الاستعانة بإسرائيل للضغط على أديس أبابا مرفوضة… والأغلبية تنتظر «البيان رقم واحد» من القوات المسلحة

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: شيء ما يلوح في الأفق ترصده عين أي خبير في القاهرة وأهلها وكذلك من يطلع على صحف أمس الخميس 15 يوليو/تموز، ففيما الحكومة الإثيوبية تواصل الحرب على شعبي وادي النيل، مستهدفة السطو على نصيبهما من المياه، ارتفع منسوب الغضب بين أوساط الأغلبية، التي باتت تحيا على أمل سماع “البيان رقم 1 من القوات المسلحة”، بهدف دحر الإثيوبيين والحيلولة دون السطو على موارد النيل.. أبرز ما يؤلم تلك الأغلبية الصابرة حتى الآن، ارتفاع بعض الأصوات المطالبة بالاستعانة بإسرائيل في الضغط على الحكومة الإثيوبية، لتتراجع عن موقفها، ولعل أول من طرح ذلك المقترح، الدبلوماسي السابق الدكتور مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية الذي قال: بعض الكروت لم تستخدمها مصر من أجل الضغط على إثيوبيا، بينها الحديث مع إسرائيل. وأكد على أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل لم تخرقها القاهرة أبداً، رغم استفزازات تل أبيب، متسائلا: “كيف تساعد إسرائيل دولة تعمل على الإضرار بمصر، ونحن نتفق على أنه لا ضرر ولا ضرار”. وقد أصابت تلك التصريحات النخبة بالصدمة.. ومن أخبار الحكومة: بدأت وزارة المالية مطالبة عدد كبير من الفنانين والإعلاميين بالالتزام بتحويل عقودهم إلى فواتير إلكترونية، لضمان عدم تهربهم من الضرائب، من خلال مطابقة ما يتقاضونه بالفواتير الصادرة من شركات الإنتاج السينمائي. وأكدت مصادر اقتصادية أن مطالبات الالتزام بميكنة عقود الفنانين شملت على سبيل المثال الفنانين عادل إمام ومحمد رمضان ورامز جلال ويحيى الفخراني ومنى زكي وعمرو دياب ودينا الشربيني. وتابعت المصادر أن الإجراءات الجديدة ستشمل كبار الإعلاميين مثل عمرو أديب ولميس الحديدي وغيرهم، وتهدف ميكنة عقود الفنانين والإعلاميين وكبار الأطباء والمحامين إلى خفض التهرب الضريبي المرتفع من تلك الفئة.
من أخبار الرياضة: أعلن حسين لبيب رئيس اللجنة المؤقتة في نادي الزمالك، أنه يسير على خطي المستشار مرتضى منصور الرئيس السابق للنادي، وقال كل البطولات التي حققها الزمالك في الفترة الأخيرة، في ألعاب اليد والسلة والطائر تحسب لمرتضى منصور ومجلسه. وصرح لبيب أن مرتضي منصور هو صاحب الفضل في كل النجاحات التي تحدث حاليا في نادي الزمالك، مؤكدًا على أن اللجنة المؤقتة التي تدير حاليا نادي الزمالك سوف تستكمل المشوار الذي بدأه مرتضى منصور بأن الزمالك نادي القرن الحقيقي.
نكون أو لا نكون

تعترض مصر ـ الآن ـ كما أوضح عبد الله السناوي في “الشروق” أزمة وجودية، أن تكون أو لا تكون، بدون أن يتوفر لها سند افريقي فاعل ومؤثر يستحقه تاريخها في تحرير القارة، ولا دعم دولي ظاهر وضاغط يتسق مع طلب الحق في الحياة. أسوأ قراءة ممكنة لما جرى في مجلس الأمن الدولي من مداخلات ومداولات بشأن أزمة السد الإثيوبي المتفاقمة، تلخيصها في «نظريات المؤامرة»، فالعالم كله بدرجات مختلفة ودواعٍ متباينة ضدنا ومتآمر علينا، إذا كان الأمر كذلك فإن الهزيمة في معركة البقاء والوجود مؤكدة ونهائية، وهو استنتاج متعسف في أي حسابات استراتيجية، لأهمية الموقع المصري في الاستراتيجيات والمصالح الدولية المتصارعة. هذه أهم ورقة سياسية تمتلكها مصر. لكل سلوك سياسي أسبابه ودواعيه، ومصالح وحسابات اقتصادية واستراتيجية تتحكم فيه، فلا شيء يجري عشوائيا، أو وفق مؤامرة محكمة ضد مصر، تتشارك فيها القارة الافريقية وروسيا والصين مع الحلفاء المفترضين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما نحتاجه ـ بالضبط ـ أن ندرك الحقائق والتحولات والحسابات، حتى يكون ممكنا التصحيح والتصويب بقدر ما هو ممكن لكسب معركة الوجود. فلا يصح أن نلوم الآخرين قبل أن نعترف بنصيبنا المستحق من الأخطاء والخطايا التي ارتكبت على مدى عقود متصلة. في سنوات ثورة يوليو/تموز، التي تكاد تدخل عامها السبعين، دفعت مصر أثمانا باهظة لاكتساب موضع القيادة في محيطها العربي وقارتها الافريقية، ممتدا إلهامها إلى العالم الثالث كله، فلا أدوار بلا تكاليف. من أسوأ ما جرى بعد جمال عبدالناصر، أن ما استقر عميقا في القارة السمراء، أهدر فادحا في السياسات. مشكلة مصر في إدارة أزماتها الافريقية التي تنشأ من وقت لآخر، أخطرها وأفدحها أزمة السد الإثيوبي، أنها تتذكر التاريخ في غير موضعه وتبني عليه بغير أساس. لا القادة الافريقيون الحاليون من طراز قادة التحرير الوطني، ولا مصر بقيت على حالها.

بوسعنا أن نعود

لثلاث مرات كما اخبرنا عبد الله السناوي، ترشحت مصر لقيادة مفوضية حقوق الإنسان الافريقية، وكانت الخسارة فادحة في كل مرة، حتى اقترح وزير الخارجية في ذلك الوقت أحمد أبو الغيط على الرئيس الأسبق حسني مبارك التقدم باسم محمد فائق آخر وزير إعلام في عهد عبدالناصر ومستشاره للشؤون الأفريقية. بالإجماع قرر القادة الافارقة تزكيته. كانت تلك رسالة إلى الماضي بالتقدير، كما إلى المستقبل بأنه إذا عادت مصر إلى سابق أدوارها، فإن أبواب القارة مفتوحة على مصراعيها.. في أي مراجعة جدية للعلاقات المصرية الافريقية يطرح سؤال المستقبل نفسه: إلى أين من هنا؟ بدا لافتا، ما يشبه الإجماع في مداخلات مجلس الأمن على رعاية الاتحاد الافريقي، دون سواه، لمفاوضات السد الإثيوبي رغم عجزه الفادح عن لعب أي دور في حلحلة الأزمة المتفاقمة، حتى وصلت إلى طريق مسدود. كان ذلك داعيا لإحباط إضافي للرأي العام المصري. كيف تدهورت المنظمة الافريقية إلى هذا الحد؟ إحدى الإجابات المتماسكة قد تتلخص في غياب إرادة سياسية جماعية تؤكد على وحدة العمل الافريقي، الذي اهتز بعمق بالتنكر المصري. عودة مصر إلى القارة وعودة القارة إلى مصر مسألة تستدعى مقاربات أوسع وأعمق من أن تلخص في أزمة السد الإثيوبي، لكنها لا تتحمل الانتظار عند حد الحياة أو الموت. لا توجد حلول في المدى القريب غير أن تأخذ مصر مصيرها في يديها، أن يرتفع صوتها بلا تردد أو تلعثم، أن تستخدم كل ما لديها من أوراق قوة حتى يتحسن موقفها القاري والدولي، ففي مثل هذه الأزمات الوجودية لا مواقف وسط.

البلطجية قادمون

رأى عماد الدين حسين في “الشروق”، أن نجاح الإثيوبيين في فرض إرادتهم بالقوة، سيدفع بقية بلدان حوض النيل، إلى تقليده، والتمرد على كل القواعد والأعراف والاتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات السابقة، وقد يقدمون مثلا على إقامة سدود مماثلة على النيل الأبيض، من دون التشاور والتفاهم مع مصر والسودان، ما سيؤثر بدوره في حصة مصر الأخرى، التي تأتي من هذا الفرع عبر السودان. وبالتالي فإن النتيجة النهائية التي ستنتهي إليها قضية سد النهضة، سوف تحدد إلى حد كبير طريقة تعامل بقية دول حوض النيل معنا لسنوات طويلة. الاتفاقيات التي تحكم علاقة مصر، مع كل دول الحوض منذ عام 1902 ثم 1929 و1959، والاتفاقيات الفردية بين مصر وبقية بلدان الحوض، كانت تتضمن أفكارا وبنودا كثيرة، لكن أهمها على الإطلاق، أولا: الإخطار المسبق، أي أن أي دولة تريد إقامة سدود كبرى على النيل، لا بد أن تخطر مصر أولا، وتحصل على موافقتها، على إقامة هذا السد أو ذاك المشروع. والبند الثاني هو عدم التأثير في حصة مصر التاريخية البالغة 55.5 مليار متر مكعب. صحيح أن غالبية دول حوض النيل قررت توقيع اتفاقية عنتيبي في مايو 2010، بدون موافقة مصر والسودان، لكن الصحيح أيضا أن الاتفاقية لم تدخل حيز التنفيذ الفعلى حتى هذه اللحظة. طوال العقود الماضية، لم تجرؤ أي دولة في حوض النيل، أن تنتقص من حقوق مصر المائية، لأنها كانت تدرك ببساطة أن مصر لن تقبل بذلك، وأنها ستتحرك بكل قوة دفاعا عن حقوقها. مصر أبلغت العديد من الدول الافريقية، التي حاولت تهديد حقوق مصر بأنها ستتحرك فورا حال تنفيذ هذه التهديدات في السنوات التي سبقت عام 2011. الآن أحد الأهداف الإثيوبية المهمة من وراء تنفيذ سد النهضة بصورة أحادية، هو كسر القانون غير المكتوب، الذي يحكم العلاقة بين مصر، ودول بلدان حوض النيل منذ سنوات وعقود وقرون طويلة.

فليحذر الأوروبيون

يعرف قادة أوروبا والكلام لجلال عارف في “الأخبار”، أن بلادهم لن تكون بعيدة عن آثار الأزمة الخطيرة التي يثيرها السلوك الإثيوبي العدواني تجاه مصر والسودان. ويعرفون قيمة الدور المصري في حفظ الأمن والسلام في المنطقة، وفي ضمان الأمن والاستقرار في البحر المتوسط، وفي إبعاده عن مخاطر الإرهاب. وقد أعلن الاتحاد الأوروبي أسفه لإقدام إثيوبيا على الملء الثاني، بدون اتفاق، ما يزيد التوتر في المنطقة، لكن ذلك بالطبع لا يكفي لوقف العدوان الإثيوبي، ولا يمثل ضغطا حقيقيا من أجل حل سلمي يضمن حقوق كل الأطراف، ويمنع انفجار الموقف في المنطقة. وإذا كان الموقف الأوروبي يحتاج منا إلى المزيد من الجهد لشرح قضيتنا العادلة، ومخاطر العدوان الإثيوبي، الذي ستصل آثاره السلبية حتما إلى أوروبا، فإن الأمر ذاته مطلوب مع باقي الدول الكبرى ومع الرأي العام العالمي ومع أشقائنا في افريقيا. وينبغي أن لا يقتصر الجهد المطلوب على الاتصالات الدبلوماسية رغم أهميتها. المطلوب حشد كل إمكانياتنا السياسية والاقتصادية والثقافية، في معركة الوجود التي نخوضها. لا بد أن نخاطب الجميع باللغة التي يفهمونها. ولا بد أن يصل خطابنا لكل المؤسسات الفاعلة والجامعات ومراكز البحث وصنع القرار. لا يوجد مصري سيقصر في بذل الجهد في معركة الحياة. الحق معنا، وإمكانياتنا قادرة على حماية حقوقنا، وحتى بلغة المصالح التي تتستر وراءها بعض الدول فإن مصر قادرة على حسم المعركة فورا، وبمجرد أن تدرك هذه الدول أنها لن تستطيع تحمل خسائر دعمها للعدوان الإثيوبي.. أو تغاضيها عنه.

لن نفرط

أشار أكرم القصاص في “اليوم السابع” إلى أن الدولة المصرية مصرة على حسم الموقف من سد النهضة، الذي يتعلق بقضية وجودية لا يمكن التفريط فيها، ولا يعني الصبر وضبط النفس، غياب سيناريوهات التعامل وامتلاك القدرة على الفعل، صبر الدولة يأتي من واقع الحرص على العلاقات مع دول حوض النيل، وتفضيل التعاون والعمل الجماعي على الصدام والتصرفات الفردية التي لن تقود في النهاية إلا لتحقيق مصالح ضيقة، يمكن أن تهدد الأمن والسلم الدوليين. مصر تتصرف في قضية السد كدولة كبيرة. كل هذه الحقائق يدركها من يتابع بشكل واضح التعامل مع ملف وجودي مثل ملف المياه، مصر تستند إلى القانون الدولي، وحقها التاريخي الممتد عبر آلاف السنين، مع التأكيد أن قضية المياه مصيرية، ولا يمكن التهاون فيها، أو تجاهل خطرها وتأثيراتها في حياة المصريين، والشعب المصري يقف خلف الدولة ومؤسساتها، والرئيس عبدالفتاح السيسي، في هذه القضية الوجودية. المصريون يراهنون على قدراتهم، ولا تفاجئهم مواقف دول، أو تحركات هنا وهناك، لأن كل المعلومات واضحة، والمواقف ظاهرة، والتصورات والسيناريوهات جاهزة، وتحرص مصر – من خلال التحرك دوليا أو أوروبيا – على شرح وجهة نظرها، وتقديم كل الدلائل على صحة مواقفها، ومدى حرصها على العلاقات المشتركة افريقيّا وعربيّا، وأيضا الحرص على السلم والأمن الافريقي والإقليمي. مواقف مصر حاسمة لم تتغير، التمسك بحقوق الشعب المصري المائية باعتبارها أمنا قوميا، لا يمكن التفريط فيها أو قسمتها، توازيا مع تحرك «مصري – سوداني»، قائم على القانون الدولي، متمسكين بالعلاقات لأقصى مدى، وضد أي تحركات فردية يمكن أن تنزع أي جزء من حق البلدين.

تشبهنا

بعد أن زارت درية شرف الدين في “المصري اليوم”، حديقة الحيوان مؤخراً عادت تجر أذيال الخيبة مختزلة المأساة كما قالت، إنه لم يعد هناك “لا حديقة ولا حيوانات”، ذلك هو التوصيف الأمثل لما آلت إليه حديقة الحيوان في الجيزة، تلك التي كانت واحدة من أعرق وأجمل حدائق الحيوان في العالم، انتهى بها الحال إلى مساحة ممتدة من بقايا أشجار عتيقة وحشائش متناثرة بإهمال ملحوظ، والعديد من محال بيع المرطبات ولعب الأطفال الرديئة، ومئات من الباعة شبه الجائلين المتمركزين بكثافة ملحوظة في كل الأرجاء، تعلو دكاكينهم مكبرات للصوت تنادي على الزبائن الذين يتواجدون بأعداد معقولة في المكان الذي ما زالت تذكرة الدخول إليه خمسة جنيهات، وهو مبلغ ملائم لذوي الدخل المحدود، الذين يبحثون عن نسمة الهواء والفرجة على الحيوانات والطيور، التي انقرضت تقريبا من الحديقة، ولم يعد فيها إلا نماذج حية ضعيفة وهزيلة تكاد لا تقوى على الوقوف على أقدامها، أو تستند إلى أجنحتها. اقتربت من أقفاص الأسود، التي رأيتها هزيلة إلى حد المرض، جميعها – وبلا استثناء – تفترش الأرض، ويبدو على وجوهها البؤس والجوع، أسود ولبؤات نحيفة ، أشبه بالكلاب المريضة، سألت عن الأفيال فكان الجواب إن آخر فيل في الحديقة مات منذ سنتين ولم يأت غيره، الطيور النادرة التي كنا نراها في الأقفاص ملونة مبهجة مغردة، ذهبت إلى غير رجعة، الحديقة التاريخية التي تبلغ مساحتها ما يقرب من ثمانين فدانا يبدو أنها في طريقها إلى الزوال، ستنقرض يوما ما، كما انقرضت حيواناتها وطيورها الجميلة وتراجعت بحيراتها وبركها إلى ماء آسن تعلوه طبقة خضراء متعفنة، حتى البحيرة الوحيدة، التي قرر المسؤولون تأجيرها وتخصيصها لنزهة بالقوارب، انعدم معها الذوق وتشوهت بالألوان التي لطخت جوانب البحيرة، أما المكتبة الأثرية، فالعنكبوت يعشش على جدرانها ولم تعد تملك إلا اسمها. حرام أن نترك تلك الثروة القومية لهذا الإهمال، وأن نترك ذلك التاريخ للضياع.. وتبقى دائما كلمة السر في النجاح أو الفشل: الإدارة والمسؤولية والمحاسبة.

بيدنا قتلناها

اكدت كريمة كمال في “المصري اليوم”، أن سبب تردي وانحدار الصحف واضح وجلي، فقد تاهت بوصلة هذه الصحف والمجلات ولم يعد الوصول إلى القارئ هدفها، بل صارت تعبر عن الدولة أكثر كثيرا مما تعبر عن المواطن، كانت تنظر إلى أعلى ولم تكن تنظر إلى أسفل.. اعتبرت نفسها متحدثا باسم الحكومة ومعبرا عن السلطة، من هنا لم يعد المواطن يسعى إليها، بل تحول تماما عنها، والمشكلة أن هذا حدث عندما أصبحت الصحافة الورقية في العالم كله تواجه مشكلة في البقاء، نتيجة لانتشار الصحافة الإلكترونية، من هنا جاءت الضربات للصحف القومية المصرية من كل الاتجاهات التي هي في الأساس محملة بأعباء ديون ضخمة ولا تحقق سوى الخسائر، فهل كان المصير مجهولا؟ أم كان واضحا جليا في الأفق. صدر القرار بتحويل الصحف القومية المسائية، وهي: “المساء” و”الأهرام المسائي” و”الأخبار المسائي” إلى إصدارات إلكترونية، فهل تفلح هذه الخطوة؟ هي تتفادى تكاليف الورق والطباعة، ولكن هل هذا كاف لإنقادها؟ المشكلة ليست فقط في أنها مطبوعة فيكون تحويلها إلى إلكترونية حلا ناجحا، فالمحتوى سيظل هو نفس المحتوى، وبالتالى لن يقبل عليها المواطن لأن المنافس لها من الإصدارات الإلكترونية أكثر قوة وحرية في المحتوى، وبالتالي لن يكون هذا هو الحل، بالإضافة طبعا إلى أن العاملين فيها ليست لهم خبرة بالمحتوى الإلكتروني، ولم يعتادوا عليه، ولذلك لن يبرعوا فيه، بما يحقق المكاسب المرجوة والانتشار المأمول.. من ناحية أخرى يثير هذا القرار التساؤل حول مصير باقي الصحف والمجلات التابعة لمؤسسات قومية، وهل التحول إلى الإلكتروني ليس إلا مجرد خطوة في سبيل التخلص من هذه الصحف، التي قالت الحكومة إن الدعم لها لن يستمر إلى الأبد، ومن هنا قلصت هذا الدعم وربما الخطوة المقبلة ستكون إلغاءه.

اختفاؤها وارد

تساءلت كريمة كمال، كيف يمكن لهذه المؤسسات أن تحيا بعد ذلك.. خسائر وديون وانعدام للانتشار والتوزيع، فهل نتساءل بعد ذلك عن المصير؟ أفهم رد الفعل الذي حدث بسبب تحويل الصحف المسائية إلى إلكترونية، وخشية أن تكون مجرد مقدمة لتصفية الصحف والمجلات القومية كلها.. دافع الكثيرون عن هذه الصحف والمجلات، وأنا أقدر الدافع وراء هذا، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل يمكن إنقاذ هذه الصحف والمجلات بأي وسيلة من الوسائل؟ لقد تغيرت القيادات مرة تلو الأخرى، ما يعني أن المشكلة ليست في القيادات، بل في الخلفية التي ينتمي إليها كل هؤلاء القيادات، وما اعتادوا عليه من منهج للمحتوى فشل سنوات طويلة في الوصول إلى القارئ، لقد تربى الجميع في هذه المؤسسات على اتجاه واحد للمحتوى، أدى إلى ما تمرّ به الآن هذه الصحف والمجلات، لقد كتبت مصيرها بنفسها عندما تخلت طواعية عن قارئها، ولم تعط الأولوية لهمومه وقضاياه. للأسف ليس من الهين تصور انتهاء واختفاء هذه الصحف والمجلات التي كانت يوما جزءا من تاريخ مصر، ولعبت دورا مهما في تشكيل وجدان الشعب.. ليس من الهين، لكنه كالقدر المحتوم الذي كتب عبر سنوات طويلة، ظلت الدولة فيها تدعم هذه الصحف والمجلات لتبقى هذه المؤسسات قائمة، لكن من الجلي أنها لم تعد تريد ذلك، ولم تعد على استعداد لدعمها، وهو ما يعطيها قبلة الحياة كل عام.. إذا كان المصير هو التحول إلى إصدارات إلكترونية، فيجب على الأقل أن يعاد النظر في المحتوى، وأن يتم اللجوء إلى خبراء في الصحافة الإلكترونية، إذا أردنا على الأقل الإبقاء عليها إلكترونيا.

من كان يصدق

حالة من الأسى لازمت فاروق جويدة في “الأهرام”: من كان يصدق أن يأتي زمان تتغير فيه طقوس الحياة والأشياء والبشر.. أن يصبح الحج مهمة صعبة، وأن تغلق المساجد، وألا تصافح صديقا، وتعجز عن أن تعانق ابنتك أو أن تحدد وقتا للصلاة، أو أن تجد صعوبة في أن تزور جارك وتصافحه في صباح العيد، أو أن تجلس وحيدا تنتظر زائرا لا يجيء، أو أن تخلو الحدائق من الناس، وإذا سألت يقال لك إنها كورونا، التي فرقت أبناء الأسرة الواحدة، حيث لا سلام ولا عناق ولا مصافحة.. من كان يتصور أن يكون حجاج بيت الله بالآلاف وكانوا يوما بالملايين، وأن تكون خطبة العيد بالدقائق، وكانت يوما تهز أركان المساجد، وأن يكون العيد بالمصافحة من بعيد وأن يجلس أفراد الأسرة كل في مكان.. لقد غيرت كورونا كل العلاقات بين البشر وليس هذا في بلد دون آخر، لقد غيرت كل شيء حتى الحج والصلوات والطقوس.. لا اعتقد أن الطعام في الأعياد سوف يبقى كما كان أو أن الاحتفال بالعيد سوف يحمل عبق زمان مضى. علينا أن نحرص على ما هو متاح بين أيدينا حتى لو أصبح الحج مستحيلا وأصبحت لقاءات الأسرة شيئا غير متاح، أو فقدت العلاقات الإنسانية كثيرا من مشاعرها، إنها محنة إنسانية عابرة ونرجو ألا تطول.. سوف نستعيد في أعوام مقبلة كل ما ضاع من المشاعر، سوف نعود أكثر حبا ودفئا وأكثر إيمانا ويقينا، وسوف يعود للأسرة أجمل ما كان فيها، إذا لم نحج هذا العام فسوف نحج في أعوام مقبلة وإذا لم نفرح بالعيد هذا العام هناك أعياد كثيرة مقبلة.. لا تحزن على عيد لم تعانق فيه ابنتك.. هناك أيام أكثر دفئا ومحبة كل عيد وأنت طيب وحياتك أجمل بدون كورونا وتوابعها.

في الذاكرة

يقول مرسي عطا الله في “الأهرام”، إنه ليس معنيا بما ثار من جدل عقيم في توصيف ما جرى، وهل هو انقلاب، أم ثورة؟ لأن مثل هذه المناقشات البيزنطية لا تعدو كونها نوعا من الثرثرة السياسية، التي تضر أكثر مما تفيد، ثم إن القياس الصحيح على ضوء ما شهدناه من وقائع على الأرض على مدى السنوات الثماني الأخيرة، يؤكد لكل ذي عينين ولكل من يملك قدرا من البصيرة السياسية، أننا نعيش حالة ثورية في إطار دولة منضبطة، لديها القدرة على وضع الخط الفاصل بين استحقاقات الحرية، ومحظورات الفوضى. ألف باء في مدونة تعريف الثورات يتمثل في مدى قدرة أي ثورة على رؤية فرص التغيير الشامل في المجتمع، التي يتحتم الذهاب إليها مهما يكن الثمن لصالح الوطن والمواطن على حد سواء. وقياسا على هذا التعريف الدقيق، فإن ما شهدته مصر على مدى الـ8 سنوات الأخيرة، قد أعطى بالأدلة العلمية على أرض الواقع إشارات دالة على مدى القدرة العملية، التي امتلكتها الدولة المصرية، من أجل تحقيق التغيير المنشود الذي خرجت من أجله الملايين في 30 يونيو/حزيران، واصطفت بسببه القوى السياسية فوق منصة 3 يوليو/تموز. شهدت مصر أضخم ورشة عمل وطني تحت راية الرغبة والتصميم على الانتقال بالواقع المجتمعي من التخلف المتراكم عبر مئات السنين، إلى التقدم اللائق والمنشود، بما يضع مصر وشعبها على قدم المساواة مع الدول الناهضة بخطوات متدرجة، تتعزز بالطموح المشروع وتقوى وتشتد جذورها من الوعي بمخاطر ضياع الفرصة المتاحة. انتهى الكاتب للمطالبة بأن ندقق جيدا في هوية ودوافع الذين أعلنوا عداءهم السافر لثورة 30 يونيو/حزيران، فجميعهم، وإن اختلفت الهويات، أدركوا أن هذه الثورة تمثل أخطر تهديد يهدد الأوهام التي دارت في مخيلة البعض، إقليميا ودوليا، على بلوغ ما انتووه من صناعة عواصف الفوضى لتحجيم دور مصر وصنع بدائل إقليمية لها.

محمود درويش

تساءلت عبلة الرويني في “الأخبار”: هل حقا كانت تجربة الشاعر محمود درويش في القاهرة، غير ذات أهمية؟ أو هكذا تصور بعض النقاد العرب، فأسقطوها من تقسيماتهم لمراحل درويش الشعرية؟ هل كانت سنوات الحياة في القاهرة هي (المتن المجهول) في سيرة درويش، كما يشير الكاتب الصحافا سيد محمود، وكما قام بتوثيق وجمع كل نصوص ومقالات وإنتاج محمود درويش خلال فترة إقامته في القاهرة (1971/1973) باعتبارها متنا مجهولا، خاصة وهي تنشر للمرة الأولى؟ المؤكد وبحسب محمود درويش نفسه (أن القاهرة من أهم المحطات في حياته).. ولعلها المحطة الأهم، كما يشير سيد محمود في كتابة “المتن المجهول”.. كيف كانت القاهرة صاحبة الدور الداعم للشاعر دائما (حاضنة سياسية) و(حاضنة شعرية) أحدثت تأثيرها في القصيدة. انتقال درويش للإقامة في القاهرة، هو تجربة الخروج من الأرض المحتلة، وفي كل المقاييس كانت انتقالا شعريا (مدين في تطوري وتحولاتي الشعرية لخروجي، فقد خرجت إلى أفق أوسع، وإلى تجربة أغنى، هي تجربة الواقع المعقد، الغني بالتناقضات والمفارقات والروح الشعبية التي لم تعبر عن نفسها). بعد مجيئه للقاهرة، كتب درويش مقاله الأول في مجلة “المصور” (هل تسمحون لي بالزواج) مقال غاضب، عبّر فيه عن رفضه محاولات تحويله إلى أسطورة، أو تحويله إلى مسيح (معاملتي كأسطورة تجرد قضيتي من جوهرها وحقيقتها، وتحولها إلى حالة فردية، وإلى بطولة فردية). عبر درويش عن نفوره من اختزال قصيدته في الاحتجاج والشعر النضالي.. ليبدأ مرحلة شعرية جديدة في البحث الجمالي. كتاب “المتن المجهول” ربما يضاعف الأسئلة عن سيرة درويش في القاهرة أو غيرها من المدن، خاصة وهو الشاعر الصامت المتحفظ الكتوم.. ربما سؤال العلاقة بالحياة الثقافية والمثقفين المصريين، كان يستدعي بحثا أوسع وأعمق، حين اختار درويش التباعد والعزلة، مكتفيا بمصادقة الكبار.

جشع التجار

دعا الدكتور وجدي زين الدين الحكومة لأن تستنهض كل قواها من أجل السيطرة على الأسعار وضبط الأسواق، وإنهاء حالة الفوضى الشديدة فيها. أكد الكاتب في “الوفد”، أنه لا يوجد مواطن إلا ولديه شكوى مريرة ومؤلمة من الارتفاعات الحادة في أسعار كل شيء، ابتداء من سوق الخضار وانتهاء بأثاث المنزل واحتياجاته. لماذا لا تنشط الحكومة للتصدي لهذا الارتفاع الحاد في أسعار السلع. المفروض على الحكومة أن تدخل حلبة المواجهة مع التجار الجشعين الذين يرفعون الأسعار بشكل مستمر، ويتسببون في حالات احتقان شديدة بين المواطنين لضيق ذات اليد، وعدم القدرة على التعامل مع هذا الجشع الذي يسود يومياً، بشكل يدعو إلى الحسرة والقرف. لماذا لا تقتحم الحكومة الأسواق وتسيطر عليها وتقضي على الفوضى فيها، خاصة أنها تزايدت بشكل مخيف وتنذر بالخطر. ونعلم جيداً أن الحكومة من خلال وزارات التموين والداخلية والقوات المسلحة والتضامن، يعرضون العديد من السلع لمواجهة جشع التجار. ويجب زيادة المعروض من السلع الغذائية لمواجهة التجار الذين يحتاجون لمن يردعهم ويوقفهم عند حدودهم، فهم يرتكبون يومياً حماقات شديدة ضد الناس.. وهناك أجهزة رقابية كثيرة مختصة بضبط الأسواق والقضاء على الفوضى فيها، ومعظمها تابع لوزارة التموين، فلماذا لا تحرك هذه الأجهزة ساكناً وتتدخل لنصرة المواطن المطحون الذي يواجه الأمرين في سبيل توفير لقمة العيش واحتياجاته الأخرى. الحكومة تشعر المواطن بأنه على رأس اهتماماتها ولذلك اختلف الوضع تماماً، وأول هذه الاهتمامات الحد من الارتفاع الخطير في الأسعار وضبط الفوضى في الأسواق. ولن يكلف هذا الحكومة شيئاً. فكل ما يجب أن تفعله هو قيامها بتفعيل القوانين المتعلقة بضبط الأسواق والتصدي لعمليات الجشع التي يقوم بها التجار.. المواطن ينتظر بفارغ الصبر تغييراً ملموساً في مستوى معيشته.

حرموني من وداعك

نتوجه نحو فلسطين المحتلة بصحبة جيهان فوزي في “الوطن”: فتحت وفاة ابنة الأسيرة الفلسطينية خالدة جرار، الناشطة السياسية والقيادية في الجبهة الشعبية، قضية وضع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي من جديد، فلم تشفع لها فجيعة فقد ابنتها الشابة سهى في حضور جنازتها، أمام رفض وتعنُّت وصلف الاحتلال بالسماح لها بتوديع ابنتها، التي وافتها المنية إثر أزمة قلبية حادة وهي في العقد الثالث من عمرها، لم يرضخ الاحتلال لمناشدات منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، والمؤسسات الحقوقية بإطلاق سراح المناضلة خالدة، لإلقاء النظرة الأخيرة على ابنتها وتوديعها حتى لو بقُبلة؟ وأمام هذا العدوان السافر على حقوق الإنسان داخل مراكز الاعتقال الإسرائيلي والسجون، أرسلت القيادية الأسيرة جرار باقة من الورد مغموسة بالحزن والألم إلى ضريح ابنتها كتبت عليها: «حرموني من وداعك بقُبلة، أودعك بوردة». قمة المعاناة واللاإنسانية أن تحرم أُم من وداع ابنتها إلى مثواها الأخير، وهى مكبَّلة عاجزة خلف القضبان، الاحتلال الإسرائيلي يعامل الأسرى كالسبايا والعبيد، لا يعترف بحقوقهم، ولا يقوم بواجباته نحوهم. سجون الاحتلال تمعن في مخالفة القانون الدولي الخاص بالمعتقلين السياسيين، بالتجرد من الإنسانية وإهدار كرامة الأسرى، قضية الأسرى والمعتقلين السياسيين الفلسطينيين قضية شائكة لم يقنن وضعها داخل سجون الاحتلال، رغم المناشدات الدولية والأممية والحقوقية بتحسين ظروف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، الذين خاضوا معركة «الأمعاء الخاوية» عام 2017 التي امتدت لعدة أشهر، احتجاجاً على سوء معاملة إدارة السجون والإجراءات القمعية التي تتخذها ضدهم، فكانت خيارهم الأخير الأشد ألما وأكثر قسوة، لجأ إليه الأسرى مضطرين، لترسيخ ثقافة المقاومة والصمود، لانتزاع حقوقهم المسلوبة، وصون كرامتهم المهدرة داخل سجون الاحتلال.

لا يرضي الله

هاجمت الفنانة حلا شيحة، الفنان تامر حسني وصناع فيلم «مش أنا»، وذلك بعد طرح أغنية «بحبك» التي تم تقديمها في الفيلم عبر قناته الرسمية على «يوتيوب»، والتي ضمت بعض مشاهد متفرقة تجمعها بالفنان تامر حسني. ووفقاً لنورهان نصر الله في “الوطن” وجهت حلا رسالة لتامر حسني: قائلة: «الفيلم عمل إيرادات ونجح بمقاييس الدنيا، بس لم ينجح بمقاييس الآخرة، استغفر ربنا يا تامر وتوب عن اللي أنت فيه، وافتكر لما قلت أنا عايز أموت وأنا مش مطرب». وكتبت شيحة في منشور عبر حسابها على إنستغرام، «أنا اتفاجئت جدا بنزول كليب يجمع مشاهد متفرقة من الفيلم في أيام ذي الحجة المباركة، وخصوصا بعد آخر بوست نزلته، وضحت فيه أنا إيه، واتفاجئت أكثر خصوصا بعد وعد تامر حسني ليا وتأكيده إنه هيحترم رغبتي وبعض الطلبات اللي طلبتها منه بكل احترام، ورد الصيف اللي فات، وأكدلي أنه هيحترم رغبتي». وتابعت: «أنا عارفة ومتأكدة أن زملائي جواهم خير بس للأسف فتنة الشهرة والنجاح مش بتخلينا نشوف». وأكدت على أنها شعرت بالحزن بسبب الكليب الذي وصفته بـ«ميرضيش ربنا»، متابعة: «بتكلم من قلبي الكليب ده ميرضيش ربنا.. وأنا عيطت لأني شفت نفسي في المشاهد دي، دي كانت زلة نتيجة ظروف مريت بيها، وكلنا بنغلط، أنا مش هتكسف أنا تبت من المشاهد دي، وهي لا تصح وأنا غلطت وبصلح، والفن اللي بيخلينا نبعد عن منهج ربنا ومنبقاش قدوة لولادنا يبقى باطل وميبقاش فن».ش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية