الأنوثة الثائرة والمقارعة بالصدور العارية

حجم الخط
11

لا اعرف سبب موت برنامج ‘الشريعة والحياة’، الذي وقع بالسكتة الفضائية، ربما اخذ اجازة شتائية. يذهب مراقبون الى أنّ العلامة القرضاوي شاخ، والبرنامج برنامجه والاخرون كانوا ضيوفا او علماء احتياط. المفكرون الاسلاميون كثر، لكن رتبة الفتوى نادرة. ربما يكون السبب هو أن البرنامج نفسه شاخ، ويمكن أن يعود في ثوب آخر.
وكنت اتمنى ان يبادر التلفزيون السوري باعتبار البعث عقيدة ومنهج حياة الى اصدار برنامج شبيه اسمه ‘حزب البعث والحياة’، كما يقول نشيد بعثي: البعث ديني والعروبة مذهبي.. عربي عربي عربي.
يكون مفتي ‘البعث والحياة’، الدائم هو عبد الله الاحمر، الامين القطري المساعد، مع قياديين بعثيين وفقهاء آخرين في دين البعث، ويساهمون في اصدار فتاوى بعثية للسائلين والحيارى، ويفتي في مقدار رشوة الفطور، ومقدار زكاة العبور عبر الحدود، وعن حكم تعدد الافرع الامنية، وحكم الوقوف على ارواح الشهداء أقل من دقيقة صمت، وحكم كفارة الاخطاء والأفعال الناقصة، وحكم دخول الحلقة الحزبية من غير اداء الشعار، وحكم الافراط والإسراف في الدبك احتفالا فوق رؤوس الشعب، ومناسك الهتاف في المسيرات الشعبية، وايهما أولى بالترفيع الحزبي: الرفيق المناضل في الحزب أم في احضان الديار، وأين هي قبلة الحزب؟ وحكم الاعتكاف في المنصب، وكيف يمكن تطبيق الوحدة على هيكل الاشتراكية، وما الفرق بين البعثي وبين الحزبي في السفر والحضر، وما هو ثواب السجود بالجبهة الوطنية التقدمية على السجاد الفارسي، يمكن مثلا ان تخصص حلقات يسرد فيها الضيف علينا سطورا من بطولات مؤسسي الحزب وسير الرفاق، لكن ما كل ما يشتهيه المرء يأكله .

الفاتح الجولاني

لا يهوى اعلام الثورة السورية، أصناما، لا تفدي الثورة احدا بالدم والروح، لا معاذ الخطيب، ولا حمزة الخطيب، ولا أي كائن سياسي آخر. الثورة فيها أخطاء وبينهم قتلة ونصابون وقطاع طرق.
لم تنصب الثورة السورية انصابا تذكارية، لا للبوط، ولا للعمامة، بل انّ زعماءها جميعا محل نقد وسخرية من الثائرين والنازحين والنازفين. لا انصاب تذكارية للبراميل مثلا، انصاب البراميل هي الانقاض.
لا يجتهد الثوار في دخول غينيس بأكبر صندويشة فلافل مثلا، فهم لا يطمحون سوى للعيش بكرامة.
تكتظ صفحات الثورة وفضائيات الثورة بالسخرية من زعماء الكتائب ايضا، احدى الكتائب بثت مقطعا مصورا لمسلحين يعجزون عن تلاوة بيان، المقطع يذكر ببرنامج أخطاء وعثرات.
اعتقد ان تيسير العلوني لن يصبح مشهورا مثل عبد الباري عطوان بعد مقابلة بن لادن في احد كهوف افغانستان لسبب بسيط، هو أنه لم يأكل مع الجولاني البيض، كما فعل عبد الباري عطوان مع ثمانية من صحبة بن لادن.
الجولاني لا يحب البيض، ليس ثريا، ‘رمزيته’ محلية بين انصاره، بينما كان بن لادن رمزا معولما. الغرب يهوى ‘الشو’ الإعلامي، فالسياسة الامريكية تشبه السينما الأمريكية ربما العكس هو الاصح.
الرجل قدم لأول مرة حوارا مع امير مجموعة جهادية، وتجنب الاسئلة الصعبة. يختلف العلوني عن غسان بن جدو، الذي يصيغ اجوبة للضيف، او يمهد له بمقدمة، الامر الذي يجعل ضيفه بطلا، كأن يذكر عداوته للامبريالية والصهيونية. غسان بن جدو في مقابلاته التبشيرية ليس صحافيا، وإنما مخرج وصانع العاب.
هكذا رأينا احمد حسون شبيها بمحيي الدين بن عربي، او نيلسون مانديلا. مانشيتات عريضة، لقطات، اقوال وحكم انسانية عابرة للدين.. وبمناسبة ذكر البراميل الهاطلة من الطائرات بمناسبة عيد الميلاد على حلب، بات اوباما شبيها بزعماء الدول العربية في كثرة التنديد والشجب والاستنكار.
النظام السوري رد على اوباما بأنه يتجاهل جرائم التكفيريين، هذا يعني مساواة البراميل بجرائم التكفيريين! حتى الآن يتجاهل الاعلام الرسمي الاختراع الحربي الجديد الذي يستحق براءة ‘اختراب’. كأن تزعم انها ألقت قبل يوم مناشير تدعو مواطنيها السوريين الى اخلاء المكان، او أن البراميل اسقطتها الطائرات السعودية، التي كانت تقل البراميل الى التكفيرين، أو أنها افلام مفبركة في فضائية ‘الجزيرة’.

‘الانوثة الثائرة’

هل يمكن الكفاح بالتعري، هل يمكن الوصول الى غايات نبيلة بالتعري والعار؟!
لا تخلو بضاعة أو سلعة غربية او عربية معاصرة من جسد المرأة؛ جسد المرأة على زجاجات العطر، وعلى قوالب الصابون، وزجاجة المياه الغازية التي صيغت على هيئة جسد المرأة عجزا وصدرا وخصرا.
اعلان تجاري على سيارة ينادي المشتري: فقط قدها.. يقصد طبعا السيارة لصورة الحسناء بالبيكني الخيطي. انّ حركة ‘فيمن’ التي نشأت في أوكرانيا والمستعارة من كلمة ‘وومن’ كما أظن تناضل بالتعري. ‘فرانس 24 ‘ عرضت قبل فترة برنامجا في ريبورتاج، اسمته ‘الانوثة الثائرة’، وأطلقت عليهن وصف ‘المناضلات بالصدور العارية’، وكان حكرا على المتظاهرين في تونس ومصر وسوريا، لكن عري الصبايا مختلف، فلا يوجد رصاص حي سوى رصاص النظر.
في احد مشاهد الريبورتاج، تقوم احدى المناضلات وصدرها عار بقطع الصليب، ليس بالفأس وإنما بمنشار كهربائي! المناضلات بصدور عارية، يناضلن في جبهة عريضة ضد هيمنة الرجل، وقوانينه الذكورية وضد منع الاجهاض، اما ‘الانوثة الثائرة’ العربية وعلى رأسهن ‘البطلة’ علياء المهدي وامينة الموسوعي فيكتفين بالنضال ضد الشريعة.
الاناث الثائرات يفضلن التضحية بطفل عمره اشهر من اجل الحفاظ على اللياقة والشباب وارتفاع النهود.ّ فهن يناضلن ضد الامومة ايضا، وليس ضد الذكورة!
في بلاد ليس فيها حدود وعقوبات على الزنا! كان يمكن ان يناضلن بالحجاب، في اوروبا، ويحرزن اهدافا أكبر ويثرن غبارا اكبر. إحدى المستفتيات في تجربة الانوثة الثائرة، تقول: انه عرض ستربتيز، فمعظمهن شابات حسناوات غرضهن الاغراء والإثارة.
مقاومة السلطات للتعري تدل الى ان الغرب يعتبر أن الصدور حرمة، وتخصص بعض الحكومات اماكن خاصة للتعري الكامل. تقول الاساطير ان الامازونيات كن يقطعن نهودهن حتى لا تعيقهن في الحرب والكفاح، اما امازونيات اوكرانيا وفرنسا فيحولن اجسادهن الى قراطيس للكتابة، وبات لهن جيوش صغيرة جميعهن من النساء، لا ضحايا حتى الآن سوى بعض الخدوش الطفيفة، عَمَار يا اوكرانيا.

نجم السيسي

قال المشعوذ الدكتور سيد الشيمي، الذي وصفته ‘النهار’ بالعالم الفلكي، ان الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، سيتولى رئاسة الجمهورية في 2014، وشبهه بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فهما من نفس البرج، ولهما نجم النسر الطائر، الذي يتسم بـ’القوة والجسارة والجراءة’، والبحث عن آفاق جديدة. وهذا يتناسب مع مكانة مصر، التي ستنالها في المستقبل.
أكد ‘الشيمى’، أنّ الشعب المصري سيعبر مع النسر، الى مستقبل السعادة والسؤدد والسلام، خاصة مع الجارة اسرائيل. لم يخبرنا، وهو يقرأ سطور الأفلاك إن كان النسر- وفرق بينه وبين الصقر- مثل الأسد يأكل اولاده!

*كاتب من كوكب الأرض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ربى علي - فلسطين:

    شكرا لكاتبنا العزيز (احمد عمر ) الذي يتحفنا دائما بفكره وقلمه الحر فلا فض فوك .

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية