الأردن يتهيأ ‘لشيء كبير’: عمان رام الله وكيري والعكس: تنقيب في صفحات وثيقة عباس ـ بيلين وتسريبات عن ما يجري في فنادق لندن والنخب الفلسطينية منقسمة وتائهة

عمان ـ ‘القدس العربي’: يطالب مثقف فلسطيني بحجم ومستوى البروفيسور ربحي حلوم جميع المهتمين بقراءة وفهم ما يجري على صعيد المفاوضات المزعومة بالعودة إلى وثيقة ‘عباس ـ بيلين’ الشهيرة لإدراك المطب الذي تواجهه القيادة الفلسطينية في مواجهة ما يسمى بمشروع خطة كيري.
وجهة نظر الدكتور حلوم التي سمعتها نخب أردنية اجتمعت أمس الأول في محاولة للبحث عن آلية للتصدي كانت أن العبارات والمصطلحات التي وردت في ورقة ‘إتفاقية الإطار’ التي نتجت عن زيارات كيري المكوكية هي نفسها الواردة في وثيقة عباس ـ بيلين التي فضحتها ‘القدس العربي’ عام 1999.
في التفاصيل يمكن الحديث عن آلية العمل في القدس وقصة الحدود وحتى حق العودة والتعويض والكتل الإستيطانية.
قد تحصل تعديلات طفيفة هناك وهناك، لكن المأزق الوطني الفلسطيني وفقا لحلوم يتمثل في أن الأمريكي يستطيع إبلاغ الرئيس عباس بأنه شخصيا وقع على وثيقة توافق على المفاهيم الأساسية في العملية الجارية حاليا قبل نحو 15 عاما.
عباس آنذاك برأي الكاتب والمحلل السياسي حلمي الأسمر لم يكن يتمتع بأهلية القرار والنطق باسم الشعب الفلسطيني، هنا تحديدا يكمن المأزق فالرجل أصبح رئيسا ومن يتمنع في وجه التنازلات التي يفترض أن يقدمها عباس على بلاط مشروع كيري هو الإسرائيلي وليس الفلسطيني أو العربي.
السقف الذي يعرضه كيري ‘لا يمكننا القبول به’- قال القيادي عزام الأحمد لشخصية أردنية إلتقته مؤخرا مشيرا الى أن الرئيس عباس ‘لن يفرط’ بكل الأحوال ولإن كيري لم يقدم شيئا حقيقا يمكن الرهان عليه في إقامة تسوية نهائية من حيث المبدأ.
لكن الوسط السياسي الأردني يصر على أن ‘التفريط محتمل’ ما دام شبح الصفقات السرية بين الإحتمالات.
سياسي أردني رفيع المستوى همس في أذن ‘القدس العربي’ قائلا: ممثل منظمة التحرير في إحدى الدول الإفريقية يقود حاليا مفاوضات ‘مالية’ بقناة سرية مع موفدين إسرائيليين برعاية بريطانية وعزام الأحمد يبشرنا في عمان بأن ‘كل الأوراق وضعت على الطاولة الأردنية’.
يضيف السياسي نفسه: الكلام غير صحيح فالإجتماعات تتم في غرفة ملحقة بأحد فنادق لندن وأحد مستشاري عباس يتفاوض سرا برفقة أحد مساعدي كيري.. من السذاجة الإعتقاد اليوم بأننا في عمان لا نعلم بالتفاصيل ومن السذاجة الإعتقاد بأن السلطة ‘صامدة’ وصلبة لأن الرهان على تعنت وعقلية نتنياهو الذي نعرفه جيدا في الأردن.
على هذا الأساس فيما يبدو لم تكن القمة الأخيرة التي عقدت بين العاهل الأردني والرئيس محمود عباس مليئة بالمجاملات كما كان يحصل بالعادة فالتصريح الرسمي الأردني شدد بعد اللقاء على أن الملك رفع شعار ‘مصالح الأردن أولا’.
بوضوح رد عزام الأحمد بعد أسبوع بقصة ‘عباس لا يمانع وجود قوات أردنية في الضفة الغربية’ لكن معروف البخيت رئيس الوزراء الأسبق علق قائلا في إحدى السهرات: ‘نحن نمانع’.
حتى النخب الفلسطينية لا تبدو موحدة في التعاطي والتعبير عن خطة كيري فبعض الرموز تغيب تماما عن الواجهة مثل الدكتور صائب عريقات ولم يسمع أحد لبيان من أي نوع له علاقة بشخصية من وزن فاروق القدومي وعباس زكي موفد عباس للأردنيين يطالب في مجالسه الخاصة بعدم’توقع الكثير’.
ترد تسريبات كثيرة عن قنوات تفاوض خلفية مرة بإدارة مستشار عباس أكرم هنية ومرة بعلم وإطلاع ياسر عبد ربه الذي كشف مؤخرا لصحيفة دنيا الوطن الإلكترونية عن حقيقة ما قدمه كيري في الوقت الذي إستندت السلطة في خطابها مع الأردن على فكرة أن كيري أكثر من الكلام ولم يقدم شيئا ملموسا.
وحده عزام الأحمد يجتهد في عمان وبيروت لتأكيد رسالته المركزية بعنوان أن الرئيس عباس لن يوقع على تنازلات تفريطية وإن كان ـ أي الأحمد- لأسباب غامضة حتى للأردنيين طرح بدون مقدمات ورقة ‘الضفتين’ على نحو مباغت فيما كان رئيس مجلس الأعيان الأردني عبد الرؤوف الروابدة يسأل قياديا بارزا في حركة فتح التقاه على الغداء عن ‘آخر أخبار المصالحة الفتحاوية’.
حتى أوساط خصم عباس الأبرز القيادي محمد دحلان تحرص على البقاء أبعد مسافة ممكنة عمّا يجري وإن كانت تراقب التفاصيل وفي اللقاء الثاني الذي جمع دحلان بكيري في أبو ظبي طلب الثاني من الأول المشاركة ضمنيا بالحفلة ومساعدة عباس فرد دحلان بالإعتذار عن المهمة ثم أبلغ كيري: ما تعرضونه لا يذكر ومن جهتي لست مع مشروعكم وسأكون كفلسطيني في الإتجاه المضاد.
يستبعد فلسطينيون كثر إمكانية فرض تسوية سياسية ما دامت غزة خارج السياق وحركة فتح غير موحدة لكن عمان وبوضوح وبكل اللغات ‘تتهيأ لشيء ما كبير’.
يمكن تلمس بداية جاهزيتها نتحدث عن عمان- لأي تحول دراماتيكي في مسار الأحداث من خلال التعبيرات المضطربة التي ترددت على لسان أكثر من مسؤول فيها مثل رئيس ديوان الملك الأسبق رياض أبو كركي الذي هاجم فجأة وبدون رسالة محددة كل الجهات.
لكن الإشارة الأهم أردنيا في السياق تتمثل في الخطوة التي تم الإعلان عنها أخيرا عندما قبلت المحكمة الدستورية ملفا حولته لها محكمة التمييز يطعن بدستورية قانون الإنتخاب فخطوة من هذا النوع حسب العضو البرلماني محمد حجوج وراؤها بكل الأحوال ما وراؤها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول م-مهدي الطوافشه -الاردن -الباديه الشمالية:

    شىء مريب.الاردن اولا. ما عندنا يكفينا وإذا في قرارات صعبه بتأكيد سيحل مجلس النواب للخلاص من اي مشاكسة نيابيه لأي قرارات غير شعبيه

  2. يقول محمد شريح - رومانيا:

    بالونات الاختبار التي اطلقها البعض الفلسطيني سابقا اصبحت ورقة سياسية بيد كيري ونتانياهو حاليا ولكن الاهم هو ان صاحب الامر والقرار في المنطقة كلها ليس الفلسطيني او العربي وانما الامريكي والدي يملك 99% من اوراق الحل مند اتفاقيات كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة وللان – المواطن العادي لا يستشار ولا قيمة له عند البعض ولكنه لن يقبل باي اتفاقيات تضر بمصالحة الوطنية والفردية وبالنهاية فان اللاجئ الفلسطيني هو صاحب القرار الاخير

  3. يقول محمد طاهات / عضو في رابطة الكتاب الأردنيين:

    بسم الله الرحمان الرحيم , وبالله نستعين , وبعد
    نحن في الأردن والفلسطينيون في فلسطين وفي سائر المنافي التي يوجد فيها فلسطنيوون نخااف مما يدور وراء الكواليسس وفي الخفاء , نخاف أن تحل القضية الفلسطنية على حساب الأردن ,وقضية الوطن البديل تشغل أذهان المواطنيين جميعا , كما أن قضية عدم عودة اللاجئين الفلسطين الى وطنهم الأم فلسطين ةتعويضهم بدل من ذلك تؤرق كل المواطنيين فلسطينيين وأردنيين , وهذا حق مشروع لهم تقره كلالشرائع القانونية والدولية , تأتي اسرائيل وأمريكل لتلغيه , هنا يكمن الخطر والخوف من موافقة المشاركين في هذا الموضوع من جميع الأطراف أردنيين وفلسطنيين واسرائيلين وأمريكان على مثل هذا الحل الذي تسعى ايه أمريكا واسرائيل بكل قوة ومن زمن طويل , فهليحق لنا كمواطنين أن نحلم بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على المابر والحدود تشمل كل فلسطين بما فيها غزة وعاصمتها القدس العربية وعودة كل اللاجئين أو تعويض من لايرغب في العودة , نأمل ذلك.

  4. يقول المشير:

    (للتذكير)( كانت احدى فقرات البرنامج السياسي للمؤتمرالرابع لحركة فتح الذي عقد عام 1980تنص على الاتي تقف الولايات المتحدة على راس معسكر اعداء شعبنا وامتنا كونها تنتهج سياسة معادية لشعبنا وثورتنا وامتنا العربية ولكافة قوى التحرر العربية والعالمية وتدعم الكيان الصهيوني وعملائها في المنطقة ، وتقيم احلافا عسكرية هدفها اخضاع المنطقة لنفوذها عسكريا من اجل نهب ثروات امتنا ولذلك لا بد من تعزيز الجبهة العالمية المعادية للسياسة الامريكية وخوض المعارك ضد هذه السياسة واسقاطها وضرب مصالح امريكا في المنطقة ).والان وبعدمرور34عام من هذا المؤتمر مازالت امريكا هي العدو الرئيسي للشعب الفلسطيني وقضيته والداعم الرئيسي للعدو الاسرائيلي الذي يحتل ارضنا

  5. يقول إذا دحلان مستشرف:

    الله يستر
    اللهم رد كيد الصهاينة في نحورهم

  6. يقول Hassan:

    سكان الضفة سوف يزج بهم في الأردن. أهل غزة يقع إلحاقهم بمصر. جماعة 48 قد يرحلون إلى أستراليا. هذا هو السلام الذي يريده كيري ومن ورائه الصهاينة. كل ذلك يحدث لأن الفلسطيني لم يفعل شيئا يذكرنحو وطنه ولم يكن مثل الفيتنامي
    الذي وسيلة حربه كانت الأنفاق التي تفتح على معسكرات عدوه. لماذا التيه أيها الفلسطيني وأنت لم ترحل بعد بالقوة من وطنك؟ بادر وسترجع وطنك بما يتوفر لك من وسائل.

    1. يقول bozied- USA:

      اقيم بالله كلامك رائع يا حسان

  7. يقول سوري عروبي:

    وانا أقول للأردن لا تتهيأ لشيء ، ليس هناك شيء بجديد

  8. يقول نور - لندن:

    ما يحصل حقا هو ان اخواننا الفلسطينين يظنون انه من مصلحة الاردنين الموافقة على اتفاقية الوطن البديل ولكن بالحقيقة و الواقع الاردنيون لن يقبلو بذلك النوع من الاتفاقيات اللتي تضر بمصلحة الدولتين الشقيتان …فبالنسبة للاردنين “مصلحة الاردن اولا” اما بالنسبة للفلسطينين فإنهم لن يقبلو بالتنازل عن اراضيهم و لا ﻷي ثمن
    وهذا ما يجب ان يفهمه الطرفان حتى نكون على صفحة واحدة و ندافع عن القضية الرئيسية …قضية وطننأ المسلوب وارضنا المحتلة
    و نهاجم كل المعتدين ك يد واحدة و نهاجم امثال كيري و نتنياهو
    واذا تخلص كلا الطرفين الاردني والفلسطيني من العنصرية المشكلة ما بينهم و من النزاعات التي لا اساس لها من الصحة و لا مصلحة لكلا الطرفين الاستمرار بها …سوف نشكل دولة عظمة تتمكن من التخلص من اسرائيل وحلفائها ….
    ولكن …وا اسفاه …….

إشترك في قائمتنا البريدية