ليلة القبض على المعارضة “هند الفايز” في الأردن… ماهي “الرسائل”؟- (فيديو وتغريدات)

حجم الخط
11

عمان ـ “القدس العربي”: كانت من البداية رواية “متهالكة” لكنها “رسالة سياسية” بكل الأحوال: عضو البرلمان السابق والمعارضة الشرسة هند الفايز والتي تتهمها السلطات الامنية بدائرة مغلقة بـ”اللسان الطويل” يصطادها “كمين أمني” يتبع جهاز التنفيذ القضائي  وبناء على “مطالبة مالية” لتقضي أول ليلة لها في السجن.

ليس صدفة بالتأكيد أن تصطاد دورية أمنية ترافقها “قوة نسائية” المعارضة المشار إليها قبل وقت الإفطار بقليل وبعد ساعات فقط من صدور أمر قضائي بجلبها بسبب “ديون مالية”.

المشهد تم تركيبه وتصويره وتسريبه على نحو ملموس فقد شوهدت المعارضة ابنة قبيلة بني صخر والقطب البعثي البارز الراحل حاكم الفايز تصرخ وسط الشارع وشرطيتان تجبرانها على دخول سيارة الامن.

 وليس صدفة ايضا خصوصا في عهد وزارة الاقتصاد الرقمي ان يتعطل “نظام الدفع الإلكتروني” في القسم القضائي التنفيذي مساء الخميس حتى تحصل هند الفايز على فرصة قضاء ليلة واحدة خلف القضبان.

 الرواية من الناحية القانونية لا غبار عليها إطلاقا لأن المسألة تتعلق هنا بـ”حقوق الناس”.

ورفاق السيدة التي اشتهرت بعبارة” أقعدي يا هند” حاولوا مع اقاربها التجاوب مع الكمين بتجهيز المبلغ المالي المطلوب ودفعه في صندوق التنفيذ القضائي للإفراج عنها فورا وفقا للتعليمات.

 لكن المحاسب اعتذر في الليلة الاولى عن تلقي المبلغ بذريعة ان النظام معطل لكنه قبل المبلغ في اليوم التالي وتم الإفراج عن المعارضة القاسية التي تظهر في غالبية الحراكات الشعبية.

قبل ذلك قد تكون هند الفايز الوحيدة التي اعتبرت التعديل الوزاري الأخير “محاولة لحرف مطالب الحراك الشعبي من إسقاط النهج إلى اسقاط الحكومة”.

بالمحصلة قضت هند الفايز ليلتها خلف القضبان.

 تلك رسالة بكل حال تقول ضمنيا.. “إن عدتم عدنا” فحسب مسؤول حكومي يحفل سجل هند الفايز بمخالفات ضريبية ومالية ومن الصعب اعتقالها لأسباب “الرأي السياسي”.

الخصومة ومنذ سنوات علنية بين ابنة الفايز وقريبها وزير الداخلية الحالي سلامه حماد فقد اتهمته علنا في الماضي بالتزوير ضدها في انتخابات منطقتهما العشائرية في بدو الوسط.

لكن السيدة الشرسة ينظر لها بارتياب شديد وسط المسؤولين ويشار لها في الدوائر الرسمية بانها “ليست معارضة حقيقية” بقدر ما هي مؤشر على “ابتزاز” سياسي عبر الشارع والناس.

في السياق اضطر غالبية المراقبين بما فيهم الذين لا يثقون بالفايز ولا بطريقتها لاستنكار “طريقة اعتقالها”.

وما تريد الدولة بفريقها الأمني الجديد قوله ضمنا أن قواعد اللعبة تغيرت الآن تحت عنوان “استعادة الهيبة” والتفريق كبير وواضح ما بين إطالة اللسان والمساس بالمرجعيات وبين الحراك والمعارضة المتزنة.

وهند حاكم الفايز (50 عاما) ناشطة سياسية معارضة وبرلمانية سابقة في مجلس النواب الأردني عام 2013. وهي تنتمي إلى واحدة من أكبر العشائر الأردنية، ووالدها المناضل حاكم الفايز أحد مؤسسي حزب البعث سجن في سوريا نحو عقدين في عهد الرئيس السوري حافظ الأسد.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الخميس بالتعليق على الحادثة؛ حيث اعتبر مدونون ومغردون أنها “سارت وفق خطة محكمة” من حماد، فيما لم يصدر أي تعليق من الحكومة أو الوزير حول الحادثة أو الاتهام الموجه للأخير حتى الساعة. ‎
وتداول مواطنون رسالة سخرت من الإعلان عن توقيف هند، كان مضمونها “توقيف مركبة النائب يوم خميس صدفة، وتدقيق اسمها صدفة، وتطلع مطلوبة قضائيا صدفة، وتطلع هند الفايز صدفة، وصادفت وجود عناصر من الشرطة النسائية لإتمام عملية إلقاء القبض صدفة، وبعد أسبوع من عودة سلامة حماد للحكومة صدفة”.
واعتبر بعض المغردين أن توقيف هند “سياسي” وليس قانونيا، محذرين من خطورة ما يجري.

وعلى موقع “تويتر”، حل هاشتاغ “#هند_الفايز” في المرتبة الثالثة كأكثر الهاشتاغات تداولا في الأردن، حتى ظهر اليوم، وسط انتقادات لاذعة لما تعرضت البرلمانية السابقة.

كما كان توقيف البرلمانية السابقة محورا للنقاش على “فيسبوك”.
وفي هذا الصدد، قال عضو مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) صداح الحباشنة، عبر “فيسبوك”: “عذر أقبح من ذنب. يبدو أن الأمور مرتبة من أجل حبس هند الفايز. يعني معروف أي شخص عليه طلب تنفيذ يستطيع أن يقوم بدفع المبلغ المترتب عليه في أي لحظة ما عدا هند الفايز اليوم المحاسب مش موجود والنظام معطل”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول زياد سمودي_المانيا:

    طبعا الامر محرج ومزعج للجميع، حتى ولو صدر قرار بالقاء القبض عليها. اظن ان عنوانها معروف لدى الذي اصدر القرار وكان بالامكان استدعائها او تسليمها القرار واعطائها امكانية الدفاع عن نفسها، من الممكن ايضا ان تكون السلطات المعنية قد قامت بكل ما يمليه القانون عليها، امر مزعج في النهاية للجميع. اللهم احم الاردن الحبيب.

  2. يقول عمر:

    المشكلة من الاساس هي قانون الانتخاب و مسخرة الكوتا التي سمحت لمن تشاء بالوصول إلى المقعد النيابي

  3. يقول محمد يعقوب:

    يقولوا في ألأمثال ” أول غزواته، كسر عصاته” وهذا ما حصل لوزير الداخلية الجديد. ما حصل عيب وغير قانونى. ألثارات الشخصية لا يتم التعامل معها بهذا ألأسلوب الرخيص. نحن في دولة وليس في غابة. يجب طرد الوزير حماد فورا.

  4. يقول يسار علي:

    يوم الخميس كان النظام معطل والموظف مش موجد في حكومة الحوسبة والريادة ويوم الجمعة تم دفع المبلغ المطلوب ارجو ان لايكوم العسكري الذي يحمل مفتاح الافراج روح حتى يوم الاحد في دولة القانون والمؤسّسات

  5. يقول احمد الاحمد:

    كمحب للاردن وللملك احذر العقلاء في رأس الدولة من تكرار تجربة حبيب العدلي ، الاردن بلد عشائر وشعبها طيب بالود واللين يتجاوب معك وممكن أن يخجل ويتراجع ، ولكن بالعناد راسه قاسي صخر البتراء ، اتمنى أن يتم فتح حوار مع من يسمون أنفسهم معارضة لعل وعسى أن نؤد فتنه .

  6. يقول فراس السلمان:

    سياسة الانتقام من أصحاب الاصوات لاذلالهم ونحن كلنا معك

  7. يقول سامح //الأردن:

    *أكيد ما حصل (لهند الفايز ) مرفوض
    شعبيا وغير لائق.
    *لو كان بيدي الأمر لعينت هند وزيرة
    وتركتها تغرق ف العمل وأكيد سوف
    تنسى شو معنى (معارضة).
    حمى الله الأردن من الأشرار والفاسدين.

  8. يقول الحرحشي-المفرق-الاردن:

    حكومات الفشل وتراكم الفشل يا ريتها فاعلة في حل مشاكل الوطن بكاملة ويا ريتها تقوم في منجز واحد حتى لا نظلمها ماذا عن الفساد المستشري في البلاد والذي يختطف وطن.
    طفح الكيل وزاد الحد …

  9. يقول سفيان سالم:

    يبدو ان المملكة في اتجاة معاكس لرغبة الشعب ولرغبة نفسها وهي عاكفة على ذلك منذ مدة سيما اخيرا في التعديل الوزراة او الهزل الوزاري وهي تسمية اقرب، فالحكومة تنفذ اجندات تمايز العشائر معها او انقلاب الولاءات لها وللملك، والملك في كل تعديل وزاري يفقد رصيدا كبيرا من هذا الولاء خاصة استباحة سرقة المال العام من قبل القائمين على الحكومة من وزير وان علا وهذا يتم ليل نهار على اعين ومرأى الشعب من دون حسيب ولا رقيب، خاصة عندما قوض وجند الرلمان لخدمة الدولة بعد ان كان حسيبا رقيبا عليها.
    اللعب في ورقة العشائر كالعب بالنار، هند الفايز هي لسان كل اردني حر، ان كان المواطن في حالة “المواطنة المستقرة او الخاملة” قبلت بالظلم والاستعباد من عرابي القصر وهند الفايز من الناس التي كشفتهم. فقبول الظلم في نفسية المواطن الاردني كانت الدولة قد اختزلته في نفسية .الا انه سوف يتم تحفيزة من قبل سياسات الدولة العقيمة، والتي اصبح الشعب على درايه بها.فنزوع الدسم من الحكومة هو نزوع الخوف من انفس الشعب وهي المواجهة الاولى لتفكيك النظام العقيم. لكن هناك فرصة سانحة للملك عليه استغلالها وهي في عمه الامير حسن هو الوحيد القادر على اخراج الاردن من الاحراج

  10. يقول محمد رسيد:

    انا مع هند الفايز قلب وقالب

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية