الأسيران الشقيقان الزبيدي يعلقان الإضراب وينجحان في كسر إدارة السجان الإسرائيلي بـ”الأمعاء الخاوية”

حجم الخط
0

غزة – “القدس العربي”:

من جديد تمكن أسير فلسطيني من تسجيل انتصار جديد على السجان الإسرائيلي، بعد معركة خاضها بـ “الأمعاء الخاوية”، ودامت لـ 25 يوما متواصلا، شاركه في نهاياتها شقيقه الأسير لدى الاحتلال، في إطار المساندة، فيما نفذ أسرى سجن “عوفر” خطوة احتجاجية تمثلت في إرجاع وجبات الطعام ليوم واحد، رفضا لاقتحام نفذته قوات إسرائيلية خاصة تخلله الاعتداء عليهم.

وبعد جوع وتعب وإرهاق أثر على صحته، سجل الأسير جبريل الزبيدي اسمه في قائمة الأسرى الذين انتصروا على قيود الاحتلال، بعد 26 يوما، من الإضراب المتواصل عن الطعام، رافقه فيها شقيقه داوود، من أجل نصرته.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان لها، إن الأسيرين الزبيدي علقا إضرابهما بعد التوصل لاتفاق مع إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، يقضي بالإفراج عن جبريل بعد انتهاء قرار الاعتقال الإداري الحالي والذي تبقى منه 4 أشهر.

وكان الأسير جبريل الزبيدي (34 عاما) من مخيم جنين، خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام مدة 26 يوما على التوالي، رفضا لاعتقاله الإداري، الذي ثبتته له المحكمة العسكرية للاحتلال نهاية الأسبوع الماضي، لمدة 6 أشهر.

ويقبع جبريل الزبيدي في زنازين سجن “مجدو”، حيث كان من المفترض أن يفرج عنه خلال شهر ديسمبر الماضي، بعد أن أنهى مدة محكوميته البالغة 10 أشهر، إلا أن سلطات الاحتلال حوّلته إلى الاعتقال الإداري.

الأسير الزبيدي أسير سابق قضى في سجون الاحتلال 12 عاما بشكلٍ متواصل، وأُفرج عنه عام 2016، وهو متزوج وأب لطفلين، كما أن والدته وشقيقه طه استشهدا برصاص الاحتلال خلال معركة مخيم جنين، وهو شقيق الأسيرين زكريا وداوود الزبيدي.

أسرى “عوفر” أعادوا وجبات الطعام احتجاجا على تعرضهم للتنكيل

وقد أعلن شقيقه الأسير داوود الزبيدي قبل أيام إضرابه المفتوح عن الطعام، إسنادًا لشقيقه جبريل في معركته، حيث يقبع في سجن “النقب”، ومحكوم بالسّجن لمدة 18 شهرا.

وخلال فترة الإضراب كانت سلطات الاحتلال تضع الأسير الزبيدي داخل زنزانة انفرادية بقسم (10) بمعتقل “مجدو”، وكان يعاني أوضاعا اعتقالية صعبة للغاية، حيث أقدمت إدارة المعتقل على سحب جميع الأجهزة الكهربائية والمقتنيات الشخصية منه، ولم تعطه ملابس داخلية، حيث أدى الإضراب إلى تردي وضعه الصحي، وظل يعاني من ألم بالمفاصل والعظام وأزمة بالتنفس، وانخفاض في نسبة السكر بالدم، وخسر من وزنه ما يقارب 13 كغم.

وإسنادا لمعركة الأسير الزبيدي، نظمت العديد من الفعاليات الشعبية، أمام مقرات الصليب الأحمر، بمشاركة العديد من المسؤولين وممثلي التنظيمات الفلسطينية.

والمعروف أن الاعتقال الإداري يكون من خلال إصدار حكم من قائد عسكري للاحتلال، دون توجيه أي تهمة للأسير، بحجة أن ملف اعتقاله سري، وبالعادة تقوم سلطات الاحتلال بتجديد هذا الاعتقال في اليوم الأخير لانقضاء المدة المحددة، وهو ما جعل أسرى فلسطينيين يمضون عدة سنوات في الأسر بدون أي تهم، ضمن الإجراءات العقابية التي تنفذها سلطات الاحتلال.

ويلجأ الأسرى خاصة الإداريين لخوض إضرابات عن الطعام، فاق بعضها الأربعة أشهر متتالية، كوسيلة نضالية للحصول على حريتهم، ونجح الكثير منهم في تجسيد ذلك الأمر، بفرض إراداتهم في نهاية المعركة على السجان الإسرائيلي، وآخرهم الأسير ماهر الأخرس.

وفي سياق معارك الأسرى ضد السجان، كان أسرى “عوفر” أعادوا وجبات الطعام احتجاجًا على عملية القمع بحقهم، والتي نفذتها قوات خاصة إسرائيلية وطالت أقسام 16، 22، 21، وقد نفذت الخطوة الاحتجاجية يوم الخميس.

وقال نادي الأسير إن إدارة السّجن أعادت الكهربائيات التي تم سحبها من الأسرى، بعد جلسة حوار جرت بين الأسرى والإدارة، حيث رفع الأسرى عدة مطالب منها: وقف عمليات الاقتحام المتكررة التي تنفذها قوات القمع بحقهم، والتي تصاعدت بشكلٍ ملحوظ، إضافة إلى إعادة جميع الكهربائيات التي تم سحبها.

وأكد النادي أن الأسرى في سجن “عوفر” يواجهون عمليات قمع ممنهجة، حيث تعد عمليات الاقتحام جزءا من السياسات الممنهجة التي تستخدمها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى، بما يرافقها من عمليات قمع وعنف.

إلى ذلك فقد أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير الروائي والكاتب حسن الفطافطة من بلدة ترقوميا غرب الخليل، بعد قضاء 18 عاما في سجون الاحتلال.

وقد أفرج عن الأسير الفطافطة، البالغ من العمر 60 عاما، والذي اعتقل عام 2003، من معسكر عوفر المقام على أراضي غرب رام الله.

وهذا الأسير الفلسطيني هو صاحب رواية “خريف الانتظار” التي ألفها خلال فترة اعتقاله، وصدرت الرواية كالإصدار الثالث من سلسلة “أدب السجون” الصادرة عن وزارة الثقافة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية