توصيات بالتركيز على عنصرية إسرائيل وتمكين الجبهة الداخلية على أساس المواطنة، والتذكير بان فرض دور على الأردن هو تجاوز لخط شديد الاحمرار.
عمان ـ «القدس العربي»: ماذا لو وقع الانفجار؟ بناء سيناريو بحجم الأردن الحقيقي ثم «صندوق» الخيارات المتاحة. تلك كانت المقترحات البحثية الأساسية في عناوين عريضة لندوة مغلقة ناقشت في البحر الميت كل الخيارات وتخللها بعض المفاجآت في تثبيت بعض قواعد اللعبة عندما شارك أكثر من 25 خبيرا من مختلف المكونات السياسية والاجتماعية بعض الميسرين والخبراء الألمان في إطار عصف ذهني نادر استمر لثلاثة أيام بهدف البحث عن أفضل خيارات سيناريو لخيار الأردن في ظل التصعيد الشديد على الأرض الفلسطينية المحتلة وبمبادرة من مركز القدس للدراسات السياسية وبدعم من مؤسسة كونراد أديناور الألمانية.
البحث في محور خيارات الأردن لمواجهة سيناريوهات المستقبل الفلسطيني ومحاولة بناء سيناريو «المخرج» والنقاشات كانت حيوية لا بل غير مسبوقة وشاركت «القدس العربي» في معظمها ضمن استعراض شمولي لكل أوراق القوة بيد الدولة الأردنية وأوراق الضعف بالمقابل.
برزت في النقاشات من المشاركين الأوروبيين تحديدا ملاحظات مرصودة انطوت على رسائل أهمها وجود نظرية تفترض بان توسيع المشاركة الشعبية في الأردن قد يضعف قوة النظام والدولة وان الأولوية الأوروبية هي للاستقرار في الأردن.
وبالمقابل برز الرأي القائل بان دعم الغرب للديمقراطية في بلدان مثل الأردن مرسوم على قدر الاستمرار في خدمة إسرائيل فقط وأخرى تقترح بان الضغط الغربي على الأردن في مسارات التكيف والتعايش مع اليمين الإسرائيلي يأخذ المملكة إلى مناطق خطرة للغاية عنوان مخاوفها الأعرض هو حل مشكلات إسرائيل على حساب الأردن.
واحدة من تلك المشكلات برزت في النقاش بعنوان حاجة إسرائيل لجهة تصرف جوازات السفر يقترح الأردن الرسمي ان تكون الدولة الفلسطينية فيما ثمة من يرى من الإسرائيليين انها يمكن ان تكون الدولة الأردنية.
وبرز نقاش مهم وعميق حول الانطلاق في سيناريو المخرج من الإجابة مجددا على السؤال الأساسي: هل إسرائيل بحالتها اليوم عدو يستحق مرونة من جهة الأردنيين تحت عنوان تحسين موقفه من عملية السلام أم انه خصم ينهش الأردن وجوديا؟
في المقاربات والنقاشات كلام كبير وغير مسبوق تحت عنوان اتباع خطوات تنسجم مع حجم الأردن، لكن الإجماع كان شبه متحقق على خطوات متلازمة أردنيا بكل الأحوال مطلوبة بعيدا حتى عن مزالق ونهايات سيناريو التفجير نفسه وتحريك الشارع الأردني والاستثمار فيه أساس لقواعد اللعبة الجديدة إضافة إلى تخفيف حدة الاعتماد في المشاريع إستراتيجية أردنية على إسرائيل مثل الطاقة والمياه.
وبرز سؤال غير مسبوق: هل يمكن للأردن المؤمن بالسلام إيجاد تسوية أو حل مع الصهيونية المتشددة؟ في الإجابة استعراض للخيارات ومن بينها توقف الاعتماد فقط على ما يسميه الرسميون بالشرعية الفلسطينية واحتضان منظمة التحرير والتواصل مع فصائل المقاومة والانفتاح أكثر على دول مثل إيران وتركيا وسوريا والعراق وأيضا قطر وتخفيف الاعتماد الإستراتيجي على دولة الإمارات والسعي وبأسرع وقت لإصلاح العلاقات مع دولة مهمة مثل السعودية وعدم الاكتفاء بعلاقات متقدمة مع مصر.
في المحليات ضمن سيناريو المخرج تركيز كبير ومن جميع الأطراف على منهجية المواطنة وتكريسها وحماية الصف الوطني وتعزيز الديمقراطية والانتخابات الحرة واستبدال هندسة الإصلاح بإصلاحات جذرية وحقيقية إضافة لاتخاذ موقف صلب في بناء القدرات المعلوماتية وإعادة النظر ببروتوكولات باريس، والعزف على وتر المقاطعة الاقتصادية مع الأخذ بالاعتبار ان سياسة التكيف على أمل تغيير الوضع في إسرائيل فرضية ساقطة حيث لا توجد حكومة إسرائيلية أفضل للأردنيين، وحيث لا توجد معارضة داخلية في إسرائيل والحديث الأردني هنا مع أشخاص في الحكم الإسرائيلي لا يؤمنون بالأردن.
محليا اقترحت وصفات تجنب كلفة الانفجار التركيز على حقوق الإنسان الفلسطيني بدلا من شكل الحل والتلويح بإلغاء الاتفاقية وتشكيل لجان حق العودة في المكون المخيماتي الأردني وإعادة النظر بالعقيدة البيروقراطية والأمنية، والتشبيك مع الشتات الفلسطيني ووقف صرف جوازات سفر أردنية واستخدام أسلوب التأثير بالعسكر الإسرائيليين لتخفيف حدة انجراف كيانهم، ثم ربط الالتزام بالمعاهدة وحتى التهدئة بالحلول النهائية للصراع وبصورة مرجحة إجماع وسط المشاركين على عدم المشاركة في مؤتمر النقب 2.
في الأثناء تركيز على ان الأردن في سيناريو المخرج يتعامل مع نطاق إيديولوجي إسرائيلي لا يبدل في رأيه بمجرد التعامل براغماتيا معه، وتوصيات بالتركيز على عنصرية إسرائيل وتمكين الجبهة الداخلية على أساس المواطنة والتذكير بان فرض دور على الأردن هو تجاوز لخط شديد الاحمرار، وبان الثابت الأردني الأساسي هو دولة فلسطينية قابلة للحياة وقادرة على منح الجنسية وتقوية المعارضة الإسرائيلية وتقديم المساعدة تحت عنوان الصمود للفلسطينيين تجنبا لتفريغ الأرض، والحرص والسهر على كسب معركة الرأي العام الدولي لان إسرائيل اليوم أصبحت قضية إشكالية إضافة إلى أفكارها بان تستثمر الشرعية الدولية أوراقها في فلسطين مثل الوصاية والقدس.