الأسئلة أكثر من الأجسام الطائرة بعد ليلة “الشظايا” الأردنية.. المعارضة حائرة وبيان الحكومة مقتضب

حجم الخط
0

عمّان- “القدس العربي”:

استنتاج الأمين العام لأكبر أحزاب المعارضة في الأردن، بعد ظهر الأحد، قد ينطوي على رسالة، حيث لم يصدر عن حزب جبهة العمل الإسلامي أي موقف نقدي او اعتراضي عمليا على دور البلاد النشط في التصدي عبر أنظمة الدفاع الجوي للأجسام الطائرة الإيرانية، فيما أصدر مجلس الوزراء بيانا مقتضبا شرح بدون تفصيل للأردنيين ما حصل فجر اليوم ووضع بعض المحددات.

الشيخ مراد العضايلة، تجنب التعليق المباشر في تغريده له، على النطاق العملياتي، ونشر مادة تحدث فيها عن ثبوت عجز الكيان الإسرائيلي.

وقال العضايلة في أول ردة فعل “حائرة” إلى حد ملموس على ليلة الشظايا والأجسام الطائرة، إن إسرائيل أثبتت حاجتها إلى تدخل وحماية مباشرة من “الجيش الأمريكي وحلفائه في المنطقة لأي مواجهة قادمة مع أي قوة إقليمية” مشيرا إلى أن غزة فهمت هذه المعادلة، واقترح على أهل الضفة الغربية فهمها بالاعتماد على الذات بعيدا عن أحلام أوسلو والتنسيق الأمني.

لم يمتدح أي بيان للتيار الإسلامي في الأردن بصورة مباشرة عملية القصف الإيرانية ضد إسرائيل، الأمر الذي يثبت مجددا ضعف الرواية المحلية عن تحالف ما بين إيران والإخوان المسلمين.

على جبهة موازية، تزاحمت الأسئلة الحرجة بصورة ملحوظة وسط الأردنيين، بصيغة لا تقل عن زحام الأجسام الطائرة وطائرات وأنظمة الدفاع الجوي التي تصدت لها حتى ساعة متأخرة من فجر الأحد في سماء عمّان العاصمة وبعض المدن الأردنية، حيث رُصدت بالصوت والصورة المناورات الجوية في السماء. وحيث  تابع الأردنيون بعض شظايا الصواريخ والمسيرات  الإيرانية التي سقطت في أراضيهم. فيما رُصدت مبالغة من الإعلام الإسرائيلي تشيد بدور الأردن في التصدي للهجمة الإيرانية، وإظهار شراكة غير موجودة سياسيا في الواقع بين عمّان وتل أبيب بقدر ما هي متاحة بين عمّان وواشنطن.

خلاصة ما شرحه مجلس الوزراء الأردني في بيانه المقتضب، تبلغ المواطنين بالتصدي لأجسام طائرة حاولت اختراق الأجواء الأردنية، مع تحذير للموطنين لاستقاء المعلومات من المصادر الرسمية، وعدم وجود ما يبرر إعلان حالة الطوارئ، وتطبيق بروتوكول حظر الطيران المدني وفقا للمعايير الدولية عند الحاجة والضرورة.

دون ذلك، لا شروحات عن خلفية ما حصل من جهة مجلس الوزراء. ودون ذلك أيضا، لا إجابات مفصلة على الأسئلة الحرجة التي يحاول إعلام تل أبيب تضخميها من جهة الرواية الحكومية في شرح الخلفيات والأبعاد والتداعيات، أو الإجابة على سؤال “الخطوة التالية” بعد التصدي الأردني النشط والاحترافي لكل طائرة مسيرة أو صاروخ إيراني حاولا العبور عبر الأجواء الأردنية، وتحت يافطة عدم السماح باختراق الأجواء ومن أي جهة كانت.

مكاسب الاردن السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لا يمكن إعداد كشف بها الآن. لكن الشارع وبعيدا عن التصور الرسمي، أظهر قدرا كبيرا من الاحتفاء بفكرة ضرب إسرائيل، والحكومة قالت إن ليلة الأجسام الطائرة انتهت بدون خسائر بشرية، فيما بدأت بالتزامن ملامح أزمة ما في محور العلاقة مع المؤسسات الإيرانية.

هنا حصرا، سفارة طهران وإزاء سيل من التعليقات التي تحذر الأردن، أصدرت بيانا في عمّان نفت فيه صدور أي تهديد رسمي من الجمهورية، واقترحت أن مواقف بلادها تصدر عن الجهات الرسمية فقط، وذلك في تعليق على ما نقلته بعض وكالات الأنباء من أن الاردن قد يصبح الهدف التالي للحرس الثوري الإيراني.

في المقابل، تصريح إذاعي محلي للناطق الرسمي باسم الحكومة، الوزير مهند مبيضين، قال فيه إن بلاده دولة مستقرة في منطقة غير مستقرة، وإن البعض يسعى لإرباك الأردن وأن تحول البلاد إلى محطة عبور لأي أجندات دولية، أمر مرفوض.

وفيما يخص السياق العملياتي العسكري، قال مبيضين إنه سوف يتم التعامل مع أي وضع بشكل احترافي. وحاول التذكير بأن بلاده لا تتدخل في الشؤون الإيرانية.

لكن التعقيدات الإيرانية الداخلية واضحة، وهي عبارة لم يفسرها وزير الاتصال الاردني بعدما ربطها بأجندات تسعى لإرباك المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية