الأمن الإسرائيلي يتوجس من “خطة نتنياهو”: يسعى لإشعال الضفة الغربية وجر أقدام فلسطينيي الـ 48

حجم الخط
0

أوري مسغاف

نتنياهو ليس أسيراً في يد بن غفير، فهو لا يخافه ولا يعتمد عليه. هذه رؤية سائدة وخاطئة. لا يوجد لبن غفير حكومة أخرى، سواء في الحاضر أو في المستقبل. ولو انسحب من الائتلاف فإن مقاعد غانتس وساعر ستحافظ على الائتلاف، وأعرب لبيد عن سعادته بالانضمام إلى الائتلاف بدلاً منه. نتنياهو يطبق سياسة بن غفير، لأن هذا ما يريده هو نفسه الآن، حرب شاملة، متعددة الساحات، حتى “النصر المطلق”.

عرف نتنياهو بحذره العسكري وخوفه من الخسارة، لكن هذا تغير بشكل دراماتيكي. ومكانته في أوساط الجمهور الواسع تحطمت، وتقلصت نواة دعمه، واقتصرت على البيبيين والحريديم والحريديم القوميين – الكهانيين. الحريديم لا يقتلون في الحروب. الحريديم القوميون – الكهانيون يرون قيمة للتضحية بالجنود والمدنيين المخطوفين. البيبيون يتهمون اليساريين والاستوديوهات بكل شيء. لذلك، نتنياهو مستعد لإشعال الحرم في شهر رمضان، وإشعال انتفاضة، وجر عرب إسرائيل إليها بالقوة، رغم أنهم أظهروا الاعتدال والتسامح حتى الآن. هذه ليست أجندة حصرية لبن غفير وسموتريتش، بل خطة نتنياهو. مباشرة بعد العملية في مفترق “كريات ملاخي” قال إن “كل البلاد جبهة”. وليس عبثاً تنافس قائمة موحدة لليكود و”قوة يهودية” على بلدية تل أبيب. لم يعد هناك فرق كبير بينها، سواء من حيث رؤيتها أو قيمها أو لغتها.

 هاكم بياناً في الواتس اب نشرته جهات شرطية على مجموعات للمتطوعين الثلاثاء: “النقاط البارزة في آخر تقييم للوضع: على خلفية القيود المتوقعة على دخول العرب الإسرائيليين والفلسطينيين إلى “جبل الهيكل” [المسجد الأقصى] في شهر رمضان، هناك توقع بتسخين على المستوى القطاعي واندلاع أعمال الشغب على المدى الزمني الآني، يجب العودة إلى التأهب الكامل مثلما كانت الحال في بداية أحداث أكتوبر. هناك خطاب متزايد في الشبكات الاجتماعية وتحريض على العنف في الوسط العربي. يجب التعامل مع الاستعدادات الميدانية مثلما هي الحال في شهر رمضان من الآن، مع التركيز على مستوطنات خط التماس القريبة من الجدار.

معنى ذلك أن جهاز الأمن على قناعة بأن سياسة حكومة نتنياهو – بن غفير ستؤدي إلى الاشتعال الشامل على جانبي الخط الأخضر. جهات رفيعة في الجيش و”الشاباك” والشرطة، التي تكتفي بإظهار معارضتها وتحذيراتها والاستعدادات المسبقة للكارثة، تخون وظيفتها وتتنازل عن أمن إسرائيل ومواطنيها، هكذا أيضاً غانتس ورجاله، عليهم الضرب على الطاولة، وإذا كانت حاجة أن يرفضوا الأمر ويمنعوا إشعال الدولة بأجسادهم، وكل المنطقة على مذبح حكومة المرضى النفسيين الذين اختطفوا إسرائيل، وإلا فسيتم تسجيلهم إلى أبد الآبدين كشركاء في الجريمة.

وزيرة المواصلات والعضوة في “الكابينت” ميري ريغف، عادت هذا الأسبوع من رحلة في الهند وسيريلانكا استمرت ثمانية أيام. قالت إنها ستدفع هناك قدماً بسكة حديد تمر بين الهند وإسرائيل والسعودية، وباتفاق طيران مع سيريلانكا واتفاق لاستيراد العمال الأجانب. السلام مع السعودية ليس من اختصاصها، واتفاق الطيران مع سيريلانكا تم التوقيع عليه في 2004. وتم التوقيع على اتفاق محدث لاستيراد العمال الأجانب في كانون الأول الماضي. هذه الحكومة خرجت عن السيطرة في مستوى الوقاحة والأكاذيب وانفصال أعضائها.

السمكة تفسد من الرأس. في هذه الأثناء، يقومون بأعمال الصيانة لمنزلي رئيس الحكومة الخاصين على نفقة الدولة في أعقاب “الحاجة إلى الحماية”، التي تشمل أيضاً إعادة إغلاق البركة في قيساريا. في الوقت نفسه، تستمر أعمال الصيانة في المقر الرسمي في بلفور، وطائرة “جناح تسيون” حلقت الأربعاء إلى أثينا وعادت في رحلة تجريبية، على متنها كان 15 من أعضاء الطاقم و60 مفتشاً، بما في ذلك اثنان من عارضي الأزياء اللذان مثلا دور صاحب الجلالة، رئيس الحكومة وزوجته.

هذه المحاكاة شملت توفير الحماية من “الشاباك” وحفل استقبال مع السجاد الأحمر وتقديم الطعام والمشروب للركاب وتمرينا على مؤتمر صحافي أثناء الرحلة. إسرائيل معزولة ومنغلقة وأكثر عسكرة وهستيرية من أي وقت مضى. إسرائيل أصبحت كوريا الشمالية للشرق الأوسط.

 هآرتس 23/2/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية