، حتى باريس يصعب عليها أن تفهم الرئيس الامريكي براك اوباما. فقبل اسبوع اخطأ عندما لم يأت إلى مسيرة الملايين ضد الإرهاب الجهادي الذي ضرب فرنسا. والآن فانه هو الذي يشرح للفرنسيين أين اخطؤوا ويعطيهم دروسا في كيفية التكاتف وحشد السكان المسلمين في فرنسا، وهذه الاقوال لاوباما تُذكر أكثر بالاقوال التي يرويها الشباب المسلمون في فرنسا أكثر مما يفترض أن تكون لزعيم العالم الحر. اوباما كما يبدو لم يفهم أن ايديولوجيا داعش والقاعدة لم تعد لها حدود في هذه الايام، والتهديد على الغرب هو نفس التهديد بدون علاقة بسياسات الهجرة.
الرئيس براك اوباما الذي سيُذكر في التاريخ بأنه أكبر متخلف عن المسيرة المليونية الجمهورية قال أمس إن الافضلية الكبيرة جدا لنا هي أن الجمهور الإسلامي الذي يعيش في اوساطنا ليس لديه أي مشكلة في الشعور أنه امريكي. أنظروا فان الرئيس الامريكي لم يقل الكلمات المهمة والبسيطة «الإرهاب الإسلامي».
لقد نسي اوباما العمليات الإرهابية التي حدثت في بوسطن وبورتهود. ألم يكن هؤلاء مسلمين شعروا بأنهم مواطنون امريكيون والذين وقفوا من خلف العمليات؟ وإن العملية في تكساس كان لها ايضا صفات من التطرف الامريكي؟ هل كانت سياسات الهجرة للولايات المتحدة في ذلك الوقت هي السبب؟.
لقد صدق اوباما في قول واحد: إن امريكا هي بلاد رائعة للمهاجرين التي تعرف كيف تستوعب المهاجرين. قال ذلك بعد دقيقة من هبوطه في المطار، وبذلك سيتفاخر المهاجر البولندي عند سماعه هذا التصريح بأن يكون امريكي. ولكن فرنسا هي ارض المهاجرين، وجميعهم يذكرون الهجرة الكبرى من ايطاليا واسبانيا في بداية القرن الماضي، التي افتخرت بأن تكون فرنسية. وحتى من الصين يصلون بلا توقف إلى فرنسا، ومن فيتنام ومن كمبوديا، ولكن ما العمل؟ فعلى الرغم من الوضع السياسي، محظور أن نسمي الاشياء بمسمياتها، واليوم أولاد المسلمين هؤلاء الذين يسخرون من هأمنون همرسيه ويرفضون الوقوف دقيقة صمت لذكرى الضحايا. هؤلاء هم اولاد المهاجرين المسلمين المتورطين في العمليات. ولكن المشكلة هي الإسلام المتطرف وليس الامتيازات الاجتماعية التي تمنحها فرنسا للمهاجرين من تونس والجزائر أو المغرب وكمبوديا.
وشرح الرئيس الامريكي في نهاية الامر قوة العلاقة بين الشمال الافريقي أو الفرنسي من أصل افريقي وبين القيم الفرنسية ومع الزمن ومع الراديكالية. هل هذا صحيح حقا؟ منذ متى زار الرئيس اوباما ضواحي المدن الاوروبية الكبرى؟ متى رأى تطرف أبناء الشبيبة الذين يعتبرون اليهودي عدوا وليس الاخوين كواشي؟ ألم يعلم بسلسلة المظاهرات الكبرى في العالم الإسلامي التي لم تر أي علاقة بشعار «أنا شارلي»، ربما تكون المشكلة ليست استيعاب المهاجرين بل ربما تكون دينية. ألم ير اوباما أن العدد الاخير من مجلة «شارلي ايبدو» يُغضب الطائفة الإسلامية؟.
من الصعب الفهم
يجب أن يفهم اوباما أنه توجد اليوم مشكلة صعبة لفرنسا وهي كيف يمكن تعايش «شارلي ايبدو» ورسوماتها وكل ما ترمز اليه مع السكان المسلمين، أو على العكس كيف بالامكان تعايش السكان المسلمين في مجال جماهيري فرنسي علماني؟ كيف ينجحون في خلق تعايش بين مجموعة إسلامية وبين مجموعة فرنسية علمانية تعتبر الدين أقل أهمية؟ يبدو أن باراك اوباما بعد ست سنوات في ولايته يصعب عليه أن يفهم الاحداث التي تجري في العالم، أو أنه يستصعب الانفصال عن الواقع الفكري الذي بناه لنفسه. من المهم جدا أن يقوم الزعيم الفرنسي الذي حاول أن يشرح لاوباما كيف يجب استيعاب السكان السود في المجتمع في المرة القادمة عندما تندلع احداث الشغب في فرجوسن.
اسرائيل اليوم 18/1/2015
بوعز بسموت
نعم نطق اوباما بالحق فيجب على فرنسا وبريطانيا وامريكا ان يشجعوا المسلمين اكثر واكثر على انصهارهم وتوحدهم مع الكل كي يقفوا بوجه التطرف والارهاب, فالمسلم اليوم هو اكثر من عاني من التطرف الراديكالي فلا تروا المسلمين الارهابين في فرنسا فقط فلا تنظروا من عين واحدة بل انظروا الى المسلم الذي فقد حياته وهو يدافع عن الابرياء اليهود, وانظروا الى المسلم الذي انقذ حيات العشرات من الناس وجلهم يهود, فلا تنظروا من عين واحدة وكفاكم بث سموم الحقد والتحريض هنا وهناك فان كنتم تشعروت انكم غير محبوبين لدى الغرب فلا تلوموا المسلمين على ذلك.