‘الأونروا’ تقرر تقليص مساعداتها التموينية في غزة جراء عجزها المالي والسعودية تمدها بـ 10 ملايين دولار لاغاثة اللاجئين الفلسطينيين في سورية

حجم الخط
0

رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: اكدت مصادر فلسطينية رسمية الثلاثاء بأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘الاونروا’ التابعة للامم المتحدة قررت تقليص مساعداتها لاكثر من 5 الاف اسرة لاجئة في قطاع غزة.
واوضح مسؤول ملف اللاجئين في حركة حماس الدكتور عصام عدوان بان القرار الجديد لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘الأونروا’، يتعلق بإجراء تقليصات كبيرة من مستحقي المساعدات التموينية بقطاع غزة في الفترة القريبة القادمة.
وقال عدوان في تصريح صحافي نشر على موقع دائرة اللاجئين التابعة لحماس الثلاثاء بإن ‘الأونروا’ ستقدم على حذف 5400 أسرة فلسطينية لاجئة، من استحقاق المساعدة التموينية بكافة أنواعها، والتي تتم كل ثلاثة شهور، ووضعهم ضمن خانة لاجئين ميسوري الحال، مبينًا أن متوسط أعداد هذه الأسر كليًا 27 ألف فرد.
وأضاف أنه سيتم أيضا ضمن قرارات الوكالة، نقل 4200 أسرة من مستحقي المساعدة التموينية ذوي البطاقة الصفراء، إلى البطاقة البيضاء، والتي تعد أقل في المحتوى، على اعتبار أن وضعهم ‘تحسن قليلا’، مع إبقائهم في خانة تصنيف الوكالة ‘فقراء’.
وأوضح أنه في المقابل فإن 7 آلاف أسرة فقط سيتم نقلهم من البطاقة البيضاء التصنيفية، إلى البطاقة الصفراء، بحيث تزيد معونتهم، فيما أن الوكالة وفقا للمصادر بداخلها ستعمل على وجود بحث وتحرٍ عن العائلات وفقا لما لديهم من أثاث داخل بيوتهم.
وأشار عدوان إلى أن من لديه دخل أقل من 1500 شيكل – حوالي 360 دولارا امريكيا – من العائلات، ستكون من مستحقي المساعدات، وبمعدل دخل 300 شيقل للفرد الواحد، مشددا على أن هذا المبلغ وبزيادة عنه لا يفي في وقتنا هذا لمعظم متطلبات العيش الكريم والحاجات المتنوعة والمختلفة للأسر. وأكد أن الوكالة بنفسها تقول أن 32 بالمئة من سكان قطاع غزة، عاطلين عن العمل، ولا يوجد لديهم أي مصدر دخل، وأن حرمان هذه العائلات من المساعدات لا يستقيم مع حاجتهم الماسة لها.
وبين عدوان أن الوكالة تتذرع بأن حسبتها ‘عادلة وشفافة’، تقوم على بحث أجراه الباحثون لديها، وأنها تجد نفسها مضطرة لتصنيف اللاجئين ونقل أي أسرة من قائمة لأخرى، منوها إلى أن الجميع يلمس في تقليصاتها المتجددة نوايا ضمنية لتشديد الخناق على قطاع غزة، بدلاً من مساندته في ظل الأوضاع التي يعيش.
وجاء كشف مسؤول ملف اللاجئين بحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة عن قرار الانونروا تقليص مساعداتها لاكثر من 5 الاف اسرة في الوقت الذي اعلنت المنظمة الدولية عن مواجهتها لعجز مالي يقدر بـ 50 مليون دولار.
وقال روبرت تيرنر مدير عمليات وكالة الأونروا في غزة الاثنين إن الوكالة الدولية تواجه عجزا ماليا بقيمة 50 مليون دولار، ومشيرا الى أن هناك ما يقارب 9500 أسرة في قطاع غزة في حاجة أكثر لزيادة مساعدات الغذاء الدورية المقدمة لها، ومذكرا بان الأونروا حصلت على دعم من السعودية بقيمة 67 مليون دولار للمشروعات ذات الأولوية للمخيمات، تشمل بناء مدارس جديدة وعيادات صحية وغيرها. وفي ظل تقديم المساعدات المالية من قبل السعودية للاونروا استجابت المملكة الثلاثاء إلى نداء وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الخاص بسورية، حيث قدمت تبرعاً بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي لاغاثة اللاجئين الفلسطينيين هناك.
وتقدر الوكالة الدولية أن أكثر من نصف اللاجئين الفلسطينيين في سورية، والبالغ عددهم 529.000، يعانون الآن من التهجير سواءً داخل سورية أو في البلدان المجاورة، بما في ذلك لبنان والأردن.
ورحب المفوض العام للأونروا فيليبو غراندي بالمساعدة المالية السعودية، قائلا: ‘بما أن المناطق السورية التي يعيش أغلب الفلسطينيين فيها تعاني من اشتداد الاقتتال، فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين المهجرين والمعوزين يتزايد كل يوم. إن السعودية تثبت التزامها مرة أخرى بتخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين’.
وتعد السعودية من أهم الجهات الداعمة للأونروا. وهي بصفتها أبرز شركاء الأونروا العرب، تقدم الدعم الثابت لعمل الوكالة في الصحة والتعليم والإغاثة والخدمات الاجتماعية. كما ساهمت في إعادة تعمير مخيم نهر البارد في لبنان، وفي دعم مشروع لإعادة إسكان اللاجئين الفلسطينيين في رفح في قطاع غزة، حيث تم تدشين المرحلة الأولى من هذا المشروع في شباط (فبراير) 2013.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية