كرة القدم تحرك خمسة مليارات يورو، أنا أعيش ظروفا مأساوية على المستوى المهني، سأعمل المستحيل لدفع مسابقة الدوري نحو العودة، أما إلغاء الموسم فهي مسؤولية لن أتحملها وأتركها للحكومة”. الكلام لرئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم السيد غابريل غارفينا في حواره مع التلفزيون الإيطالي “لاراي”، فيه اصرار كبير على استئناف مباريات الدوري المحلي، وهو نفس الانطباع الذي أبداه رئيس الليغا الاسبانية خافيير تيباس الواثق من استئناف الدوري في ثاني بلد أوروبي بعد ايطاليا تضررا من تفشي فيروس كورونا بأكثر من 20 ألف قتيل، وأكثر من 100 ألف مصاب بالفيروس في كل منهما، ما يمثل أعلى نسبة وفيات في العالم بعد الولايات المتحدة، وبعد فرنسا في حدود الأرقام نفسها، وبنفس الإصرار على الاستئناف لدرجة تحديد موعد انطلاق الموسم المقبل في الثالث والعشرين من أغسطس/آب وكأن استكمال جولات هذا الموسم هو تحصيل حاصل.
فرغم الأرقام الرهيبة وأجواء الحزن والكآبة التي تعيشها ايطاليا، إلا أن الاتحاد الايطالي مدعم بالأندية الكبرى متمسك باستئناف المنافسة وفقا للوائح الفيفا والاتحاد الأوروبي، لكن بشرط موافقة السطات الأمنية والصحية الإيطالية والتزام الجميع بكافة الشروط الوقائية الضرورية، وهو الأمر الذي ترفضه أندية وسط ومؤخرة الترتيب التي تدعو الى توقيف الدوري كلياً وإلغاء نظام الهبوط والصعود، لكن الاتحاد الايطالي يصر على الاستئناف بدون حضور الجمهور، حتى ولو اقتضى الأمر تنظيم الجولات المتبقية في جنوب ووسط ايطاليا بعيدا عن شمالها، خاصة ميلانو وتورينو وفيرونا التي انتشر فيها الوباء بشكل كبير.
الإصرار نفسه أبداه الاسبان بعد اجتماع المجلس الأعلى للرياضة مع مسؤولي الاتحاد الإسباني ورابطة الليغا، الذين اتفقوا على ورقة طريق الاستئناف، وأجمعوا بدورهم على ضرورة عودة اللاعبين الى التدريبات بداية يونيو/حزيران، واستكمال مباريات الدوري في السابع والعشرين من الشهر ذاته لإنهاء الجولات الثماني المتبقية في الحادي والثلاثين من يوليو/تموز باجراء ثلاث جولات كل أسبوع، على أن ينطلق الموسم الجديد في الثاني عشر من سبتمبر/أيلول على اعتبار أن الاتحاد الأوروبي يفكر في تأخير انطلاق المنافسات الأوروبية للأندية الى نهاية أكتوبر/تشرين الأول.
في انكلترا، منح الاتحاد الانكليزي الوقت الكافي للرابطة الى غاية الثامن من يونيو لعودة الدوري من دون حضور جماهيري، أما اعلان الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في خطابه الأسبوع الماضي عن الحادي عشر من مايو/أيار موعدا لبداية رفع اجراءت الحظر، فقد شجع الرابطة الفرنسية على تحضير تصور لورقة طريق الاستئناف، لقيت ترحيبا كبيرا من كل الأندية الفرنسية التي ستكون الأكثر تضررا من بين الدوريات الخمس الكبرى في حال الغاء ما تبقى من مباريات الدوري لأن ميزانياتها المحدودة ستتأثر أكثر لو حرمت من مداخيل الدفعة الأخيرة لحقوق البث التلفزيوني.
اصرار الاتحادات المحلية في ايطاليا واسبانيا وفرنسا على الاستئناف شجع رئيس الاتحاد الألماني فريتز كيلر على الافصاح عن قرارات مهمة سيتخذها برفقة الأندية في اجتماعهم المقرر اليوم الخميس، خاصة بعد اطلاعه على أرقام الخسائر المالية التي تتكبدها الأندية الألمانية، واطلاعه على تقارير حكومية تتحدث عن نيتها في دعم شركة “أديداس” بمبلغ يفوق الملياري دولار لانقاذها من الافلاس نتيجة توقف االنشاط الكروي، وتوقف استثماراتها في العالم. التسريبات الأولية تتوقع استئناف المنافسات في منتصف مايو المقبل بعد عودة بعض الأندية الى التدريبات الجماعية تدريجيا وتخفيف السلطات الألمانية لاجراءات الحظر والسماح بفتح المتاجر الصغيرة وعودة بعض النشاطات الاقتصادية، وهو الأمر الذي يشجع الرابطة الألمانية على استئناف اللعب من دون جمهور وانهاء الموسم قبل الثلاثين من يونيو للحصول على الدفعات المتبقية من حقوق البث التلفزيوني والمقدرة بنحو 300 مليون يورو.
يبدو أن كبار عالم الكرة اتفقوا، وتجاوزوا اليوم مناقشة مبدأ الاستئناف من عدمه، ويتوجهون نحو تحديد مواعيده تباعا حتى ولو كانت باجراء “مباريات أشباح” لأن الكل يجمع على ضرورة منع الجماهير من حضورها تجنبا للاحتكاك والعدوى، لكن هل يكفي العزم والإصرار؟ ماذا لو قرر فيروس كورونا التمدد واسئناف حصد الأرواح وسجن الناس في بيوتهم لفترة أطول؟
إعلامي جزائري
القطاعات الاقتصادية في العالم كله تتعلق بخيط الأمل الوحيد وهو اختفاء كورونا تدريجيا مع دخول الصيف…
ولو لم يكن هناك خيط أمل كهذا ينتظره الجميع،ولاقدر الله كان الوباء أشد فتكا وأكثر غموضا واستعصاء من كورونا، لرأينا اجراء ات أكثر قسوة وعالما أكثر ظلاما
هناك مناطق ومدن في كل بلد من البلدان التي تقام فيها الدوريات الكبرى، صارت خالية من الفيروس بشكل كبير أو بشكل كامل حتى
مثلاً، أسوء بقعة في أوروبا اصيبت بالفيروس، اي إيطاليا ( وهي إحدى دول الدوريات الكبرى الخمسة)، أعلنت قبل ايام نظافة منطقة الجنوب من الفيروس ( نابولي احد مدنها مثلاً) و اتوقع هناك حالات مشابهة في فرنسا و انكلترا و أسبانيا و ألمانيا (التي أعلنت انها في طريقها لانحسار الفيروس منها)
.
وبما انه لم يتبق على نهاية هذه الدوريات الا 8 إلى 10 أدوار، فهذا يعني ان كل فريق لو لعب مبارتين أسبوعياً لاكتملت الدوريات في شهر إلى شهر و نصف ( و ربما اقل لو ضغطت الرزنامة بشكل اكبر)
وهذا مقترح ربما يحل الموضوع :
ماذا لو انتقلت كافة فرق دوري الدرجة الأولى إلى تلك المدن و المناطق النظيفة و اسكنت في مدن رياضية او فنادق مناسبة و أجريت المباريات المتبقية وفق الرزنامة المذكورة أعلاه ( بمعدل لا يقل عن مبارتان أسبوعيا لكل فريق) و بدون جمهور مع نقل تلفزيوني لكل العالم ( سيكون المتابعون سعداء ايما سعادة)
.
و لا أظن أن هذه المناطق و المدن تعاني من تواجد ساحات و ملاعب كافية و مناسبة خاصة أن الأمر سيتم بلا جمهور
.
و بذلك سيتم استكمال الدوريات و حسم الأمور.
.
مجرد مقترح ليس إلا.
عذراً….
تصحيحات :
* (إحدى) مدنها الكبرى ، و ليس ،( احد) مدنها
* لايقل عن ( مبارتين)، و ليس، ( مبارتان)
.
لا أظن أن هذه المناطق و المدن تعاني من ( عدم) تواجد ملاعب….
الأخ دراجي
حبذا لو تكتب لنا مقالات عن الرياضة ودورها في تقوية مناعة أجسامنا ليس فقط لعلاقتها بالأحداث المأسوية التي نعيشها ولاكن كذالك لأني وأتحدث عن نفسي مللت من أخبار مليارديرات الكرة وجهودهم لإستمرارية السيولة النقدية الهائلة التي تدخل لجيوبهم. ذكرنا بالأيام الزاهية سنين السبعينات والثمانينات حين كانت متعة الكرة في بساطتها وإمكانياتها المتواضعة لاكن الفن والسحر الكروي ذاك الوقت بلغ الأوج…أيام التيمومي..لخضر بلومي…الزاكي…لعويران…ماجر…عصاد..ومن سبقوهم أمثال العربي بن مبارك وفرس إلخ… هناك مواضيع كثيرة أنتم كمختصين في الكرة تستطيعون الكتابة عنها لخلق نوع من التثقيف والوعي في صفوف القراء…أما الحديث عن نفس الموضوع مقالا بعد مقال لا يجلب في الحقيقة إلا الرتابة والنفور
لا تهمنا الكرة في هذه الاوقات العصيبة التي يموت فيها المواطن العربي جوعا و فقرا و قمعا…
الكرة حشيش الفقراء