الأسد واداء اليمين… نهاية الثورة أم نهاية سوريا؟

حجم الخط
24

ادى الرئيس االسوري بشار الاسد اليمين الدستورية امس لبدء فترة رئاسية جديدة من المفترض ان تمتد لسبع سنوات. وجاء في اليمين «اقسم بالله العظيم ان احترم دستور البلاد وقوانينها ونظامها الجمهوري وان ارعى مصالح الشعب وحرياته واحافظ على سيادة الوطن واستقلاله وحريته والدفاع عن سلامة ارضه وان اعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية ووحدة الامة العربية».
وقد بدأ الأسد ولايته الجديدة بمخالفة دستورية حيث أدى اليمين في القصر في حين ينص الدستور على ان يؤديه داخل البرلمان.
اما السؤال البديهي والمأساوي في آن الذي يثيره تأمل نص اليمين الدستورية فهو ان كان بقي وطن اصلا ليحافظ الاسد على «سيادته واستقلاله وحريته وسلامته»؟
انه يوم حزين حقا. ليس فقط على المستوى السياسي او المحلي بل والانساني والكوني ايضا. ديكتاتور ارتكب عددا قياسيا من جرائم الحرب يقف فوق اجساد ملايين الضحايا والنازحين واللاجئين، وفوق حطام سوريا نفسها، ليعلن انتصاره، مرتديا قبعة «رجل السلام» الذي يعرض «رعاية المصالحة الوطنية»، ويتعهد تحقيق «العدالة الاجتماعية»(ربما يقصد التوزيع العادل للبراميل المتفجرة على المواطنين الامنين).
ومن حق ملايين العرب والسوريين ان يروا في اداء الاسد لليمين الدستورية مناسبة لبكاء مرير مستحق على سوريا التي قد لا تعود ابدا كما عرفناها، او لتأبين «الثورة» التي تحولت خلال الاعوام الاخيرة الى صراع بين ميلشيات،(بينها ميلشيا النظام الحاكم نفسه)، وامراء حروب واباطرة سياسة على الغنائم بكافة اشكالها.
لكن على المستوى السياسي، يجب نظريا ان يكون اداء اليمين محطة ثمينة لجميع الاطراف للتوقف والتأمل والتعلم ايضا من الاخطاء، عبر محاولة الاجابة عن اسئلة تبقى مشروعة وان كانت مؤلمة او محرجة للبعض، ومنها.
اولا: هل يملك ما يعرف بـ «الائتلاف السوري المعارض» اي مشروع حقيقي للتحرر الوطني؟وهل حقا يمثل ذلك «الائتلاف» الشعب السوري، ولو جزئيا، ويبدو واضحا ما يعانيه من تمزقات تعكس التقلصات في العلاقات المعقدة بين مموليه، وليس الخلافات الصادقة بشأن مقاربات او برامج تجاه الازمة السورية. بل ان البعض اصبح يسأل ان كان الائتلاف ما زال يمثل «بديلا ديمقراطيا حقيقيا» خاصة ان هذه النقطة تحديدا كانت السبب المعلن لاخر ماعاناه من انشقاقات. وما اطلقه المنشقون من «اوصاف قوية» على الانتخابات الاخيرة التي اسفرت عن اختيار هادي البحرة رئيسا جديدا؟
ثانيا: هل تتجه «خريطة الصراع» داخل سوريا الى نوع من «استقرار الامر الواقع» الذي تفرضه التطورات العسكرية والسياسية الاخيرة على الارض، والتي تتلخص في «تقسيم كانتوني» لسوريا اساسا بين قوات النظام المدعومة من حزب الله، وقوات داعش، بعد الاختراقات التي نجحا في تحقيقها، والتطورات الاقليمية التي تكرسها، خاصة «فتوحات» داعش في العراق، التي تمثل خط امداد لوجستي يدعم مركزها كـ « خصم او شريك» يقف على قدم المساواة مع النظام. ومما يكرس هذا التحليل اتساع نطاق «المصالحات المحلية» على غرار مصالحة حمص، بين النظام والمجموعات المسلحة، في دليل اضافي على انهيار تنظيمي للمعارضة في الداخل.
ثالثا: هل اصبح النظام، بالنظر للمعطيات الجديدة، جاهزا الى نوع من «اعادة التأهيل السياسي» اقليميا ودوليا، خاصة بعد بروز «داعش» كتهديد حقيقي تجاوز سوريا والعراق الى الاقليم باكمله، وما يحويه من مصالح حيوية لقوى عظمى، اصبح تدخلها مسألة تتعلق غالبا بالتوقيت والتفاصيل، وليس المبدأ، وهو ما يسعى النظام للاستفادة منه بطرح نفسه (كشريك امر واقع لاصدقائه واعدائه الاقليميين والدوليين على السواء) في محاربة الارهاب؟ خاصة بعد ان تعلم الجميع بـ «الثمن الباهظ» ان اي فراغ نتيجة لتآكل الدولة في هذا الجزء من العالم لاتملأه الا قوى التطرف والعنف والتكفير، وان التغيير الوحيد الآمن هو الداخل وليس عبر تدخل خارجي لن يصبر على العواقب، ولن يكمل الطريق الوعر نحو التحول الديمقراطي المنشود.
واذا كان العقل هو معرفة ما هو آت بما قد كان، فللأسف لا يبدو في الافق امل في ان تغير اي من القوى الفاعلة سواء سوريا او اقليميا من مساراتها، فقد نجح الديكتاتور، الى اشعار اخر، في الاستفادة من اخطاء خصومه من جهة ومن تغاضي المجتمع الدولي ولاسيما الولايات المتحدة عن الجرائم والمجازر التي يرتكبها نظام الأسد ضد الشعب.

