الأسرى يواصلون معركة الإرادة ويقررون توسيع الإضراب والتوقف عن شرب الماء وإسرائيل ترد بـ”القوات الخاصة”

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة- “القدس العربي”: لا يزال الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مستمرين في معركتهم ضد السجان الإسرائيلي، لليوم الخامس على التوالي، حيث انضم أسرى جدد للمعركة، بعد أن رفضوا خلال الساعات الـ24 الماضية، عروض قدمتها سلطات الاحتلال لا تلبي الحد الأدنى من مطالب الأسرى، المتمثلة برفع كل القيود وعمليات التنكيل التي فرضت ضدهم بعد عملية فرار الأسرى الستة من سجن “جلبوع” الأسبوع الماضي.

استمرار المعركة

ولم يوقف 250 أسيرا من حركة الجهاد الإسلامي، معركتهم التي شرعوا بها ضد السجان الإسرائيلي، منذ الأربعاء الماضي، واستمروا بالإضراب عن الطعام، رافضين كل محاولات إدارة السجون لكسر إضرابهم.

وبهدف معاقبة الأسرى، وإمعانا بعمليات التنكيل، قامت وحدات خاصة تتبع إدارة سجون الاحتلال، باقتحام غرف  4 – 7 – 14 في قسم 1 بسجن “رامون”، كما قامت بنقل أسرى قسم 8 امكان جديد، وأجرت أعمال تفتيش استفزازية وسط تصاعد حالة التوتر في السجن.

وقالت قيادة حركة الجهاد في السجون، أن هناك خطوات تصعيدية جديدة من قبل الأسرى ستنطلق خلال الأيام القادمة، وأضافت “الكرة الآن موجودة في ملعب الاحتلال، ونحن جاهزون بعون الله للتصعيد في خطواتنا الجهادية”.

وقد كشفت قناة “كان” العبرية لنقاب، عن رسالة أوصلتها حركة الجهاد الإسلامي في غزة عبر الوسيط المصري لإسرائيل تهدد بـ”إشعال حرب” إن لم تتراجع إسرائيل عن خطواتها تجاه الأسرى، ووفقا لما كشف أن الحركة قالت إنها ذاهبة نحو خطوات تصعيدية، بما فيها إطلاق صواريخ وإشعال الحدود مع غزة، في حال لم تتراجع إسرائيل عن إجراءاتها بحقّ أسرى الحركة.

وفي السياق، أعلنت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس، وقوف الأسرى جميعًا صفًا واحدًا، في مواجهة إجراءات إدارة السجون العقابية، خاصة ما يتعرض له أسرى حركة الجهاد الإسلامي، وقالت إنها لن تسمح باستفراد إدارة السجون بأي أسير مهما كان انتمائه التنظيمي، مضيفة “لن نقف وكل مكونات الحركة الأسيرة مكتوفي الأيدي أمام مماطلة وتلكؤ إدارة سجون الاحتلال في تنفيذ ما تم التفاهم عليه”.

وقد أعلن أسرى من ست فصائل فلسطينية في السجون الإسرائيلية، انهم سينضمون اعتبارا من الثلاثاء المقبل، إلى الإضراب المفتوح عن الطعام الذي ينفذه، أسرى حركة الجهاد الاسلامي رفضا لحملة القمع التي يشنها الاحتلال ضدهم، وجاء في رسالة لقيادة الحركة الأسيرة حملت توقيع أسرى فتح وحماس والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب وحركة الجهاد، أن “دفعة من الأسرى ستدخل في الإضراب عن الطعام، الثلاثاء المقبل، دعما لأسرى حركة الجهاد الإسلامي، في إضرابهم المستمر، رفضا للهجمة التي تشنها إدارة سجون الاحتلال عليهم”.

وفي إطار خطوات التصعيد التي أقرت من قبل قيادة الحركة الأسيرة، بعد انتهاء فترة الأسبوع التحذيري يوم الجمعة الماضية، سيقوم أسرى بالإضراب عن الماء إلى جانب الطعام، حال لم توافق إدارة سجون الاحتلال على المطالب، وطالبت قيادة الحركة الأسيرة الجماهير الفلسطينية بـ”تصعيد” حملتها التضامنية مع الأسرى خصوصا المضربين منهم والمعزولين.

تصعيد متدرج

قال المستشار الاعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه إن الأسرى مستمرين في إضرابهم، وستشهد الأيام المقبلة انضمام أفواج جديدة من الأسرى من مختلف الفصائل في حال عدم استجابة إدارة مصلحة السجون لمطالبهم، وأوضح أنّ الأسيرين محمد العامودي، وحسني عيسى صعدا إضرابهما في سجن “ريمون”، وذلك بالامتناع عن شرب الماء، ما أدى إلى تدهور وضعهما الصحيّ، ونقلا إلى عيادة السجن.

وهناك خشية على باقي الأسرى، في حال توقفوا عن شرب الماء، أن يتعرضوا لخطر كبير، يهدد حياتهم، إذ يعتمد الأسرى على الماء والملح في معركة الإضراب لحفظ أمعائهم من التعفن.

وفي هذا السياق، قال نادي الأسير، إنّ معركة الأسرى تتصاعد في سجون الاحتلال، بعد شروع أسرى الجهاد بالإضراب عن الطعام الأربعاء الماضي، لمواجهة إجراءات إدارة السجون التنكيلية بحقّهم، ولفت إلى أنّ خطوة الإضراب المستمرة جاءت بدعم من كافة الفصائل، التي واصلت على مدار الفترة الماضية حواراتها وبرنامجها النضالي في محاولة لوقف الهجمة التي تشنها إدارة سجون الاحتلال، وقال إنه من المقرر في حال لم تستجب إدارة سجون الاحتلال لمطلب الأسرى الأساس فيما يتعلق بأسرى الجهاد، فإن مجموعات من الفصائل ستنضم للإضراب.

وكانت سلطات السجون نفذت العديد من الإجراءات التعسفية للانتقام من الأسرى، بعد عملية الهروب، وتمثلت بتقليل وقت “الفورة” ومنع الأسرى من الكنتينا، ونقل الكثير منهم إلى سجون أخرى، وزج آخرين في زنازين العزل الانفرادي، والتضييق على الأسرى من خلال عمليات التنكيل المستمرة، كما تشمل العقوبات تشتيت أسرى حركة الجهاد الإسلامي، عن بعضهم البعض، بحيث لا يتواجد أكثر من معتقل واحد من الحركة، في كل غرفة.

وجاء قرار تصعيد الإجراءات بشكل تدريجي من قبل قيادة الأسرى، بعد تنكر سلطات الاحتلال لتعهدها السابق، بإعادة الأوضاع في السجون، إلى ما قبل تاريخ السادس من الشهر الماضي.

ومن جانبه، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، أن أسرى حركته “في الخندق الأول والمتقدم لمواجهة الهجمة الشرسة التي تشنها ادارة مصلحة السجون ضدهم عقب عملية النفق”، لافتا إلى أن إجراءات إدارة مصلحة السجون ضد أسرى الجهاد “دليل على فشلها في معركة العقول وهزيمتها أمام المعركة البطولية التي نفذها الأسرى بقيادة القائد محمود العارضة”.

استمرار معركة الإداريين

وفي السياق، يواصل سبعة أسرى، إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفضا لاعتقالهم الإداري، أقدمهم الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 95 يوما، والأسرى المضربين إلى جانب الفسفوس، هم: مقداد القواسمة منذ 88 يوما، وعلاء الأعرج منذ 71 يومًا، وهشام أبو هواش منذ 62 يوما، وشادي أبو عكر الذي يخوض إضرابه لليوم 54 يوما، وعياد الهريمي منذ 25 يوما، وخليل أبو عرام مضرب منذ ثمانية أيام، إسنادا للأسرى المضربين ولأسرى الجهاد الإسلامي، ويقبع في زنازين سجن “عسقلان”.

تحذيرات من تعرض الإداريين المضربين لانتكاسة مفاجئة وتلف أدمغتهم وجهازهم العصبي

وحذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من خطورة أوضاعهم الصحية، مشيرة إلى أن الخطر يزداد عليهم يومًا بعد يوم، وهناك خشية من امكانية تعرضهم لانتكاسة صحية مفاجئة، وحدوث أذى على دماغهم أو جهازهم العصبي، خاصة نتيجة نقص كمية السوائل في الجسم.

وكانت محكمة الاحتلال العليا قد أصدرت الخميس، قرارا بتجميد أمر الاعتقال الإداري الصادر بحق الأسير الفسفوس، والذي يواجه وضعاً صحياً خطراً داخل مستشفى “برزلاي” الإسرائيلي، وأوضحت الهيئة في بيان، أن قرار التجميد لا يعني إلغاؤه، لكنه إخلاء مسؤولية إدارة سجون الاحتلال، والمخابرات “الشاباك” عن مصير وحياة الأسير الفسفوس، وتحويله إلى “أسير غير رسمي” في المستشفى، ويبقى تحت حراسة “أمن المستشفى” بدلاً من حراسة السّجانين، علمًا بأن أفراد العائلة والأقارب يستطيعون زيارته كأي مريض وفقًا لقوانين المستشفى، لكن لا يستطيعون نقله لأي مكان.

وضمن الفعاليات الإسنادية لهم، تظاهر العشرات من سكان مناطق الـ48، مساء السبت، أمام مستشفى “كابلان”، حيث يتواجد الأسير القواسمة، ورفع المتظاهرون صورا للأسرى المضربين عن الطعام، وهتفوا بشعارات تطالب بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري.

إلى ذلك فقد تدهور الوضع الصحي للأسير ناصر أبو حميد (49 عاما)،، في ظل استمرار إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي في المماطلة بنقله إلى المستشفى، لاستكمال علاجه وإجراء عملية له، وقال محامي نادي الأسير جواد بولس، الذي تمكن من زيارة الأسير أبو حميد في سجن “عسقلان”، إنه يظهر عليه ضعف وهزال، والتقارير الطبية الأخيرة تؤكد أنه يعاني من وجود ورم على الرئة، وبحاجة عاجلة لدخول المستشفى، لافتا إلى أن هناك جهودا تبذل لنقله بأقرب وقت.

وأكد نادي الأسير أن ما يتعرض له أبو حميد، يعد جزء من “سياسة الإهمال الطبي الممنهجة، التي يعاني منها مئات الأسرى المرضى”، محملتا الاحتلال كامل المسؤولية عن مصير وحياة الأسير أبو حميد، وكافة الأسرى المرضى، الذين يواجهون على مدار الساعة سلسلة ممنهجة من السياسات التنكيلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية