القاهرة ـ «القدس العربي»: بينما استقبل المحامون نقيبهم الجديد بأمل تجاوز أزماتهم التاريخية، وإعادة ترتيب أوراقهم بشأن العديد من الآمال المؤجلة، ظلت القضايا الكبرى التي تواجه المجتمع بأسره معلقة على اعتاب الحوار الوطني، الذي ما زال الكثير من السياسيين يطمحون لأن يحرك المياه الآسنة في نهر السياسة الراكد، فيما الأغلبية تقلصت أحلامها وأمنياتها فقط في كبح جماح الغلاء الذي يعصف بالملايين من المعدمين، فضلا عن أفراد الطبقة الوسطى أولئك الذين وجدوا أنفسهم قد استقروا في قاع المجتمع، جنبا إلى جنب مع الطبقات الدنيا. وفيما يراهن أهل السياسة على أن يسفر الحوار الوطني عن واقع جديد، يتقلص أمل الأغلبية عند حد ضمان البقاء على ظهر الحياة متدثرين برداء الستر..
ومن نشاط مؤسسة الرئاسة: استقبل الرئيس السيسي رمطان لعمامرة وزير خارجية الجمهورية الجزائرية، في قصر الاتحادية. ومن المقرر أن يتناول اللقاء مناقشة بعض موضوعات علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وكذلك التشاور بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.. ومن تصريحات أمس: قال عبد الحليم علام نقيب المحامين الجديد ورئيس اتحاد المحامين العرب، إنه سيسعى لاستعادة الرسالة السامية للمهنة وتوحيد الجهود ونبذ أي خلاف أو فتنة داخل نقابة المحامين، مؤكدا أنه سيمنح صلاحيات للنقابات الفرعية لسرعة إنجاز الخدمات النقابية، خاصة مشروعي العلاج والمعاشات.
وأضاف: «أسعى أن تكون نقابة المحامين – مجلسا ونقيبا ونقابات فرعية وجمعية عمومية – منظومة عمل جماعي لصالح المحاماة والمحامين وحدهم، لنعمل معا على تنفيذ برنامجنا الطموح للنهوض بكل شأن من شؤون المحاماة والمحامين.. ومن الأخبار الطبية: قال الدكتور هشام جمعة أخصائي علم النفس وعلاج الإدمان في صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، إن مرحلة علاج الإدمان تبدأ بطلب المريض العلاج، من خلال التواصل مع الخط الساخن والتوجه لأحد المراكز، وهي 28 مركزا على مستوى الجمهورية، مؤكدا أن العلاج من الإدمان بالمجان بالكامل وفي سرية تامة. وأوضح أن علاج الإدمان يكون على ثلاث مراحل أهمها بناء الإنسان من جديد، وبناء شخصيته، ومعرفة الأسباب التي دفعته. ومن أخبار المحاكم: انهارت أسرة سلمى بهجت ضحية القتل غدرا في القضية المعروفة إعلاميا بـ”فتاة الشرقية” داخل المحكمة قبل بدء ثاني جلسات محاكمة القاتل. وانهار والد ووالدة الضحية داخل المحكمة قبل بدء جلسة المحاكمة، فيما شهدت المحكمة وجودا أمنيا مكثفا وفرض نطاق أمني موسع على المتهم، لتأمين وصوله المحاكمة.
أزمة وتعدي
لدى مرسي عطا الله في “الأهرام” ما يكفي من غضب لأسباب يوجزها في ما يلي: عادت أبواق الفتنة والتحريض لرفع وتيرة الصياح والصراخ بكل مفردات الأكاذيب والشائعات والافتراءات، مستغلة في ذلك تداعيات الأزمة المالية العالمية تحت وهم الاعتقاد بأن هذه فرصة سانحة لتعطيل مسيرة العمل الدائرة منذ سنوات في ورشة العمل المصرية، من أجل إعادة بناء وتثبيت جدران القوة الذاتية لمصر تحت رايات الصراحة والوضوح والمكاشفة بكل حقائق الأزمة، هذه الحملة الضارية التي اشتد أوارها في الأشهر والأسابيع الأخيرة تستهدف أن يتسرب اليأس إلى نفوس المصريين ويتوقف دوران عجلة البناء والتنمية، التي توفر مئات الألوف من فرص العمل في مشروعات شق الطرق وإقامة الجسور وتبطين الترع واستزراع الصحراء، وإضافة المزيد من المدارس والمصانع والمستشفيات في المدن والقرى والنجوع على حد سواء، ولا شك في أن أكثر ما يقوينا في هذه المرحلة الصعبة والطارئة هو إدراكنا بأننا نملك رصيدا من تجارب الصمود في وجه أعتى الأزمات، بإرادة شعبية صلبة تعززت دائما بخطوات وإجراءات حكومية مستنيرة، ترتكز على قدرة الإبداع في ترتيب خطوات المعالجة وتنسيقها، أتحدث عن ترتيب للخطوات يستند إلى العقل والمنطق، ويرتكز إلى الحساب السياسي والاجتماعي الصحيح المبنى على قدراتنا الذاتية وحدها، تحت راية اليقين بأنه لا شيء يمكن أن يضمن لنا بلوغ أهدافنا المشروعة في عبور الأزمة، سوى التزامنا بالتطبيق الدقيق والواضح للخطوات اللازم اتخاذها.. ففي مثل هذا النوع من الأزمات العالمية التي تضرب الجميع دون استثناء، ليس أمامنا خيار سوى أن نبني حساباتنا ونحدد خطواتنا على أساس أننا نواجه الأزمة وحدنا ونخوضها وحدنا وعلينا أن نتحمل فاتورتها وحدنا، وأكرر ما بدأت به هذه السطور وأقول إن مخاطر الأزمة وتحدياتها يمكن محاصرتها وحصر تداعياتها بتعبئة الجهود والطاقات باتجاه رد المخاطر، استنادا إلى مشاعل الضوء التي توفرها الصراحة والوضوح والمكاشفة في كل جوانب الأزمة، لقد عشنا من قبل مثل هذه الأزمات العاتية في مراحل عديدة من مسيرة كفاحنا وبمقدورنا أن نتجاوزها كما تجاوزنا كل ما سبقها.
هل ننجو؟
هل نحن بالفعل على شفا الإفلاس ومواجهة شبح التوقف عن سداد الديون؟ يجيب صبري الديب في “فيتو”: يقيني أن السؤال مرعب، ويدور في أذهان الجميع دون إعلان، غير أن الأغلبية في حالة تشويش وعدم قدرة على وضع تصور لما يمكن أن تكون عليه الأوضاع الاقتصادية في مصر خلال الفترة المقبلة، من خلال قراءة متأنية للمشهد الذي يتطلب ضرورة المصارحة الكاملة من الحكومة، منعا للتأويلات والاجتهادات الخاطئة التي تنعكس بالسلب على الجميع. ولأننا هنا لا نستهدف سوى الحقيقة، فإن الواقع على الأرض يقول إن الاقتصاد المصري يمر بالفعل بأزمة كبيرة، غير أننا لسنا مثل سريلانكا، ونمتلك من الموارد والخيارات التمويلية والاحتياطي النقدي ما يمكننا من تفادي خطر الإفلاس والتخلف عن سداد الديون، إلا أن ذلك مرهون بوجود إرادة ومواجهة حقيقية للواقع دون تجميل، واتباع سياسات اقتصادية أكثر صرامة، يتم بمقتضاها التوقف بشكل كامل عن الاقتراض، والاتجاه بخطة التنمية نحو المشروعات الصناعية والزراعية، وترشيد الإنفاق، والسيطرة على منافذ تسريب العملة الأجنبية الواردة للبلاد وما أكثرها. كما تقتضي المصارحة ضرورة الاعتراف بأننا في حاجة سريعة لتدبير ما يزيد عن 40 مليار دولار لتغطية العجز في الموازنة، ومتطلبات الديون حتى نهاية عام 2023، من بينها التزامات ديون بقيمة 5 مليارات دولار خلال الربع الأخير من العام الحالي، وأخرى بقيمة 9 مليارات دولار خلال العام المقبل، وديون قصيرة الأجل بقيمة 26.5 مليار دولار يتعين سدادها على مدار العامين المقبلين، إلى جانب ديون لمؤسسات دولية يحتم سدادها في النصف الثاني من العام الحالي بقيمة 2.4 مليار دولار، و6.14 مليار دولار خلال العام المقبل. ولسوء الحظ، فقد فرض على مصر مواجهة تلك الأزمة الخانقة، في الوقت الذي وصلت فيه قيمة الاحتياطي النقدي من العملة الأجنبية في البنك المركزي المصري إلى نحو 33.14 مليار دولار، بعد أن فقد 20% من قيمته منذ مارس/آذار الماضي، نتيجة الارتفاع الضخم في فاتورة الاستيراد.
البقشيش على الزوج
وكأنه موسم الهجرة إلى حواء، لكنها كما وصفها محمد البهنساوي في “الأخبار” هجرة مشوهة الملامح تائهة البوصلة سطحية المضمون مكذوبة الهدف زائفة الشعار، هجرة «التريند» وليس غيره قبلتها الحقيقية أينما يولوا فثم ما يتطلبه، وأن من التريند ما أمعن القتل بأخلاقنا وتماسكنا، ومنه ما يهدد صميم أمننا القومي، والحالة التي نحن بصددها أجدها من المعاول التي تحاول النيل من أمننا القومي، خاصة إذا فهمنا مقولة «المرأة الصالحة أمنع الحصون»، فإذا ما نلنا منها هدمنا أهم حصون مجتمعنا. نعود للهجرة الممقوتة التى ترفع زورا وبهتانا شعار «حقوق المرأة وحريتها» في حين أنها تبخس تلك الحقوق والحريات، فلا حديث يعلو منذ أيام فوق الرضاعة التي اكتشفوا فجأة أنها ليست إلزاما للمرأة، ولو شاءت لاتخذت عليها أجرا، وأعمال المنزل خاصة الطبخ عمل تطوعي، ولو ستأكل منه لكن لا مانع من حصولها على «بقشيش» باعتباره من أعمال المطاعم، وختام تلك العواصف المزلزلة لمكان ومكانة المرأة فكرة «المساكنة» التي طرحها مطرب ضل طريق الشهرة بفنه الغائب، فبحث عنه بـ «هبدة تريند» مهاجرا على جثة حواء. «عظيمات مصر»، لكم يعجب الكاتب هذا الوصف لنسائنا لأنهن كذلك بالفعل، لكن وا أسفاه على العظيمات لما يكابدنه ربما منذ عقود وقرون، ورغم ذلك ما زلن رمانة ميزان الأسرة وصمام أمان المجتمع، وهنا تكمن عظمتهن، فقد عانت النساء في عصور التدين الشكلي والفهم السطحي للدين، وظهور من نصبوا أنفسهم وكلاء الرب يكفرون هذا ويمنحون عطاياه لهذا، فإذا بأصوات جاهلة وقحة تحاول تحقير النساء بدءا بتحريم خروجهن نهارا من المنزل، مرورا بمحاولة سلبهن حقوقهن وصولا لفتاوى ما أقبحها عن معاشرة الميتة وإرضاع الكبير، وفي مقابلها بدأت حملة مضادة، أراها لا تقل جهلا تدعو للعري وادعاء المساواة، وصولا أخيرا وربما ليس آخرا إلى أجرة الرضاعة وبقشيش الطبخ ومصيبة المساكنة التي تحول المرأة إلى فأر تجارب.
لعلهم يفقهون
الغريب على حد رأي محمد البهنساوي أن الحملة الأولى رفعت شعارات إسلامية زائفة، وغيّرت بأخرى خدمة لأهدافها، والحملة الثانية جاءت وكأنها لرد الهجوم على الإسلام وليس للدفاع عن المرأة، كل هذا والإسلام أكثر الديانات السماوية إكراما للمرأة وحقوقها، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم الذي طالبنا أن نقتدي به «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”، والذي حذرنا صراحة «الله الله في النساء» وغيرها من الأحاديث والأفعال النبوية التي تكرم المرأة. يا سادة المرأة جوهرة قيمتها في حيائها الذين يريدون سلبها إياه، ومكانتها الرفيعة في رعايتها لأسرتها، ليكون رد الجميل أن تحمل الأسرة والمجتمع حذاء النساء فوق رؤوسهم جزاء عظمتهن، أما دعوة المساواة فهي ادعاء في عموميته تقليل من النساء وحط من قدرهن، نعم للمساواة في العمل والحقوق الإنسانية كافة، لكن الرجال قوامون وأؤمن بالمعنى الحقيقى للقوامة من الاحتواء، وجميع أنواع الرعاية والحماية والخدمة والأمان، لتجعل المرأة أعلى قدرا من الرجل فكيف ننزلها بالمساواة؟
واقع مؤلم
الحقيقة التي انتهى إليها أشرف عبد المنعم في “الأهرام”، أن المتأمل في الوضع في مجمله؛ ولم يزل يمتلك بصيص ذاكرة إنسانية عادية، يستطيع تذكر تلك الصناديق المصندقة التي كانت تهطل من فوق رؤوس العباد ومن ارتفاعات شاهقة في عمق الأراضى الليبية الشاسعة، بواسطة طائرات الناتو (الباسلة)؛ تحمل في داخلها ما تحمل من أنواع السلاح والعتاد؛ لا لشيء سوى لمؤازرة وتشجيع (الثوار) الليبيين (الأشاوس) على حمل السلاح في مواجهة الجيش الليبي الموالي للراحل معمر القذافي، بغية إسقاطه.. ولا مانع من تخريب الوطن بأكمله (بالمرة). ها هي قطعان بشرية تتسابق البارحة نحو طرابلس؛ تمتطي ما تمتطي من سيارات محملة بالمدافع المضادة للطائرات لإثبات القوة والبأس؛ دونما أدنى اعتبار لحقوق الناس في حياة هادئة كريمة؛ تطال أياديهم بالدمار كل ما تطال.. ثم يتذكر الكاتب تلك اللحظة الخبيثة المشابهة للعراق عندما تم الدفع بمقاتلي “داعش” في المدائن لإرهاب الناس؛ فما كان من السلطات العراقية تحت نير الضغط إلا أن انزلقت أيما انزلاق في ارتكاب أكبر خطأ استراتيجى يمكن لدولة واعية أن تنزلق فيه؛ وذلك حين سمحت الدولة لجموع الناس بحمل السلاح علانية تحت مسمى (قوات الحشد الشعبي)؛ ذلك الحشد الذي لم ولن ينجو العراق منه أبدا؛ من بعد أن اختلط الحابل بالنابل؛ وتحول العراق بأكمله إلى ساحة قابلة للاشتعال في أي وقت وكل وقت، ما أن تختلف وجهات النظر وتتباين المصالح، فها هي ساحات بغداد الخضراء وغير الخضراء تمتلئ عن بكرة أبيها بين ليلة وضحاها بشراذم بشر ما أنزل بها الله من سلطان؛ يحملون الرشاشات والعصي للاقتتال في ما بينهم؛ في أجواء مشحونة محتقنة لا تعرف معنى الأوطان.
لا غالب ولا مغلوب
يأخذ أشرف عبد المنعم قسطا وفيرا من الراحة فإذا بخبر غريب جدا ينهال من فوق رأسه منذ أيام؛ حين صرح السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، بأن بلاده تمكنت من ضبط نحو 700 مليون من الحبوب المخدرة مقبلة من لبنان؛ وأن المملكة ضبطت (آلاف الأطنان) المهربة إليها من لبنان قدمت عبر الأراضي (السورية) الخربة بطبيعة الأحوال. نحن إذن أمام خلخلة منظمة سابقة التجهيز واضحة للعميان؛ تتحول فيها الدول المستقرة إلى أهداف سهلة لحملات رخيصة؛ فما أجهزوا عليه يتحول إلى مناطق اقتتال تقوده شراذم غير نظامية من توافه مواطنين؛ ليسوا ذوي خبرات عسكرية بالمعنى العلمي للكلمة؛ وإنما تتلبسهم روح اقتتال أفلام هوليوود الرخيصة؛ وقودهم أسلحة خفيفة وعربات نصف نقل؛ وحماسة جاهلين، تفضي حتما إلى الموت؛ وتسيطر عليهم عصبيات لا تغني ولا تسمن من جوع؛ فيتحول معها عموم المشهد إلى مشهد عبثي ينتهي بمقتل جميع السفهاء؛ فلا غالب حينئذ ولا مغلوب؛ وإنما حصيلة لا حصر لها من مشردين؛ وتوقف تام للخدمات البديهية؛ وشلل كامل للدولة؛ وانعدام تام لسلطتها؛ فتتحول الدول (المحترمة) العريقة إلى بؤر لإيواء المجرمين والمشردين والخارجين على القانون في صورة (محاربين)؛ وما هم بمحاربين. أما تلك التي لم يصبها الدور (بعد)، فلا مانع من أن تتحول إلى مرتع لمحاولات إفساد دؤوبة مستمرة ممنهجة؛ تمهد للفوضى الطريق؛ وتفسح للهدم السبيل؛ حتى إذا ما وقعت الفأس بالرأس، شقت طوابير الغوغاء طريقها بسهولة وارتياح وسط الآمنين.
محنة المحتل
نتحول نحو قضية العرب الأهم في صحبة الدكتور نبيل فهمي وزير خارجية مصر السابق في “الشروق”: يتفق الفلسطينيون والإسرائيليون على استحالة التوصل في المدى القريب إلى ما يسمى «حل الدولتين»، يوفر للفلسطينيين دولة ذات سيادة على أساس حدود 4 يونيو/حزيران 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الأمم المتحدة وقواعد مؤتمر مدريد للسلام، ولا يخفى على أحد، أن فرص تحقيق ذلك تتضاءل عاما بعد عام، مع استمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بكثافة في الضفة الغربية لنهر الأردن. ويطرح بعض المفكرين في ساحات مختلفة أنه من الأوقع السعي لتحقيق «حل الدولة الواحدة»، يجمع الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، على أرض واحدة وبهوية مشتركة، وهنا نجد تباينا في المواقف والآراء والأهداف، بين المروجين لهذه الفكرة حول معنى ومغزى وشكل ومكونات الدولة الواحدة. ومن أهم الاختلافات، وما يجعل من الصعب توصيف هذا البديل على أنه «حل»، هو أن عددا غير قليل على الجانبين يسعيان لتوظيف حل الدولة الواحدة، ليس لتجميع الشعبين حول هوية مشتركة، وإنما لتغليب هويتهم الوطنية على الهوية الوطنية الأخرى، إسرائيل بالتهجير والمحاصرة الأمنية وفلسطين بالتفوق الديموغرافي التدريجي، وهذا ليس بغريب، لأن الخلاف والصراع الفلسطيني الإسرائيلي يدور حول تمسك كليهما بممارسة هويته الوطنية على أرض متنازع عليها. ويلح البعض على الفلسطينيين أن هدفهم مشروع في إقامة دولة وطنية فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وأتفق معهم في ذلك، وإنما يخطئ من يتصور من هؤلاء أن هذا الحق سيترجم إلى واقع ويتبلور إلى حقيقة وحده، لمجرد أنهم على صواب، وأكبر دليل على ذلك أن إسرائيل تواصل توسعها عبر عقود من الزمن، بل وإن تصور الشرعية الدولية لتحقيق الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة قد انحصر كذلك إلى 22% مما كان مخصصا لها وفقا لقرار التقسيم رقم 181 في نوفمبر/تشرين الثاني 1947، الداعي إلى إقامة دولة يهودية وأخرى فلسطينية، فالزمن وحده لا يلبي الحق، أو حتى يحافظ على أسس الشرعية، إذا لم يبذل جهدا لترجمته إلى واقع.
فرص مهدرة
لتبرير القبول بحل الدولة الواحدة، يدفع آخرون وفق ما أشار إليه الدكتور نبيل فهمي، أن الفلسطينيين وحدهم تمرسوا في إضاعة الفرص للتوصل إلى حل، برفض الأمر الواقع، مقتبسين في ذلك مقولة أبا إيبان وزير خارجية إسرائيل السابق، ويطالبون الفلسطينيين بقبول المطروح من منظور الواقعية السياسية، حتى إذا كان ذلك في نقيض كامل للشرعية والحقوق، وهم في ذلك غير منصفين، لأن التي يتم الاستناد إليها من أمثلة جاءت أغلبها في سياق ظروف فلسطينية كارثية تم فيها احتلال أرضهم، لذا من الطبيعي ألا تقبل. والخطأ الفلسطيني والعربي لم يكن في رفض الأمر الواقع الظالم وغير المشروع حينذاك، إنما بعد ذلك في عدم استعادة الأرض كلما أتيحت فرصة لذلك، مع مواصلة الجهد والسعي بسبل مختلفة لاستعادة المزيد منها واستكمال الحقوق نحو إقامة دولتهم، طالما ظلت الخطوة والفرصة المتاحة في سياق الحفاظ على الهوية الوطنية وترسيخها واستعادة الأرض، وهو ما تقوم به إسرائيل على الدوام في اتصالاتها الخارجية، وفي فرض الأمر الواقع غير مشروع على الأرض المحتلة. وأشاد الكاتب بموقف الرئيس الراحل ياسر عرفات في السبعينيات بقبول قرار مجلس الأمن 242، مؤكدا تمسك فلسطين بالسلام الكامل، وعلى أساس انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، ما وضع إقامة الدولة الفلسطينية وقضيتهم في صميم مساعي السلام، هذا الموقف عكس حكمة وقراءة سليمة للواقع الدولي، وشجاعة سياسية في اتخاذ قرارات صعبة، لا تمس بل تدعم الحق الفلسطيني، وتقدير مستحق أسجله كذلك لأبي مازن لقراءته السياسية وشجاعته في دفع المسار التفاوضي الفلسطيني الإسرائيلي الذي انتهى إلى توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى. لا يعني ذلك أن الجانب الفلسطيني لم يخطئ، إزاء بعض الاقتراحات غير المكتملة، التي وفرت مساحة مهمة للتحرك نحو الأهداف الفلسطينية، فكان من الأفضل قبول عرفات بتحفظات لعناصر ومبادئ الرئيس كلينتون عام 2000، للبناء عليها واستكمالها.
العراق لشعبه
أحداث متلاحقة شهدها العراق مؤخرا اهتمت بها سناء السعيد في “الوفد”: بعد إعلان مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي، شدد على أتباعه ألا يستخدموا اسمه أو اسم التيار الصدري في أي نشاط سياسي، أو إعلامي. إنه مقتدى الصدر، الذي اتسم بالعقلانية عندما دعا أنصاره إلى الانسحاب من أمام البرلمان وإلغاء الاعتصام، وندد بأعمال العنف التي شهدها العراق في الساعات الأخيرة. وبادر وأعلن إضرابه عن الطعام حتى تنتهي أعمال العنف. ما دفع مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء إلى الإشادة بالمسؤولية الأخلاقية للصدر رجل الدين الشيعي الذي يمثل الرقم الصعب في العراق اليوم. ولهذا جاء إعلانه اعتزال العمل السياسي في مرحلة دقيقة يمر بها العراق، ويبدو أن القرار سيكون له أثر كبير على المشهد السياسي في البلاد، إذ إنه في كل استحقاق سياسي، أو أزمة تعصف بالعراق تتجه الأنظار إلى الصدر الذي يحظى بشعبية عارمة، فما السر وراء هذه الشعبية؟ يتمتع مقتدى الصدر بنفوذ كبير في العراق، وهو ما بدا جليا عقب الغزو الأمريكى للعراق في 2003، حيث تميزت مواقفه بمعارضة الوجود العسكري الأمريكي، وقد دعا يومها إلى ثورة وطنية ضد القوات الأجنبية، وأسس يومها ميليشيا «جيش المهدي» لمناهضة قوات التحالف الذي قادته أمريكا لغزو العراق. وفي أوقات أخرى بدا أكثر اعتدالا في إطار سعيه للعب دور سياسي ضمن العراق الجديد. إنه الصدر البالغ من العمر 47 عاما والذي يعتبر شابا مقارنة بغيره من رجال الدين المتنفذين في العراق، وهو في نظر أنصاره صاحب حكمة تفوق أعوامه كثيرا، أما معارضوه فيرون أنه يفتقر إلى الخبرة السياسية والدينية، ويعتبرونه متشددا يهدف إلى السيطرة على المؤسسة الدينية الشيعية في العراق.
هبوا لنجدته
أكدت سناء السعيد أن الصدر يجمع بين نزعة وطنية عراقية وتوجهات دينية، وهو ما جعله محبوبا لدى الكثير من فقراء وبسطاء الشيعة في العراق. حمل قيم التضحية والاستشهاد والخدمة الاجتماعية التي كانت جزءا لا يتجزأ من الإرث الذي حمله الشاب مقتدى عندما كان في الثلاثين من عمره وقت الغزو الأمريكي. طالب بأن يلعب الزعماء الشيعة دورا في تشكيل الحياة السياسية في العراق. وتعود شعبيته إلى القبول الذي يحظى به بين الفقراء والمهمشين، بالإضافة إلى أن العراقيين يرون فيه رمزا لمقاومة الاحتلال الأجنبي. وهناك عامل رئيسى لفت الأنظار إليه، فعلى الرغم من كونه أحد قادة الشيعة العراقيين إلا أنه أبقى على مسافة بين شيعة العراق وإيران، بل انتقد إيران في كثير من الأحيان لتدخلها في كل من سوريا والعراق. وفي عام 2017 قام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، التي تعتبر المنافس الإقليمي لإيران. مقتدى الصدر اعتمد نهجا ثابتا باعتباره أحد القيادات الدينية الشعبوية في إطار السياسة العراقية المحكومة بمراكز قوى متعددة في الداخل والخارج، ما يعني أنه لا يوجد عدو دائم أو صديق دائم. في انتخابات 2018 منع الصدر أيا من نوابه الـ34 من الترشح للبرلمان مجددا، وتزعم قائمة ناجحة كانت مذهلة بالنسبة لما يفترض أنه كيان شيعي قوامه رجال دين، فضمت القائمة شيوعيين وعلمانيين وسنة، وهو التحالف الذي يعد سابقة لم يعهدها العراق من قبل. إنه الصدر الزعامة التي جرى التحذير منه عندما قال أحدهم للآخر: “احذر من مقتدى الصدر، فهو يمتلك الشارع”.. ليبقى الرجل الرقم الصعب في المعادلة السياسية في العراق.
أحوج ما تكون لنا
نتوجه للعزيزة سوريا بصحبة سليمان جودة في “المصري اليوم”: في اتصال تليفوني جرى بين رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري، وفيصل المقداد، وزير الخارجية السوري، قال المقداد إن بلاده تفضل ألا تكون عودتها إلى مقعدها الشاغر في جامعة الدول العربية، موضوعا معروضا على القمة العربية المقبلة في الجزائر. ولا أحد يعرف ما هي بالضبط دوافع هذا الموقف السوري المفاجئ، لكن ما نعرفه أن الجزائر كانت متحمسة لهذه العودة، وكانت تعمل على إتمامها بأي طريقة، وكانت تتصرف على هذا النحو بدافع الحس العربي القوى لديها، ولأنها هي الدولة التي ستستضيف القمة أول نوفمبر/تشرين الثاني. وليس سرا أن الموضوع السوري بالذات كان محل خلاف بين العواصم العربية ولا يزال.. وعندما تناثرت أنباء في الفترة الأخيرة عن احتمالات تأجيل القمة، ساد شعور باليأس في أوساط عربية كثيرة، لأن الرهان على انعقادها كان كبيرا ولا يزال، ولأنها لم تنعقد من سنين، ولأن العرب ليسوا أحوج إلى شيء في هذه الأجواء الدولية العاصفة، قدر حاجتهم إلى أن يلتقوا في قمة تنقذ ما يمكن إنقاذه بين المحيط والخليج. وليس من الممكن أن نقول إن دمشق تعرضت لضغط إيراني، فأظهرت هذه الرغبة على لسان الوزير المقداد، لأن سوريا عربية لحما ودما، ولأن كل ما هو عربي على أرضها يسبق كل ما هو سوري، وليس أدل على ذلك إلا أن مسمى جيشها هو الجيش العربي السوري، لا الجيش السوري العربي.. وهكذا الأمر هناك في كل مجال من دمشق الشهباء إلى حلب الفيحاء. ولا من الممكن القول بأن روسيا تفضل ما أعلنه المقداد خلال اتصاله مع الوزير لعمامرة، لأن الروس كانوا أكثر الناس حماسا لعودة سوريا إلى المقعد الشاغر، وقد أعلنوا ذلك مرارا وأكدوه. ولكن ما يمكن قوله إن السوريين استشعروا الحرج الذي يسببه موضوع عودتهم لعواصم عربية معينة، فقرروا رفع الحرج عن الجميع، حتى لا تتفجر القمة خلال انعقادها بسبب هذا الموضوع، وحتى لا تتأجل قمة نحن كعرب أحوج ما نكون إليها، وأحوج ما نكون إلى أن تأتي مختلفة عن سابقاتها. هذا موقف سوري محترم، لأنه يقدم الصالح العربي على المصلحة السورية، ولأنه كذلك، فلن يكون للقمة عذر إذا ما جاءت دون طموح كل عربي يترقب وينتظر.
كامرأة ناضجة
يشعر حمدي رزق كما أخبرنا في “المصري اليوم”، بضعف تجاه هذا النوع من الفاكهة: باغتني التاجر الأريب بقول عجيب: «شجر المانجو السنة دي حنين على الغلابة»، الأسعار في المتناول، وخلي الغلابة تاكل.. «آه يا ليل يا قمر.. المانجا طابت ع الشجر». شجر المانجو في الإسماعيلية ما شاء الله، استعاد عافيته، والإنتاج هذه السنة أضعافا مضاعفة يعوض غيابا طال، فرشة المانجو في سوق «المستقبل» شكلها يفرح، تشم الرائحة (الأريج) على بعد كيلو، الإسماعيلية هذا الموسم في عيد، عيد المانجو. على قول عبدالمطلب: «الناس المغرمين.. مايعملوش كدا»، غرامي بالمانجو في اتجاه معاكس لـ«مرض السكري»، ولا يمر موسم المانجو إلا بارتفاعات مخيفة لمعدلات السكر في الدم، رغم انخفاض الأسعار، عادة ما يخفون المانجو بعيدا عن ناظري، حتى لا أنفرد بالمانجو ليلا، فأصبح على ما التهمته من النادمين. مثلي كثير مغرمون بالمانجو، والبروفيسور أسامة حمدي أستاذ السكري في هارفارد يضبط إجازته السنوية على أغسطس/آب، شهر المانجو.. وينصح بأقل القليل.. لا للحرمان. المغرمون في عشقهم مذاهب، هناك من يفضل المانجو السكري مذاقا، وهناك من يعشق «العويس» وصغيره «الفص»، يقال إن «الفص» عويس لم يكتمل نضجه. تحريف لطيف لكلمات المقطع الافتتاحى لـ«استعراض الزهور» بصوت الراقي محمد فوزي: (المانجو له في روايحه لغات/ تجمع بين النار والجنة/ حكم المانجو زي الستات/ لكل نوع ريحة ومغنى).. لا تسألينى عن السبب، ولكن المانجو مثل «أنثى» مثيرة لها أريج. نصحنى عاشق ولهان بثمرة «الكييت»، صنف عجيب، غني بالعصارة، نذير الألياف، يتميز بشكله البيضاوي واللون الأخضر المائل للبرتقالى.. تقع في حبها من أول نظرة. من أين للمانجو توليفة الألوان المدهشة، تسر الناظرين.
يا جمال الفونس
واصل حمدي رزق الغزل في الفاكهة التي يفضلها على ما سواها: ذائقتي تفضل ثمرة «الفص» لا يعلى عليه، ثمرة شقية صغيورة الحجم، قشرتها رقيقة، لونها أصفر.. تبخ عسلا، إذا كانت المانجو مصنفة «ملكة الفواكه»، فملك المانجو «الفص»، ودليله سعره، والغالي ثمنه فيه. «الفونس» قصة تانية خالص، مذاق ولا أروع، شبيه بالسكري شكلا، لكنه حاجة تانية خالص، طعمها يسكر.. كيف فات على كهنة النبيذ هذه الثمرة المدهشة. صعب على غير العشاق التمييز بين الأصناف، ولكن هناك أُنوفا مدربة على تشمم رائحة المانجو عن بعد، تتشممه فترفع حاجبيها وتغمض عينيها، تغيب في النشوة. «السكري» و«الفونس» شكلهما بيضاوي، لكن القشرة تفرق، السكرى ثمارها أرق وتميل إلى اللون الأصفر، كما تكون ذات حجم متوسط وسكرها زيادة.. ينصح مرضى السكري بالابتعاد عن كرتونة المانجو ما أمكن. «العويس» قشرتها سميكة، هذا أكثر ما يميزها، وتكون باللون الأخضر أو اللون الأصفر في بعض الأحيان، وتخلو من الألياف.. في طعم العويس تحكى الحكايات، طعم حكاااية. المانجو «ناعومي» مثل امرأة ناضجة حسب المقاييس النموذجية، من اسمها وحجمها، وعلى الرغم من ضخامتها.. رقيقة، بذرتها صغيرة الحجم، ما يكسبها تفردا، وتتنوع ألوانها بين الأحمر والأخضر، كما تكون خالية من الألياف المزعجة، على قد سنان الأكيلة. والعشاق يختزنون في وجدانهم أصنافا جد نادرة، تيمور وسنارة وهندي وهندي ملوكي.. والأخير مخصوص لعشاق المانجو الأصلاء.. وعلى قول التاجر: المانجو أرخص من البصل، وخلي الغلابة تاكل.
لا أحد ينام في الأردن
فى العاصمة الأردنية عمان، ومنذ اللحظة الأولى التي وصل فيها أكرم القصاص “في اليوم السابع” ضمن وفد من الإعلاميين، تجد نفسك في عاصمة عربية تفتح قلبها وعقلها، ولا تتوقف عن الحركة والعمل، أنت في مركز تأثير يتقاطع مع كل خطوط القضايا الإقليمية والدولية، تحديث وتنمية وسياسة في كل مكان، ورغم أن الأردن محاط بأحزمة التوتر خلف حدوده، فإنه يحتفظ بقدرة هائلة على حفظ استقراره، بسياسة تنفتح على الجميع، وتعالج الأزمات بحكمة ودقة. هناك ما يشبه التطابق في وجهات النظر بين الأردن ومصر، وأيد ممتدة، الملك عبدالله الثاني كان أول زعيم عربي يزور القاهرة بعد ثورة 30 يونيو/حزيران، ويلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهناك الكثير من المشتركات بين مصر والأردن من حيث التحديات والسياسة الخارجية التي تقوم على التوازن وحفظ الاستقرار والدفع نحول السياسة وخفض التوترات. في الأردن تجد ارتباطا وتقديرا لمصر والمصريين، والأردنيون ودودون مقبلون بترحاب حقيقي ودفء، وهو أمر لمسناه من المسؤولين والأشقاء في المملكة. على مدى أربعة أيام استمعنا لرئيس الحكومة لمدة ساعة وأكثر، في مقر مجلس الوزراء، وقبلها التقينا فيصل الشبول وزير الدولة للإعلام، الذي كان وراء تنسيق الزيارة وحرص على مرافقتنا في كل اللقاءات التي تلت لقاء رئيس الحكومة، وكلها لقاءات تعلقت بالقضايا العربية والإقليمية والدولية وكيفية التعامل معها، وفي المساء بترتيب وزير الدولة للإعلام فيصل الشبول التقينا كبار المسؤولين الأردنيين، اللقاء تضمن استعراضا لأنشطة الحكومة في كل المجالات، وفي اليوم التالى زرنا بعض المؤسسات المهمة مثل الهيئة المستقلة للانتخابات ثم مركز تطوير المناهج الدراسية، وهيئة الانتخابات، التي تمثل تجربة سياسية ثرية وحديثة، تدعم التنوع الحزبي والسياسي وتستوعب الأفكار، والمشاركة السياسية للمواطنين، وهو سياق أطلقه الملك عبدالله، بناء على حوار وطني واسع قبل سنوات، وتمت ترجمته دستوريا ليتيح توسيع الأحزاب ودعم نسب تمثيلها في المجالس النيابية والبلدية. أكثر ما يلفت النظر في كل اللقاءات هو النشاط والجهد المستمر في المملكة الأردنية، هناك حركة تحديث وتنمية متواصلة لا تتوقف في الأردن، وتجربة سياسية لافتة ونشيطة في الداخل.