الأسير العيساوي المضرب عن الطعام منذ ثمانية أشهر يصارع الموت وقلبه قد يتوقف في اي لحظة

حجم الخط
0

أشرف الهور غزة ـ ‘القدس العربي’: يهدد خطر الموت الأسير الفلسطيني سامر العيساوي المعتقل في أحد سجون إسرائيل وهو مضرب عن الطعام منذ أكثر من ثمانية أشهر، حيث أنذرت طبيبة إسرائيلية تشرف على علاجه بإمكانية توقف قلبه في أي لحظة، في وقت استهجن فيه وزير الأسرى موقف كتاب وصحافيي إسرائيل من القضية، ودعاهم للمساهمة في إنقاذ حياة الأسير العيساوي. وأبلغت هذه الطبيبة المسؤولة عن حالة الأسير العيساوي، في مستشفى ‘كابلان’، محامي نادي الأسير فواز الشلودي، إن نبضات قلب العيساوي هبطت إلى 28 ضربة في الدقيقة، وأن معدل السكر في الدم انخفض إلى 65، مشيرة إلى ان قلب هذا الأسير قد يتوقف في أية لحظة.والأسير العيساوي من مدينة القدس والذي اعتقلته إسرائيل بعد إطلاق سراحه ضمن صفقة الأسرى الأخيرة مع حماس، أضرب عن الطعام منذ اب (أغسطس) الماضي، مطالبا بإطلاق سراحه، ومؤخرا تردى وضعه الصحي، وبات لا يقدر على المشي، وفقد الكثير من وزنه.ويربط هذا الأسير الذي أصبح أحد رموز الحركة الفلسطينية الأسيرة فك إضرابه بإطلاق سراحه إلى مدينة القدس، وليس إلى خارجها.وأبلغ العيساوي محاميه في آخر زيارة له في المستشفى الذي نقل إليه لسوء وضعه الصحي في السجن أن نائب مدير المستشفى حضر لغرفته وأبلغه عن خطورة وضعه الصحي، وأن عليه أن يتناول الطعام، وأبلغه أيضا أنه يعاني من ضيق بالتنفس وبشكل كبير للغاية، إضافة إلى دوخة مستمرة وأوجاع في كافة أنحاء جسده وآلام شديدة في البطن والكلى.وقبل أيام خضع العيساوي لجلسة محاكمة، غير ان المحكمة الإسرائيلية لم تنطق بإطلاق سراحه، وأجلت الحكم للشهر المقبل.ونقل المحامي عنه رسالة قال فيها ‘إنني أتعهد للجميع أن وضعي الصحي لن يؤثر على قراراتي، وسوف أواصل إضرابي المفتوح عن الطعام ولن أتراجع عن خطوتي هذه لأن حياتي ليست أغلى من دماء الشهداء’.وأكد أن تأجيل جلسته وتعيينها في تاريخ التاسع من الشهر المقبل ‘إن دل فإنه يدل على إفلاس المحكمة، ومحاولة لكسر إضرابي وإعدام صريح وواضح بحقي’.وطالب في هذا السياق من المسؤولين المصريين الذين رعوا صفقة تبادل الأسرى، ومن الدول العربية والإسلامية إلى ضرورة التحرك.وأمس أعلنت عائلة الأسير يونس الحروب أن ابنها ما زال يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام لليوم الـ 35 على التوالي، وأنه رفضا لسياسة الاعتقال الإداري بدون اتهام، وكشفت عن رفضه عرضاً إسرائيليا بالإبعاد إلى قطاع غزة.وكان الأسير أيمن الشراونة الذي خاض إضرابا طويلا عن الطعام وصل الأسبوع الماضي إلى قطاع غزة، ضمن اتفاق يقضي بإبعاده 10 سنوات مقابل إطلاق سراحه.وفي سجون إسرائيل لجأ عدد من الأسرى إلى خوض إضرابات عن الطعام، أعلاها سجله الأسير العيساوي لإطلاق سراحهم، ونجح عدد كبير منهم في تحقيق غايته.وحركت عملية الإضرابات ملف الأسرى على ساحة العمل السياسي، وتطلب السلطة الفلسطينية من إسرائيل إطلاق سراح الأسرى خاصة القدامى قبل انطلاق المفاوضات، وجرى بحث الملف خلال زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة الأسبوع الماضي.وفي هذا السياق قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع ان الحراك السياسي القادم في أعقاب زيارة الرئيس أوباما للمنطقة، سيكشف مدى مصداقية حكومة إسرائيل في الإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال.وأشار إلى أن السلطة لا تبني ‘توقعات عالية’، مضيفا ‘لكننا طرحنا قضية الإفراج عن الأسرى كأساس لأي تسوية عادلة في المنطقة وجزء من حل سياسي شامل، وقضية الأسرى احتلت مساحة هامة في اللقاء الذي جرى بين الرئيس محمود عباس ونظيره الأمريكي’.وشدد على أن قضية الأسرى لم تعد خاضعة لـ ‘المزاج الإسرائيلي وشروطه العنصرية’، مضيفا ‘بل هي قضية عالمية واستحقاق وطني وسياسي’.ودعا قراقع إلى استمرار الجهود وفعاليات التضامن مع الأسرى ومع المضربين عن الطعام، وكشف أن فعاليات دولية في أكثر من دولة ستنظم بهذه المناسبة.وعبر قراقع في رسالة مفتوحة إلى الكتاب والصحافيين والمثقفين الإسرائيليين عن دهشته من ‘صمت أصواتهم وسكوت أقلامهم وجمود تفكيرهم’ إزاء مأساة وكارثة الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 250 يوما وهو في أحضان الموت.وقال في رسالته ‘ما يثير الاستغراب هو عدم تناولكم أيها الكتاب وأصحاب الرأي قضية أسير مضرب عن الطعام وعلى وشك الموت منذ شهور عديدة وانسحابكم من قول موقفكم إزاء حكومتكم التي تستهتر بحياته وبصحته وتتعامل معه كأنه ليس موجودا’.وأكد أن العيساوي ‘يريد الحياة، ويريد محاكمة عادلة’، وقال ‘حاولوا أن تفتحوا الملف أمام حكومتكم ومؤسساتكم وأجهزة دولتكم فربما تساهمون في إنقاذ إنسان لا تهمة له’.وتابع قراقع ‘أيها الصحافيون والكتاب تحرروا من دولة هاجسها الأمن فقط، وترى في كل فلسطيني قنبلة موقوتة وخطرا وهميا على دولتكم، فالحياة لنا ولكم مقدسة، وأن لا تسمحوا أن يموت سامر العيساوي، فلا تفعلوا بالآخرين ما كرهتم أن يفعله الآخرون بكم، وحالوا أن تروا ما لم تروه من طغيان عسكري يحيق بكم، ومن عنصرية لا تختلف في جوهرها عن تلك التي سببت لكم الإبادة’.qarqpt

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية