غزة – “القدس العربي”:
في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، قررت هذه المنظمة الأممية أن تطلق الشهر القادم “نداء استغاثة عاجلا”، وذلك بعد أن وجه المفوض العام فيليب لازاريني، تحذيرا شديدا للمجتمع الدولي، من مغبة عدم الإسراع في تقديم الدعم الكافي لمنظمته، من أجل ضمان استمرار خدماتها التي تقدم لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
وقال المفوض العام الذي زار مؤخرا المخيمات الفلسطينية في لبنان، واطلع هناك على الأوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئون “اليوم أدق ناقوس الخطر وأدعو المجتمع الدولي إلى ضمان الدعم الكافي للأونروا للاستمرار في توفير خدماتها لهؤلاء اللاجئين الذين هم بأمس الحاجة إليها والى العيش الكريم”.
وقد استغرقت زيارة المفوض العام للبنان ثلاثة أيام، التقى خلالها بموظفي “الأونروا” واللاجئين في مخيم برج البراجنة في بيروت، كما تضمنت زيارته لقاءات مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الخارجية ومدير عام الأمن العام ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني والسفير الفلسطيني وممثلي الفصائل الفلسطينية.
والتقى أيضا بممثلين عن المنظمات غير الحكومية العاملة في مخيمات اللاجئين. وقال بيان لـ “الأونروا” إن الجميع شاركوا في القلق بشأن تدهور الوضع في المخيمات، والتزموا بمساعدة الوكالة لكي تتمكن من الاستمرار في توفير خدماتها وتخفيف المعاناة الإنسانية في المخيمات.
هذا وقد جاءت الزيارة وسط أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة تُغرق البلاد في براثن الفقر، وهي أزمة تترك آثارًا عميقة على لاجئي فلسطين الذين يعانون أصلا من الفقر، وقال لازاريني: “اللاجئون الذين قابلتهم يعانون من اليأس الشديد ويعانون من أجل تغطية احتياجاتهم الأساسية” وأضاف “قابلت خريجين شباب أملهم الوحيد لتحسين مستقبلهم هو الهجرة وهم حتى يعرفون تماما الثمن الذي يجب أن يُدفع لكل طريق من طرق الهجرة”.
وأكد أن “الأونروا” تعاني من أزمة وجودية خطيرة تهدد عملها ومهامها تجاه اللاجئين، مشيرا إلى أن تمويل الوكالة تراجع بشكل كبير في السنوات الأخيرة مع ازدياد حاجات اللاجئين في الدول المضيفة.
وفي السياق، وقعت “الأونروا” وحكومة ألمانيا من خلال بنك التنمية الألماني، اتفاقيات لدعم لاجئي فلسطين في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، بقيمة إجمالية 21 مليون يورو، لضمان استمرار حصول ما يقرب من 50،000 طفل من لاجئي فلسطين في غزة و 46،000 في الضفة الغربية على التعليم في مدارس “الأونروا”، وأن يحصل لاجئو فلسطين على خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة في ثلاث خدمات صحية.
وكان المفوض العام حذر من وجود “تهديدٍ حقيقي” أمام قدرتهم على الاستمرار بتقديم نفس خدماتها في عام 2022.
وفي سياق قريب، كان رئيس دائرة اللاجئين واللجان الشعبية في حركة حماس محمد المدهون، قال إن “الأونروا” تعيش أسوأ مراحلها وخدماتها نتيجة الاستهداف منذ ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وإلى الآن، وأكد في تصريحات لإذاعة “الأقصى” التابعة لحركته أن الولايات المتحدة لم تكتفِ بإيقاف تمويل أونروا بل مارست أسلوب تجفيف المنابع، مطالبا العالم بأن يساهم في تمويل “الأونروا”، وأن يتحمل مسؤوليته بشكل كامل.