الأردن يقاوم إجباره على تبني ‘الأجندة السعودية’ ضد الأخوان المسلمين وتعديلات على برنامج زيارة أوباما إلى الخليج واستمرار الخلافات في ‘الخليجي’

عمان ـ ‘القدس العربي’ يؤشر اللقاء المحتمل ترتيبه في الساعات القليلة المقبلة لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أن مظاهر الإنقسام والصراع داخل النادي الخليجي ما زالت قائمة ولم تصل بعد لإنضاج مصالحة سريعة تحافظ على وحدة منظومة مجلس التعاون الخليجي.
أوباما وفي إطار البحث عن الأفكار البديلة عن الفكرة ‘الأردنية’ التي كانت تقضي بلقاء جميع قادة دول الخليج في الرياض يخطط لقمة أمريكية- سعودية وأخرى إماراتية ـ أمريكية ضمن سلسلة لقاءات يرى دبلوماسيون غربيون أن هدفها التوثق من الملامح الأساسية للتحالف الأمريكي مع الدول الخليجية.
عمان كانت قد أثارت إنزعاج عناصر التشدد السعودي ضد دولة قطر عندما اقترحت على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في لقاء العقبة الأخير ترتيب ورعاية واشنطن لمصالحة خليجية سريعة تحتوي الخلاف المتنامي بين نخبة من دول مجلس التعاون الخليجي بسبب ملف الإخوان المسلمين.
تحمس الأمريكيون في البداية للفكرة الأردنية ودعمتها الكويت.
لكن السعودية عبرت بوضوح عن رغبتها في عدم مناقشة أي مصالحة مع قطر قبل الإلتزام بشروطها المعلنة التي يرى جميع المراقبين أنها ‘انفعالية وغير منصفة’.
حتى اللحظة يمرر الأمريكيون التشدد السعودي ويتفاعلون مع رغبة الرياض في إبعاد احتمالات المصالحة لأبعد مسافة ممكنة، الأمر الذي برر فيما يبدو تعديل برنامج زيارة أوباما إلى المنطقة وللسعودية بالذات والتراجع عن فكرة عقد قمة أمريكية مع جميع زعماء دول الخليج.
ووفقا لمصادر مطلعة حصلت مستجدات على أجندة لقاء أوباما ‘الخليجي’ تضمنت عقد جلسة مباحثات سعودية فقط في الإمارات وإلغاء اجتماعات خليجية كانت ستنسق اللقاء العام مع أوباما على أن تعقد جلسة مباحثات إماراتية- أمريكية قريبا عبر لقاء بين أوباما والشيخ محمد بن زايد.
هذا التطور في مسار الأحداث يؤشر إلى أن المصالحة السريعة واحتواء الخلاف داخل المعسكر الخليجي أبعد مما ينبغي في هذه المرحلة على الأقل مما طور حلقات متصاعدة من مظاهر الصدام بين دول الخليج خلف الكواليس وتسبب بالإحراج لدول عربية متعددة أهمها الأردن.
لكن أوباما يبدو مهتما بمسألتين قبل لقائه في واشنطن بالرئيس محمود عباس بعد محطته السعودية والخليجية الأولى تتمثل في تجديد الثقة بالتحالف الأمريكي الخليجي وتحديدا ‘تطمين’ السعودية على نهايات التقارب الأمريكي مع إيران، والثانية البدء بحملة تسويق وترويج خطة جون كيري للسلام على صعيد دول الخليج.
الأردن بالنتيجة يقاوم منذ أسابيع رغبة سعودية في اتخاذ موقف مضاد لقطر مرسوم على قدر الإستراتيجية الجديدة في إخضاع الدوحة سياسيا ودفعها للإنقلاب التام على جماعة الاخوان المسلمين.
الإنطباع يتشكل في أوساط القرار الأردنية أن العمل على عدم إنضاج إستراتيجية مصالحة خليجية وبأسرع وقت ممكن سيضع عمان قريبا أمام استحقاق في غاية الصعوبة والتعقيد يتمثل في التعاطي مع الإستراتيجية السعودية المضادة للإخوان المسلمين خصوصا بعد إعلانها ‘جماعة إرهابية’.
لا يخفي مسؤولون أردنيون قلقهم من احتمالية أن تطالبهم السلطات السعودية في وقت قريب بموقف مماثل في حظر جماعة الأخوان المسلمين مستخدمة ثقلها المالي والسياسي للضغط على الأردن فقد استمعت ‘القدس العربي’ مباشرة إلى رئيس الحكومة عبدلله النسور وهو يثني على السعودية لأنها الوحيدة ـ تقريبا – التي تضع بعض قطرات الماء في حلق الإقتصاد الأردني.
لا توجد مؤشرات من أي نوع تفيد بأن القصر الملكي الأردني بصدد التجاوب مع استراتيجية السعودية ضد الإخوان المسلمين الذين أظهرت قياداتهم في الأردن بالمقابل حرصا كبيرا على ‘معاتبة’ السعودية وليس على انتقادها أو إحراج الدولة الأردنية بالتعرض لها.
من هنا شكل دعم عمان للمصالحة بين السعودية والإمارات وقطر خيارا سياسيا لتجنب طلبات سعودية متوقعة بالقياس من الحكومة الأردنية وهي خيارات غير ممكنة بسبب النفوذ الإجتماعي الكبير للاخوان المسلمين في الأردن وهدوئهم الملموس على الجبهة الأردنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو مجدي الطعامنه:

    لم يكن ولن يكون الأردن يمارس سياسة الوجهين ،بل كان يتعامل مع كل اخوته العرب بوجه واحد من المودة والمساندة والحب للجميع ، نعم كان يراعي مصالحه وحاجاته لتلك المساعدات التي جاد به هؤلاء الإخوة مشكورين ، ولكنه كما لم يخضع يوما للضغط من احد لإتخاذ مواقف تتخالف مع قناعاته الوطنية المستقلة ، لا نذكر انه تعرض لمثل هذه الضغوط من اشقائه السعوديين والإماراتيين .
    كانت عقيدة الدولة الأردنية منذ نشأتها أن تظل تمارس دورها الحيادي الأخوي مع كل الدول العربية وكانت وما زالت تمارس سياسة الحياد عندما يقع بينهم الخلاف ، مثلما كانت مع الجميع على خط واحد من المساندة ووضع جيشها القوي في خدمة الذود والدفاع عن الجميع ، وكانت تزيد في فضلها وفضيلتها انها تحملت الكثير من كمد بعض إخوتها الزعماء العرب ، وكانت تهادن بعقلانية وروية وتحمل ، ولا يخفى على احد كم عانى الأردن من مؤامرات القذافي ولكن القيادة الأردنية ظلت والى قبل ان يقتل القذافي على علاقة مسالمة معه …….. وذهب القذافي وكل المغالين وبقي الأردن قلعة شموخ وبيت امن وأمان لأمة العرب والإسلام .

إشترك في قائمتنا البريدية