رأي القدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شادي القدس:

    بالكم بعد اداء اليمين بيجي الوقت المناسب للرد اللي بنسمعه من عشرات السنوات والا ما عندو شجاعة غزة اللي بترد على طول المكان والجغرافيا والتاريخ

  2. يقول شادي القدس:

    اسرائيل زاحت اللي زاحتو مرسي …. وقعدت اللي قعدتو السيسي … الاسد
    المفكر اليهودي ياكوف درور يقول : “إن إسرائيل أدركت مبكراً الفوائد الهائلة في وجود الدكتاتوريات العربية وإسهامها الحاسم في تقليص حدة المقاومة للمشروع الصهيوني لذا سعت للحفاظ على حكم الطغاة العرب”….

  3. يقول شادي القدس:

    ما أعظمها من مقاومة لن تساوم
    طفلة غزاوية طالها القصف:
    “لا يا دكتور , ما بدي إبرة المخدر عشان ما أفطر و يضيع صيامي”
    هل هذا شعب يهزم

  4. يقول Hassan:

    تمزقت سوريا بأيدي العرب، فلماذا أداء القسم؟

  5. يقول رضوان الشيخ - السويد(Sverige):

    بإختصار نهاية الطاغية بشار البراميلي الكيمياوي.

  6. يقول زياد الرفاعي:

    السؤال المهم ليس ان سوريا وثورتها سوف ستنتهي ام لا بل سوريا سوف تبقى عصية على الطغاة منصورة بأذن الله هي وثورتها لكن السؤال الابرز الذي يجب ان يوجه الي هذا الطاغية الم تشبع من دمائنا واهات جرحانا الم يكفيك اجراما بحق الاطفال والنساء وقبل كل هذا الأسئلة يجب ان يكون سؤال الم يتأخر هذا الطاغية بالقسم فسفاح القاهرة قد اقسم اليمين بعد فترة وجيزة من تنصيبه على اشلاء الشهداء

  7. يقول جمال:

    نهاية الفتنة

  8. يقول غادة الشاويش:

    * المقال موضوعي في شق منه لكنه يسوق لهزيمة ( على طريقة ارفع علمي واعلن نصري في منطقة لم انتصر فيها لعل هذا يتسبب في انتصاري ) لم تحدث للمعارضة السورية بكل فئاتها بل ستطال فئة الغنائم والسي اي ايه ومن وجهة نظري المتواضعة اتفق مع راي القدس العربي بما يلي :
    * استشهدت سوريا على يد الطاقم الامني القذر الذي ادار التعامل مع الاحتجاجات وربما فعلا لن نشهد سوريا جديدة بل المقسمة الى كانتونات .
    * لم ينتصر الدكتاتور ( وهذا ليس شعرا) ، بل هو تسويق متعمد وجزء من فن الحرب النفسية الساعية الى احداث هزيمة معنوية للمعارضة الشرسة التي فشل الاسد في تطويعها ، بعد مهزلة الانتخابات التي خيضت خصيصا لتزوير النتائج وتاكيد(اجنبيةالثوار عن ارضهم ) ، وكحرب نفسية ليقول لنا انتصرت انهارت المعارضة وانهزمت وانتهت (المؤامرة)، فيما هو يفقد السيطرة في درعا ولم يحقق حلب ولا الريف وكل ما في الامر حمص لا اكثر ( هذا ان استمرالوضع على ما هو عليه في حمص ،والمصالحات هي ليست مصالحات كاملة ولا تعبر عن الثوار بل يقوم بها محافظون ومن يملي عليهم النظام ذللك، والا لماذا يقصف الوعر وام شرشوح في ريف حمص ما دامت الحرب وضعت اوزارها والمصالحة انجزت ؟
    *والاسد ( المنتخب وفي رايي هو منتحب لانه يعلم ان بقاءه ليس الا مسالة وقت ) ،ربما حتى بالنسبة للحليف الايراني الذي يحتاج الاسد وقتيا لكنه غير قادر على الاستمرار بالتمسك به بعد انجاز مكتسبات بقائه للايرانيين ،
    *الاسد لم ينتصر ( وكذللك المعارضة وهذه هي الحقيقة التي جانبها راي القدس اليوم ، لانه عاجز عن الحفاظ على وحدة الجيش السوري و على سلطته على كامل الاراضي السورية وهو امرمن المحال تحقيقه بل ان المناطق التي يسيطر عليها النظام قد لا تبقى تحت سلطته والمناطق التي حررها سيواجه فيها حرب استنزاف لن يصمد فيها طويلا ( الا بالقدر الذي يستاجر فيه دوليا لمكافحة الارهاب وهو دور ستنافسه عليه بعض دول الاقليم الشريرة في المقلب الاخر ( طهران والرياض تتنافسان لخوض هذا الدور وكليهما استخدم داعش وكلاهما ادانها لما تحركت ضد مصالحه) ، ولاعلى وحدةجيشه ناهيك عن اقتصاد منهار لن تقوى ايران على اسناد النظام الى ما لا نهاية وهي التي تواجه حصارا اقتصاديا وتعثرا محتملا في الاتفاق النووي ( وما فورةالحوثيين والدواعش وربما معركة غزة التي فرضت بالقوة على القطاع المحاصر مصريا والمجوع ايرانيا ،ربما لابعاد شبح الحرب حرب استهداف طهران والحزب اسرائيليا (ردا على الموضوع النووي وبالتواطؤ السعودي ( لتفجير لبنان داخليا بحيث يتورط الحزب في سوريا ( تعويضا عن الميليشيات العراقية التي لحقت المالكي في حربه على داعش ومرورا بموجة تفجيرات مبرمجة بندريا ربما للغرق في حرب اهلية داخلية في لبنان وليس انتهاءا بوضع العراق الذي على الاغلب سينحى الحزب الى عدم التورط فيه بقوة ) الا احد حلقات سلسلة السباق الاقليمي بين طهران والرياض في الملف النووي واسرائيل ليست بعيدة .
    * لهذا الحرب ستبقى مستمرة ولم ينتصر لا الاسد ولا المعارضة الى الان ،وقد يصل الحريق قريبا جدا الى لبنان والى الاردن وربمايندلع العنف الطائفي على امتداد خريطةالمنطقة ليولد التقسيم الجديد القائم على الكانتونات الطائفية والذي يستعمل ارهاب الاقليات الدينية والطائفية ويعطيهاامتيازات ويهز ايضا بجزرة النفوذ والتوسع للقوى الطموحة، اننا في مخاض عسير وولادة بالنار لقوى جديدة خارجة عن حسابات جبابرة العالم وعمالقة الاقليم هي في الحقيقة من ستستفيد من كيمياء المصالح التي يديرها جهة واحدة تريد التغيير الحقيقي نحو الافضل انه الله تعالى والشعب
    وزراة المستضعفين ، عاصفة الثار ، ام ذر الغفارية ، جريحة فلسطينية منشقة عن المنظمة التي تطلق على نفسها اسم حزب( الله )

  9. يقول Farid:

    نختصر الموضوع لو افترضنا ان الارهابيون هم من كان يحكم سوريا يامن تطالبون برحيل النظام كيف يكون حال الشعب السوري كان تحول كله مليشيات ليذبحوا بعضهم منهم الداعشي ومنهم النصرة ومنهم القاعدة ومنهم المتاكردة ومنهم الدرزية ومنهم المسيحية ومنهم الشيعية والعلوية ومنهم الارمنية ومنهم السريانية كل هولاء لا يقبلوا بعضهم والحل هو قتل بعضهم وامامكم ليبيا امامكم العراق امامكم لبنان وكل هولاء تحكمهم الطائفيات ووالاثنيات فهل تريدون تلحوا سوريا ايضآ . حمدوا الله سبحانه ان سوريا استطاعة الصمود امام هذه المؤامرة وتفشل مخطط الاعداء بجعل سوريا تلحق اختها العراق وليبيا ولبنان ويعود ذلك الفضل لوعي الشعب وتكامل بين الشعب والجيش ونريد نظام سوريا يستمر ويبقي للدفاع عن شرف الامة وكرامتها وتحرير الاراضي المحتلة كفاية لدينا ٢١ حاكم عربي منبطح والوحيد الذي يمثل الشعوب العربية والكرامة العربية هو الرئيس البطل بشار الاسد محبوب الوطنين العرب .

  10. يقول غادة الشاويش:

    فريد تعال نعد عدد ضحايا العنف الطائفي وعدد ضحايا الطاغية الذي تتحدث بلغة خشبية لتلميعه وكانك تعيش في جمهورية الواق واق يا اخ فيصل ستكتشف ان عدد المقتولينعلى يد الاسد اكبر بكثير ( يعني لو افترضنا انه الجماعة قتلوا بعضهم بعضا
    لن يسقط اكثر مما فعل الاسد الذي هو نفسه من شجع الفتنة ولع بورقة داعش ( فرق تسد وما تفجير مسجدي السلام في طرابلس وما قضية ميشيلسماحة الا شاهد لا شك فيه ان النظام السوري يستمد بقاءه من الفتن الطائفية يعني لو حسبت عدد القتلى بيطلع مسؤول عن قتلى الفتن الطائفية( التي اشعلها عمدا ليبقى ) ، وعن قتلى القصف الارهابي المتوحش ، اما الامة فشرفها اول من داسه هو من ورط المقاومات بعواقب قمعه الوحشي للشعب وسوء ادارته للازمة التي فتحت سوريا لاكصر من ثمانين جهاز استخبارات اقليمي ودولي اليس هذا فشلا كافيا ، النظام السوري تسبب في استدراج الحزب الى وحل الطائفية ( والحزب حتما ايضا مسؤول عن تبعيته العمياء للمشروع الاستراتيجيالايراني وسيكون ذراعا عسكريا ضاربا في لبنان وخارجها ما قد سيتسبب في القضاء عليه لان ايران لا تتحكم بمساحة الصراع وحدها بل العربية السعودية ( القرن الثاني للشيطان في المنطقة ) وعاقب حماس لانها حايدت ولمتؤيد بل اسدت له نصائح اصلاحية قال بصراحة انه مستغن عنها فرجاء انت تتكلم عن تاريهخ مضى وعن مقاومات نحرت واخذت بعيدا عن فلسطين بسبب شرور هذا النظام .
    وزارة المستضعفين عاصفة الثار ، ام ذر الغفارية ، جريحة فلسطينية منشقة عن منظمةالارهاب التكفيرية التي تقاتل السوريين في ارضهم وتعمل على تحريرها منهم لانهم( تكفيريون ارهابيون ) يقفون في وجه بشار الاسد الذي يبدو لهم انه لم يمارس اي ارهاب وهو بشار( كرم الله وجهه وعليه السلام ) ، بدلا من تحرير فلسطين وتحشد في البقاع الشمالي بدلا من الجنوب في عز حرب غزة
    تلك التي تطلق على نفسها اسم حزب( الله )

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية