منذ انفجار الاحتجاجات الشعبية في سوريا في آذار- مارس 2011، رفع انصار النظام الاستبدادي او ما يطلق عليه السوريون اسم ‘الشبيحة’، شعارين:
الشعار الأول هو ‘الأسد او نحرق البلد’، واشتعلت الحرائق، وامتلأت شوارع المدن والبلدات السورية بجثث الشهداء والضحايا. بدأ النظام باحراق البلد قبل ان تطلق المعارضة السورية رصاصة واحدة. الأزهار والمياه التي قدمها غياث مطر للجنود السوريين، قابلها النظام بإعادة جثة الشاب الى ذويه مشوّهة. والرد على مظاهرات درعا السلمية اتى عبر جثة الفتى حمزة الخطيب الممزقة، وحنجرة القاشوش اقتلعت قبل ان ترمى جثة المنشد الشعبي في نهر العاصي.
لم يسبق ان استخدمت الدبابات في قمع المظاهرات، ولم يسبق لسلطة ان تجبّرت كما فعل نظام الابن الذي لم يحفظ من تاريخ والده سوى مجزرة حماه، ووأد المجتمع السوري في الصمت، وسحق المعارضة في سجن تدمر الرهيب.
بدأ النظام في إحراق البلد بشكل همجي لا مبرر له. فالعنف الفائض الذي استخدم لم يكن بهدف قمع المتظاهرات والمتظاهرين من أجل اطفاء نار الاحتجاج الشعبي فقط، بل كان يهدف أيضا الى تلقين الشعب السوري درسا لن ينساه الى الأبد.
والأبد، كما يعلم القاصي والداني، هو هدف مجانين السلطة، ونقطة ضعف جميع المستبدين. واذا كان الجنون قد قاد الامبراطور الروماني كاليغولا الى ان يعلن انه يريد القمر، كما في مسرحية البير كامو التي تحمل اسم الامبراطور عنوانا، فإن الملك المحتضر كان له طلب واحد هو الخلود المستحيل، كما في مسرحية يوجين يونيسكو ‘الملك يموت’. غير أن الأسد الأب تفوق في خياله الإستبدادي على خيال أسلافه جميعا، فانتقلت اليافطات المؤيدة له من كونه رئيسا ‘الى الأبد’ الى اعلانه رئيسا ‘الى الأبد والى ما بعد الأبد’.
لم أستطع فهم معنى ما بعد الأبد إلا حين رأيت كيف يقوم الإبن بتنفيذ أبد والده عبر إحراق سوريا وتدميرها، ثم ينتقل الى مرحلة ما بعد الأبد عبر ترشيح نفسه كي يكون رئيسا على الركام.
‘الأسد أو نحرق البلد’، لقد نجح الشبيحة وحلفــــاؤهم الروس والإيرانيون والميليشيات التــــابعة في إحــــراق البلد، بل نجحوا في استدراج ميليشيات تشبهـــهم في استبدادها كي تتسلط على الشعب السوري، وتدعشه وتنصره على نفسه.
(وهذه مسألة يجب ان تفتح صفحتها كي نفهم من يتحمل مسؤولية هذا الإنهيار، وكي تتم محاسبة قيادات المعارضة والجيش الحر ايضا، من دون ان ننسى دور النفط الخليجي، ولؤم الغرب ونذالته ونذالة من عوّل على مساندته لقضية الحرية في سوريا).
كان الخيار هو الأسد أو احراق البلد، احـــترق البــــلد، وتشّرد الشعب، فلماذا الأسد بــــعد ذلك. حـــــرف ‘او’ يعني ان الحريق جاء بعد ان صـــار بقاء الأسد مستحيلا، او هكذا تدلّ العبارة، لكن يبدو ان للنظام طريقته الخاصة في إعراب اللغة.
لذا اندفع الإستبداد الى تطبيق شعاره الثاني، ‘الأسد او لا أحد’.فإذا كان الأبد يعني إحراق سوريا، فإن ما بعد الأبد يعني الدخول في عالم يصنعه خيال مريض، لا يشبع من سفك الدماء، ولم يعد له سوى هدف واحد هو استمرار الانتقام من ‘العبد’ الذي تمرّد على سيده الى ما لا نهاية.
الدعم اللامحدود الذي تلقاه ولا يزال يتلقاه النظام، سمح له بالذهاب الى شعاره الثاني، لكن الواقع السوري المأسوي أحدث عليه تعديلا، فاستبدل ‘أو’ ب ‘و’، والمسألة لا تقتضي جهدا لغويا خاصا، فاستبدال حرف عطف بحرف عطف آخر، مسألة في غاية البساطة. هكذا صار الشعار الفعلي هو ‘الأسد… ولا أحد’.
أي أن الخيار بين ‘السيد الرئيس’ (وهذا عنوان رواية أستورياس عن مآلات الاستبداد في أمريكا اللاتينة)، وبين الفراغ او اللا أحد لم يعد مجديا، لأن الرئيس نفسه صار هو هذا اللا أحد.
بشار الأسد سوف ينتخب رئيسا على إيقاع البراميل والدماء وفي بلد ممزق الأوصال، وسينعم باللقب سبع سنوات أخرى، أو هكذا يظن.
ولكن من هو هذا الرجل اليوم؟
هل هو الأمين القطري لحزب البعث، الذي تدعمه وتقاتل بالنيابة عنه ميليشيات أصولية عراقية ولبنانية؟
أم هو زعيم الممانعة الذي سلّم سلاحه الكيميائي مقابل ان يبقى في السلطة؟
أم هو بطل استكمال ذاكرة مذبحة تل الزعتر بحاضر مأساة مخيم اليرموك؟
أم هو بطل الجولان الذي لم تطلق فيه رصاصة واحدة منذ أربعة عقود؟
أم هو القائد العام لجيش لا يقود، بل يقاد من قبل الحرس الثوري الايراني؟
أم هو الإبن الذي نسي سر أبيه بأن تكون سوريا لاعبا إقليميا على جماجم أبنائها، فأبقى سور الجماجم الهولاكي، متخليا عن دوره كلاعب ومحولا سورية الى ملعب لكل من هب ّودب ّمن القوى الإقليمية والدولية؟
هل يحكم هذا الرجل ركام بلاده أم أنه صار جزءا من هذا الركام، وما عليه سوى ان يدفع الجزية لأسياد سوريا الجدد؟
الأسد … ولا أحد
الأسد هو اللا أحد
انه كائن ضبابي يسبح فوق الدم والأشلاء، ويدّعي انه سيكون رئيسا لجمهورية لم تعد موجودة.
هذا هو ‘ما بعد الأبد’، الذي بشرتنا به يافطة علقها الأزلام، في يوم مضى، على مداخل طرابلس الفيحاء، أو طرابلس الشام، او مدينة القهر والدم، التي لا تزال تدفع من دم أبنائها ثمن الأبد الأسدي وما بعده.
لقد فتحت كل الجروح يااستاذ الياس
ماعدا جرح حمص
ان الثوره بدأت تأكل أبنائها
اريد ان الفت انتباهك ياأستاذ الى المؤامره الكونيه
طبعا اللتي مع الاسد
صدقني ان جميع الدول تريد الاسد لسبب واحد
حتى لا تنتقل الثوره لهم
واخيرا يااستاذ
ان السوريون ينتظرون منكم ياأقلام الثوره حلول
او افكار جديده او تشجيع بالتفاؤل
الله يعين الشعب السوري المظلوم
ولا حول ولا قوة الا بالله
كتاباتك تجيد توصيف الحال الذي عجز خيالنا عن التعبير عنه .
كل تاريخ عائلة الأسيد لا توجد في قاموسهم مفاهيم الإصلاح والتغيير والتجديد إلا سوى لغة المجازر كمجزرة حماه،والسجون والأعتقالات والتعذيب حتى الموت ، والمجازر المستمرة منذ 1970 حتى الانتفاضة في آذار-2011، ولحد الأن بحق شعبنا السوري الذي أنتفض من أجل حقوقه المشروعة بأبسط مقومات الحياة الكريمة ، بصراح منذ عام 1970 والشعب السوري مسجونة بطوق متعدد من فروع المخابرات ولا حق له أن يتنفس ، إذن لا توجد دولة في سورية بمعنى الحقيقي للكلمة بل توجد مملكة الموت والإجرام ، سنواصل ثورتنا حتى تحرير سوريا من نظام الإستبداد والطائفية والإجرام والفساد وتحرير العراق من نظام العمالة والمحاصصة الطائفية والأثنية والإجرام واللصوص وتحرير لبنان من سياسة الطوائف الذي صممت في إيران ونظام الأسيد وإستعادة هيبة لبنان وإيقاف مد للمشروع المذهبي الصفوي الإيراني في منطقتنا العربية بأسرع وقت .
في ظل النظام لا يتم أخذ جزية من المسيحي ولا يتم التفريق بين الناس حسب الدين والمذهب , والبراميل لم تكن تستخدم لولا قدوم المجاهدين من كل العالم وهم يعتقدون بحسب الخريطة التي رسمها لهم صانعوا الحرب أنها فلسطين .لقد كانت سوريا بدون مديونية خارجية وشعبها ينعم بالأمان المفقود في كثير من دول الحلم للشباب العربي ويباع فيها الخبز ( حتى يومنا هذا ) أرخص وأجود من كل العالم , والجولان الذي لم تطلق فيه رصاصة خير له من أن يبيعه المعارضون بثمن رصاصة وجرعة دواء اليوم , والسلاح الكيميائي كان معدا للمواجهة مع العدو الاسرائيلي لكسر التفوق النووي له ولكن استخدامه لمنع عدوان همجي أمريكي بربري كالذي وقع على ليبيا وحولها الى دولة خارج التاريخ , هو أفضل استخدام , وثبت للعالم من أقوال الكاتب الأمريكي هيرش أن المعارضة بدعم تركيا هي من اسنخدم الكيماوي لتوريط الغرب بحرب على سوريا كان المعارضون يستجدونها كل يوم , وشعار للابد يعني الاستقرار الذي عاشه السوريون محفوظي الكرامة لايقفون على أبواب الأمراء والملوك استجداء للمال . رحم الله الزعيم الخالد حافظ الأسد الذي علم الناس معنى الكبرياء .
يااخي الكريم خالد اللغة الخطابية المعروفة تغيب عنك حقيقة هذا النظام الذي خبرناه ونعرفة جيدا ونعرف كم هو يهتم بالشعب السوري بل وماذا فعل فية على مدى عقود وشعار الاسد او نحرق البلد يختصر كل هذة المأساة التي تعيشعا سوريا بشار الاسد كان يملك الاف الخيارات الاخرى التي تستطيع ان تنقذ سوريا من هذة المأساة لكن ماحدث يبين حقيقة واحدة وهي ان النظام الاسدي (النظام بكاملة وليس فقط بشار) مخابراتي دموي طائفي قمعي استبدادي (مثل بقية الانظمة الاخرى وليس فقط القذافي او مبارك او حتى صدام حسين ) اراد وبكل قوة تدمير الوطن والانسان في سوريا من اجل ان يبقى في السلطة وفقط
نهاية ماساوية لجنة الارض سوريا…لكنها الحقيقة…المرة….التي لا يعترف بها الكثيرون لانها مرة
شكرا أستاذ ألياس, هذه واحدة من أهم انجازات الثورة السورية الا وهو كشف زيف هذا النظام المجرم الفاسد الحاقد على الشعب السوري العظيم, وكشف نفاقه وكذبه حيال الممانعة (وهي أقل درجة من المقاومة) ناهيك عن المقاومة ذاتها. أن عبر التاريخ كثيرة وكلها تصب في نتيجة واحدة الا وهي أن الطغاة و بطاناتهم وادواتهم في الأجرام ذاهبون حتما الى مصيرهم المحتوم “الأنقراض” ولن تبقى لهم الا الذكرى البغيضة واللعنة الأبدية. أما الذين يثرثرون بمدحهم و تمجيدهم فما هم الا حشرات الليل التي تثير الضوضاء ولكن هيهات ان يعبأ لصريرها أحد. يزول الطغاة ويبقى الوطن (الأرض والناس والتاريخ).
* المشكلة يا أخوان ليس ف الطاغية ( بشار ) بل ف الناس السذج
الذين ما زالوا مصرين على أنّ ما يحدث ف سوريا (مؤامرة كونية )
ضد الطاغية ونظامه العفن الذي يدّعي ( المقاومة والصمود )
كذبا ويهتانا ؟؟؟!!!
* سلاح الجو الأسدي الذي دمر ( ببراميل الموت ) الشجر والحجر
وخلق الله الأبرياء العزل , لم نسمع في حياتنا لا قديما ولا حديثا
عن قيامه بغارة واحدة ضد الصهاينة الملاعين أو حتى ضد التحصينات
الإسرائيلية ف ( الجولان المحتل ) ؟؟؟!!!
* فعلا : أسد على النساء والأطفال ونعامة ع العدو وفي الجولان ؟؟؟!!!
شكرا والشكر موصول للأخ الكاتب .
لعنة الله عليكم ! و على بشار الأسد
الخارجية الروسية : قتل صبي يبلغ 15 عاماً بسوريا بتهمة الكفر مأساة جديدة
******************************************
و ماذا عن قتل و تعذيب و ذبح الطفل حمزة الخطيب و الطفل ثامر الشرعي قبل سنتين ؟ لماذا لم نسمع تنديدكم ؟
و ماذا عن ذبح و قتل مايزيد على 6000 ألاف طفل في سورية ؟
و ماذا عن اطفال مجزرة بانياس ؟
وماذا عن اطفال حمص المعذبين المذبوحين المشردين من قبل عناصر حزب اللات و شبيحة الأسد ؟ لماذا لم نسمع لكم تنديد ؟؟!
لعنة الله عليكم ! و على بشار الأسد ! و على من قتل الطفل محمد في حلب ! و على من سكت على قتل ألاف الأطفال و ذبحهم بالسكاكين في سورية !
اللهم انتقم منهم مجتمعين يارب .
اليوم تصل الحكومة الروسية الى قاع العهر الاخلاقي !
أستاذ إلياس. كل التقدير و الاحترام لإنسان ينجح قلمه في التعبير عن المبادئ و القيم الإنسانية, و الدنيا ملأى بأناس هم أصحاب مبادئ و لكن الله لم يعطهم ما وهب غيرهم من موهبة نسق الألفاظ للتعبير عن المعاني , و فيها أيضاً و للأسف أناس عندهم ملَكة الكتابة و لكنهم بلا مبادئ أو قيم, و ما أكثرهم. و لكن ما ينفع الناس يبقى و غيره يذهب غثاء بإذن الله. شكراً لك و لقلمك.
كما عودنا الاخ الياس خوري يعبر عن الحدث بدقه وموضوعيه . الذين يؤيدون نظام الاسد الاستبدادي يستغلون بعد مااستُغِّلت الثوره من قبل الغرب ونفطيين الخليج لافشال التغيير .المعارضه الان هي في نفس موقع الاسد وكانهم يخدمون نفس السيد . هذا الحريق السوري يدمي قلب كل انسان عربي صادق وشريف والمسؤول الاول والاخير عن ما يحدث هو الاسد وعائلته.