غزة- “القدس العربي”:
يمضي الأسرى في هذه الأيام فترة الاحتفال بعيد الأضحى، محافظين على أداء عدة شعائر وطقوس دينية، رغم مرارة البعد عن الأهل، ومنع الزيارات، ووسط تزايد حالة الخوف بينهم، من تفشي فيروس “كورونا” على نطاق واسع، بعد اكتشاف إصابات جديدة في صفوفهم، وفي صفوف سجانيهم.
فلم يمنع قهر السجان وظلمه، وتعمده استخدام كل الأساليب سواء النفسية أو العقابية المباشرة، ضد الأسرى، من قيامهم باستقبال العيد، والاحتفال طوال أيامه الخمسة، من بعض العادات والطقوس والشعائر الدينية.
فبإمكانيات بسيطة، وبما توفر من أطعمة وما اشتروه من “كانتينا” السجن، يجهز بالعادة الأسرى “حلويات العيد” من صناعة الكعك وبعض العصائر والبسكويات، ليتم أكلها وتوزيعها في هذه الأوقات على بعضهم البعض، حين يقوم هؤلاء الأسرى بالتنقل بين غرف الاعتقال، لتقديم التهاني لبعضهم بحلول العيد.
وإلى جانب ذلك، يبدأ الأسرى صبيحة يوم العيد، بالتهليل وترديد تكبيرات العيد بصوت مرتفع داخل غرف الاعتقال، ويظل الأمر قائما، حتى الخروج إلى “ساحة الفورة” التي يقضون فيها فترة من الزمن، لأداء بعض التمارين الرياضية والمشي.
ويحاول الأسرى من خلال الاحتفال بالعيد، إدخال تغيير على روتين الاعتقال اليومي الذي تفرضه سلطات الاحتلال، رغم أن مرور مناسبات الأعياد تنكأ جروح الابتعاد عن الأهل، وقضاء العيد بينهم، خاصة وأن هذا العيد كما السابق حرموا منه من الزيارات العائلية، بسبب جائحة “كورونا”.
وفي هذا السياق قالت هيئة الأسرى والمحررين إن الأعياد والمناسبات تضاعف من معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بسبب الإجراءات التعسفية والانتهاكات التي يمارسها السجانون بحقهم، من باب التنغيص عليهم وإفساد أي فرحة لهم، وقد استعرضت الهيئة ما يقوم به الأسرى ضمن محاولة نسيان معاناتهم، والتي تبدأ بتبادل التبريكات بالعيد وتوزيع الحلوى، ولباس أفضل ما لديهم من ثياب.
لكنها قالت إن العيد يعد “مناسبة مؤلمة وموجعة” للأسرى، وقاسية على قلوبهم، حيث يضطر فيها الأسير لاستعادة شريط ذكرياته، بما يحمله من مشاهد ومحطات جميلة عاشها قبل الاعتقال، لافتا إلى أن بعضهم ينطوي لساعات طويلة في زوايا الغرف، والبعض الآخر يشرع بترجمة ما لديه من مشاعر على الورق والقماش، ليخطّ بعض القصائد والرسومات على أمل أن تصل لاحقاً إلى أصحابها.
وذكرت أن الأعياد مناسبة لا يشعر بألمها وقساوتها سوى من ذاق مرارة السجن، لافتة إلى أن مئات الأسرى استقبلوا عشرات الأعياد وهم في السجن، ومنهم من فقدوا ذويهم خلال الاعتقال، وبالتالي فقدوا فرصة التواجد معهم في العيد مرة أخرى، موضحة أن مناسبة الأعياد لا تقل ألماً بالنسبة لذوي الأسرى، الذين بات حُلمهم ليس التوجّه للأماكن العامة والمتنزهات وقضاء ساعات مع أبنائهم وأحبتهم وأحفادهم، بل إلى السجون لزيارة أبنائهم.
وشددت على أنه رغم هذه المشاعر الإنسانية الدامية، إلا أن إدارة سجون الاحتلال ومع اقتراب كل عيد تتخذ إجراءات من شأنها التضييق على الأسرى، لنزع فرحتهم بالعيد، ومنها حرمانهم من التزاور بين الغرف والأقسام المختلفة، وتنفيذ تنقلات بين السجون لإنهاك الأسرى وإشغالهم، وعزل بعضهم في الزنازين الانفرادية، ومنعهم من تأدية شعائر العيد بشكل جماعي، وخاصة صلاة العيد والتكبير.
وقد طالب رئيس الهيئة اللواء قدري أبو بكر، من دول العالم وكل المؤسسات الدولية والقانونية والحقوقية، بالالتفات إلى قضية الأسرى وعائلاتهم، والتي تفيض بالتفاصيل الإنسانية وصنوف العذاب والمعاناة المختلفة، وأن يبدأ العمل الحقيقي والفعلي لإطلاق سراحهم.
من جهته قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى إن عيد الأضحى يأتي هذا العام في ظل ظروف صعبة وقاسية على الأسرى، حيث يعيشون حالة من القلق والخوف الشديدين نتيجة فيروس كورونا واحتمالية وصوله إلى السجون.
وأوضح المركز أن حالة القلق والخوف لدى الأسرى ارتفعت بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين بعد إصابة عدد من الأسرى بفيروس “كورونا”، والأنباء التي ينشرها الاحتلال حول إصابة العديد من السجانين والمحققين وعناصر الشرطة العاملين في السجون بالفيروس، مما يسهل عملية وصوله إلى داخل السجون وانتشاره بين الأسرى وهذا سيحدث كارثة حقيقية.
الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر، قال إن الأسرى في هذا العيد يمرون بظروف استثنائية وصعبة، وقد غطت خشيتهم من وصول الفيروس إلى السجون على فرحتهم بقدوم عيد الأضحى، والذي يحاول الأسرى فيه كل عام تناسي جراحهم ومعاناتهم، ويستقبلون العيد بالفرحة والسرور، كما تنغص عليهم باستمرار حرمانهم من زيارة ذويهم منذ خمسة شهور.
وأضاف الأشقر أن الأسرى في كل عام يستبقون أيام العيد بالتجهيزات وتنظيف الأقسام والغرف، وتعليق بعض أوراق الزينة والأقمشة الملونة تعبيراً عن ابتهاجهم بالعيد، كما يصنعون بعض أنواع الحلويات مما تيسر من أغراض بسيطة، وفي يوم العيد يتبادلون التهاني ويوزعون الحلوى والتمر.
لكنه قال إن الأوضاع الطارئة والخوف من فيروس “كورونا” تمنع الأسرى من تنفيذ العديد من تلك الممارسات التي تعودوا عليها طول عشرات السنين، وخاصة في سجني “النقب وريمون”، بعد أن تبين إصابة سجانين فيها بالفيروس وإجراء فحوصات لعدد من الأسرى يشتبه بمخالطتهم لهم.
وأوضح الأشقر أن إدارة الاحتلال وإضافة إلى معاناتهم من جراء عدم اتخاذ إجراءات الحماية والوقاية اللازمة للحد من وصول الفيروس إلى السجون، فإنها في مثل هذه المناسبات تحاول التضييق على الأسرى لنزع فرحتهم بالعيد ومنها منع التزاور بين الغرف والأقسام المختلفة، والقيام بحملة تنقلات بين السجون، وعزل بعض الأسرى في الزنازين الانفرادية.
سلطات الاحتلال تعمدت نزع فرحتهم بعدة طرق قمعية
كما تمنع الأسرى في بعض السجون من تأدية شعائر العيد بشكل جماعي، وخاصة صلاة العيد والتكبير، وتمنع إدخال الأغراض التي يستخدمها الأسرى لصنع الحلويات، كذلك تصعيد عمليات الاقتحام والتنكيل قرب أيام العيد وتنفيذ حملات تفتيش قمعية للتنكيد على الأسرى، ومصادرة أغراضهم الخاصة، وتحرمهم من الزيارة.
وطالب المركز المؤسسات الحقوقية والإنسانية وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي التدخل والضغط على الاحتلال لحماية الأسرى من هذا الفيروس الخطير، وتشكيل لجان مختصة للتعرف على طبيعة إصابة عدد من الأسرى بفيروس كورونا، ومتابعة أوضاعهم الصحية.
أتمني لأسرانا الفرج القريب ، ليعودوا لبيوتهم ونعود نحن لوطننا وبيوتنا ، أما عن شراء كروزات الدخان LM ، فأتمني ان يشتروا من الكانتينا أغذيه صحيه !!