الأمير عبد القادر والعلاقات التركية – الجزائرية

تشهد العلاقات بين الجزائر وتركيا تناميا يوما بعد يوم. وقد استضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الاثنين الماضي، نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، في العاصمة أنقرة، للمشاركة في الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين. وقال أردوغان إن “تركيا تعمل على تعزيز التعاون مع جميع الأشقاء في افريقيا على أساس الشراكة المتساوية والربح المتبادل”.
ووقع الجانبان التركي والجزائري 15 اتفاقية على هامش المحادثات في أنقرة، علما أن حجم التجارة بين البلدين ازداد 35 في المئة ليصل إلى 4.2 مليار دولار. وأشار أردوغان إلى أن تركيا والجزائر عازمتَان على المضي بخطوات ثابتة أكثر نحو المستقبل. وأهدى الرئيس أردوغان نظيره الجزائري وثيقة من الأرشيف التركي، تتضمن رسالة مكتوبة باللغة العربية من الأمير عبد القادر الجزائري إلى السلطان العثماني عبدالمجيد الأول، مرفقة بالترجمة، يعرب فيها عن تهانيه بمناسبة اعتلائه عرش السلطنة، ويشير إلى كفاحهم ضد الاحتلال الفرنسي.. ويعود تاريخ الرسالة إلى 14 ديسمبر 1841.

الأمير عبد القادر، محبوب من جميع شرائح المجتمع التركي، ومؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، استشهد بأقواله إبان مرحلة النضال الوطني

عاش الأمير عبد القادر بين عامي 1807 و1883 وكان من أبرز أبطال الجزائر. وسكن أيضا في ولاية بورصة (شمال غربي تركيا) لمدة 3 سنوات، بعد أن جاء بموجب تفاهم بين السلطان عبد المجيد والإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث، لاحتضانه في الأراضي العثمانية. وقد جرى تخصيص قصر له ولأسرته، وخلال هذه الفترة، قدّم الأمير عبد القادر الوعظ في جامع العرب، وقام بتدريس الفلسفة الإسلامية والفقه باللغة العربية، وساعد الفقراء وحرص على تعليم أبنائه. وكان الأمير عبد القادر يشارك أيضا في مراسم ختان الأطفال، ويوزع التبرعات عقب كل صلاة جمعة، وحظي باهتمام أصحاب الرتب العسكرية والموظفين رفيعي المستوى في بورصة، حيث كانوا يزورنه ويوصلون إليه الهدايا المقدمة من السلطان. وفي عام 1855 وقع زلزال بقوة 7 درجات أدى إلى انهيار قصرِه، واشتعال النار في مكتبته وتضرر بساتينه. بعد الزلزال المذكور، انتقل الأمير عبد القادر من بورصة إلى دمشق، وعاش فيها حتى وفاته في عام 1883. والأمير عبد القادر، محبوب من قبل جميع شرائح المجتمع في تركيا، حتى إن مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، استشهد بأقواله بشكل متكرر إبان مرحلة النضال الوطني. أمّا صداقة الأمير عبد القادر مع الشيخ شامل، رائد المقاومة ضد الاستعمار الروسي في القوقاز، فإنها تمثل ملحمة يجب نقلها من جيل إلى جيل.

*كاتب تركي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Saad:

    مالا يعرفه الجزائريون هو ان عبد القادر هو من عائلة الأدارسة بالمغرب..كان ابوه واليا للسلطان المغربي في وهران او تلمسان….و اختياره لقب الأمير مقصود لان السلطان في عاصمة المغرب …

    1. يقول ابن سعيد:

      أرض المغرب ليست موطنا أصلي للأدارسة لنقول عنهم مغاربة ،،بل هم مشارقة من اشراف العرب جاء جدهم الأول إلى أقصى الدنيا في ايام زمانه واتخذ منها ملجأ له هروبا من البطش الأمويي الذي سلطوه على نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون القضاء على سلالته . ولكن الله مكن لهم في الأرض وكثر عددهم ثم عادوا وانتشروا في كل مكان مشرقا ومغربا.

    2. يقول المغرب بلادي:

      الادارسة مغاربة طالما اختلط دمهم بالدم الامازيغي المغربي وطالما اصبحت الدولة الادريسية متواجدة بارض المغرب و منها انطلقوا الاجداد وباسمها الى كل شمال افريقيا و الشرق
      نعم الادارسة مغاربة طالما اصبح الامر يتعلق بدولة كاملة متجذرة بتراب المغرب و تعدى وجودهم فردا وهو المؤسس و الباني مولانا ادريس الاول رضوان قدس سره

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    يُعد الأمير عبد القادر ابن محي الدين المعروف بعبد القادر الجزائري أوّل من حارب الاحتلال الفرنسي للجزائر إذ قاد مقاومة شعبية لـ15 عاماً متواصلة إبّان بدء غزو فرنسا لبلاده، حيث كان الأمير عبد القادر قائداً سياسياً وعسكرياً ومجاهداً من طراز فريد.

    وعند بداية الاحتلال في يوليو/تمّوز 1830 أخذ الأمير عبد القادر، وكان وقتئذ ابن الـ22 ربيعاً، يفكر في كيفية مقاومة فرنسا الغاشمة، حتّى أطلق مقاومته ضدها في 27 يناير/كانون الثاني 1832، وعمل على توحيد صف أمته ليجعلها أساس لنهضة دولته رغم عراقيل الاستعمار.
    وعمل الأمير عبد القادر على وحدة الأمة، وشرع في إصلاحات اجتماعية كثيرة، مثل محو الأمية ونشر التعليم، ومحاربة الفساد الأخلاقي، والعمل على سياسات طويلة المدى لبناء مجتمع قوي يستطيع مقاومة الاحتلال الفرنسي لأعوام طويلة. كما عمل على بناء جيش منظم، وتأسيس مصانع للأسلحة، وبناء الحصون والقلاع.
    – يتبع –

    1. يقول زغمار عبد العالي:

      السلام عليكم يا أخي أن أول من قاوم الاستدمار الفرنسي هو حاكم مدينة قسنطينة احمد باي الذي قاومهم لمدة سبعة سنين 1930-1937 حيث كانت المدينة محاصرة لم يستطع الفرنسيون دخلها نظرا المقاومة الشرسة التي ايدها سكان المدينة تحت امرك باي قسنطينة

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    قاد الأمير عبد القادر ووالده حملة مقاومة عنيفة ضد الغزاة الفرنسيين، وعمل الأمير بعد بيعة الناس له على تنظيم المُجاهدين، وإعداد الأهالي وتحفيزهم لمقاومة الاستعمار، حتى استقر له الأمر وقويت شوكته فألحق بالفرنسيين الهزيمة تلو الأخرى.

    واضطرت فرنسا إلى توقيع معاهدة دي ميشيل عام 1834، معترفة بسلطة الأمير عبد القادر غرب الجزائر، لكنّ باريس لم تلتزم بتلك المعاهدة ولا غيرها من العهود التي وقعوها مع الأمير الشاب، ونقضتها واحدة تلو الأخرى.

    وعمل الفرنسيون في تلك الفترة على وقف الدعم الذي تلقاه الأمير عبد القادر من المغرب، وكان لذلك دور كبير في إضعاف قوات الأمير، وترجيح كفة القوات الفرنسية، فلما نفد ما لدى الأمير من إمكانيات لم يبق أمامه سوى وقف القتال حقناً لدماء من تبقى من المجاهدين والأهالي.
    – يتبع –

    1. يقول الحسن من العيون-المغرب:

      أن تكتفي بذكر وقف الدعم الذي كان يتلقاه الأمير من المغرب (دون التذكير به اولا) و دون إبراز الأسباب التي كانت وراء وقفه فذلك توجيه للقارئ لتكوين فكرة خاطئة تتماشى مع ما يتم تروجيه من أن المغرب خذل عبد القادر وتخلى عنه بل وخانه… والحقيقة أن المغرب يومها دعم المقاومة الجزائرية عن قناعة وبوازع ديني واعتبارات اخوية ولم يتوقف ذلك الدعم الا بعد هزيمة المغرب في معركة ايسلي التي شنتها فرنسا عليه عقابا له على دعم الامير، وتدمير عدد كبير من موانئ البلاد في قصف عنيف من السفن الحربية الفرنسية التي لم تتوقف إلا بشروط كان من بينها وقف الدعم لعبد القادر، وبالتالي فالمغرب دعم المقاومة بإرادته وعن طواعية وأوقف عنها الدعم مرغما لأن قوته لم تكن في مستوى قوة الاستعمار الفرنسي وهو ما جعل هذا الأخير يتجرأ بعد ذلك على المغرب الذي كان مهابا يخيف الأعداء من معركتي واد المخازن وواد اللبن.

  4. يقول الكروي داود النرويج:

    وفي عام 1847 سُجِنَ الأمير عبد القادر في فرنسا، وفي بداية الخمسينات أُفرِج عنه شريطة ألّا يعود إلى الجزائر، فسافر إلى إسطنبول ومنها إلى دمشق عام 1855، وسرعان ما أصبح ذا مكانة بين علماء ووجهاء الشام، ودرّس بالمدرسة الأشرفية، ثم الجامع الأموي، الذي كان أكبر مدرسة دينية في دمشق آنذاك.

    يُشار إلى أنّ الجزائر حصلت على استقلالها عن فرنسا عام 1962 بعد حرب دامية دامت سبع سنوات، وأنهت الحكم الاستعماري الذي استمر نحو 132 عاماً وأودى، حسب بعض المؤرخين، بحياة 5 ملايين شخص.
    – TRT عربي –

    1. يقول ابراهيم الامازيغي:

      ما تغافل عنه السيد كروي وحكام الجزائرمن مصدر تاريخي مستقل : معركة إسلي هي معركة قامت بالقرب من مدينة وجدة بين جيوش المغرب وفرنسا في 14 أغسطس 1844 م بسبب مساعدة السلطان المغربي المولى عبد الرحمن للمقاومة الجزائرية ضد فرنسا واحتضانه للأمير عبد القادر الأمر الذي دفع الفرنسيين إلى مهاجمة المغرب عن طريق ضرب ميناء طنجة حيث أسقطت ما يزيد عن 155 قتيل ثم ميناء تطوان ثم ميناء أصيلة.انتهت المعركة بانتصار الفرنسيين وفرضهم شروطا قاسية على المغرب. تمثلت هذه الشروط في استيلاء فرنسا على بعض الأراضي المغربية عقابا له، وفرضت فرنسا غرامة مالية على المغرب ومنعها المغاربة من تقديم الدعم للجزائر.

    2. يقول ابراهيم الامازيغي:

      لمن يتجاهل الحقائق التاريخية…في معركة اسلي استشهد 800 مغربي من أجل الجزائر وفقد المغرب استقلاله من أجل الجزائر وفقد المغرب أجزاء من صحراءه الشرقية نهائيا من أجل الجزائر…ماذا استفدنا؟ الجحود ثم الجحود..بل أكثر من ذلك يريدون انتزاع أكثر من نصف مساحة المغرب منا…من الظالم ومن المظلوم يا كروي؟ لا حول ولاقوة الابالله

  5. يقول حفيظ العربي:

    الامير عيد القادر ابن الشيخ محي الدين معروف النسب والاهل من مدينة معسكر في غرب الجزائر وله مؤلفات و رسائل واخبار معروفة للعام والخاص . اللهم اهدنا امين.

  6. يقول مختار:

    الله أكبر على ما أنجبت الأرض الجزائرية الطاهرة

  7. يقول سعيد.و:

    شكرا لك استاذ توران على التذكير بهذه الشخصية العزيزة لدى كل جزائري و مسلم يرفض القهر و الاستعباد و الاستعمار.
    هذا الرجل رحمه الله يعتبر اول مؤسس لجيش نظامي في الجزائر ، ينقل مؤرخون انه تمكن بحسن ادارته و تدبيره من انتاج البارود بشكل أغنى جيشه عن الحاجة و زاد .. و لولا العثرة التي عثرتها الجزائر بالاستعمار لكان لها مع هذا الرجل و قيادته شأن آخر ، لكنها أقدار و احكام قدرية .
    لتركيا و الجزائر تاريخ ما يحمد منه اكثر و اوفر و على هذا ينبغي البناء اليوم و تعزيزه.

  8. يقول حمادي فيصل:

    3نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ
    مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ

    اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ

  9. يقول الطاجين الحر:

    شكرا للكاتب ولقدسنا العربي تتحفنا دوما بالأخبار والتصحيحات لتاريخ طغى عليه هوامش سايكس بيكو، بصراحة مسلسل السلطان عبد الحميد وحتى بقية المسلسلات التاريخية ارطغرل، عثمان، الدولة السلجوقية والخوارزمية جاءت تصحح الكثير وتبين الكثير.

إشترك في قائمتنا البريدية