الاردن دولة تعيش على سيروم المساعدات

حجم الخط
1

العرب في العصر الحديث إما لا شيء، وإما عبارة عن مجموعة فضائح والأردن بشكل خاص عبارة عن هذه كلها، على نمط لو أضفنا قطرة ماء فوق قطرة أخرى فالناتج قطرة أكبر وليس قطرتين، ومع الزمن أصبح لدينا بركة ثم نهر ثم بحر ثم محيط من الفساد والفضائح حتى أصبحنا نمد يدنا لشوية فكة 28 مليون دولار من كوريا مع أن مسؤولينا يعيشون بمستوى أعلى وأرفع وأبذخ من نظرائهم في كوريا!
تطالعك الصحف والاخبار يومياً عن فضائح سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية واخلاقية ومبدئية ووجودية وتاريخية في الأردن.. فضيحة الفوسفات ..فضيحة البوتاس، الأسمنت، المياه، أمنية، الكازينو، أمانة عمان، الاراضي…. الخ وليس هذا فقط فبنوكنا لم نعد نملكها وشركاتنا اصبحت في حضن الاسرائيليين، وكذلك اعلامنا والفساد في القطاع الخاص هو أكبر منه في القطاع العام.
كما تطالعك الصحف ببعض نصف الأخبار وبعض بالونات الاخبار، وبعض الأنذارات من قبيل الملك قد أخبر النواب بوجود رواتب فقط حتى شهر 8 مع أن هذه المعلومة قد سربت شفوياً منذ عدة شهور.. وغير ذلك كثير !
الفضائح على الرغم من كونها مؤكدة فهي لا تعالج من قبيل فالج لا تعالج ..الأخبار أو نصف الأخبار لا تنفي ولا تؤكد، حتى بعض اصحاب المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية الخاصة يحاولون ان يصنعوا من انفسهم أبطالا قومين ووطنين ودينيين، فإذا لم يكن يملك اشتراك السيرفر يقول هكروني وبعضهم يُهاجم جهة ما ليقنص ثمناً بخساً، وبعضهم يَدعي انه يُحارب ويُهاجم ويدعو ويفتعل أزمة وفزعة وطن وخيمة وطن!
ماهي دلالة ذلك، لا أحد يعرف بالتحديد.. ولكن كل ذلك مربوط ومرهون بتطورات الأزمة السورية والدور الأردني المطلوب، وكذلك بتطورات المسألة الفلسطينية (لأن القضية الفلسطينية أصبحت مسأله ولم تعد أزمة) والدور الأردني المطلوب فيها.. بمعنى أن هذه الضغوط والإرهاصات ليس المقصود بها النظام والحكومة، هذا إذا لم يكن النظام والحكومة هما جزء من هذه الضغوط والإرهاصات والحيثيات.
ربما يكون المقصود هو الرأي العام والشعب نفسه بحيث يتم إيصاله الى حافة الهاوية للقبول بأمور سيئة ونتائج اسوأ على صعيد حلول أو بالأصح مشاريع حلول للمسألة الفلسطينية والأزمة السورية، وخصوصاً أن الشعوب لا تساق للحروب في ظل انتعاش اقتصادي أو ما يسد الرمق.. نحن أمام صيف لاهب وخريف أرعن وشتاء أكثر من قارص.. كل هذا لم يكن صدفة ولا وليد الساعة بل هو مخطط قديم، وقديم قبل وعد بلفور وقبل قيام امارات الطوائف وأمراء الطوائف!
حالنا كحال أمرؤ القيس لم يطل ملكاً ومات ولم يعذرا، نحن كقوم صالح بعد قتلهم الناقة، أو كقوم عاد أمامنا ثلاثة أيام أو ثمانية ايام حسوماً لا نستطيع أن نعمل فيها شيئاً بالرغم من وضوح الكارثة!
م.صلاح حسين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ف. اللامي:

    سيدي الكريم، الأردن جُزء من مملكة، إمتِدادها الحِجاز ~ عرش علي بن الحُسين ~ وسوريا الكُبرى بإمتدادها العراقي ~ عرش فيصل بن الحُسين ~ والأُردن بإمتداده الفلسطيني ~ عرش عبد الله بن الحُسين، على ذلك بايع الأشراف وشيوخ العشائِر ومشايخ الأديان ومُمثلي الأقليات في كُل تِلك المناطق، وهي بيعة لا تسقُط بالتقادُم. إن حال مملكتِنا الجميلة، كحال من ترك قصره ليسكُن غُرفة، في بنسيون سايكس-بيكو. ودُمتم

إشترك في قائمتنا البريدية