الإمام الأكبر يدعو لامتلاك منصات إعلامية للدفاع عن «أم القضايا»… ومساجد مصر تصدح بالدعاء لـ«غزة»

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: الدماء المباركة التي تسفك والأرواح الذكية التي تصعد لخالقها محاطة بالرضا الإلهي لا تهدر بالمجان ومن أبرز ثمارها حتى الآن، أنها نجحت في إعادة الروح لشعوب ظن حكامها أنها شيعت لمثواها الأخير، ما زالت تنظر لفلسطين باعتبارها جرحنا الغائر الذي لا شفاء منه إلا بتحريرها من من البحر للنهر وإعادة الغزاة من حيث جاؤوا.. أما الحدث النادر الذي استدعى دهشة الكثيرين فتمثل في السماح لخطباء المساجد أمس الجمعة بمناصرة “غزة”، والدعاء للمقاومة صراحة بالنصر على “العدو”، وحرص الأئمة على تلاوة آيات القتال التي تحض على الجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين، وشهد الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة، وقام المصلون بأداء صلاة الغائب على شهداء فلسطين، بحضور قيادات الأزهر الشريف، تقدم المصلين فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، وكل من: الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وشهدت الفعاليات الوزيرة سحر نصر المديرة التنفيذية لبيت الزكاة المصري، تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي. ومن جانبه تساءل الدكتور عمار علي حسن: كم نهر دم سينبع من أجساد الفلسطينيين حتى تبقى قضيتهم حية في نفوس العالمين؟ إنها قضية اجتمعت على أصحابها كل الشرور: الطرد والنفي والتهجير والسجن والأسر والقتل والتدمير والتشويه، في ظل فصل عنصري، تقع فيه إبادة جماعية أحيانا، وكل هذا يجرى تحت احتلال لا يريد أن يقوم بما عليه حيال الشعب الذي يرزح تحت نير احتلاله، وأكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن الأمة الإسلامية والعربية تمتلك مقومات الوقوف في وجه هذا الكيان الضعيف الذي يلجأ إلى استهداف المدنيين الأبرياء لاستعراض قوته أمام العالم الغربي، الذي يبارك جرائمه ويتواطأ معه، سواء من خلال إمداده بالسلاح، أو الصمت عن إدانة جرائمه الإرهابية. كما أبدى شيخ الأزهر تعجبه وأسفه من قلة الوعي بالقضية الفلسطينية في بلداننا العربية والإسلامية، رغم كونها القضية الأولى للعرب والمسلمين، وعلى الجانب الآخر، نرى الصهاينة ومن يقف خلفهم، يزيفون التاريخ والحقائق ويحفظونها لأبنائهم في سن مبكرة ويروجون أكاذيبهم ليل نهار من خلال امتلاكهم للإعلام والمنصات الرقمية، ولا نزال نحن العرب والمسلمين في حيرة من أمرنا، رغم امتلاكنا للمال والإمكانات، وأعرب “الطيب” عن أمله في أن نستوعب الدرس وأن نبدأ في امتلاك منصات إعلامية ورقمية قادرة على إيصال الصوت العربي والإسلامي والتعبير عن مشروعية قضايانا التي ننادي بها، وألا نعتمد على الغرب في إيصال صوتنا الذي يتناقض مع توجهاته، وكان شيخ الأزهر الشريف، قد استقبل في مشيخة الأزهر، الدكتور إبراهيم الشائبي وزير الشؤون الدينية في الجمهورية التونسية، لبحث سبل تعزيز التعاون العلمي والدعوي بين تونس والأزهر الشريف، وناقش شيخ الأزهر والوزير التونسي أبرز المستجدات على الساحة الفلسطينية. وكشف نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي عن أنه اتخذ قرارا مع زملائه أعضاء نقابة المهن التمثيلية بتجديد قرار شطب أي ممثل يتعامل مع الكيان الصهيوني في أعمال فنية، في إشارة إلى أن القرار من المرجح أن يكون قد تم بتوجيهات، قال نقيب الممثلين: “العسكريون والسياسيون هم أولو الأمر، وعلى دراية بالصالح العام والحفاظ على الأمن القومي”. فيما ثار جدل واسع بسبب انتشار أنباء تفيد بحذف “غوغل” اسم شبه جزيرة سيناء من الخريطة وهو ما تم نفيه لاحقا، اذ أن محرك البحث الشهير لا يكتب عادة أسماء المحافظات واكتفى بذكر عاصمة محافظة شمال سيناء العريش، والطور عاصمة محافظة جنوب سيناء. ومن الأخبار العامة: اعلنت منظمة السياحة العالمية، فوز قريتي سيوة في محافظة مطروح ودهشور في محافظة الجيزة ضمن أفضل القرى الريفية السياحية لعام 2023، أثناء انعقاد الاجتماع 25 للجمعية العمومية للمنظمة التي تعقد حاليا في مدينة سمرقند في أوزبكستان.

أيامها الأخيرة

سيكتب التاريخ كلمته، إسرائيل أسسها تيودور هرتزل، وزالت على أيدي بنيامين نتنياهو.. كتب نتنياهو نهاية دولة إسرائيل وهو وفق ما يتوقع حمدي رزق في “المصري اليوم” يكتب نهايته، سيدرسونها في الأدب العبري، قيام وزوال دولة بني صهيون. استنطقت آلة الحرب الإسرائيلية الحجر قبل البشر، حصى الأرض يلعنهم، حتى الشيوخ غادروا فرشتهم، وتمردوا على قعودهم، واستعادوا فتوتهم، ونفروا لإنقاذ أطفال فلسطين من براثن جيش الاحتلال، ولو بأضعف الإيمان. أمة تملك مثل هذه الروح الحية المتقدة لن تضيع أبدا، انتفاضة الأمة من الخليج إلى المحيط في وجه المخطط الصهيوني لابتلاع فلسطين ترعبهم، ترتعد منه فرائص مجرمي الحرب في تل أبيب، نتنياهو يتخفى من شبحه، اليهود يلعنونه سرا وعلانية. خطط نتنياهو لحصار غزة بالنار، ووأد أطفالها، فصار هو حبيسا في قلب الحصار، عادت إسرائيل سيرتها الأولى دولة بغيضة، محصورة في شعب ضيق، تحيطها أمواج الغضب الساطع، تلجأ إلى الملاجئ خوفا ورعبا. ما فعلته إسرائيل على أيدي نتنياهو وعصابة اليمين الصهيونى، حماقة دويلة مارقة ستندم عليه كثيرا، يوم تزول دولتهم.. يرونه بعيدا، ونراه قريبا بحول الله. لقد أيقظت حكومة نتنياهو بفعلتها الرعناء المارد العربي من غفوته، ولن يعود أبدا إلى مخدعه، لقد قامت قيامته، يدمدم غضبا في الميادين والساحات، مكورا قبضته، مارد ثقيل الوطأة، يدوس كل مخططات التهويد والتهجير والاحتلال، يوم قيامته، يكتب بالدماء نهاية الدولة العبرية وهذا وعد الحق.

شاذة ومنبوذة

عادت إسرائيل سيرتها الأولى، عاد بها الزمان، كما يصفها كثيرون من بينهم حمدي رزق دويلة شاذة غريبة منبوذة، جسم نجس مزروع في جسد طاهر شريف، الوضوء طهارة، وهذه أمة تسبغ الوضوء، تتوضأ بالدم الطاهر، وتصلي صلاة مودع. قيامة المارد العربي ما يرعب إسرائيل، رعب إسرائيل هو شعب الجبارين، إذا ما هب هذا الشعب وقامت قيامته لا أساطيل تردعه، ولا طائرات تقصفه، ولا مسيرات تعطله، يذبها عن وجهه كالذباب. مارد جبار، يحطم كل القيود، يقتحم كل السدود، ينداح سيلا عرما يجرف الأساطير المؤسسة للدولة الصهيونية، تتهاوى حصونها وقبتها الحديدية كبيت العنكبوت. طلبتها إسرائيل حربا، وطاحت تقتيلا، وعليها أن تدفع الثمن، كله بثمنه، والثمن غالي، ستدفع إسرائيل صاغرة، ثمن كل نقطة دم من نزف طفل فلسطيني لعنة حلت بهم، وعليهم، على الباغى تدور الدوائر. ظنوا يوما أن أرض فلسطين دانت لهم، فزلزلت الأرض من تحت أقدامهم، صاروا في مهب ريح صرصر عاتية، موج عال، عات، فيه ظلمات ورعد وبرق، يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت، يفرون في وجه أطفال مقاومين، يخشون شعب الجبارين. مصر قلب المارد العربي وروحه الحية، قلبه الدافق، وعاد القلب يدق بشدة، ينبض، يدفق الدماء حارة، تدب أقدام المارد ثقيلة في كل حارة وشارع وميدان، وقع أقدام المارد العربي ترعب الأعداء، المارد كسر قيده، لا يلوي على شيء، ترى صورته في عيون طفل يتحدى، وشاب يتوعد، وشيخ عاد شبابا، وامرأة تودع شهيدا وتعد بغيره يولد.

فلسطين لأهلها

لم يتوقف ساسة وقادة إسرائيل، خلال الأيام الماضية، عن تحريض سكان غزة على النزوح في اتجاه سيناء، بل وتهديدهم بالفناء إن لم يفعلوا في أسرع وقت، كما اوضح صلاح البلك في “الوطن”: وسط رفض مصري وعربي ودولي غير مسبوق، بالغت دولة الاحتلال حتى أطلقت حملة ممنهجة، بالتزامن مع فرض حصار كامل ومنع كل سبل الحياة عن القطاع وعمليات قصف وقتل ممنهج للمدنيين، وسط مساندة أمريكية وأوروبية غير مسبوقة. تملّك الغضب قطاعا كبيرا من المصريين، وانبرى عدد غير قليل رافضا الفكرة، وكأن الفاعل الوحيد في المشهد هو الطرف الإسرائيلي، مُغيّبا إرادة شعب يحارب من أجل أرضه منذ 75 عاما “الفلسطينيين” وآخر ترسّخت لديه عقيدة قتالية واضحة تعرف عدوّها، وترصد توجهاته، ولا تغير موقفها منه، مهما كانت الضغوط. كما أنها تملك القدرة على فهم ما بين السطور وتحسن التعامل مع الأعداء.. المصريون أكثر من قدّم تضحيات من أجل القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، هم أكثر شعوب الأرض دراية بالإسرائيليين، وقدرة على ردعهم ودحرهم عبر التاريخ. لا يؤمن الإسرائيليون بحقوق الإنسان، وتسعى إسرائيل، بمنتهى الوضوح، للقضاء على المقاومة الفلسطينية مهما تطلّب الأمر.. كل ما يسعون إليه تفريغ القطاع من سكانه للانفراد بكتائب المقاومة والقضاء عليها، حتى لو كان على حساب قتل المدنيين الفلسطينيين، أو توريط الطرف المصري وفق رؤية خبيثة تستهدف ثوابت مصرية على رأسها الحفاظ على الأرض والشعب. النوايا الإسرائيلية الحقيقية ترمي إلى التخلُّص من سكان القطاع أيا كانت الطريقة «النزوح أو القتل المباشر»، وكلاهما لا تتورع إسرائيل عن فعله، ولخّصه بمنتهى الوضوح ما ورد على لسان القس الأمريكي ريك ويلز، المعادي للصهيونية ومؤسس شبكة “ترو نيوز” الإخبارية: «الإسرائيليون سوف يدمرون غزة، سيمحون 2 مليون فلسطيني ولا يبالون، عندما التقيت نتنياهو لم أصافحه، وكنت أقف إلى جواره وألقيت نظرة جيدة عليه.. رأيت رجلا باردا تماما.. يمكنه أن يقتل 2 مليون شخص ومن ثم يذهب لتناول العشاء.

عند آخر نفس

نتنياهو ليس لديه ضمير يزعجه.. ونحن نشهد إبادة جماعية، ولا يكاد أحد يقول أي شيء، وإذا قلت تتعرض للانتقاد الشديد، وقد يتم إيقافك. سيتم إيقاف إطلاق النار عندما لا يتبقى أحد في غزة.. سيتوقفون عندما يتوقف الجميع عن التنفس.. الهدف الحقيقي كما يرى صلاح البلك هو القضاء على الشعب الفلسطيني (إبادة جماعية)، ولا يمكن لأحد أن يبرر الإبادة الجماعية.. إبادة كاملة وقتل للأطفال. الجيش الإسرائيلي شعاره (قم واقتل أولا).. ليس لديهم ضمير، إنهم عنصريون وينظرون للفلسطينيين على أنهم أقل شأنا وأقل من البشر. سبق للجيش الإسرائيلي أن أجبر الفلسطينيين على اجتياح الحدود المصرية مرتين في عامي 2005 و2008 تحت إلحاح الحاجة إلى السلع الأساسية، تعاملت السلطات المصرية من منطق المسؤولية على أفضل نحو ممكن وسمحت لهم بذلك لعدة أيام، وما أن قررت إنهاء وجودهم وطالبتهم بالعودة حتى كانت استجابتهم تفوق المتوقع، دون تردد سارع الجميع في العودة إلى الديار، بما لا يدع مجالا للشك حول عدم قبول الفلسطينيين لفكرة «النزوح الدائم»، بعضهم لا يزال يحتفظ بمفتاح الدار في «الطنطورية ودير ياسين» ويعلقه على صدره. النزوح المنطقي في ظل الظروف الحالية إلى الشمال داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وحده يضمن خلق أزمة حقيقية تُجبر العالم على التدخل، خاصة بعد أن استهدف الطيران الإسرائيلي النازحين إلى رفح الفلسطينية جنوبا ولم يعد القطاع آمنا شماله وجنوبه. يدرك الفلسطينيون أن دعوات النزوح في اتجاه الأراضي المصرية تمثل نكبة جديدة، وقد تجهز على حق العودة، وتسهم في نزع القدرة القتالية للمقاومة، وتُنهي فرص الحلول العادلة للقضية، وهو ما رفضته القيادات على مختلف توجهاتها، ولم يحظَ بأي استجابة شعبية على الإطلاق.

فليسمعها العالم

للأسباب التالية يشيد عمرو هاشم ربيع بفكرة إطلاق مليونية لرفض تهجير الفلسطينيين مؤكدا في “الشروق: “نريد أن نعلن للعالم كله أن أمن مصر القومي خط أحمر، لا يحل أي طرف مشاكله على حسابه”. وكان مجلس الأمن القومي قد أحسن صنعا بالتأكيد على أحد أهم ثوابت السياسة الخارجية، هي منع تهجير الفلسطينيين إلى البلدان المجاورة. وبالتأكيد إذا كانت تلك سياسة مصر وسلوكها الخارجي مع الدول المجاورة للكيان الصهيوني شرقا وشمالا، فمن باب أولى أنها نفسها السياسة التي ترفض أن يكون التهجير على أرضها، أي جهة الجنوب. ومصر دولة مضيفة بطبعها للغير، وعلى أرضها يقطن الملايين من السوريين واليمنيين والليبيين والسودانيين والعراقيين، لكن رغم ذلك فإن هناك حساسية مصرية تقليدية من جانب استقبال الفلسطينيين، فرغم استقبال الآلاف منهم لأغراض شتى، إلا أن مصر دائما ما تتحفظ على استقبالهم كلاجئين دائمين، يرتبط ذلك بسياسة مصر بالحفاظ على الهوية الفلسطينية من الطمس والمحو على مر السنوات، وهو أمر يرتبط بأمن مصر القومي وليس العربي فقط، لأن معنى قبول التهجير، أو منح الجنسية غير الفلسطينية للفلسطيني أن تمحى الهوية العربية لهؤلاء الناس، وتمحى معها المناطق التي يتم التهجير منها داخل فلسطين التاريخية، وكل ذلك أن حدث فهو بالتأكيد لصالح استكمال المشروع الاستيطاني الاستعماري الأجنبي في المنطقة، الذي بدأته بريطانيا منذ مطلع القرن العشرين، وتكرس عام 1947 بنشأة كيان يهودي. جدير بالذكر أن واحدا من أسوأ الأمور التي يمكن أن تضر بأمن مصر القومي، هو أن تجاور الكيان الإسرائيلي. بعبارة أخرى كلما قلت مساحة التجاور بين مصر والكيان، الإسرائيلي كان ذلك أفضل لمصر كثيرا. الجدير بالذكر هنا أن المسافة بين رفح وطابا هي 210 كم، وأنه وفقا لقرار التقسيم رقم 181 الصادر عن الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 1947، كانت مصر تجاور الكيان الإسرائيلي في نصف المساحة الواقعة بين طابا ورفح تقريبا، بطول حوالي 120كم. اليوم بعد عدوان 1967 أصبحت تلك المساحة 198 كم.

هدفان مشبوهان

اليوم والكلام ما زال لعمرو هاشم ربيع بدأت دعاوى جديدة من دعاوى التهجير، ظهرت مع حرب طوفان الأقصى التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، فبعد أن أفاقت إسرائيل من الصدمة التي هزت ولا تزال تهز كيانها الاستعماري، بدأت دعاوى قادتها للفلسطينيين في غزة، وبعض هؤلاء من عرب 1948، باللجوء إلى مصر هربا من القتال، ثم خففت الدعوة بالهروب باتجاه جنوب القطاع، ولا يخفى على أحد أن إسرائيل تريد أن تحقق بتلك الدعاوى غرضين الأول قصير المدى، بإفساح شمال القطاع لهجوم بري كبير، تتوهم من خلاله أنها ستقضي على حماس. الغرض الثاني، بعيد ومتوسط المدى، يتمثل في نقل سكان القطاع إلى سيناء بغية ضمه إلى الكيان العبري، أو على الأقل وقوعه تحت سيطرتها كما تفعل اللآن بالضفة الغربية لنهر الأردن. لا شك في أن قدوم الفلسطينيين إلى مصر كلاجئين وفق دعوة المستعمر، هو أمر يضر إلى جانب طمس القضية الفلسطينية، بأمن مصر القومي، إذ ستجاور مصر الكيان المستعمر على كل الخط الحدودي بين رفح وطابا، وستصبح هناك تكئة لهذا الكيان بضرب المقاومة الفلسطينية في سيناء، كلما وقعت عملية مقاومة داخل فلسطين، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق، ويجر المنطقة لأتون صراع لا ينتهي. وقد أحسنت السلطة الفلسطينية وحركة حماس، والكثير من البلدان العربية صنعا برفض مخطط التهجير، والتذكير بما حدث من موجات استيطان أعقبت كل الهجرات التي شابها الكثير من الخيانات والمؤامرات في فلسطين منذ عام 1947 وما قبله. الأربعاء الماضي رد الرئيس السيسي متهكما على دعاوى الترانسفير بالإشارة إلى إمكانية أن تقوم إسرائيل باستقبال العدد الذي تريد تهجيره من قطاع غزة إلى النقب، وهي كما هي معروف من خريطة التقسيم أرض صحراء واسعة، وهذا الرد من الرئيس بديهي ومنطقي، لأن تلك الأرض ضمن قرار التقسيم عام 1947.

اطردوه

لقد سقطت ورقة التوت عن إسرائيل وأمريكا والدول الأوروبية المتشدقة بالدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الأطفال والنساء.. الذين يصدعون رؤوسنا بشعاراتهم الرنانة وهم يكذبون كما يتنفسون.. تابع عمرو الليثي في “المصري اليوم”: قُتل الأطفال في غزة أمام أعينهم ولم يحركوا ساكنا وشرب جو بايدن ونتنياهو دماءهم في كؤوس الخزي والعار. ذبح الأطفال والنساء والشيوخ وسكنوا جميعا القبور في العراء. هدمت المستشفيات وهدمت المساجد والكنائس ونسي هؤلاء المجرمون الذين قتلوا الأبرياء أو حتى صمتوا وأيدوا هذا الظلم الفاحش أن مصيرهم إلى مزبلة التاريخ، وسوف تلاحقهم اللعنات حتى وهم في قبورهم، وستسجل أسماؤهم في كشوف الخزي والعار، وكان أبشع ما ارتكبته قوات الاحتلال القذرة، مساء الثلاثاء الماضي، بعد أن استهدفت مستشفى الأهلي المعمداني، وسقط ما يزيد عن 800 شهيد.. المطلوب يا أمة العرب شيء من الغضب.. إن دماء الشهداء وأرواح ألأطفال تلاحقنا تنادينا وتسألنا بأي ذنب قتلوا؟ والآن حان الوقت لوقفة حاسمة تقول لا لطرد الفلسطيني من أرضه لأنها عرضه.. وقفة تؤكد أن العرب جميعهم على قلب رجل واحد، وقفة تجعلنا نطالب بطرد سفراء الكيان الصهيوني كموقف معبر عن المشاعر التي تجيش في قلوب شعوبنا العربية التي خرجت في كل العالم تطالب بالقصاص وبالثأر من هؤلاء المجرمين. ورسالة إلى إسرائيل وحلفائها أن مشروعكم الواهم بإخراج الفلسطينيين من ديارهم وتهجيرهم من ديارهم ما هو إلا أضغاث أحلام لديكم، فالأرض عند العربي عرض، هذه المقولة لا ولم ولن تفهمها إسرائيل ومن معها. اللهم يا مغيث انصر أهل فلسطين. أحيانا يكون الكلام صعبا عندما نجد شعبا يكافح من أجل أن يسترد أرضه، وتتم تصفيته في مجازر تخجل منها الإنسانية. الكلام يكون صعبا عندما نجد أن مأساة بحر البقر 1970 تتكرر بشكل أفظع. الكلام يكون صعبا عندما نرى حصار الجوع والألم والعطش يهدد الأرواح. الكلام يكون صعبا عندما نرى القنابل والصواريخ المحرمة دوليّا تقتل العزل والمدنيين دون ذنب اقترفوه، لذلك فقد سقطت ورقة التوت عن إسرائيل وأمريكا والدول الأوروبية. اللهم يا مُغيث انصر أهل فلسطين.. اللهم ثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الظالمين.

مؤامرة كونية

اشتعلت أرض فلسطين مرة أخرى رغم أنها لم تهدأ في يوم من الأيام، منذ قامت إسرائيل بدعم وتأييد غربي مشبوه.. كانت القدس واقتحام الأقصى أكثر من مرة تمهيدا لطوفان الأقصى تابع فاروق جويدة في “الأهرام”: أكبر مواجهة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.. ولأول مرة تدور المعارك داخل إسرائيل ويدخل الشباب الفلسطيني المدن الإسرائيلية وتهز الصواريخ أركان البيوت والشوارع، وتدمر الطائرات الشراعية معسكرات الجيش الذي لا يقهر.. في أيام قليلة للغاية كان الجيش الأمريكي يرسل أكبر حاملات الطائرات والبوارج وأسراب الطائرات، بينما أرسلت إنكلترا سفينتين حربيتين، وأرسلت ألمانيا طائرات حربية وبدأ الجيش الإسرائيلي في تدمير غزة بيوتا وبشرا، وسقط آلاف الشهداء في ساعات قليلة، وعادت حماس بشبابها تهز أرجاء إسرائيل في مواجهة شملت كل المدن الإسرائيلية وانطلقت الصواريخ في رد عنيف من المقاومة في أكبر مواجهة بين شباب حماس والجيش الإسرائيلي.. اقتحام الجيش الإسرائيلي غزة تصرف مجنون لا أحد يقدر نتائجه فسوف يدخل جنود إسرائيل غزة على بحر من الدماء.. إن ما تقوم به إسرائيل في غزة إبادة جماعية وتصفية عرقية أمام عالم استباح حق شعب أعزل.. وكان واضحا أن المقاومة الفلسطينية ظهرت لأول مرة بإمكانات وقدرات وأسلحة جديدة وأن شباب الانتفاضة الأولى والثانية، أصبح جيشا قادرا على أن يهز أركان إسرائيل ويهدد أمنها.. تجاوزت إسرائيل كثيرا في ردها العنيف على أهل غزة وقطعت المياه والكهرباء والطعام، ومنعت وصول أي شيء وطلبت من أهل غزة أن يتجهوا إلى سيناء وطنهم الجديد وأيدت أمريكا والغرب فكرة أن سيناء هي الوطن البديل وعلى العالم أن يعترف بذلك، وعلي2.5 مليون فلسطيني هم سكان غزة أن يرحلوا..

هدف أسود

لأول مرة منذ سنوات والكلام ما زال لفاروق جويدة تصبح سيناء هي الحل للقضية الفلسطينية، وهنا ظهر الهدف من طوفان الأقصى وموقف أمريكا وأوروبا والسفن الحربية وأسراب الطائرات التي وصلت إلى حدود مصر ومياهها الإقليمية، وبهذا دخلت سيناء المعركة وأصبحت طرفا في القضية الفلسطينية، وأن الحل في سيناء ولا بديل عنه، بحيث تصبح إسرائيل دولة ذات سيادة على فلسطين بما في ذلك القدس وغزة والضفة الغربية، وعلى العالم أن يبارك ذلك. لم يكن خافيا على مصر أن سيناء لم تكن بعيدة عن أهداف المشروع الصهيوني، وأن سيناء تعرضت لغزو إسرائيلي أكثر من مرة وأن قضية ترحيل سكان غزة إلى سيناء مسألة وقت. وقد تناولت قضية سيناء أقلام كثيرة وأقيمت حولها الندوات واللقاءات ما بين أمريكا وأوروبا وإسرائيل.. وجاءت كامب ديفيد والسلام مع إسرائيل لتصبح قضية سيناء بعيدة عن أحاديث القادة في مصر وإسرائيل، وإن بقيت هاجسا في عقول كثير من المهتمين بالقضية الفلسطينية.. صفقة القرن مشروع قديم مشبوه ترفضه الشعوب العربية، بمن فيهم الشعب الفلسطيني.. وقد حسم الرئيس عبدالفتاح السيسي موقف مصر من مشروع انتقال سكان غزة إلى سيناء لتكون الوطن البديل، وأكد الرئيس أن مصر لن تفرط في شبر من أرضها وأن الشعب الفلسطيني يرفض أن يترك أرضه.. نحن أمام مواجهة جديدة، رغم أننا استسلمنا زمنا لسلام كاذب وأحلام خادعة، فما زالت الأطماع تحكم الجميع شرقا وغربا وما زالت سيناء الخالية حلما للآخرين أرضا وملاذا وأمنا وما زال الشعب الفلسطيني يقاوم رغم انه يواجه العالم كله.. سيناء وكل شبر فيها يسكن عيون كل مصري وغزة أرض فلسطينية لشعب عظيم ما زال حتى الآن يقاوم الطاغوت ويقاتل من أجل الحياة..

مكالمة غامضة

قبل أيام اتصل الرئيس الأمريكي بايدن تليفونيا بالرئيس السيسي وبحث معه الموقف في غزة ووجه الشكر للرئيس المصري على دعمه للسلام في المنطقة، هذا هو الخبر. لكنه خبر من وجهة نظر عبد القادر شهيب في “فيتو” يحتاج إلى وقفة شرح، حتى لا يحمل البعض منا هذا الاتصال التليفوني ما لا يحتمل أصلا. فهذا الاتصال وجده الرئيس الأمريكي بديلا للقاء الأردن الرباعي الذي كان سيضم العاهل الأردني والرئيس الفلسطيني والرئيس المصري مع الرئيس بايدن، والذي تم إلغاؤه بعد تشاور مصري أردني وبعد مغادرة الرئيس الفلسطيني العاصمة الأردنية في أعقاب مذبحة مستشفى المعمداني في غزة. فالرئيس الأمريكي كان يحتاج لأن يتحدث مع الرئيس السيسي والعاهل الأردني ومعهما الرئيس الفلسطيني، ليبدو أنه يفعل شيئا لاحتواء انفجار وشيك في المنطقة، بعد الدعم اللامحدود منه لإسرائيل في عدوانها البشع على قطاع غزة. كما أن الموقف المصري تحديدا خلال هذه الأزمة لا يمكن تجاهله أمريكيا.. فهو موقف قوى وصلب ولا يلين، في ما يتعلق برفض تهجير أهل غزة إلى سيناء، وفي ما يتعلق أيضا بتقديم مساعدات إغاثية لأهالي غزة، وربط ذلك بالسماح بإجلاء أمريكيين وأوروبيين من القطاع عبر معبر رفح، وهو أمر بالتأكيد يعني واشنطن والإدارة الأمريكية التي استثمرت ما حدث لتكثيف وجودها العسكري في منطقتنا. نعم هذا التواصل المباشر بين الرئيس المصري والرئيس الأمريكي يساعد في تقديم الغوث لأهل غزة لدعم تمسكهم بأرضهم حتى لا تتم تصفية قضيتهم وتعرضهم لنكبة جديدة تنهي هذه القضية، لكن واشنطن كانت في حاجة هي الأخرى لهذا الاتصال التليفوني بين الرئيسين، وربما حاجة أكبر خاصة بعد أن حذر الرئيس السيسي في مؤتمره الصحافي مع المستشار الألماني شولتس بأن تهجير فلسطينيي غزة إلى سيناء سيقضي على اتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل. وهذا تحذير لا يمر على واشنطن مرور الكرام، خاصة عندما ألمح الرئيس السيسي في المؤتمر ذاته أن رفضه لتهجير الفلسطينيين لسيناء يشاركه فيه الشعب المصري كله الذي سيخرج بالملايين للشوارع إذا دعاه لذلك.
لن نفرط

ما أصعب الكتابة عن حدثٍ مُتحرك، تتغير أحواله من لحظة لأخرى. واحتمالات المفاجآت فيه كثيرة، تابع يوسف القعيد في “الأخبار”: قضية عمرنا كله. تفاجئنا كل صباح بما لا نتوقعه من الأخبار المحزنة والوقائع المؤسفة. وهناك خطر يتهدد سيناء التي يتبجح الصهاينة ويُقدِّمونها كوطن بديل للفلسطينيين. وهذا لن يمر إلا على جثث مئة مليون مصري. لدينا الآن أكثر من 4000 شهيد و12 ألف مصاب وبيوت متهدمة وتحت أنقاضها شهداء لا يعلم إلا الله أعدادهم، وجرحى بلا علاج ينتظرون معجزة وسط عالمٍ اكتفى بالفُرجة الصامتة. في مواجهتنا عدوٌ مُسلَّح يصر على تهجير شعبٍ أعزل من أرضه، ولكن هذا الشعب الأعزل فاجأ الدنيا بما لم يتوقعه أحد. ما نراه أعجب وأغرب ما مر بالدنيا. فها هو العدو الإسرائيلي يصف حماس بالنازية الجديدة. فالنازيون الجدد والقدامى هم العدو الإسرائيلي الذي يستعد للتحرك البري في كل لحظة تمر علينا. لدرجة أنني أسأل نفسي: إلى أي مدى يُمكن أن تصل الأمور؟ فها هي المظاهرات في كل مكان من عالم اليوم. حتى في الولايات المتحدة الأمريكية أُس البلاء والمُحرِّك الأساسي لما يجري وقواتها البحرية توفر الحماية المطلوبة للعدو الإسرائيلي لكي يُنفِّذ ما خطط من أجل القيام به لتُصبح فلسطين كلها تحت إمرته. وفي قصفه الأهوج المجنون لم يُفرِّق بين بيتٍ ومستشفى ومسجد. مع أن المستشفى يحتاجها الناس في مثل هذه الظروف شِدَّة غير عادية. فهو يقصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة في فلسطين المحتلة. وأصبح لدى الفلسطينيين 471 شهيدا جديدا ينضمون إلى شهدائهم.. إنني لا أُصدِّقُ نفسي عندما أُتابع المواقف الأوروبية التي طالما اختلفت حول أمورٍ كثيرة تحدُث في العالم. ولكنها تتحدث هذه المرة لتُناصر العدو الإسرائيلي في عدوانه غير الإنساني والمُنحط أخلاقيا ضد شعبٍ أعزل. تُحيطه دول كثيرة تُعاني من مشاكلها الداخلية وهمومها الخاصة، وهكذا ستبقى فلسطين قضية الفُرص الضائعة على مدى 75 عاما. والدنيا كلها تكتفي بالجلوس على مقاعد المتفرجين، والوطن الفلسطيني مهدد بالضياع.

بوصلتنا النهائية

عقيمة تلك الحروف التي لا تستطيع التعبير عما في داخلنا، كما قالت ماجدة صالح في “الوفد”: ماتت كل الكلمات وسقط معبروها أمام مشهد دموي واحد، سحق فيه طفل واحد بريء من أطفال غزه بشظايا غادرة من شياطين الإنس، لا نملك رسم الحزن والألم كلماتنا وهنقول أيه غير حسبي الله ونعم الوكيل، أو رسم ملامح لآمالنا بأن النخوة قد تثأر لأطفال الحجارة، نعم باتت الأحرف عاجزة كعزيمة كل العرب، وتشعر بأن فرحك خيانة وراحتك خيانة وسقف بيتك خيانة، وتخجل من أن تفرح حتى لا تخون حزنهم.. فتكاد من فرط عجزك أن تعتذر لهم على بقائك على قيد الحياة، لك الله يا فلسطين. كل ألفاظ الوداع مرة والحروب مُرة، والموت مُر، والشوق مجزرة تخطت كل التوقعات التي ارتكبها العدو الصهيوني في قصف المستشفى المعمداني في فلسطين. هذه الجريمة وصمة عار على جبين الإنسانية والدول الصامتة أمام محو شعب وحرقه وقتل المرضى والآمنين حتى على سرير المرض، رحم الله الشهداء وشفى الجرحى. تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في أغسطس/آب الماضي بأن القضية الفلسطينية أصبحت مجرد «صندوق اختيار» للدول العربية التي تتطلع إلى إقامة علاقات مع الدولة اليهودية، والحقيقة إنه الموقف العربي أيضا في موقف مؤسف إنه اختبار الإنسانية أولا والإسلامية والعرق العربي، ما يوحي بأن الأمر مجرد كلام عن قضية عفا عليها الزمن.. فآخر خطة للسلام أعدتها الولايات المتحدة خلال حكم الرئيس ترامب، وسماها نتنياهو «صفقة القرن» رفضها الفلسطينيون وأعلنت الأجنحة العسكرية الأربعة وعلى رأسها «حماس» رفضها القاطع لصفقة الشيطان، بل ستحتاج أي صفقة سلام مستقبلية إلى اتفاق الطرفين على حل القضايا المعقدة العالقة. وحتى حدوث ذلك، سيظل النزاع قائما، إن لم تحدث المعجزة الإلهية التي تحرر المنطقة من الصهاينة الأعداء إلى يوم الدين. تطور الموقف المصري الغاضب دائما ضد غدر اليهود منتفضا، وأعلن الرئيس السيسي رفضه الكامل للمجازر الدموية والحملة التصعيدية ضد المواطنين الفلسطينيين والهجمة الشرسة لتدمير «غزة» بشكل ملحوظ منذ بداية التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وحركة حماس، بداية من إعلانها إجراء اتصالات مكثفة مع الجانبين لوقف إطلاق النار، ودعوتها للجميع لضبط النفس، وصولا إلى منع خروج الأجانب من قطاع غزة عبر معبر رفح، إن لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات للقطاع، مرورا بالتصريحات المتكررة بأن سيادتها ليست مستباحة وأمنها القومي أولوية… وبدأت أيضا القيادة المصرية بأخذ منحى أكثر تأثيرا، مع إعلان محافظة شمال سيناء برفع استعداد مستشفياتها لاستقبال أي حالات إصابة تصل من قطاع غزة، وحالة غليان الشعب بقطاعاته المختلفة إعلانه رفض المجازر الوحشية التي تنتهك كل قيم ومبادئ الإنسانية. اللهم يا من لا يهزم جنده ولا يخلف وعدُه، ولا إله غيره، كن لأهل فلسطين عونا ونصيرا، ومعينا وظهيرا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية