارق حموري، الذي تحدث إلى «القدس العربي» ببعض التفصيلات عدة مرات تحت بند عودة القطاعات الإنتاجية.
في المؤتمر الصحافي الأخير مساء الخميس، ومع وجود ثلاثة وزراء في الحكومة، إضافة إلى مسؤول في رعاية الكنائس، وبهدف الإعلان عن بروتوكول عودة المساجد والكنائس… يظهر مستوى «البطء والزحف» ومعه التردد في إجراءات العودة للحياة الطبيعية، حيث كميات «حذر بيروقراطي وأمني وصحي» بالجملة يرى الكاتب السياسي حلمي الأسمر أنها «غير مبررة الآن»، وعلى الأرجح بعد قرار الحظر الشامل مجدداً لأمس الجمعة.
في المؤتمر الصحافي ذاته تم طرح 11 سؤالاً، سبعة على الأقل منها تبين عدم وجود «قرار نهائي» بخصوصها. تلك زاوية تظهر حجم المخاوف عند الجبهة الحكومية عندما يتعلق الأمر ببرنامج العودة إلى الحياة الطبيعية، حيث لقاء الرزاز مع لجنة الوباء يعكس رغبة كامنة بأن تبقى اللجنة فعالة في وقف إجراءات الإغلاق، كما كانت ناشطة في الحظر والإغلاق.
المعنى.. أن الحكومة، وهي تعود مترددة لتشغيل كل القطاعات، تبحث عن «شرعية علمية وطبية» عبر لجنة الوباء، وهي لجنة لا علاقة لها أصلاً ببروتوكولات الانفتاح عملياً، وتقف عند حدود التوصية والتنسيب في بعض الأحيان في مجال الغلق. لكن في العديد من الأمور ظهر أن الحكومة لم تتخذ قراراً بشأنها بعد، أو أنها غير قادرة بعد على اتخاذه.
وقد ظهر ذلك عند الحديث عن تشخيص وقراءة الكلف الاقتصادية على الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص، وعند الحديث عن تمويل خطط عودة أردنيين من الخارج تقطعت بهم السبل، وكذلك عند الحديث عن عودة قطاع النقل لنشاطه وفتح المطارات والوضع على الحدود، وغيرها من الإجراءات البيروقراطية.
ما يحرك وزير الصحة النشط جداً، سعد جابر، هو «غريزته الطبية والفنية»، حيث لا يريد وضع النظام الصحي تحت الاختبار من حيث الأساس وفي مواجهة «نمو كبير بعدد الإصابات». لكن تلك الغريزة المهنية التي يمكن أن لا يلام صاحبها عليها تبدو «معيقة» الآن لبرنامج الانفتاح بعد عشرة أسابيع دسمة من الإغلاقات القاسية أرهقت الناس والأجهزة الأمنية، ونتج عنها بطبيعة الحال نجاحات لا يمكن إنكارها للدولة حتى عندما أخفقت الحكومة.
لذلك حصرياً، يستمر طرح السؤال الاستفهامي العاكس لبعض المخاوف: الحظر ومتطلباته أنجز بكفاءة .. هل بات الإنجاز الحقيقي في الانفتاح وإنهاء الإغلاق؟
من الدول ألعربيه التي نجحت في مكافحته فيروز كورونا هم فلسطين ، الأردن ، تونس ، لبنان والمغرب ، وعقبال باقي الدول ألعربيه !!
الاردن نهض متعافيا بعد أشهر الانغلاق الاضطرارى ..جميعهم هناك تصرف بحكمة ..القيادة والشعب ..معظم أبناء الاردن متعلمين ومثقفين..لا عجب فمعظمهم من أصول فلسطينية