غزة– “القدس العربي”: بالرغم من ضعف الأجساد وقمع السجان، يواصل ثلاثة أسرى فلسطينيين “معركة الأمعاء الخاوية” في سجون الاحتلال الإسرائيلي، طلبا لنيل حريتهم، ورفضا لاعتقالهم الإداري بدون أي تهم توجه ضدهم.
والأسرى الثلاثة هم عماد سواركة (37 عامًا) من أريحا، والمضرب عن الطعام منذ 44 يوما، والأسير مصعب الهور (33 عامًا) من الخليل، والذي يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ 18 على التوالي في زنازين سجن “النقب”، وكذلك الأسير الصحافي علاء الريماوي (43 عاما) يواصل إضرابه لليوم العاشر على التوالي في زنازين سجن “عوفر”.
ويواجه هؤلاء الأسرى الثلاثة وضعا صعبا، حيث وصفت حالة الأسير سواركة بالصعبة، حيث يتواجد حاليا في زنازين سجن “عسقلان”.
ووفقًا لمحاميه الذي تمكّن من زيارته يوم أمس، فإن الأسير سواركة مستمر في إضرابه عن الطعام حتى تحقيق مطلبه، المتمثل بإنهاء اعتقاله الإداري، وأوضح نادي الأسير أن الأسير سواركة خرج للزيارة على كرسي متحرك، حيث فقدَ من وزنه حتى الآن 18 كغم.
ورغم تراجع وضعه الصحي، لم تقدم إدارة سجون الاحتلال أي حلول جدية، بشأن قضيته، حيث تواصل سلطات الاحتلال تعنتها ورفضها الاستجابة لمطلبه.
وأضاف أنّ سلطات الاحتلال تهدف من خلال عملية المماطلة بالاستجابة لمطلبه، إيصاله لمرحلة صحية صعبة تؤثر على مصيره لاحقا، عدا عن جملة الأهداف التي تحاول من خلالها ثني الأسرى عن الشروع في معارك لمواجهة سياسة الاعتقال الإداري.
جدير ذكره أن الأسرى الثلاثة المضربين عن الطعام، هم أسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال جلها رهن الاعتقال الإداري.
الاحتلال يواصل عقاب أسير بالعزل الانفرادي والحرمان من الزيارة منذ عام
ويلجأ الأسرى لخوض “معارك الأمعاء الخاوية” بالإضراب المفتوح عن الطعام، رغم أنهم يتعرضون خلال فترة الإضراب التي امتد بعضها لأشهر طويلة، إلى عمليات قمع من الاحتلال وعزل انفرادي، يطال أجسادهم المريضة، وقد نجح الأسرى في مرات سابقة في إرغام إدارة سجون الاحتلال على تلبية مطالبهم، بعدما حصلوا على قرارات بإطلاق سراحهم.
وتنتهج سلطات الاحتلال سياسة الاعتقال الإداريّ، وتستخدمها على نطاق واسع بحقّ الفلسطينيين، تحت ذريعة وجود “ملف سرّي” وبدعم من المحاكم العسكرية الصورية، حيث تستهدف عبرها الفاعلين من أبناء الشعب الفلسطيني، سياسيًا، واجتماعيًا، وثقافيًا في محاولة لتقويض أي حالة فاعلة فلسطينيا.
وقد بلغ عدد الأسرى الإداريين حتى نهاية شهر مارس 2021 قرابة الـ450 غالبيتهم يقبعون في سجون “عوفر، مجدو، والنقب”، بينهم قاصران، وثلاث أسيرات.
وبيّن نادي الأسير أن محاكم الاحتلال العسكرية تواصل سياساتها الداعمة لترسيخ سياسة الاعتقال الإداريّ، وتُمارس دوراً مركزيّا لاستكمال عملية الانتقام من المضربين، عبر قراراتها التي تُشكّل الذراع الأساس لتنفيذ قرارات جهاز “الشاباك”؛ مخابرات الاحتلال.
ودعا نادي الأسير إلى ضرورة دعم ومساندة الأسرى المضربين في معركتهم الرافضة لسياسة الاعتقال الإداريّ، التي تصاعدت مؤخرًا، واستهدفت العديد من النشطاء، والصحافيين، ومن لهم دور اجتماعيّ ومعرفيّ وسياسيّ في الساحة الفلسطينية.
وجدد مطالبته للمؤسسات الحقوقية الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، بالضغط جديّا على الاحتلال، لوقف سياسة الاعتقال الإداريّ، ووضع حد لجملة الانتهاكات التي يواصل الاحتلال تنفيذها بحقّ الأسرى.
إلى ذلك فقد حمل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير علي يونس حروب (48 عاما) من بلدة دورا جنوب الخليل، بعد نقله إلى المستشفى وخضوعه لعملية جراحية، تم خلالها استئصال كتلة من صدره، دون أن تتوفر معلومات إضافية ودقيقة حول وضعه الصحي.
وقال نادي الأسير في بيان له، مساء الأربعاء، إن الأسير حروب نقل قبل أيام من سجن “النقب” إلى المستشفى، بعد مماطلة إدارة السجون على مدار الأشهر الماضية في تشخيص وضعه الصحي، وتقديم العلاج اللازم له، حيث تبين لاحقا وجود كتلة في صدره.
والأسير حروب معتقل منذ عام 2010، ومحكوم بالسجن 25 عاما، وبدأ يعاني من مشاكل صحية منذ نحو عام، حيث ماطلت إدارة السجون في علاجه، وذلك في إطار سياساتها التنكيلية الممنهجة، وأبرزها الإهمال الطبي المتعمد.
كذلك نقلت إدارة سجون الاحتلال الأسير ربيع أبو نواس (32 عاما)، من زنازين سجن “عسقلان” إلى زنازين “مجدو”، وذلك وفقا لما أبلغت به محاميته، وجاءت عملية النقل المتكررة التي يتعرض لها الأسير أبو نواس، في إطار التنكيل الممنهج بحقه، حيث يواصل الاحتلال عزله انفراديا منذ أكثر من عام، نقل خلالها إلى زنازين العزل الانفرادي في سجون: “ريمون” و”أوهليكدار” و”أيلون الرملة”، و”عسقلان” وأخيرا إلى عزل سجن “مجدو”.
وهذا الأسير من الأسرى الذين واجهوا عملية القمع الكبيرة في سجن “عوفر” شباط العام الماضي، واعتدى عليه السجانون حينها وأصيب بجروح، ونقل لاحقا إلى العزل الانفرادي وما زال يقبع فيه حتى اللحظة.
يشار إلى أنه ومنذ تاريخ عزله لم تتمكن عائلته من زيارته، كما تفصله إدارة سجون الاحتلال عن العالم الخارجي، وتحرمه من التواصل مع رفاقه الأسرى، في سياسة العقاب التي تنتهجها بحق الأسرى المعزولين. والأسير أبو نواس متزوج وأب لثلاث طفلات، ومعتقل منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019.