الاعلام المغربي يتولي تقييم سنة 2006 الجزائرية : سوداء قاتمة.. فاشلة تماما وسلبية بالكامل
ssمعتمدا علي مراقبين وملاحظين لا اسماء ولا هويات لهمsssppالرباط ـ القدس العربي ـ من محمود معروف: اذا كانت العلاقات الجزائرية المغربية قد حملت منذ اكثر من ثلاثة عقود عنوان قضية الصحراء الغربية وتراوحت بين التوتر والفتور واحيانا قليلة ولفترات قصيرة نوعا من التعاون الثنائي او الاقليمي، فان افاقا لوئام دائم بين البلدين الجارين ما زال مستبعدا، علي الاقل في المدي المنظور، ما دام هذا الوئام ليس ملحا او ضرورة لحكومتي البلدين او للاقليم او يثير اهتمام الاطراف الدولية الفاعلة بالمنطقة.و لا جديد في العلاقات بين الرباط والجزائر، كما لا جديد في نزاع الصحراء الغربية، الذي يتذكره العالم الا كل ستة اشهر حين مناقشة مجلس الامن الدولي لمشروع قرار تمديد قوات الامم المتحدة المنتشرة بالمنطقة (المينورسيو). وبانتظار تقديم المغرب الصيغة النهائية لمقاربته لتسوية النزاع القائمة علي منح الصحراويين حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، والتي رفضتها مسبقا جبهة البوليزاريو والجزائر، وما سيرافق ذلك من مواجهات دبلوماسية في مختلف عواصم العالم المعنية بالنزاع، سيبقي مؤشر العلاقات المغربية الجزائرية تبادل الوخزات او المماحكات الاعلامية الرسمية او شبه الرسمية، التي تتطرق الي جانب تطورات نزاع الصحراء الي القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الاخري. وهو عادة ما تتحاشاه الوكالة في التعاطي مع الاوضاع الداخلية العربية او الافريقية. pppوحفلت نشرة وكالة الانباء المغربية الرسمية خلال الايام الثلاثة الماضية بالتقارير التي تتحدث عن اوضاع سلبية تعيشها الجزائر في الميدان الاقتصادي او الحقوقي. وفي تقرير مطول حول حقوق الانسان قالت الوكالة ان ملف انتهاكات حقوق الانسان والاختفاءات القسرية التي طبعت الحرب الأهلية بالجزائر، التي لا أحد يسميها باسمها الحقيقي، والتي اندلعت مطلع التسعينيات، ما زال مفتوحا بالكامل، خاصة وأن المصالحة الوطنية التي انطلقت سنة 2005، لم تحقق، علي ما يبدو، الأهداف المتوخاة منها، طالما أن استسلام النشطاء المسلحين ظل محدودا جدا .وقال التقرير ان المصالحة الوطنية في الجزائر لم تحقق الأهداف المتوخاة منها لأنها لم تنجح في التخفيف من معاناة أسر المفقودين، والاستجابة لنداءات مختلف المنظمات غير الحكومية، الوطنية والدولية، النشيطة في ميدان حقوق الانسان، الداعية الي القيام بعمل عميق، يمكن من تسليط الضوء علي المأساة التي أحزنت الجزائر خلال التسعينات، واحصاء جميع الضحايا، وبالخصوص تحديد المسؤوليات والظروف التي ما زال الغموض يكتنفها، بشأن حالات اختفاء آلاف الجزائريين .ونسبت الوكالة الي العديد من الملاحظين الجزائريين والأجانب القول بأن ميثاق المصالحة الوطنية، وعلي عكس التجارب التي عرفتها دول أخري، يمنع أي نقاش حول القضية، من خلال وضع ترسانة قانونية قمعية ضد أي كتابة قد تسائل الجيش والمصالح الامنية حول مصير الاف الجزائريين المختفين، خاصة وأن اعتماد مشروع الميثاق تم في سياق حالة الطواريء المعلنة منذ 1992، والتي ما زالت، حسب هيئات سياسية، تمسك بخناق الحقل السياسي الجزائري .ومضت الوكالة تقول قد بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال التسعينات التي أعلنتها عدد من المنظمات، وأكدتها السلطات الجزائرية من الضخامة بحيث يصعب محو آثارها بخبطة ساحر. فقد خلفت الحرب الأهلية منذ 1990 حوالي 200 ألف قتيل، و20 ألف مختف، وعشرات الالاف من حالات التعذيب، ومليون ونصف من الأشخاص النازحين، بينما أجبر 500 الف شخص علي اللجوء الي المنفي .وقال تقرير الوكالة المغربية تم ارغام الصحافة علي مهاجمة المغرب يوميا بدل القيام بحصيلة للوضع القاتم بالجزائر علي كافة الأصعدة. وكان عليها والحالة هذه أن تقدم جرد حساب لفاتورة الحرب، ضد المغرب، التي كانت عسكرية في البداية، وسياسية ودبلوماسية بعد ذلك، الي أن تحولت الي كره تاريخي ضد الجار الغربي. انها صحافة تواصل العيش علي لحظات ماض مجيد يعود الي بداية عقد التسعينات، ماض طويت صفحته بشكل كامل، وهي ما فتئت تكابر بدل الاعتراف بأن الصحافة المغربية قطعت منذ ذلك التاريخ العديد من الخطوات نحو الأمام، وذلك علي رأي العديد من الملاحظين، بمن فيهم الجزائريون.سياسيا قال تقرير لوكالة الانباء المغربية ان الجزائر تودع سنة 2006 وسط شكوك متزايدة حول مآل وفعالية التدابير المتخذة من اجل الخروج من الأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد والتي نتجت بالأساس عن تداعيات أحداث العنف التي لا تزال تعيش بعض فصولها منذ عقد التسعينات وكذا حول المقاربة التي اعتمدتها السلطات العمومية بهدف معالجة مخلفات هذه الأحداث .ودائما تنسب الوكالة الي المراقبين للأوضاع بالجزائر ان الساحة السياسية الجزائرية تميزت بحصيلة ضعيفة لميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي أقرته السلطات العمومية عبر استفتاء شعبي . وقال التقرير: يضاف الي كل الاكراهات التي غلفت المشهد السياسي الجزائري خلال هذه السنة، المنع الذي تضمنه ميثاق السلم والمصالحة في حق المسؤولين في الجبهة الاسلامية للانقاذ المنحلة، والذي يمنعهم من ممارسة أي نشاط سياسي باعتبارهم المسؤولين المباشرين عن المأساة الوطنية التي عاشتها الجزائر في العشرية السوداء .وابرزت الوكالة ان سنة 2006 الجزائرية شهدت بروز خلافات حتي داخل مكونات الائتلاف الحكومي الذي يضم ثلاثة أحزاب .وكان المغرب ومنذ عدة سنوات يتهم الجزائر بالذهاب بعيدا في سباق التسلح عبر صفقات الاسلحة الضخمة التي ابرمتها الجزائر مع روسيا ونقلت الوكالة تقريرا لصحيفة الخبر الجزائرية أن الجزائر بدأت في تسلم الدفعة الأولي من طائرات ميغ اس ام تي الحربية وذلك بمقتضي الصفقة التي أبرمتها الجزائر سنة2005 مع صانع المعدات الحربية الجوية والبحرية الروسي مابو ـ ميغ والتي تتضمن اقتناء 36 طائرة من نفس النوع بغلاف مالي يقدر بـ1.5 مليار دولار.وأن عملية تسليم طائرات ميغ 29 تدخل ضمن صفقة جزائرية روسية لتزويد الجزائر بأسلحة وعتاد حربي روسي متنوع، مشيرة الي أن هذه الصفقة تضمنت التشطيب علي ديون الجزائر المقدرة بأكثر من 4 مليار دولار، وهو المبلغ الذي يعادل صفقات السلاح الذي اقتنته الجزائر من روسيا.وقالت أن الجزائر ستتسلم، بمقتضي هذه الصفقة 22 طائرة مقنبلة من طراز (سوخوي 24 ) الي جانب28 طائرة مطاردة من طراز ميغ 30 ام كا اي و14 طائرة تدريب عسكرية من نوع ياك 130 اضافة الي 40 دبابة من النموذج الأخير من نوع تي ـ 90 وأنظمة صــواريخ سمارخت أرض ـ جو وغواصات وصواريخ من طراز كا ـ أش 35 الي جانب تجديد أسطول طائرات المروحيات.وأضافت أنه بالنظر لأهمية هذه الصفقة فقد تقرر تزويد الجزائر بالطائرات علي دفعات سواء تعلق الأمر بمقاتلات سوخوي 24 أو ميغ 29 و30 مؤكدا أن روسيا البيضاء ساهمت بدورها في تزويد الجزائر بدفعات من الطائرات دون أن يحدد نوعيتها.وأشار الي أن مصنع الطائرات الروسي مابو ـ ميغ سلم للجزائر حصتين من مطاردات متعددة المهام من طراز (ميغ.29 .اس.ام.تي) في انتظار تسليم الحصة الثالثة من مجموع 36 طائرة، مضيفة أنه من المنتظر أن توقع الجزائر صفقة أخري لاقتناء30 طائرة مطاردة من نفس النوع، لم تحصل عليها لحد الآن سوي دولة اليمن.وابرزت وكالة الانباء المغربية خلال الايام الثلاثة تصريحات لزعيمة حزب العمال الجزائري لويزة حنون تقول فيها ان عملية خوصصة 396 شركة عمومية جزائرية بالعملية الخاسرة بالنظر الي المداخيل الضعيفة التي وفرتها والتي قدرت بألف مليار سنتيم (حوالي100 مليون يورو) وايضا تصريحها بأن 500 من الأساتذة الجامعيين غادروا الجزائر خلال هذه السنة مما يعمق من مشكل هجرة الأدمغة بالبلاد الناتجة حسب حنون عن الأجور غير المحفزة التي يتقاضاها هؤلاء الأساتذة، وشروط العمل غير المناسبة، واتهامها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأنها وراء قرار هذه الأدمغة بالهجرة بحثا عن آفاق جديدة.هذه التقارير التي تبثها وكالة الانباء المغربية الرسمية تترافق مع اشارات يومية تهاجم الجزائر تحفل بها الصحف المغربية الحزبية والمستقلة ان كانت هذه الاشارات تتعلق بدعم الجزائر وتبنها لمطلب جبهة البوليزاريو في اقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية التي يقول المغرب انها جزءا من ترابه الوطني او الاوضاع الداخلية الجزائرية.