الاسد والوساطة السعودية المصرية
الاسد والوساطة السعودية المصرية قام الرئيس السوري بشار الاسد بزيارتين مفاجئتين الي كل من جدة في المملكة العربية السعودية وشرم الشيخ المنتجع المصري المقابل علي الشاطيء الغربي للبحر الاحمر حيث التقي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك، في اطار جهوده المبذولة للخروج من مأزق تحقيقات لجنة الامم المتحدة في جريمة اغتيال رفيق الحريري.الزعيمان المصري والسعودي لا يستطيعان مساعدة الرئيس السوري بالطريقة التي يريدها، اي التصدي للضغوط الامريكية التي تستخدم الامم المتحدة ولجنتها للاطاحة بنظامه، وزعزعة استقرار بلاده، لانهما احرص علي علاقات بلادهما مع البيت الابيض من علاقتهما مع اي دولة عربية اخري، بما في ذلك سورية.ان اكثر ما يمكن ان يقدمه الزعيمان السعودي والمصري للرئيس السوري الشاب هو اظهار التعاطف، والرغبة في انقاذه، وتوجيه اكبر قدر ممكن من النصائح اليه بالتعاون مع الامم المتحدة، وقراراتها، ومطالب لجانها، تماما مثلما فعل الرئيس مبارك مع الزعيم الليبي معمر القذافي اثناء ازمة لوكربي، والرئيس العراقي صدام حسين في سنواته الاخيرة تحت الحصار.الزعماء الافارقة ووقفتهم الصلبة في مواجهة الادارة الامريكية وخرقهم للحظر الجوي هم الذين انقذوا الزعيم الليبي، بينما لم يجد الزعيم العراقي صدام حسين غير التآمر، او المزيد منه من جيرانه العرب، حيث انطلقت القوات الغازية لبلاده من اراضيهم، وتبين ان الذي قدم المعلومات عن اسلحة الدمار الشامل العراقية والمعامل البيولوجية والكيماوية المتنقلة الي الولايات المتحدة هو الرئيس المصري حسني مبارك مثلما جاء في كتــــاب بوب وودورد عن حرب بوش في العراق.الصيغ المقترحة من قبل الرئيس المصري والعاهل السعودي الي الرئيس بشار ليست رفض ظهوره امام لجنة التحقيق الدولية التي طالبت بالتحقيق معه، لان القانون الدولي بشأن الحصانة يحميه من هذه الاهانة، وانما ايجاد طرق ووسائل تجعل من هذا التحقيق اقل اهانة. اي الاجابة علي اسئلة المحققين من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة او الرد كتابة علي هذه الاسئلة.استماع الزعيم الليبي معمر القذافي لاكثر من خمسة اعوام لنصائح الرئيس مبارك ادت الي اطالة امد الحصار، واستماع الرئيس صدام للرئيس مبارك ادت الي احتلال العراق.ندرك جيدا ان الخيارات محدودة جدا امام الرئيس السوري، مثلما ندرك ان الانسان عندما يواجه ازمة خانقة مثل هذه يبحث عن كل مساعدة ممكنة، ولهذا نجد للرئيس السوري العذر اذا ما تنقل بين جدة وشرم الشيخ بحثا عن مخارج تكسبه بعض الوقت، وتخلق هامشا ولو ضئيلا للمناورة.وفي جميع الاحوال يجب ان يتذكر الرئيس السوري دائما ان الحملة عليه وعلي نظامه التي قادها نائبه حتي الامس القريب السيد عبد الحليم خدام انطلقت من الاعلام السعودي، وبدعم وترتيب من السيد سعد الحريري الذي ما زال يحمل الجنسية السعودية، ويحظي بالدعم الكامل من الرياض وحكومتها.9