غزة- “القدس العربي”:
يواصل ستة أسرى فلسطينيين معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، بعضهم للشهر الرابع على التوالي، دون اكتراث من إدارة سجون الاحتلال لأوضاعهم الصحية السيئة، والتي تنذر باستشهادهم في أي لحظة، في وقت حذرت مؤسسة حقوقية من خطر يهدد حياة الأسير سامر عربيد، الذي شرعت سلطات الاحتلال باستجوابه على سرير العلاج.
وقال مكتب إعلام الأسرى، أحد الجهات التي تتابع ملف الأسرى في سجون الاحتلال، إن هؤلاء الأسرى الستة مستمرون بمعركتهم، حتى نيل حريتهم من سجون الاحتلال.
وذكر أن الأسرى هم أحمد عبد الكريم غنام “42 عاما”، من دورا جنوب الخليل، والذي يواصل الإضراب عن الطعام لليوم الـ95 على التوالي، والأسير إسماعيل علي “30 عاما” من قرية أبو ديس شرق القدس، الذي يواصل الإضراب عن الطعام منذ 85 يوماً.
ومن ضمن الأسرى المضربين أيضا الشيخ طارق قعدان “46 عاما”، وهو من قياديي حركة الجهاد الإسلامي، وتقطن عائلته بلدة عرابة جنوب جنين، ويواصل إضرابه منذ 78 يوما، إضافة إلى الأسير مصعب توفيق الهندي “29 عاما” من قرية تل قضاء نابلس، والذي يواصل الإضراب لليوم الـ23 على التوالي، والأسير أحمد زهران، المضرب عن الطعام لليوم التاسع عشر على التوالي.
ويعاني الأسرى المضربون من أوضاع صحية سيئة، حيث باتوا لا يقدرون على الحركة، ويعانون من حالة هزال شديد وآلام في المفاصل وأوجاع في الرأس، وبعضهم يرقد على سرير العلاج في مستشفيات إسرائيلية، كما يشتكون من عدم القدرة على الرؤية بشكل واضح، وفقد هؤلاء الأسرى الكثير من أوزانهم.
وقال نادي الأسير إنه يرافق إضراب الأسرى جملة من “الإجراءات الانتقامية” فرضتها إدارة معتقلات الاحتلال بحقهم منذ إعلانهم الإضراب، وذلك في محاولة لكسر إرادتهم، وسلبهم إنسانيتهم، منها حرمان عائلاتهم من زيارتهم، وعرقلة زيارات المحامين لهم، ونقلهم المتكرر لإنهاكهم جسدياً، واحتجازهم في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، عدا عن الإجراءات الانتقامية التي ينفذها السّجانون بحقهم على مدار الساعة، كالتفتيش المتكرر ليلاً.
وقال إن سلطات الاحتلال تتعمد المماطلة في تلبية مطالبهم، وذلك في محاولة لإنهاكهم جسدياً والتسبب بإصابتهم بأمراض خطيرة، لافتا إلى أن جميعهم يعانون من تراجع واضح وخطير في أوضاعهم الصحية.
وأكد أن استمرار قضية الإضرابات ضد الاعتقال الإداري، ما هو إلا “مواجهة طبيعية لسياسة الاعتقال الإداري الممنهجة التي تهدف سلطات الاحتلال من خلالها لسرقة أعمار المئات من الأسرى، ومستقبلهم، ومستقبل عائلاتهم، وتقويض دورهم السياسي والاجتماعي، وبعضهم تجاوزت مجموع سنوات اعتقاله الإداري بشكل غير متواصل أكثر من عشر سنوات”.
يشار إلى أن محكمة “عوفر” العسكرية الإسرائيلية قررت الثلاثاء تأجيل جلستها للنظر في تثبيت الاعتقال الإداري لستة أشهر جديدة بحق الأسير المضرب عن الطعام طارق قعدان، حتى تاريخ الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
وقال محامي هيئة الأسرى جواد بولس إن قعدان حضر الى قاعة المحكمة في “وضع صحي خطير وصعب”، حيث بدت عليه علامات الإرهاق الشديد ونقص الوزن واصفرار الوجه وعدم القدرة على الوقوف والكلام، لافتا إلى أن جهودا قانونية حثيثة تبذل لإنهاء الاعتقال الإداري بحق الأسير قعدان.
وفي السياق هدد الأسير الأردني عبد الرحمن مرعي “29 عاما” المعتقل في سجن “عوفر” الإسرائيلي بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، في حال لم يتم الإفراج عنه في 23 الجاري، وهو موعد محاكمته القادمة. وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الأسير الأردني سيخوض معركة الأمعاء الخاوية، في حال أصرت محكمة الاحتلال الإسرائيلية على قرارها بتثبيت اعتقاله الإداري، لافتا إلى أنه يعاني من مرض السرطان منذ عام 2010، وقد اعتقل يوم الثامن من الشهر الماضي، أثناء توجهه لحضور حفل زفاف أحد أقاربه في الضفة الغربية عبر معبر “الكرامة”.
يشار إلى أن الاعتقال الإداري هو اعتقال دون تهمة أو محاكمة، يعتمد على “ملف وأدلة سرية” لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن، حسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية، تجديد أمر الاعتقال مرات غير محدودة، وتعتقل إسرائيل في سجونها 450 أسيرا، بينهم ثلاث أسيرات، وخمسة قاصرين على الأقل إداريا.
وفي سياق الحديث عن ملف الأسرى، قالت مؤسسة الضمير إن الوضع الصحي للأسير سامر عربيد، الذي يرقد على سرير العلاج جراء تعرضه للضرب الشديد خلال التحقيق، صعب.
وأكدت أن قوات الاحتلال تقوم بالتحقيق معه داخل المستشفى، في وقت لا يزال محاميه ممنوعا من زيارته.
وكانت محكمة إسرائيلية عقدت للأسير عربيد، الثلاثاء، في مستشفى هداسا الإسرائيلي، الذي نقل إليه بسبب التعذيب الذي تعرض له في مركز تحقيق المسكوبية، وقامت المحكمة بتمديد توقيفه لـ8 أيام أخرى، بينما سمحت لمؤسسة الضمير بالنشر حول وضعه الصحي بعد أن أصدرت قرارا سابقا بمنع النشر.
وحسب التقرير الطبي فإن الأسير سامر عربيد يعاني من مشكلة في الكلى ويحتاج إلى عمليات غسيل كلى بشكل مستمر، إضافة إلى أنه يعاني من آلام بكافة أنحاء جسده وانتفاخ في الأطراف، ومن كسور في 11 ضلعا بالصدر من الجهتين.
ولا يستطيع الأسير عربيد حاليا تحريك قدميه وما زال يقبع في وحدة العلاج المكثف في مستشفى هداسا، وأنه عاد إلى وعيه وفصلت عنه أجهزة التنفس الاصطناعي.