الرباط – “القدس العربي”:
في جو مشحون بالصراعات والغضب، حاز عبد اللطيف وهبي على رئاسة الأمانة العامة لحزب “الأصالة والمعاصرة”، بإجماع أعضاء المجلس الوطني للحزب، مع تحفظ خمسة أعضاء وامتناعهم عن التصويت.
فيما انتخب أعضاء المجلس الوطني للحزب فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة للمجلس بالإجماع ودون منافس.
وكان سمير بلفقيه، آخر منافسي وهبي، والمحسوب على تيار “بنشماس” -الأمين العام السابق- قد أعلن صباح الأحد انسحابه من المؤتمر “احتجاجا على انعدام شروط المنافسة الشريفة”.
وقرر عدد من أنصار تيار “الشرعية”، الموالي لبنشماس، الانسحاب من بقية أشغال المؤتمر، وغادروا إلى منازلهم بعد تأكدهم من هيمنة تيار “المستقبل”، الذي يتزعمه وهبي، على المجلس الوطني.
وكان محمد الشيخ بيد الله، والمكي الزيزي، وعبد السلام بوطيب، وكفاية التايب، قد أعلنوا انسحابهم من التنافس على الأمانة العامة للحزب يوم أمس.
وكان حزب الأصالة والمعاصرة، الذي أنشأه فؤاد علي الهمة، وزير الدولة السابق للداخلية والصديق الشخصي للملك محمد السادس، في آب/ أغسطس 2008، على وشك الانهيار السياسي، بسبب الصراع الذي كان يعيشه بين أنصار وهبي وبنشماش.
وتم إنشاء حزب الأصالة والمعاصرة لمواجهة ظهور الإسلام السياسي الذي يمثله حزب العدالة والتنمية (الإسلامي)، وقد اشتد الصراع بينهما، أيام إلياس العماري وعبد الإله بنكيران.
وبينما يمر اليسار المغربي بأسوأ لحظاته، أصبح حزب الأصالة والمعاصرة أكبر حزب معارض.
وتشير بعض المصادر إلى احتمال عقد صلح سياسي مع العدالة والتنمية، عن طريق المحامي وهبي، الذي ترأس اليوم الحزب، وهي الخطوة التي يعتبر الكثيرون أنها ستقطع الطريق أمام عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار.