الإعلام الألماني يشير إلى تورط جهاز مخابراتي روسي سري في برلين

علاء جمعة
حجم الخط
0

برلين ـ «القدس العربي»: تتجه الأزمة الدبلوماسية الروسية الألمانية إلى التصعيد بعد تأكيدات موسكو اعتزامها اتخاذ خطوات من جانبها ردّاً على طرد ألمانيا اثنين من الدبلوماسيين الروس بالسفارة الروسية في برلين على خلفية اغتيال مواطن جورجي، ونقلت وسائل إعلامية ألمانية عن وزارة الخارجية الروسية قولها، أمس الأربعاء، إن «روسيا ترى نفسها مضطرة للرد على الخطوة الألمانية».
وكانت ألمانيا قد أعلنت أنها طردت اثنين من موظفي السفارة الروسية في برلين احتجاجاً على ما قالت إنه عدم تعاون موسكو في تحقيق حول مقتل رجل جورجي في برلين، يشتبه ممثلو الادعاء في تورط روسي أو شيشاني فيه. ويمثل قرار برلين تصعيداً في التوترات المتزايدة بالفعل بين روسيا وألمانيا ودول غربية أخرى بعد تسميم الجاسوس الروسي السابق، سيرجي سكريبال، وابنته على الأراضي البريطانية.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية، أمس الأربعاء: «بهذه الخطوة ترد الحكومة الألمانية على عدم تعاون السلطات الروسية بما فيه الكفاية في التحقيقات المتعلقة بمقتل تورنيكي كيه في متنزه ببرلين». وبعد قرار الطرد، أعلن الادعاء العام في ألمانيا أنه تولى التحقيقات بشأن جريمة اغتيال مواطن من جورجيا، مؤكداً أنه سيتعقب الاشتباه المبدئي في أن الجريمة تمت بتكليف من قبل جهات رسمية في روسيا أو في دولة الشيشان.
وقالت القناة التلفزيونية الإخبارية الأولى «اي أر دي» إن السلطات الألمانية حصلت على ما أسمته «أدلة واقعية كافية» لذلك تعاملت مع القضية على أنها جريمة ذات أهمية خاصة. وهو ما قد يشير حسب القناة الألمانية إلى تورط جهاز روسي سري داخل الأراضي الألمانية.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» أن أجهزة أمنية ألمانية تمكنت من الربط بين العاملين في السفارة الروسية وبين عملهم في جهاز مخابراتي روسي، وهو ما قامت برلين بمحاولة استجواب من قبل الحكومة في موسكو إلا أنها لم تتلق أي رد. وسيتم إخطار شركاء الناتو والاتحاد الأوروبي بخلفية القرار الألماني، وهو ما قد يشير إلى احتمالية طرد دبلوماسيين روسيين في عدة دول أوروبية أخرى حسب الصحيفة الألمانية.

ألمانيا تطرد دبلوماسيين روسيين ودول أوروبية أخرى قد تحذو حذوها

وقتل المواطن الشيشاني ذو الأصل الجورجي، البالغ من العمر 40 عاماً، في 23 آب/أغسطس الماضي برصاصة بالظهر، في متنزه تيرغارتن، العام في برلين، حيث اقترب منه قاتله في وضح النهار، راكباً دراجة وضربه بالرصاص على ظهره ورأسه، قبل أن يتم القبض عليه بعد وقت قصير من الجريمة. ولا يزال المتهم محتجزاً في ذمة التحقيقات، ولكنه يلتزم الصمت إزاء التهم الموجهة إليه.
وكان الادعاء العام في ولاية برلين هو الذي يتولى التحقيقات حتى الآن. ولكن كانت هناك مطالبات بتدخل الادعاء العام، وذلك بسبب احتمال تورط روسيا في الجريمة. ولكن المعلومات المتوفرة لدى المحققين لم تكن كافية لتولي الادعاء العام القضية، إذ يصبح معنياً في حال تواجد على الأقل اشتباه مبدئي في تورط جهاز مخابرات دولة أجنبية في الجريمة.
وقال المدعون: «هناك أدلة واقعية كافية تشير إلى أن القتل قد تم إما نيابة عن وكالات الدولة في الاتحاد الروسي أو تلك التابعة لجمهورية الشيشان المتمتعة بحكم ذاتي». ووضعت روسيا كراسيكوف على لائحة الإنتربول للمطلوبين، لكنها سحبت اسمه في وقت لاحق وقامت بـ«تسهيل إصدار هوية جديدة مزورة له».
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أنه يشتبه في أن وكالات الاستخبارات الروسية قامت بتجنيده، وتمت المقارنة بين قتله وتسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا العام الماضي بغاز أعصاب، في عملية وجهت فيها أصابع الاتهام بشكل كبير للاستخبارات الروسية.
وأكدت الخارجية الألمانية، في بيان صحافي، أن طرد موظفين اثنين بالسفارة الروسية على خلفية الجريمة جاءت «وفقاً للمادة التاسعة من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية»، وقالت الخارجية إنها تعتبر وبأثر فوري موظفين عاملين في السفارة الروسية شخصين غير مرغوب فيهما». فيما قالت متحدثة حكومية إن برلين ترد بهذه الخطوة على عدم تعاون روسيا بشكل كاف في الكشف عن ملابسات اغتيال تورنيكه كيه. في حديقة تيرجارتن العامة في برلين في الثالث والعشرين من شهر آب/أغسطس الماضي، وذلك رغم المطالبات المتكررة بهذا الشأن، والصادرة من جهات رفيعة المستوى في ألمانيا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية