الاستراليون غاضبون من رئيس وزرائهم بسبب موقفه من أزمة حرائق الغابات

حجم الخط
0

كانبرا: يوجه رجل إطفاء من الواضح أنه غاضب، سؤالا إلى طاقم أخبار تليفزيوني في أستراليا، حيث يقول لأفراده “هل أنتم من وسائل الإعلام؟ فلتخبروا رئيس الوزراء أنه عليه لعنة (نيليغن)”.

ثم قال رجل الإطفاء الذي لم يُكشف عن اسمه، في وقت لاحق، إنه فقد سبعة منازل بينما كان يعمل على مكافحة واحدة من حرائق الغابات في نيليغن، وهي قرية تاريخية تقع على الساحل الجنوبي لولاية نيو ساوث ويلز، وهي واحدة من عشرات البلدات الساحلية التي دمرتها حرائق الغابات في جنوب شرق أستراليا، وتم إخلاؤها.

ويشار إلى أن التعليقات الصادرة عن رجل الإطفاء السبت، خلال أحد أسوأ الأيام التي واجهها رئيس الوزراء سكوت موريسون مؤخرا، ليست الأولى التي يتم تصويرها بالكاميرات.

فكان قد تم وصف موريسون بالـ”أحمق” في وجهه، قبل يومين، عندما زار كوبارجو، وهي بلدة أخرى اجتاحتها حرائق الغابات.

ووصل الأمر إلى أن قام سياسي بارز من الحزب الذي ينتمي إليه موريسون، بانتقاده، حيث قال إن رئيس الوزراء حصل على الترحيب الذي “ربما كان يستحقه”.

من ناحية أخرى، يعتقد بلير ويليامز، وهو أستاذ علوم سياسية في الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبرا، أن المواطنين غاضبين من موريسون لسببين رئيسيين، وهما: “غيابه” و”تقاعسه”.

وقال وليامز: “إن أكبر انتقاد (موجه لموريسون) هو غيابه الكامل، سواء عندما كان يقوم بقضاء عطلة في هاواي، أو بسبب عدم إبدائه أي تعاطف عندما زار البلدات المتضررة من حرائق الغابات”.

وكان موريسون قد ذهب قبل أعياد الميلاد (الكريسماس) مباشرة- بينما كانت أستراليا تحترق- في عطلة عائلية غير معلنة إلى هاواي. وما زاد الامور سوءا هو عدم تأكيد مكتب رئيس الوزراء أنه كان في إجازة. وبعد اندلاع احتجاجات شعبية كبيرة، قطع رئيس الوزراء عطلته وعاد إلى أستراليا وقدم اعتذارا.

ولقي 24 شخصا على الاقل حتفهم في أستراليا خلال الموسم الحالي من حرائق الغابات، والذي كان قد بدأ في أيلول/ سبتمبر الماضي، أي قبل فترة كبيرة من موعده المعتاد. وقد حُرقت بالفعل مساحة تزيد على 6 ملايين هكتار من الأراضي، وهي مساحة أكبر من حجم هولندا، كما تعرض أكثر من 2000 منزل للتدمير أو لأضرار. وقد تسببت الأدخنة الناتجة عن حرائق الغابات، في جعل تلوث الهواء في المدن الأسترالية، الأسوأ في العالم.

ويقول ويليامز إن “الانتقاد الثاني لموريسون يتركز في تقاعسه، فيما يتعلق بالجهود التي كان من الممكن للحكومة الاتحادية أن تقوم بها، أو كان يجب عليها أن تقوم بها، سواء كان ذلك يتعلق بتخصيص الموارد أو دعم رجال الإطفاء”.

ويضيف: “لست متأكدا مما إذا كان (موريسون) رئيس وزراء جيدا أو سيئا، ولكن تعامله مع أزمة حرائق الغابات كان سيئا بكل تأكيد”.

من ناحية أخرى، كان ستيف هالكروفت، وهو أحد سكان كانبرا، يقضي عطلة مع أفراد أسرته في منطقة خليج باتيمان قبل ليلة رأس السنة، عندما اضطروا إلى الإجلاء عن المكان بصورة عاجله بسبب حرائق الغابات المتأججة من الجانبين.

وعن هذا الأمر يقول: “لقد كان هذا اليوم الأكثر بشاعة. لقد ظللنا عالقين على الطريق لمدة 17 ساعة. لقد نفد منا الطعام والماء وكانت هناك مئات السيارات”.

وأضاف هالكروفت لوكالة الانباء الالمانية: “أنا غاضب جدا من رئيس الوزراء، لأنه لم يقم بأي شيء حيال ذلك. وفي وقت لاحق، سمعت في الأخبار على شاشة التلفزيون أنه مشغول بفعالية كريكيت في سيدني”.

في مطلع العام الماضي، كان العديد من رؤساء خدمات الطوارئ ورجال الإطفاء- الذين طلبوا الحصول على المزيد من التمويل ومن الموارد الاتحادية- قد حذروا موريسون، ولكن تم تجاهل مناشداتهم إلى حد كبير.

كما تجنب موريسون إلى حد كبير معالجة أزمة حرائق الغابات خلال الأشهر الثلاثة الأولى، قائلا إنها اختصاص الولايات. ولكن المنتقدون قالوا إنه كان بإمكانه توفير المزيد من المساعدات والموارد، وكذلك تعبئة قوات الدفاع في وقت أقرب.

كما يقول المنتقدون إن موقف موريسون المحافظ بشأن تغير المناخ، يمثل عائقا.

ويشار إلى أن موريسون لطالما كان مؤيدا قويا لصناعة الفحم التي تعد أكبر الصادرات الأسترالية، حيث يتم تصدير ثلاثة أرباع إنتاج الفحم في البلاد، بقيمة تبلغ سنويا 67 مليار دولار أسترالي (46,23 مليار دولار أمريكي).

وكان موريسون فاز في العام الماضي، في انتخابات يعد الفوز فيها “مستحيلا”، ويعود السبب وراء ذلك إلى حد كبير إلى أنه قد قام بتنظيم حملة انتخابية قوية وبصورة فردية.

وكان موريسون أعلن السبت عن تعبئة 3000 فرد من قوات الدفاع المدني الاحتياطية، وعن تمويل إضافي وتخصيص المزيد من الموارد. ولكنه لم يبلغ القادة المسؤولين عن عمليات الإطفاء في طليعة الازمة.

(د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية