غزة- “القدس العربي”: وسط الهجمة الشرسة التي تشنها سلطات السجون الإسرائيلية، يواجه الأسير هشام أبو هواش المضرب عن الطعام منذ 129 يوما، خطر الموت في أي لحظة، بعد أن وصل وضعه الصحي جراء هذا الوقت الطويل بالتوقف عن تناول الطعام، إلى مرحلة الخطر الشديد.
ويواصل الأسير أبو هواش (40 عاما)، إضرابه المفتوح عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري، في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال رفضها وتعنتها بالاستجابة لمطلبه، وذلك رغم التقارير الطبيّة التي تؤكد خطورة وضعه الصحي، ولا تكتفي بذلك، بل وتواصل احتجازه في سجن “الرملة”، وترفض إدارة السجون نقله إلى مستشفى مدني.
وأكد نادي الأسير أنّ أجهزة الاحتلال بمختلف مستوياتها تنفذ جريمة بحقّه وبأدوات وسياسات مختلفة، لافتًا إلى أن محاكم الاحتلال وبشكلٍ أساس مارست دورًا مضاعفًا في عملية التنكيل بالأسير أبو هواش، وذلك من خلال سلسلة قرارات صدرت عنها منذ إصدار الأمر الإداريّ بحقّه خلال فترة إضرابه، كان آخرها قرار يقضي بتثبيت أمر اعتقاله الإداريّ وذلك لمدة أربعة شهور.
وقال النادي إن الاحتلال مستمر في رفضه وتعنته بالاستجابة لمطلب أبو هواش، رغم التقارير الطبيّة التي تؤكد خطورة وضعه الصحي، ولا يكتفي بذلك بل ويواصل احتجازه في سجن “الرملة” وترفض إدارة السجون نقله إلى مستشفى مدني.
حالته خطرة جدا وسلطات السجون ترفض نقله إلى مشفى مدني
وأضاف أن الأسير أبو هواش يواجه منظومة كاملة عملت بكافة أدواتها على التنكيل به، بهدف إيصاله لمرحلة صحية خطيرة يصعب علاجها لاحقا، ومارست محاكم الاحتلال دورا أساسيا في إجراءات التنكيل، من خلال قراراتها المرهونة بقرار جهاز مخابرات الاحتلال (الشاباك)، وأكد أن ما يجري في قضية الأسير أبو هواش أمر خطير وممنهج، حيث تشهد قضية المضربين عن الطعام تحولات كبيرة تتعلق بسياسات الاحتلال بحقّهم، ومن أبرز هذه التحولات إبقاء المضرب عن الطعام محتجزًا في السّجن، ورفض نقله إلى المستشفى.
وأشار إلى أن مطلب نقله إلى المستشفى أصبح يحتاج إلى جهد إضافي خلال متابعة القضية “قانونيا”، حيث كانت إدارة السجون تقوم بنقل الأسير إلى مستشفى مدني بعد فترة محددة من الإضراب، فيما أنها تفرض اليوم سياسة جديدة، ألا وهي إبقاء الأسير في السجن رغم وضعه الصحي الخطير.
يشار إلى أن عائلته حذر من دخوله مرحلة خطر “الاستشهاد المفاجئ”، لافتا إلى أنه امتنع عن الملح مع الماء منذ 48 ساعة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تعفن في أمعائه وتوقف وظائف القلب بشكل كامل، ما يعرضه لخطر الموت المفاجئ.
كما أبدت العائلة تخوفها من استفراد طاقم الاحتلال الطبي بنجلها وحقنه بإبر للسيطرة على وضعه الصحي، بما يخالف إرادة الأسير المضرب عن الطعام، لافتين إلى أن أطباء مصلحة السجون لا يخضعون إلى الرقابة الكاملة، لافتة إلى أن منظمة “أطباء من أجل حقوق الأنسان” قدمت تصورًا طبيًا شاملاً عن وضح الأسير داخل عيادة السجن، وجاء فيه “أن هشام يعاني من فقدان التركيز، والنعاس وفقدان الوعي، وخلل في وظائف القلب، وتباطؤ في النبضات، وضعف في البصر والسمع، واضطرابات كهربائية، وبداية جفاف في الأمعاء، واضطراب دماغي وفقدان المناعة”، حيث طالبت هذه المنظمة بنقل الأسير هشام إلى مشفى مدني مجهز بكل التقنيات الخاصة للتعامل مع حالته الصحية، تخوفاً من تعرضه لنوبة قلبية حادة.
وحملت عائلته الاحتلال المسؤولية عن حياة نجلها، مطالبةً السلطة الفلسطينية ممثلة بالرئيس عباس بالوقوف عند مسؤولياتها والتدخل العاجل لإنقاذ حياة هشام.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أعربت عن قلقها البالغ إزاء تدهور الحالة الصحية للأسير أبو هواش، منوهة إلى أن الطواقم الطبية التابعة للجنة الدولية تزوره بانتظام، وستواصل مراقبة وضعه عن كثب.
وأكدت أن الأسير أبو هواش بات في “حالة حرجة”، مؤكدة أنه بحاجة إلى متابعة طبية مختصة، كما أعربت عن قلقها أيضا من العواقب الطبية المحتملة التي لا رجعة فيها، والتي قد تؤدي لـ”فقدان الحياة”، وشددت في ذات الوقت على ضرورة صون كرامة جميع المعتقلين ومعاملتهم بإنسانية.
والاعتقال الإداري لا تقدم خلاله سلطات الاحتلال أي اتهامات للأسير، وتزعم أن التهمة سرية، لذلك يجري إصدار أمر الاعتقال ويجري في أغلب الأوقات تمديده. ويلجأ الأسرى لخوض “معارك الأمعاء الخاوية” بالإضراب المفتوح عن الطعام، رغم أنهم يتعرضون خلال فترة الإضراب التي امتد بعضها لأشهر طويلة، إلى عمليات قمع من الاحتلال وعزل انفرادي.
إلى ذلك فقد استمرت حالة التوتر الشديد في السجون الإسرائيلية، بسبب ما يتعرض له الأسرى والأسيرات لعمليات قمع همجية، تشنها قوات الاحتلال منذ الأسبوع الماضي.
وبعد الخطيئة الكبيرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، بالتعدي على الأسيرات وانتهاك خصوصيتهن في سجن “الدامون” من خلال الاعتداء عليهم بالضرب ونزع غطاء الرأس، ووضع بعضهم في العزل الانفرادي، وهو ما أثار موجة الغضب الشعبي الفلسطينية داخل وخارج السجون، قامت سلطات السجون بإنهاء عزل الأسيرتين شروق دويات ومرح باكير، وجرى نقلهما من زنازين سجن “الدامون” إلى القسم الخاص بالأسيرات.
ومن المفترض أن تنتهي “العقوبات” المفروضة بحقّهن الخميس، فيما ستستمر المفاوضات بين ممثلي الأسرى والإدارة بشأن جملة من مطالب الأسيرات، والهجمة التي تعرض لها الأسرى في سجن “نفحة” وكذلك قضية الأسير هشام أبو هواش المضرب عن الطعام، حسب ما أعلن نادي الأسير.
يشار إلى أنه في إطار الخطوات الاحتجاجية ضد عملية القمع هذه، قامت عدة أسيرات بالإضراب عن الطعام، كما قام الأسير يوسف المبحوح بطعن أحد السجانين بأداة حادة.
وفي إطار خطوات الاحتجاج على تلك الأفعال، التي طالت الأسيرات في سجن “الدامون: والأسرى في سجن “نفحة”، هددت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس، بحل شامل للتنظيم في كافة السجون، وحملت إدارة مصلحة السجون “المسؤولية الكاملة عن التدهور الحاصل وعن مجريات الأحداث”.
هذا ولا يزال الأسرى يواصلون خطواتهم الاحتجاجية، وذلك رفضاً للهجمة الممنهجة التي تشنها إدارة السجون بحق الأسيرات والأسرى في سجن “نفحة”، وتحديداً في قسم (12)، وللمطالبة بإنهاء معاناة الأسير هشام أبو هوّاش المضرب عن الطعام منذ 128 يوماً، ومن بين الخطوات الاحتجاجية إغلاق الأقسام، وعدم الامتثال لأوامر السجانين.