الاخوان يتهمون جبهة الانقاذ بالتسبب بالاشتباكات لرفضهم الحوار.. واستمرار محاصرة المحافظين الجدد

حجم الخط
0

القاهرة – ‘القدس العربي’ بسبب كثرة وزحمة الأخبار والموضوعات والأحداث العنيفة والساخنة ومؤتمرات الإخوان والمؤلفة قلوبهم، والتي يحضرها الرئيس ويخطب فيها، والإعلان عن سحب السفير المصري في سورية، وإغلاق سفارتها في القاهرة في حماسة بالغة من الرئيس وهتافات وتصفيق جنوني وكأنه خالد الذكر وهو يعلن تأميم شركة قناة السويس عام 1956، رغم انه لم يكن بحماس مرسي وهو يعلن ثانياً أن مصر شعباً وجيشاً مع الثورة السورية، ووسط أجواء الصخب في قرار تعيين المحافظين وردود الأفعال عليه، والاستعداد لمظاهرات آخر الشهر، ثم سلسلة المقالب التي أعطاها أوباما وقادة الدول الثماني الكبرى للرئيس والإخوان وحلفائهم بالإعلان عن استحالة الحظر الجوي، والإعلان عن تدمير المتطرفين في سورية.
وقامت الصحف امس بالإشارة إلى الاشتباكات العنيفة في عدد كبير من المدن بين الإخوان وبين المتظاهرين، ومحاصرتهم لعدد من مباني المحافظات، وحرق مقرات لحزب الإخوان ولوحظ الاختفاء الكامل للمؤلفة قلوبهم خاصة الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية وجماعة صديقنا حازم أبو اسماعيل، وأصدر حزب الحرية والعدالة اتهم فيه قادة جبهة الإنقاذ وحدد أسماء محمد البرادعي وعمرو موسى والسيد البدوي وحمدين صباحي، بالتسبب في هذه المعارك لأنهم رفضوا الحوار، وكان ينقص البيان عبارة – ورفضوا الخضوع لنا – كما واصل الرئيس اجتماعاته فبعد أن اجتمع مع البابا تواضروس وشيخ الأزهر، وجه الدكتور الشيخ أحمد الطيب ضربة موجعة للرئيس بإعلان الأزهر في بيان له استنكاره لاتهامات التكفير التي وجهها عدد من الدعاة أثناء حضور الرئيس المؤتمر في الصالة المغطاة بالاستاد للداعين للمظاهرات السلمية آخر الشهر دون أن يستنكر الرئيس، كما اجتمع مع وزيري الدفاع والداخلية ورئيس المخابرات العامة، لبحث الأوضاع أثناء المظاهرات وتأكيداته على حماية المتظاهرين السلميين والتصدي بقوة للمخربين، بينما واصل الفريق أول عبدالفتاح السيسي زياراته للقوات وآخرها لتشكيل في المنطقة العسكرية التالية وتصريحاته بأن الجيش لحماية الوطن والشعب، وكثف وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم من تصريحاته التي تنفي انه من الإخوان، وهي أن الشرطة لن تحمي أي مقارات لأحزاب الإخوان وغيرهم، وهو عكس موقفه السابق من حماية مقر الجماعة في المقطم في جمعة رد الكرامة بثلاثة نظامات من الأمن المركزي وسيارات مصفحة، وترك الإخوان يعتلون تبة عالية لضرب المتظاهرين بالحجارة وعدم حمايته مقر مشيخة الأزهر، وترك طلاب الإخوان يقتحمونها حتى باب مكتب شيخه وتوجيه الإهانات له، الآن تغير موقفه بعد أن توالت تحديات الضباط والجنود للإخوان وبأنهم لن ينفذوا أي أوامر إذا خالفت القانون، أو كانت لحساب أي نظام، وتوعدهم للإخوان ولحلفائهم من نوع إياهم الذين تعرفونهم، واجتمعت الجميلة اشتون مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي مع بعض قادة الإنقاذ والرئيس – يا بختهم – كما نشرت الصحف عن تصريح صفوت حجازي، بأن من سيرش الرئيس بالماء فانه سيرشه بالدم، وبهذا أجل عمله في تشكيل لواء مسلح يسافر للقتال في سورية والذي أعلن عنه أمام الرئيس، وذلك لبحث عن مستشفيات تبيع أكياس الدم للمرضى لشراء بعضها لرشها على المتظاهرين إذا رشوا شوية مية على الرئيس، كما بدأت الصحف في نشر تفاصيل الاعتداءات التي قام بها الإخوان في عدد من المدن ضد أعضاء حملة تمرد، ورد الأهالي والمعارضين عليهم وضربهم ومطاردتهم، ثم صراخ الإخوان بأنهم قوم مسالمون مؤمنون يتعرضون للاعتداء من البلطجية.
وإلى بعض مما عندنا:

وزير الاستثمار يعطي المدير المالي اجازة
لعدم صرفه 33 الفا قيمة سندويتشات

وسط هذه الأجواء المحمومة كاد أن يختفي خبران في غاية الخطورة، الأول قرار وزير الاستثمار الإخواني يحيى حامد، وهو أحد مديري المبيعات السابق في شركة فودافون للاتصالات، وعضو حملة مرسي في انتخابات الرئاسة، بإعطاء مدير الشؤون المالية بالوزارة إجازة لأنه رفض التوقيع على إذن بصرف ثلاثة وثلاثين ألف جنيه، قيمة سندويتشات من محلات بون ابيتيه وأبو شقرة.
وطلب آخر بصرف مبلغ لشراء حجرة نوم للوزير ملحقة بمكتبه وحدد مكان الشراء، وهو شركة مملوكة لحسن مالك، عضو مكتب الإرشاد ورئيس لجنة التواصل بين الرئيس ورجال الأعمال، كما استجلب الوزير معه سبعة عشر مستشاراً جديدا، وقال أحد مساعدي الوزير للمدير المالي عندما رفض: – ما احنا كنا بنعمل كده في الرئاسة. والمهم، ان الوزير لم يرد على أقوال مديره المالي.

مجلس الشورى يحرج الرئيس
ويرفض طلبه زيادة مصروفات الرئاسة

والخبر الثاني الذي تاه في الزحام رغم خطورته، هو رفض الجنة التشريعية في مجلس الشورى الذي يترأسه أحمد فهمي زوج شقيقة زوجة مرسي، وابنه متزوج من ابنته طلب تقدمت به رئاسة الجمهورية بمبلغ إضافي قدره ثلاث وثمانون مليون جنيه، وبررت طلبها لمواجهة نفقات حتمية لديوان الرئاسة، وهذه ثاني زيادة في عهد مرسي في نفقات الرئاسة، وكانت أيام مبارك حوالي مائتين وخمسين مليون جنيه، ارتفعت الى ثلاثمائة وثلاثين مليون في أول زيادة، والزيادة التي رفضتها اللجنة التشريعية، كانت ستصل بالميزانية السنوية الى أربعمائة وثلاثة عشر مليون جنيه، وهذا منشور في الصفحة الثالثة من ‘أهرام’ الثلاثاء في تحقيق زميلنا أحمد سامي، أما الأهم فانه قبلها بيوم تم الإعلان بتباه أن مرتب رئيس الجمهورية تسعة وعشرون ألف جنيه شهرياً، أقل من مرتب رئيس الوزراء، والملفت هنا، أن رئيس المجلس وقرابته المزدوجة للرئيس لم يستطع أن يتدخل وهو ما يعني أن هناك تدخلا من قيادات عليا في الجماعة لإحراج الرئيس، والإعلان عن الضيق من بعض الأمور.

وزير الأوقاف يأمر بتجهيز
استراحة الاسكندرية لمنتدب للوزارة

وهذا ما أفهمه من جماعة السمع والطاعة، وأمس – الخميس – وجهت جريدة ‘الجمهورية’ القومية في صفحتها الثانية ضربتين ثقيلتين الأولى في خبر لزميلنا محمد موسى بعنوان – استراحة وزير الأوقاف للحبايب فقط، وهو عن أوامر الوزير الإخواني الدكتور الشيخ طلعت عفيفي لمنطقة الأوقاف بالإسكندرية بتجهيز استراحته الخاصة لاستضافة الإخواني ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المنتدب للمنصب الدكتور صلاح الدين سلطان.
وأما الخبر الثاني فكان لزميلنا عصام عمران عن وزير الثقافة الإخواني الدكتور علاء عبدالعزيز الذي ادعى انه يحارب الفساد، بتخصيص اثني عشر الف جنيه شهريا للاستعانة بصحافيين من قناة 25 الإخوانية وجريدة حزب الإخوان والعدالة، ومبلغ مثله لزيادة أفراد حراسته، وتكليف شركة خاصة لتغيير رجاج نواف مكتبه بزجاج مصفح.

آخر الشهر: تخويف المصريين
من النزول للشوارع

والى أبرز التعليقات عن مظاهرات آخر الشهر التي تطالب بسحب الثقة من الرئيس وإسقاط حكم الإخوان، واستمرار الجماعة وحلفائها من تخويف المصريين من النزول في هذا اليوم بسبب ما سيحدث فيه من سفك دماء وتخريب، بينما هناك من المؤلفة قلوبهم من دب الرعب في قلوبهم وأخذوا يتحججون بالدين ليظلوا في بيوتهم ولا يدافعوا عن لإخوان، وسبق أن رأينا زميلنا جمال سالم بجريدة ‘عقيدتي’، يقول انه سيلزم بيته عملاً بأقوال أبو الدرداء، تجنباً للفتنة، أما زميلنا بـ’الجمهورية’ محمد خضر الشريف المؤيد للإخوان فانه ترك نصيحة أبو الدرداء وفض نصيحة نملة سيدنا سليمان ليبرر بها عدم نزوله، إذ قال يوم الاثنين في بابه اليومي كبسولات بجريدة ‘المصريون’: ‘النملة كانت أعقل من البشر، حين رأيت الخطر يداهمها وبني أهلها من أمة النمل قالت صارخة: ‘أيها النمل ادخلوا مساكنكم’، وعللت صرختها بأنها تريد الحفاظ على بني جنسها: ‘لا يحطمكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون’، ومن وحي كلام السيدة المحترمة ‘النملة’ أقول لكي بني قومي من المصريين والمصريات: إن حل عليكم يوم 30 يونيه ادخلوا مساكنكم حفاظاً على الدماء والأرواح واتقاء للفتنة الكبرى، أنا مقتنع أن الخروج ‘إثمه أكبر من نفعه’، وأن ‘الفتنة الكبرى’ التي يمكن أن يساهم فيها خروجي في هذا اليوم الذي ‘سيختلط فيه الحابل بالنابل’، و’لن يبقى ولن يذر’، وسأنتظر حتى يحين الصندوق وبمحض إرادتي سأدلي بصوتي بترشيح من أشاد هو أو غيره’.

‘الأهرام’ تدعو النمل للخروج باخر الشهر

لا، لا، هذه نصيحة للنمل فقط، ولم يأتي في الذكر أن النمل تحدى سليمان وجنوده، بينما تمرد ومن وقع على استماراتها يتحدون مرسي وجنوده من الإخوان والمؤلفة قلوبهم ومن يؤيدونهم، مثل محمد خضر، اللهم إلا إذا كان يقصد بالنمل الإخوان وأنصارهم، بينما زميلنا بـ’الأهرام’ إبراهيم أنور في نفس اليوم، دعا النمل كله الى الخروج ونصحهم بالآتي: ‘يجب علينا أن نتكاتف جميعاً من أجل نبذ العنف في هذا اليوم وليحافظ كل فصيل سواء من المؤيدين للرئيس أو المعارضين له على تجنب الصدامات وعدم الدخول في عراك ومشاحنات وأن يكون حفاظنا على ثورة 25 يناير والدفاع عنها وعن مكتسباتها نابعاً من إيماننا بقيمة هذه الثورة وعظم مبادئها ونبل أهدافها، نأمل أن يكون العام الثاني من حكم الرئيس مرسي أفضل في الأداء وأسرع في خطوات الإصلاح والمضي قدماً في اقتحام الأزمات وتجاوز الصعوبات وتلافي الأخطاء بما يسهم في تحقيق انجازات ونتائج مثمرة على الأرض’.

فرض الأقلية لآرائهم بالقوة
والمنطق المغلوط والديمقراطية المعكوسة

أي انه مؤيد للرئيس واستمراره مع معالجة الأخطاء التي لم يحددها، وفي نفس العدد كان رأي زميله الميال بشدة للرئيس وهو اسماعيل الفخراني مؤيدا للرئيس، ومهاجماً لمعارضيه، قال وهو يبكي حتى ابتلت لحيته: ‘لك الله يا مصر ويا شعبها الطيب المطحون بين مطاق عديدة وسنادين قاسية وشديدة، مطارق إعلام بلا ضمير لا يرى في الشمس إلا الظلام ولا في رزق الله ووفرة القمح إلا الفقر والحرمان ولا في موقف جنودنا المختطفين إلا الخديعة والخذلان، ولا في موقف مصر الشجاع من أثيوبيا إلا العنجهية مع الضعف والهوان، أما السنادون فهي الإصرار على قضية خاسرة بكل المعايير، قضية فرض الأقلية لآرائهم بالقوة والمنطق المغلوط والديمقراطية المعكوسة يقابله إصرار المؤيدين وتصعيدهم المتزايد الذي أراه على الرغم من عدالة منطقة في دفاعه عن حقه المشروع فإنه قد يفقد حلمه وصبره وحينها تكون المواجهة والدماء والكارثة والتي ليس لها من دون الله كاشفة، وعندئذ سيتحقق مخطط كوندوليزا، ووعيد المخلوع، ويكون الفشل والخراب والدمار، والذي سندفع جميعاً ثمنه باهظاً ولن نقدر عليه فرفقاً بمصر والمصريين وشيئاً من الحكمة ومزيداً من الصبر والحلم، والكثير الكثير من الدعاء والابتهال الى الله أن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء’.

الدعوة إلى انتخابات رئاسية أو برلمانية مبكرة

وإلى زميل آخر في ‘الأهرام’ هو محمد السعدني الذي بذل مجهودا كبيرا ليخفي ابتسامة شماتة في الرئيس وأنصاره بأن قال: ‘الدعوة إلى انتخابات رئاسية أو برلمانية مبكرة أو حتى استفتاء، تأتي عادة من جانب السلطة القائمة سواء كانت ممثلة لنظام رئاسي أو نظام برلماني، ويكون هدفها الحصول على تأييد الشارع السياسي مجدداً في مواجهة القوى السياسية المعارضة التي تعرقل مسيرتها في تمرير مشروعات القوانين أو السياسات الداخلية والخارجية التي يتعين على الدولة انتهاجها، في هذه الحالة تلجأ السلطة إلى الشارع من جديد لتحصل على التأييد اللازم لمواصلة سياساتها أو تقوم بتسليم الراية للمعارضة وتنسحب هي إلى الركن المعارض.
ولعل في نموذج شارل ديغول وما أدراك ما شارك ديغول، الأب الروحي للفرنسيين ومحررهم من الاحتلال الألماني، درساً يمكن الاستفادة منه’.
وطبعاً، شارل ديغول أجرى استفتاء على مشروع له واشترط الحصول على نسبة تأييد مرتفعة، ولم يحصل عليها، استقال.

‘الحرية والعدالة’ تتوعد حركة تمرد

هذا، وكنت قد نسيت، وما أنساني إلا الشيطان والإخوان، بالإضافة إلى الشيخوخة طبعا، الإشارة إلى الوعيد الذي توعد به يوم الأحد في ‘الحرية والعدالة’، الإخواني محمد كمال، حركة تمرد بما سيصيبهم من أذى بسبب شهر شعبان، قال: ‘لعلها من اللطائف القدرية أن يقرر العلمانيون أن تكون معركتهم الفاصلة ضد النظام في شهر شعبان، شهر تحويل القبلة، لحظة التمايز والاستقلال الفارقة في حياة الأمة هي لحظة ملهمة حيث ميز الله قبلتها الى البيت الحرام بعدما كانت مشتركة مع اليهود في إشارة جديدة لتكون الأمة شهيدة على غيرها من الأمم، ويأتي ذلك بعد سنوات قليلة من حادث الإسراء الذي نصب الله فيه الأمة قائدة على سائر الأمم، ورغم أن تحويل القبلة لم يشتمل على أي تبدل في الشرائع ولا أي مفاجأة في العقائد، إلا أن الحدث كان ‘صدمة كونية’ بكل ما تعنيه الكلمة من ‘اصداء’، وكان الله – عز وجل – ينبهنا إلى تحديات التحولات الكبرى في حياة الأمم وقيادة ‘مصر’، الآن – تحول قبلتها السياسية من التبعية الى الاستقلال وتحول قبلة الحكم فيها من الاستبداد والعسف الى الشورى والشفعة بالناس وتحول قبلتها في الاقتصاد من احتكار أولي الأمر إلى ملكية أبناء الشعب، وتحول قبلتها تجاه الاستعمار بكل أشكاله من الرضا والخنوع الى الرفض والمقاومة، إنه تحول تاريخي سيلحق كل جنبات الحياة، عبرت عنه المقالة الرئيسية لمركز ‘معهد واشنطن’ حين ذكر أن النظام المصري الجديد قد تحول موقفه الى تهديد أمن إسرائيل بعد أن كان التعاون والتفهم الموجود الإسرائيلي هو الذي يحكم العلاقة قبل حكم ‘د. مرسي’، وتماما كما واجه السفهاء الأوائل التحول الأول رغم انه وحي من السماء، يواجه ‘سفهاء العلمانية’ هذا التحول رغم انه رغبة شعبية وثورية في الأصل’.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهل معنى ذلك أن القبلة كما تحولت من المسجد الأقصى الى مكة والبيت الحرام، سوف تتحول مرة ثانية الى مقر الجماعة في جبل المقطم، ولكن ليس في الصلاة وإنما في السياسة والاقتصاد بدلا من القبلة الأمريكية، حيث تمثال الحرية وهو أحد الأصنام مثل هبل واللات والعزى، وبماذا يسمى رعاية وتأييد اصحاب صنم الحرية الأمريكي للإخوان وحكمهم.

30 يونيو ينبغي
أن يكون يوماً لتجديد الثقة

ونظل في ‘الحرية والعدالة’ حتى يوم الأربعاء، لنقرأ لصاحبنا الإخواني رجب الدمنهوري قوله المتفائل: ‘إن يوم 30 يونيو ينبغي أن يكون يوماً لتجديد الثقة في الرئيس الذي تصدى لأصعب مرحلة في تاريخ البلاد وأعتقد أنه سيكون كذلك أو على الأقل مناسبة وطنية للتقويم والمراجعة وبحث نقاط القوة في النظام السياسي بحكومته ومعارضته والعمل على تعزيزها وتشخيص نقاط الضعف ومكامن الخلل والسعي لمعالجتها تمهيدا لانطلاقة بنيوية جديدة لا أن يكون يوما كما يريد المرجفون لهدم مؤسسات الدولة وترويع الآمنين وتهديد أمن الوطن واستقراره’.
ورغم طمأنته فان زميلتنا الرسامة الجميلة سحر أخبرتني في ‘الأهالي’، في نفس اليوم – الأربعاء – انها كانت في زيارة لقريبة لها متزوجة من إخواني فرأته مختبأ تحت السرير بل أحد عشر يوما من آخر الشهر وهو يقول لزوجته: – لما 30-6 يعدي ابقوا قولولي.
وبسبب حالة الرعب التي تنتاب الإخوان وحلفائهم من المؤلفة قلوبهم من يوم الثلاثين، اتبعوا حيلة غريبة لتزوير التواريخ إذ اخبرني في نفس اليوم كل من زميلنا وصديقنا متعدد المواهب الرسام الموهوب عمرو سليم في صفحتيهما بـ’الشروق’ المعصرة، انهما شاهدا على شاشة قناة تليفزيون الإخوان والقنوات الدينية، مذيعاً يقول: – نعلن أن 29 يونيو هو المتمم لشهر يونيو، أعاده الله عليكم باليمن والبركات.

‘الحرية والعدالة’ تربط
بين إسراء رسول الله وسيطرة الاخوان الان

وإلى حالة الجنون التي انتابت الإخوان وجعلتهم يقدمون إلينا أنبياء من بينهم، مثل سيدنا يوسف ممثلا في خيرت الشاطر، وسيدنا موسى ممثلا في محمد مرسي، والرسول صلى الله عليه وسلم ممثلا في خيرت الشاطر مرة ثانية، وكبار الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة ممثلين في الذين تم إعدامهم عام 1955 في مؤامرة محاولة اغتيال خالد الذكر، ثم تقدم مؤرخ الجماعة ونائب المرشد وعضو مكتب الارشاد جمعة أمين عبدالعزيز ليشبه نفسه بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفي رحلة الإسراء والمعراج، وأنا لا أدعي عليه وإنما استنادا إلى نص كلامه في مقاله بجريدة ‘الحرية والعدالة’ يوم الأحد قبل الماضي بتاريخ وقوله بالنص: ‘إن دروس الإسراء والمعراج لا تعد ولا تحصى ولكننا نقف مع درس واحد من دروسها، إننا نسأل أنفسنا ما الذي ينقصنا في أيامنا هذه لتكتمل الشخصية الإسلامية التي تواجه اليهود بل وملاعين الدنيا كلها من صليبيين وشيوعيين وملاحدة؟ كأنما أرى ما رآه رسول الله – صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج من رؤى صادقة ومشاهدة مثيرة تؤكد أن الجانب الأخلاقي هو الذي ينقصنا، وأربط بينهم وبين إسراء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومعراجه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ورؤاه لهذه المشاهد اللا أخلاقية وكأني برسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخاطبنا اليوم ويلفت نظرنا بما حدث، ففي هذه الليلة المباركة التي نتعلم من ضمن دروسها أنه من أراد أن يُطهر هذه الأماكن المقدسة من رجس اليهود وطغيانهم عليه أولا أن يُطهر نفسه ويُحسن الصلة بالله سبحانه وتعالى لأن الذين سينطق لهم الحجر والشجر ويقول لهم يا مسلم، يا عبدالله، خلفي يهودي فاقتله، هم: ‘بعثنا عليكم عباداً لنا أولى بأس شديد’، ‘الإسراء 5’.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!! ألم تكن لديه عبارات غير تشبيه نفسه بالرسول في هذه الليلة مع العلم بأنه وقتها لم يكن هناك صليبيون، إنما مسيحيون فقط، لأن تعبير صليبيين ظهر مع الحروب الصليبية، ولم يكن هناك شيوعيون ولم يظهر أيامها كارل ماركس والاتحاد السوفيتي والكتلة الشيوعية والصين وكوريا الشمالية، وهل اليهود في إسرائيل الآن يختبئون خلف أحجار وشجر، وكيف نصل إليهم لنقتلهم، مشياً على الأقدام والبحث عنهم حتى يقتلوننا بالطائرات والصواريخ، ثم إذا كان العالم كله أصبح عدواً لنا نحن المسلمين، ووجب علينا قتاله، فمن دعم المجاهدين الأفغان ومع من تتحالف الدول الإسلامية وتطلب الحماية، اللهم إلا إذا كانت أمريكا وحلف الأطلنطي قد أسلمتا، وما هو حكمه على رسالة الرئيس الإخواني وزميله محمد مرسي، الى رئيس إسرائيل، ووصفه لنفسه بأنه الصديق المخلص له، وتمنياته لشعب إسرائيل برغد العيش، اللهم إلا إذا كان شيمون بيريز وشعب إسرائيل قد أسلما أيضاً مثل أمريكا والناتو وهم لا يعرفون!

ما قاله المرشد
عن شهر رجب وفضله

هذا هو المستوى السياسي والفكري، أي وقائع لا وجود لها والضحك على الناس بأي كلام، ثم نأتي الى المرشد نفسه وأعاجيبه، ففي مقاله بنفس الجريدة يوم الجمعة قبل الماضية قال عن شهر رجب وفضله: ‘وهاهو فضل الله ورحمته علينا في رجب بتحرير أبنائنا المخطوفين في جريمة نكراء في الأشهر الحرم ولما علم الله عز وجل من كل الشعب المصري ومن قيادتنا الحرص على دمائنا ورأى الحكمة والصبر في التخطيط والتنفيذ وفقنا وأتم علينا النعمة وأنجانا برحمته من إراقة أي دم، إن الله تعالى – البر الرحيم – يعلم أن هناك من يحرص بيننا ومن يحاول شق صفوفنا وتفريق جمعنا وتشتيت قوانا من شياطين الانس والجن ولهذا يحذرنا عز وجل من ‘استدراج’ الشياطين ومن ‘خطوات’ الشياطين في الوقيعة وإيقاظ الفتن وإشعال الحروب فيقول جل شأنه: ‘يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين’، فهل نستجيب لدعوة الأمن والأمان؟ وهل نستروح في ظلال الشهر الحرام؟’.
طبعاً، الله يعلم ما تخفي الصدور والقلوب: فجنبنا تحرير الجنود السبعة المخطوفين بالقوة وإراقة الدماء، فهل ان الرئيس مرسي امر بعدم استخدام القوة بسبب شهر رجب أم لأن المفاوضات مع الخاطفين نجحت، ثم أين هم؟ وأين الوعود بالقبض عليهم، أم اننا ننتظر انتهاء الأشهر الحرم لنمسك بهم؟

نستعد لمواسم الخير
في رمضان بالعبادة والتطهر

وبعد انتهاء رجب دخلنا في شعبان فقال عنه المرشد العام يوم الجمعة الماضية:
‘إننا نسنتعد لمواسم الخير بالعبادة والتطهر والتدريب والعزم وتقديم الخير للناس جميعاً لنقترب اكثر من الله تعالى خالقنا ورازقنا ولنقترب من بعضنا البعض أكثر وأكثر لنكون أمة واحدة وصنفاً واحداً خلال هذه الأشهر الواردقة، وهناك من يستعد لاتباع الهوى وطاعة الشيطان يكره وحدتنا ويمقت أخوتنا يكيد بليل ليدبر المؤامرات ويشعل الفتن بقلب الحقائق ويزور التاريخ لا يستمع لنصح ناصح ولا إرشاد أمين يزين القول ليخدع البسطاء من الناس ‘شيطانين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا’ هؤلاء ينبغي أن نخذرهم حتى لا يفرقوا جمعنا ويمزقوا صفوفنا ويعكروا صفوفنا ويفسدوا علينا الأيام المباركة والمواسم الطيبة، إننا ندعوهم جميعاً إلى الأمن والأمان والسعادة والسلام وإيثار المصلحة العامة على الأنانية المفرطة لأن الخير حينما يعم سيسعد الجميع، أما الفتنة فهي تأكل اليابس والأخضر وتستجلب غضب الله تعالى’واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وأعلموا أن الله شديد العقاب’، ‘الانفال: 25’. والملائكة تنادي في الطرقات وتهيب بالبشرية كلها أن تسمع فإن الخير سيعم البشرية، كما أن الشر سيحرق الجميع فتقول الملائكة: ‘يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر’، ولنذكر نعم الله تعالى علينا جميعاً بالحرية والكرامة والخلاص من الظالمين المفسدين بأقل قدر من التضحيات والآلام ولنأخذ الحذر من أعداء خارجين لن يتوقفوا عن نسج الشباك وحبك المؤامرات لإجهاض ثورتنا وتكدير ربيعنا والشيطان لا يحب أن يرانا سعداء أبداً’.
تاني؟ شياطين الانس والجن من تاني وهو يتحدث عن الأوضاع الداخلية وحملة تمرد، ويربطها بالأشهر الحرم، ثم أين هي الملائكة التي ستسير في الشوارع في الثلاثين من الشهر الحالي؟ كيف نتأكد أولا من وجودها، وكف تميز بين أصواتها وبين أصوات الإخوان وحلفائهم الداعية للعنف، أم أن الإخوان هم الملائكة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية