الأسير الأخرس يواصل المعركة.. 84 يوما على الإضراب وتحذيرات استشهاده ترتفع مع تدهور وضعه الصحي

حجم الخط
1

غزة- “القدس العربي”:

رغم التدهور الخطير الحاصل على صحته، يواصل الأسير ماهر الأخرس، معركة “الأمعاء الخاوية” بالإضراب المفتوح عن الطعام لليوم الـ84 على التوالي، رفضا للاعتقال الإداري، في وقت عبرت فيه هيئة الأسرى عن قلقها بسبب تراجع حالة أسير مريض بالسرطان.

ويتواجد الأسير الأخرس (49 عاما) حاليا على سرير العلاج في مستشفى “كابلان” الإسرائيلي، حيث يعاني من وضع صحي خطير للغاية، بسبب معاناته من الإعياء والإجهاد الشديدين، وآلام في المفاصل والبطن والمعدة، وصداع دائم في الرأس، إضافة لفقدان حاد في الوزن، وحالة عدم اتزان، وعدم القدرة على الحركة، وفقدان الكثير من السوائل الأملاح، كما تأثرت حاستي السمع والنطق لديه، وبات لا يقدر على الرؤية الواضحة.

ويشتكي أيضا من إصابته بتشنجات، وقد حذر الأطباء من أنه قد يفقد حياته في أي لحظة، منذرين بأن إضرابه الطويل، قد يردي إلى تلف أعضاء جسده وأن يوقف الكلي أو الكبد والقلب، وقد يصيبه بأمراض في مراحل لاحقة.

وقبل أيام ظهر الأسير الأخرس في تسجيل مصور جديد، وبدا عليه التعب بشكل أكبر، ونطق خلاله بصعوبة وقال: “أريد أن أعيش بحريّة وكرامة، ورسالتي فقط أنني لا أريد أن أعيش مهدداً في بيتي”، وأضاف: “من أول يوم في إضرابي رفضت الاعتقال ليوم واحد إما حراً طليقاً وإما أن يبقوا علي في سجونهم ومستشفياتهم حتى يقضوا علي بالإعدام بقراراتهم هذه”.

وسبق ذلك، أن قال إنه سيستمر في الإضراب إما أن يحقق نصرا على السجان، أو أن يستشهد، وجاء ذلك بعدما رفضت محكمة الاحتلال إصدار أمر بإطلاق سراحه بشكل فوري، وقد كشفت زوجته أن سلطات الاحتلال حاولت في وقت سابق، إرغامه بالقوة على تناول الطعام، لكنه رفض وأصر على مواصلة إضرابه.

وقد تلجأ في أية لحظة، إدارة المستشفى الإسرائيلي إلى التغذية القسرية للأسير الأخرس، تحت ذريعة التدخل الاضطراري للحفاظ على حياته.

وكانت محكمة الاحتلال قد رفضت مجددا خلال جلستها التي عقدت في 12 أكتوبر الجاري، طلب الإفراج الفوري عنه الذي تقدمت به محاميته، وقدمت توصية بالإفراج عنه في تاريخ 26 نوفمبر المقبل، يجعل الباب مفتوحا لإمكانية استمرار اعتقاله الإداري وتجديده، الأمر الذي رفضه الأسير الأخرس وأعلن استمراره في معركته حتى الحرية.

ولم تأبه سلطات الاحتلال بالدعوات التي أطلقتها جهات حقوقية محلية وأخرى دولية، ولا المناشدات التي قدمتها الأمم المتحدة من أجل إطلاق سراح الأسير الأخرس الذي يواجه خطر الموت، حيث أعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف عن قلقه العميق، إزاء تدهور حالة الأسير الأخرس.

هذا وقد تواصلت الفعاليات الشعبية المساندة للأخرس في عدة مدن فلسطينية، وشملت تنظيم وقفات واعتصامات أمام مقار اللجنة الدولية للصليب الأحمر، خلال الفعاليات رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الأسير الأخرس ورددوا هتافات تطالب بالإفراج الفوري عنه وإنهاء معاناته.

وتأتي هذه الفعاليات في إطار حملة الدعم الشعبي التي دعت إليها المؤسسات التي تهتم بأوضاع الأسرى، وكذلك الفصائل الفلسطينية، من أجل الضغط على الاحتلال لإطلاق سراحه.

جدير ذكره أن نحو 30 أسيرا قد شرعوا قبل عدة أيام في إضراب عن الطعام إسنادا للأخرس، ضمن برنامج نضالي سيستمر خلال المرحلة المقبلة، من خلال دخول دفعات جديدة من الأسرى في هذه الإضرابات.

كذلك حمّلت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال لما قد يحدث للأسير الأخرس، وقالت إن إجراءات الاحتلال  لن تفلح في كسر إرادة الأسرى، وطالبت المؤسسات الدولية والحقوقية الإنسانية، وعلى رأسها الصليب الأحمر، لحماية الأسرى في سجون الاحتلال والعمل بكل قوة على خروجهم سالمين غانمين، كما حذرت بأن المقاومة ستتدخل لنصرة هذا الأسير المضرب عن الطعام.

وفي سياق الحديث عن مأساة الأسرى، أعربت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن قلقها من تراجع الحالة الصحية للأسير المصاب بالسرطان كمال أبو وعر (46 عاما) من بلدة قباطية جنوب جنين، والقابع حاليا داخل ما يسمى “عيادة الرملة”.

هيئة الأسرى عبرت عن قلقها لتراجع حالة أسير مريض بالسرطان

وأوضحت في بيان لها، أن الأسير أبو وعر يعاني من سرطان بالحنجرة والحلق، أدى الى فقدان الأسير لكثير من وزنه وبات يشتكي من صعوبة في الكلام وأوجاع بالرقبة والرأس، وقد خضع لجلسات العلاج الإشعاعي بمستشفى “رمبام” بمدينة حيفا داخل أراضي عام 1948، بعد إهمال طبي مقصود من قبل إدارة سجون الاحتلال.

وأشارت إلى أنه قبل حوالي شهرين خضع أبو وعر لعملية زرع أنبوب بلاستيكي لمساعدته على التنفس، واستقرت حالته الصحية، ولكن قبل حوالي أسبوع تم نقله لأخذ خزعة من حنجرته وتشخيص وضعه، وتبين أن هناك تراجعا واضحا على حالته الصحية، ومن المتوقع أن يخضع الأسير لجلسات علاج إشعاعي مجددا، وأن يتم إجراء عملية مرة أخرى له لوضع أنبوب بلاستيكي بشكل دائم داخل حنجرته.

من الجدير ذكره أن الأسير أبو وعر معتقل منذ عام 2003 ومحكوم بالسجن 6 مؤبدات و50 عاما، وهو واحد من عشرات الأسرى المصابين بأمراض سرطانية مختلفة، وبحاجة ماسة لمتابعة طبية حثيثة لحالاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الله العقبة / ماجستير علم نفس:

    هذا العناد الاسرائيلي هو ما نحتاجه نحن العرب لمواجهة التحديات فهل نتعلم من عدونا ؟ بدل الانبطاح امام الضغوط علينا؟؟؟؟؟؟؟؟

إشترك في قائمتنا البريدية