عمان: حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، الأربعاء، من أنه لم يعد هناك مكان آمن بقطاع غزة في ظل تواصل الحرب الإسرائيلية.
واعتبرت أن فلسطينيي القطاع “يبدو وكأنهم ينتظرون الموت”.
وقالت المتحدثة باسم الأونروا لويز ووتريدج، عبر منصة إكس: “ما من مكان آمن في غزة الآن. يبدو الأمر وكأن الناس ينتظرون الموت”.
وأضافت ووتريدج، أن “المناطق التي كانت (داخل ما تسميه إسرائيل بـ) المنطقة الإنسانية أصبحت الآن خط المواجهة”.
وأشارت إلى أن سكان غزة باتوا على بعد “بضعة مبانٍ من خط المواجهة”.
“Nowhere in the Gaza Strip is safe.[…] It does feel like people are waiting for death.”@UNWateridge explains that, with ongoing military operations & continuous evacuation orders, people are “never more than a few blocks away from the front line now.”https://t.co/GpeHanSTHe
— UNRWA (@UNRWA) August 21, 2024
يأتي ذلك فيما تهدد أوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة فلسطينيي القطاع بمزيد من النزوح القسري، إلى جانب فرض المزيد من القيود على عمليات الإغاثة.
وفي هذا الصدد، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في آخر تحديث له، إن “الأعمال العدائية المتواصلة وأوامر الإخلاء المتكررة في غزة استمرت في تقييد عمليات الإغاثة التي كانت تواجه بالفعل قيودا في الوصول ونقص الوقود وتحديات أخرى”.
وأفاد مكتب “أوتشا” بأن أجزاء من طريق صلاح الدين، وهو ممر حيوي للبعثات الإنسانية من جنوب إلى شمال القطاع، كانت ضمن أمر إخلاء أصدرته السلطات الإسرائيلية، السبت الماضي، لسكان مدينة دير البلح وسط القطاع.
وأشار إلى أن “هذا جعل من المستحيل تقريبا على عمال الإغاثة التحرك على طول هذا الطريق الرئيسي”.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة من أحياء في وسط دير البلح صباح الأربعاء.
واعتبر مكتب “أوتشا” أن الطريق الساحلي في غزة “ليس بديلا قابلا للتطبيق” فيما يخص إيصال المساعدات.
وأوضح أن الشواطئ على طول هذا الطريق “مكتظة بالملاجئ المؤقتة” للفلسطينيين الذين تم تشريدهم من منازلهم.
ونتيجة لذلك، وفقا لمكتب أوتشا، “أصبحت حركة القوافل على طول الطريق الساحلي بطيئة للغاية، كما أن الإمدادات والخدمات الأساسية، مثل نقل المياه، لا تصل إلى المحتاجين بأي قدر قريب من النطاق المطلوب”.
وفي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة حيث عادت الدبابات الإسرائيلية، أعربت متحدثة “الأونروا” لويز ووتريدج عن مخاوف متزايدة من أن المرافق الرئيسية في مناطق المدينة الجنوبية المقرر إخلاؤها قد تتضرر أو تُدمر قريبا.
وتشمل هذه المرافق محطة ضخ المياه التي تم ترميمها مؤخرا وتخدم حوالي 100 ألف شخص، والمركز الصحي الياباني التابع للأونروا، والذي أعيد افتتاحه الشهر الماضي، والذي من المفترض أن يلعب دورا رئيسيا بحملة التطعيم المرتقبة ضد شلل الأطفال، ومركز تدريب خان يونس، وهو منشأة كبيرة تستخدم الآن كمستودع لتخزين الإمدادات الإنسانية.
وقالت ووتريدج: “بدون هذا المستودع، لا يمكننا إحضار المساعدات ووضعها في أي مكان”.
وأضافت: “لم يتبق أي مستودع. هناك الماء والأدوية والتطعيمات، وهناك يجري التوزيع. سيكون كارثيا إذا تعرضت أي من هذه المرافق للضرر والتدمير”.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
(الأناضول)