الارهاب مدان

حجم الخط
0

لا ارض للارهاب ولا موطن له ولاحضن ولا مولى وهو مدان في كل الديانات السماوية وفي كل الاعراف الدولية والقوانين والتشريعات الانسانية، وليس من الانصاف ان ينسب لأيٍ من الديانات، لان رب العالمين قد نهى عنه. قد يختلف الكثيرون على مسألة تعريف الارهاب ونسبه ودوافعه، كما ان بعض الناس والمنظمات، وحتى بعض الدول استغلت هذا الموضوع بشكل غلط ولاغراض سياسية، كما ان بعض الدول جنّدت امبراطوريات من الاعلام للحديث عن الارهاب.
ولعب الاعلام دورا كبيرا في كثير من الدول بتأجيج الشارع وتخويفه من ان الارهاب قادم ٌلا محالة، بحيث بث الحقد في قلوب كثير من المجتمعات الغربية ضد ما يسمى بالارهاب الاسلامي او الفيبواسلامية، رغم ان الاسلام دين تسامح ودين محبة، وهو بعيد كل البعد عن ذلك وبريء من كل التهم التي
تنسب اليه كبراءة الذئب من دمِ يوسف، فهناك على سبيل المثال احداث وقعت لم يكن لأحدٍ من المسلمين ضلع فيها مثل الهجوم على مدرسةٍ للاطفال من قبل شاب مسيحي، راح ضحيتها اكثر من عشرة اطفال لم تتجاوز اعمارهم الست سنوات. ولم ينسب ذلك الى الارهاب المسيحي، او تفجير اوكلاهوما الذي مات خلاله اكثر من 185 شخصا، وكان منفذ ذلك يهوديا، ولم ينسب ذلك الى التطرف او الارهاب اليهودي.
وكذلك ما عمله الطالب الكوري الذي قتل في مدرسة في لويزيانا اكثر من 22 طالباً، ولم ينسب ذلك الى الارهاب الكوري. يجب ان لا يعم ويشمل عمل افراد على العامة، بحيث يحدث خللاً في منظومة التعايش بين الشعوب والمجتمعات ويجعل التنافر سيد الموقف بين ملايين من البشر، ليس لهم من الامرِ من شيء ولم يقترفوا ذنبا حتى يحملوا اوزار غيرهم.
الفرق بين الحمامة والغراب شاسع ويجب التفرقة كذلك بين الارهاب وفاعليه وبين الابرياء الذين ينسب اليهم جزافا، العمل الارهابي مدان ولا يبرر تحت اي ظرف، ما حدث في بوستن ضد اناس يمارسون الرياضة من منطلق
الهواية وليس الاحتراف مدان بكل العبارات، وليس له مبرر ولا ينتمي لأي ديانة على الارض ولا يمثل اي مجتمعٍ في العالم.
ان المجتمع الاسلامي العربي الامريكي يجب ان يعرف حقوقه وان لا تقف المنظمات الممثلة له موقف الدفاع دائماً لأمورٍ لم يقترفها المجتمع الامريكي المسلم، كما ان الحكم الجماعي على ان كل مسلم وعربي مذنب حتى تثبت براءته شيء لا يمت للواقع بشيء.
ان من اقترف الذنب يجب ان يحاسب عليه فردياً ولا ينسب ذلك للكل جزافاً، يجب ان يتحرر المسلمون والعرب من عقدة ذنب الارهاب، الذي يلصق بهم من بعض الجهات والجماعات وحتى الافراد، ربما يكون جلّها لاغراضٍ سياسية او ما شابه ذلك، فالمسلمون جزء لا يتجزأ من المجتمع الامريكي
ونسيج مهم وفعال لهم وعليهم من المهام ما على غيرهم ويجب ان ينالوا حقوقهم كغيرهم، هم كغيرهم يدينون الارهاب ولا مكان للارهاب بينهم.
الذين يقومون بالعمل الارهابي من خارج مكونات المجتمع الامريكي بكل اطيافه وتنوعاته، ومن الخطأ ان ينسب إلى فئة تشكل جزءا من نسيج المجتمع الامريكي، بل يجب ان يسمى بعينه ويلقى العقاب لوحده
د. صالح الدباني ـ امريكا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية