الإرهاب سني… وشيعي كذلك

حجم الخط
8

ان قطع الرؤوس فقط الذي نفذه جلاد «تنظيم الدولة الاسلامية» (داعش في الماضي) نبه العالم الغربي الى اخطار الارهاب الاسلامي. فبعد بث ذلك العمل الفظيع في التلفاز انشأ الرئيس براك اوباما حلفا لمحاربة الارهابيين وبدأوا من الفور يقصفون اهداف المنظمة. ومن الواضح ان طائرات الحلف لم تستعمل وسائل الحذر التي استعملها سلاح الجو الاسرائيلي في محاربة حماس في غزة في حملة الجرف الصامد – وهي التحذيرات السابقة «فرق السقف» ودعوة المواطنين الى اخلاء المنطقة في مضاءلة خسائر من الابرياء بقدر مستطاع – وكانت النتيجة المحتومة التي هي اصابة المدنيين الابرياء بحسب ذلك.
من المعلوم جيدا لاوباما ولرؤساء الدول التي انضمت الى الحلف ان اسرائيل ما زالت تناضل الارهاب الاسلامي منذ سنين كثيرة، وحدها. فقد كانت تناضل حزب الله الذي تنفق عليه ايران وتسلحه وتدبر أموره – وايران دولة ارهابية اصبحت في مراحل متقدمة لاحراز سلاح الارهاب الهائل، وهو القنبلة الذرية؛ تناضل حماس وهي منظمة ذات ايديولوجية تماثل ايديولوجية الاخوان المسلمين، وتسلحها ايران ايضا. ويعرف حزب الله وحماس بانهما منظمتا ارهاب في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ومع ذلك ذلك تتمتع اسرائيل بعطف قليل بحربها لهما. بل انها تنتقد احيانا بحربها لهما.
هل يوجد في الحقيقة فرق كبير بين داعش وحماس وحزب الله يمكن أن يفسر الاختلاف في معاملتهما كحقيقة أنه لم ينشأ أي حلف لمحاربتهما؟ ان داعش وحماس وحزب الله نسخ متشابهة من الارهاب الاسلامي. والاثنتان الاوليان سنيتان وحزب الله شيعي. ولكن يوجد بينها جامع مشترك وهو انها ترى الغرب عدوما وتطمح من القضاء على دولة اسرائيل.
ان هذه المنظمات كسائر المنظمات الارهابية الاسلامية كالقاعدة وجبهة النصرة تحمل كلها جوهر الدعوة الى القضاء على دولة اسرائيل. فحرف الشين في الاسم السابق «داعش» هو اختصار شام وارض اسرائيل في رأيهم الجزء الجنوبي منها. وهذا الجوهر موجود ايضا عند الايرانيين الذين لا ينكرون انهم ينوون القضاء على دولة اسرائيل. وهذا هو سبب دعمهم لحزب الله بل لحماس برغم أنها منظمة سنية.
لماذا لا يلاحظ اوباما الجامع الجوهري المشترك بين كل تلك المنظمات الارهابية؟ ولماذا توجد في واشنطن معارضة لتسوية بنيامين نتنياهو بين داعش وحماس؟ هل المسؤولة عن ذلك منطقة النشاط الجغرافية في هاتين المنظمتين؟ فقد ركزت داعش الى الان عملياتها في العراق وسوريا حين تسيطر حماس على قطاع غزة وتجمع القوة في يهودا والسامرة. وقد يكون المسؤول عن ذلك الرأي الخاطيء الذي يرى ان اهداف حماس مقصورة على انشاء دولة فلسطينية. اما داعش فتنوي بحسب ما تعلن، انشاء خلافة اسلامية تضم العراق وسوريا وارض اسرائيل.
ينبغي الا نخطيء اهداف حماس التي تعلن على الملأ انها تنوي القضاء على اسرائيل. ولن تكون للمنظمة أي صعوبة في الانضمام الى خلافة داعش المخطط لها.
وفي ما يتعلق بحزب الله كان يعد ذات مرة ايضا منظمة ذات هدف محدود وهو ارض الجيش الاسرائيلي من داخل لبنان. لكن بعد أن انسحب الجيش الاسرائيلي من المنطقة الامنية في جنوب لبنان في سنة 2000 تابع حزب الله نشاطه الذي يرمي الى القضاء على دولة اسرائيل. ولم يكن هدفه المحدود في ظاهر الامر اكثر من ثمرة خيال مراقبين لا يعرفون الحقائق.
ان تناول «تنظيم الدولة الاسلامية» على انه الخطر الارهابي الوحيد في العالم ينبع من قصر نظر ومن سوء الحظ ان هذا الخطر اكبر كثيرا وهو يشمل القاعدة وحماس وحزب الله وجبهة النصرة، وايران فوقها جميعا.

موشيه آرنس
هآرتس 7/10/2014

صحف عبرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول eissa alabdallah:

    نسي الكاتب ان هدم المنازل ليس ارهابا على ما يبدوا ان الارهاب نوعين ارهاب دوله وقحه ومرخص وارهاب ناس تحت الاحتلال غير مرخص

  2. يقول علي محمد النداوي- العراق:

    في مقال الكاتب الاسرائيلي لقط واضح ، وخلط للوراق يحاول، ان بشوه الواقع في مستغل تعقيد المشهد على الساحة السياسية ، وضع كل الاحزاب او المنظمات الاسلامية قي صف الارهاب، او كل من يقف ضد اسرائيل بالتحديد على انه ارهابي، وهذا تزيف للحقيقة، لا بمكن باي وجه من الوجه مقارنة حزب الله وحماس كاحزاب تتبنى ايدوليجية اسلامية معتدلة ولديها اهداف وطنية تسعى للدفاع عن نفسها ضد الجرائم الاسرائيلية ، مع داعش والنصرة التي اساءت وقتلت المسلميين قبل غيرهم، لم يحدث يوما ان داعش او القاعدة نفذت فيه ولو هجوما بسيطا ضد المصالح الاسرائيلة، لكن انظر الى اعمالها الشنيعة ضد المسلميين من كلتا الطافتين(السنة والشيعة) لذلك فإن وضع كل من نادى بالدفاع عن النقس ودعى الى الجهاد ضد المعتديين ، مع الارهاب الحقيقي بصف واحد ، هذا توسيف وللتفاف على الواقع. الا يرى الكاتب الى الفعال الاشرائيلة الشنيعة التي لا تقل وحشية عن داعش ، فجروح غوة لم تلتئم بعد حيث ادى هجومهم البربريالى سقوط الالف من الضحاية جلهم من المدنين العزل من الاطفال والنساء والشيوخ.

  3. يقول تموز/ الأمارات:

    لو كنت يهودياً لكتبت نفس ما كتب الكاتب! ولتناسيت ان ابائي واجدادي اتوا واغتصبوا هذه الأرض الطاهرة وشيّعوا في الخارج “ان فلسطين ارض من دون شعب وان اليهود شعب من دون ارض، فلنعطي الشعب ارضه!” ولكنت كتبت ايضاً ان كل فكر مقاوم هو ارهابي وان كل دولة ليست معي او تشكك بشرعية وجودي هي ضدي…ولكنت ولكنت ولكنت……
    لكني يا عدوي عربياً، لا اتلحف بأي دين، واعرفك واعرف ما يوجعك، والأمس القريب شاهدٌ على اذلالك وانكسارك والغد القريب سيشهد على زوالك، لكن ما لفتني هو تطابق ما تقول مع ما يقوله المتخاذلين العرب!!!
    شكراً للكاتب “الإسرائيلي” الذي ينقل لنا وجهات نظر عربية بقلمٍ يهودي تلمودي…
    وشكراً

  4. يقول د. حسين السلع - فيلدلفيا:

    قال الله تعالى في القرآن العظيم: كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
    الاية 64 من سورة المائدة وهذا الكلام موجه لليهود بشكل خاص ولصهاينتهم ازلام اليوم…
    يحرضون الناس على الحرب ضد المسلمين دائما لانهم غضب الله عليهم ولعنهم في كافة الكتب السماوية بما فيها التوراة والانجيل والقرأن لانهم يقتلون الانبياء بغير حق ويثيرون الفتن والحروب لتحقيق اغراضهم انجاس وقتلة ونازيون وفاشيون.
    الان يحرضون كل العالم على داعش ثم يلحقون به حماس ثم حزب الله ثم الاسلام ككلم بسنته وشيعته دروزه وعلويينه وبهائيينه واسماعليينه وووو وهم يقومون بتأليب العالم على الاسلام لانه دين حق وهم يعلمون ذلك ويريدون كل العالم ان يبتعد عن الاسلام: مرة يصفونه بالارهاب ومرة بالعنصرية ومرة بالقتل ومرة بالتخلف ليخلقوا تحالفا امميا لمحاربته ومن ثم ليظلوا هم المتحكمون باموال الدنيا وسياستها وثرواتها لينعموا ويستحمروا (الكل عوام وحمير كما في توراتهم) الجميع ليكونوا خدما لهم..
    الله الله عليكم يا بني صهيون كم أنت اذكياء ولكن خبثاء وجبناء ومحرضون وقتلة .. الله اكبر عليكم

  5. يقول foufou lakhdar:

    لا وجود للارهاب الاسلامي الا في مخيلات اعداء الاسلام.ثمة ارهاب صهيوني غربي مصبوغ بصبغة دينية سنية ثارة وشيعية اخرى والهدف هو خلق لخبطة في عقول العامة…اما بالنسبة للسنة والشيعة فهما حزبان عتيقان يجب التفكير في ايجاد بديل اكثر عقلانية منهما معا على ان يكون المنطلق القران الكريم وامكانية تفاعلاته مع الوضع الحالي للبشرية دون الخروج عن روح الشرع

  6. يقول محمد مكدر من المغرب:

    لا أعتقد أن هناك عاقل سيعير اهتماما لهذه الإدعاءات السخيفة . ليس هذه أكثرمن أماني غير قابلة للتحقيق . العالم كله اذا لم يكن يعلم قبل أحدات غزة الاخيرة طبيعة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فقد أصبح يعرف . الحقيقة أن الحكومات الاسرائيلية قد أصبحت تجد نفسها عاجزة عن مواجهة حماس وجماعات المقاومة الأخرى ، فأصبحت تدفع بهذا الادعاء ،استغلالا للظروف الحالية . المشكلة أيضا في هذا الطرح الذي يربط بين التطرف الاسلامي وحماس قد تكون له نتيجة عكسية .كأن يسود الاعتقاد بكون هذه الجماعات المتطرفة قد تكون تعاني مثل حماس من نفس الظلم ممثلا في احتلال الارض والادلال وسلب الحق في الحياة والحرية ،
    لتتجه للعنف بكل الوسائل .

  7. يقول أ.د. خالد فهمي - تورونتو - كندا:

    يا سيد موشي …مقالك بائس ومكشوف الاهداف والغايات حيث يهدف بالاساس الى أستعطاف الاميريكان بالدرجة الاولى ولربما الاتحاد الاوروبي – كما هو حال اليهود والصهاينة عبر التأرخ – للحصول على الدعم المادي وبالذات الاموال لوضعها تحت تصرف المجلس الصهيوني العالمي للتخطيط لمستقبل الحروب القادمة ضد العرب والمسلمين والدين الاسلامي عموماً…

    أبن لادن وكل التابعين ” لقاعدته الشريرة ” منذ 2001 ولغاية اليوم هي بشكل أو اَخر صنيعة ” الصهاينة العالميين ” المالكين للسلطة والسطوة ولبيوت المال والشركات العابرة للدول والقارات…واَخر ” أستنساخ ” لهذا الشر هو داعش….

    أما أيران و حزب الله وحماس فتريد أنت كما يريد رئيس حكومتك ” بي بي ” جعلها جميعاً في سلة ” الارهاب ضد أسرائيل “….يا لها من محاولة بائسة…هل تعتقد أن الاجهزة الامنية والمخابراتية والاستخباراتية العسكرية لاكبر وأعظم دولة في العالم ستصدّقكم وبالتالي تنساق الى لرغباتكم ؟؟؟….لربما …فتأريخ دعم أميريكا لدولتكم ” المسخ ” منذ ولادتها ” الخُدّج ” في عام 1948 هو الامر الوحيد الذي حماكم ويحميكم من الفلسطينيين و العرب ومسلمي العالم في أسترجاع فلسطين ” بكامل ترابها ” وطرد كل واحد منكم لتختاروا أسرائيل “جديدة ” بعد أن تلفّقوا أكاذيب جديدة عن أرض ميعاد ” جديدة ” !!!

  8. يقول أ.د. خالد فهمي - تورونتو - كندا:

    تكملة التعليق أعلاه…

    كما أسلفنا للتو بينما القاعدة وجهاد الظواهري وداعش وغيرها كثير من النسخ الارهابية التكفيرية هي صناعة وطواعية المجلس الصهيوني العالمي…فأن أيران وحزب الله وبشار وحزب الدعوة العراقي ومن لف لفهم بدورهم يرفعون شعار ” المقاومة …. ضد أسرائيل ” وكلهم بدون أستثناء لم يطلقوا ولو قذيفة أو حتى رصاصة واحدة على فلسطين المحتلة منذ عام 1967 ولغاية هذا اليوم….عليك وعلى أمثالك من اَل صهيون أن تتحسبوا ” لحماس البطلة ” وما فعلته من رعب بين صفوفكم قبل أشهر قليلة على الرغم من أستخدامكم لاعتى أنواع الاسلحة ” الاميريكية ” !!!

إشترك في قائمتنا البريدية