الاستعدادات للهجوم التالي بدأت

حجم الخط
0

الهجوم المزدوج للصواريخ بعيدة المدى المنسوب لاسرائيل في سوريا، في ليل يوم الخميس وأمس فجرا، ترك الكثير من علامات الاستفهام على جانبي الحدود. في سوريا وفي لبنان يتساءلون على اي حال الى اين ستأخذ اسرائيل حدود الجنون، وهل متوقعة هجمات اخرى قريبا، وفي اسرائيل يتساءلون بالتوازي ما هو مستوى استيعاب الاسد ونصرالله ومتى سيقرران اذا كانت حانت اللحظة للرد.
كان يخيل أمس أن الهجوم الثاني في غضون يومين والاهم بين الهجومين، الذي تضمن قصف ثلاثة اهداف استخدمت لتخزين صواريخ من نوع فاتح 110 لن يؤدي الى التصعيد. في اسرائيل كان توافق في الرأي بانه رغم التهديدات والتصريحات فمن غير المتوقع رد من سوريا أو حزب الله. والسبب: خوف الرئيس الاسد من أن تعمل اسرائيل على انهيار حكمه، والتخوف الموازي لدى حزب الله من تآكل قوته في موعد ليس مريحا له ولاسيادة في طهران وفي دمشق. معقول أنه بدلا من خطط الرد والهجوم انشغلوا أمس في سوريا وفي لبنان قبل كل شيء باستخلاص الدروس. في المرحلة الثانية في غضون 48 ساعة وفي المرة الثالثة في غضون ثلاثة اشهر ونصف، اخترقت كل أجهزة التكتم في منظومات السلاح الاكثر سرية التي على محور طهران دمشق بيروت، ووسائل قتالية سرية استثمرت فيها الملايين في انتاجها ونقلها من ايران الى لبنان (عبر سوريا) دمرت. وعلى اي حال ففي حزب الله وفي سوريا يترددون الان في مسألة ما الذي يعرفونه في اسرائيل أكثر من ذلك، ومتى من المتوقع الهجوم التالي.
يخيل أن في هذه اللحظة على الاقل، الجواب هو ليس قريبا. فرحلة رئيس الوزراء الى الصين تمثل ‘الاعمال كالمعتاد’ على الاقل في الايام القريبة القادمة. وتجربة الماضي تفيد بانه ليس دارجا الشروع في الحروب حين يكون رئيس الوزراء غائبا عن البلاد، وبالتأكيد حين تكون هذه رحلة هامة جدا الى دولة هامة جدا. ولا يزال، يمكن التساؤل ماذا سيحصل اذا ما تلقت اسرائيل في الايام القريبة القادمة معلومات استخبارية تشير الى نقل السلاح من سوريا الى لبنان.
الرأي الوارد هو أن في مثل هذه الحالة ايضا سيتقرر الهجوم، وان كانوا في اسرائيل يعرفون بان كل عمل كهذا يقرب سوريا وحزب الله من قرار الرد. في هذه اللحظة التخوف الاساس هو من المس بالممثليات الاسرائيلية في خارج البلاد، ولكن نشر بطاريات قبة حديدية في حيفا وفي صفد يدل على أنه رغم هذه التقديرات، في اسرائيل يأخذون هامش امان واسع جدا ويخططون ايضا لامكانية الرد المباشر. ينبغي الافتراض بان هذا التوتر سيكون معنا في الايام القريبة القادمة ايضا، الى أن يتبدد. ولكن حتى عندما يعود الهدوء ومستوى العناوين الرئيسة والتصريحات ينخفض، من خلف الكواليس ستستمر الحرب الخفية لجمع المعلومات والاستعدادات للهجوم القادم، الذي حسب وتيرة الامور الحالية في المنطقة من المتوقع أن يحصل قريبا.

اسرائيل اليوم 6/5/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية