اليوم الأحد، هو السادس من أكتوبر عيد النصر عند مصر والامة العربية كلها، نصر أكتوبر المجيد سنة 1973، على الجيش الصهيوني الذي ظن أنه لن يقهر، هذا على جانب، وعلى جانب آخر، نرى زيارة كاثرين آشتون الى مصر منذ 4 أيام ومقابلاتها التي تعددت، ولم يفرح الشعب بهذه الزيارة حتى بدون توجيه الاعلام. إنها ستجد الباب مفتوحا ترحيبا بها كعادة أهل مصر في الترحيب بالجميع، ثم لمناقشة العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي والملفات الساخنة في المنطقة، مثل سورية وفلسطين. تأتي أشتون لمصر الدولة الأهم في العالم العربي، باعتبارها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، أو ممثلة الاتحاد في الشؤون الخارجية، ومن الضروري ألا نفتح الباب ولو سنتمتراً واحداً، أمام أي قوى أجنبية ذات عقلية استعمارية وروح استعلائية. نحن نحترم العالم ومنه الاتحاد الاوروبي وأمريكا، ولكننا لا نسمح لأي منهما بأن يأتى، للتدخل في شؤون مصر، فإن فتحنا هذا الباب، فإننا لن نستطع إغلاقه مرة أخرى.
ومع استمرار لجنة الخمسين للتعديلات الدستورية في عملها على الساحة الداخلية، من خلال لجانها الفرعية الخمس، بما فيها لجنة الصياغة ومناقشات اللجنة العامة، والضغط من أجل الانتهاء من مسودة الدستور شبه النهائية، قبل اجازة عيد الأضحى، حتى تعرض بعد ذلك على لجنة الخمسين مجتمعة. ومع تجاوز تعداد التحديات التي واجهت اللجنة في عملها ولا تزال، نرى إصراراً من اللجنة على المضي في عملها، رغم المواد الخلافية التي تتعلق بوضع القوات المسلحة في الدستور، ومواد أخرى تتعلق بمبادئ الشريعة أو تفسيرها، خصوصا ما يطالب به حزب النور وبوضع الأزهر، والنص على شرائع المسيحيين واليهود، أم شرائع غير المسيحيين.
ومع بعض محاولات قوية سعياً الى إثارة البلبة والفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى في مصر، وآخرها محاولة اغتيال الأنبا مكاريوس في المنيا، عند تقديم واجب العزاء، ومع استمرار الحملات الأمنية القوية لتطهير مصر من العنف ومحاولات العنف التي تمثلت في قتل وتفجيرات، يدرك القارئ أن مصر لا تزال تمر من عنق الزجاجة وأمامها تحديات كثيرة.
كنت ولا أزال أعارض دائما، أن توصف مصر ، أو أي حزب سياسي أو هيئة خيرية بالارهاب، ما لم يكن ذلك حقيقة واقعة، وألا نخلط بين العنف والارهاب، وأخشى أيضا أن ننظر الى ما يحدث في سيناء بالذات، من اعمال عنف، يندرج بعضها تحت مسمى الارهاب فعلاً، أن يعمم هذا الوصف الخطير على مصر كلها. أحيانا نستخدم آليات غليظة أو تحسبات موهومة، بما في ذلك تطبيق بعض القوانين خطأ، وتتعدد الممارسات للتخلص من خطر بسيط أو متوهم، وهو خطأ شائع في المواجهات، يجلب أعداء ولا يحقق نفعاً كثيرا.
مصر عموما فيها بعض العنف الشديد نراه في أماكن كثيرة، وملازماً للاعتصامات والمظاهرات التي يجب أن تكون سلمية بالكامل، وكما تريد أيها القارئ والمعتصم والمتظاهر، أن يكون رأيك مقبولا وكذا شعاراتك فيجب أن تحترم ذلك عند الطرف الاخر أيضا، وهذه حقيقة واضحة لا تحتاج الى جهد كبير لادراكها. ولقد استطاعت الدولة وأجهزتها المتخصصة علاج بعض العنف والأحداث الاجرامية، مثل ما وقع في كرداسة وغيرها. وهناك ايضا بعض التجاوزات التي تصاحب عادة مثل هذه المواجهات، تحتاج الى من يتنبه إليها ويعالجها حتى لا تتكرر في المستقبل، ولكن مواجهة العنف والعمليات الاجرامية واجب وطني، حتى لا يتحول الى ارهاب. على الجميع أن يدرك ذلك حرصا على الوطن، سواء كنا في السلطة أم في المعارضة أم على الحياد، وإن كان الوطن لا يحتاج الى سياسة حياد المواطنين نحو الاخطار الداهمة. ولا حتى أن توصف مصر في أي وقت بأنها دولة تعاني من الارهاب، وإن كانت لا تمارسة، وهنا الطامة الكبرى التي يجب أن نسعى جميعا لنتجنب الوقوع فيها.
أما ما يحدث في سيناء اليوم، فهو عمليات إجرامية يمكن أن توصف بأنها إرهابية في جملتها، وتسعى الدولة الى مواجهتها لتطهير سيناء منها تماما، حتى لا تقع في فخ الفوضى والتدخل الاجنبي، كما وقعت فيه دول أخرى في العالم العربي وأفريقيا، ولم يخرج منها الارهاب حتى اليوم رغم طول المعاناة، ولا هة استطاعت أن تخرج من الارهاب. الارهاب حالة أو وضع لا تعيش به الدول في أمان، ولا تستطيع معه أن تخرج من التخلف. وكم عانت إيطاليا من الألوية الحمراء، وتعاني حتى اليوم اسبانيا من منظمة إيتا، ناهيك عن أفغانستان والعراق وسورية والصومال.
كل يوم نسمع عن عملية إجرامية جديدة في سيناء، وبدلا من أن تصبح سيناء مصدر جذب للسياح والاستثمارت الكبيرة بواديها المقدس، وشواطئها البكر، وقراها السياحية، ومخزونها الكبير من المعادن والخيرات التي اكتنزها الله تعالى في الأرض لأهل مصر، يراها العالم بؤرة إرهابية كبيرة، ومن ثم تهرب رؤوس الأموال والاستثمارات المطلوبة، ويختفي الأمن والاطمئنان، وتعود مرة أخرى حالات الثأر، وما أبشعها، في مجتمع قبلي على الحدود مع العدوالصهيوني.
قوات الجيش والشرطة تواصل كل يوم عملياتها وضرباتها ضد الارهاب واهله في سيناء، خصوصا في المنطقة الشمالية، وبصفة خاصة في العريش والشيخ زويد ورفح، وما بينها من قرى صغيرة، وبلاد كثيرة منسية عن التنمية والتعمير، وكأنها ليست من مصر.
تشمل العمليات الاجرامية الارهابية عمليات الاختطاف للضباط وللجنود، وقتلهم أو إصابتهم. كما تشمل نقل التفجيرات والأسلحة وتخزينها، واستخدامها في عمليات الخطف والقتل، وتشمل تلك العمليات أيضا السرقة بالاكراه، واحتلال أماكن استراتيجية في سيناء، مما يذكرنا أحيانا بما حدث في تورا بورا، ومما يستوجب منهجية جديدة في المواجهة معهم، وتطهير تلك البلاد مما وقعت فيه. كما تشمل العدوان على المساكن والمنشآت، خاصة الرسمية أو الحكومية مثل أقسام ومراكز الشرطة وغيرهما.
وهنا ينبغى تزويد الضباط والجنود في هذه المنطقة بكل أدوات المقاومة ومنها الاسلحة الحديثة، وتأمين الطرق التي يسير فيها الجنود أو يسلكها الضباط، وتأمين المنشآت والاستراحات بشكل خاص. كما تحتاج المنطقة الى ندوات ومؤتمرات للتعريف بأهمية الأمن والاستقرار، وتعاون الجميع في مواجهة العمليات الارهابية، خصوصا أن الفكر المنحرف يحتاج الى فقه تصويب. والدعوة هنا واجبة على أيدى علماء وفقهاء لهم القبول عند الناس، وليس علماء سلطان أو دنيا، وحتى لا تؤوي قبيلة أو أسرة ما، أحد أفرادها إذا كان إرهابيا، وهذه ثقافة تحتاج الى تعميق خروجا من عادات الجاهلية وأعرافها، ونستطيع بذلك أن نواجه العنف والارهاب معاً، ويتحقق الشعار الجميل عمليا: ‘الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة’. حتى المعارضة والذين يكرهون النظام يجب أن يقفوا مع الوطن في هذه المعركة كأولوية للجميع لتنقيته من الارهاب والعنف، لا أن يكونوا عونا للشيطان على الوطن والسعي في تخريبة وتدميره.
كما ينبغي في هذا الصدد، تثقيف المسؤولين عن الأمن ومواجهة الارهاب، وتبني سياسة التطهير مع العدل والقصد، فلا يؤخذ بريء بجريرة مجرم أو متهم، وتكون العقوبه على قدر الجُرم، وكذا لا ينبغي أن تخجل قبيلة من القبائل المحترمة، من إلقاء القبض على احد افرادها إذا كان إرهابيا، ولا تعتبر ذلك جرحاً لكرامتها. لقد قال القرآن لسيدنا نوح عليه السلام، بشأن ابنه الذي رفض مصاحبة أبيه، وهو نبي كريم، وظن ان الجبل المرتفع يمكن أن يؤويه من الفيضان ‘إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح’. إن الاجرام والعمليات الارهابية ليسا من الوطنية ولا الاديان في شيء ولا الانتماء القبلي. إن أصحاب التشدد والعنف والارهاب في فهم خاطئ للنصوص والناس وأعرافهم، وفي فهم خاطئ لأولويات الاصلاح، ولذلك فإن ما يقومون به هو إفساد لم يأمر به الدين. وعلى ذلك رأينا فهم أهل الوسطية على مر العصور كان دقيقا، وفي مقدمتهم أهل السلف الصالح رضوان الله عليهم. هل يتعظ من يريد أن ينصر دينه ووطنه؟ والله الموفق
*كاتب مصري
مع كل الاحترام الذي نكنه لك ، لم اسمع منك شيئا عن الإرهاب الحقيقي الذي قام به السيسي و العسكر فهذا اكبر ارهاب لانه منع الشعب من حريته فهو صادر الحريات و سطر قانون الاستبداد و الطغيان الذي كنت انت واحد من الذين عانو منه ، فكيف اليوم اسكتون على هذا الباطل
اين كلمة الحق التي كنت ترددها في الملتقيات ؟؟؟؟
عن اي ارهاب تتكلم ؟ الم يلفتك الارهاب في ألوف القتلى عند العبور بمناسبة العبور واعني عبور ميدان رابعة والنهضة و و و و
الم يهزك عشرات الألوف من المساجين ام انهم يستحقون ذلك لأنهم من التنظيم الدولي !!!
يا أستاذنا الكريم أين سيادته واستقلال مصر لا تتمجد في العروبة والبطولات الزاءفه هل (انت إسلامي ام ناصري ) اي مواطن اسراءيلي له الحق في دخول سينالمده أسبوعين بدون إذن القوات الاسراءليه كانت غرب القناه عندما أوقفت الحرب كان هناك انتصار فى الساعات الوءلا وبعدها استسلام وانكسار واتفاقية أتحدى مصر ان تلغيها او انتنفد بند منها مع العلم اسراءيل همشت الاتفاقية وتستخدمها حسب المصلحة وإذا كان كل هذا التغنى بنظام السيسي واستقلاليه لماذا اجتمع مع نتنياهوا ولماذا يخابر وزير الدفاع الامريكي ارفض ألمساعده لنعرف أنكم أحرار
لقد سقطت من عيني كنت احترمك استغرب لواحد مثلك ان يؤيد الانقلاب
خيرة شباب مصر يموتون من أجل الحرية و يضحون بكل ما يملكون من عزيز عليهم و سيادة الهلباوي يكتب و يمتدح قائده و مثله الأعلى فرعون مصر الجديد السيسي و جنوده القتلة فيقول: ‘الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة’ ما حدث و يحدث عكس ما تتخيله يا أستاذ: ‘الجيش و الشرطة و بلطجية الداخلية إيد واحدة لسحقِ الشعبِ‘
اصبح شيخنا خبيرا في الارهاب
أشار شيخنا إلى ما حدث في تورا بورا حيت واجهت القوات الامريكية البريئة مجموعات الارهابيين الذين يهذفون لتحرير وطنهم
وفي الاخير أتمنى يدعو شيخنا الكريم الله أن يحمي مصر و أمريكا و إسرائيل من خطر الارهاب
وعاش الجيش والشرطة و البلطجية و علماء السلطان إيد واحدة
المرجو النشر
ردا على هذا مقال اقرأمقال الطغاة والمثقفون في محشر واحد نفس العدد
اذا كنت ياسيدي تتحدث عن الارهاب فاين حق سكان سيناء في الاصلاح لقد عانى اهل شبه جزيرة سيناء من حرمان من جميع الخدمات الاقتصادية والتعليمية والصحية والا جتماعية والسياسية على مدى عقود طويلة ولاابالغ ان قلت على مدى قرون عديدة وكان هذه النتيجة التي تصفها بالارهاب .
ومادامت مصر تعتبرها جزءا لايتجزء من ارضها فيجب ان توليها اهتماما كبيرا ، وما دمت انك عضوا في لجنة الخمسين للتعديلات الدستورية فعليك ان تبين حقوق اهل سيناء بدل من وصفهم بالارهاب.
ان ضريبة الاعتداءات على الضباط والجنود غالية جدا سببها الحكم الدكتاتوري الاستبدادي الذي عانى منه اهل مصر ولايزالوا يعانون منه ولكن مع الاسف كل يغني على ليلاه فمن له مصلحة شخصية يغمض عيناه عن قول الحقيقة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مريم
شكرا للكاتب المحترم على مقاله الرائع ويعطيه العافية .
كل من يسعى للعنف والقتل والتخريب …مجرم وقاتل وإرهابي …؟؟؟
شكرا .
وهنا ينبغى تزويد الضباط والجنود في هذه المنطقة بكل أدوات المقاومة ومنها الاسلحة الحديثة، وتأمين الطرق التي يسير فيها الجنود أو يسلكها الضباط، وتأمين المنشآت والاستراحات بشكل خاص.
اذا انت ليس بعسكري تطالب بذلك لحماية الجنود… لماذا لم تقم القياده العسكريه بحماية جنودها في منطقه مثل سيناء فيها استهداف للجنود انا هذا يضع الف علامة استفهام على من يستهدف الجنود ولمصلة من يتم استهدافهم.