الاقتصادات الناشئة بشرق ووسط اوروبا تخرج رويدا من تداعيات الازمة العالمية

حجم الخط
0

وارسو – ا ف ب: يرى خبراء ان الاقتصادات الناشئة في اوروبا الشرقية والوسطى قد تنجح في الخروج من الاضطرابات التي سببتها الازمة العالمية منذ خمسة اعوام وتسير على طريق نمو متين.
وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد بعد نشر ارقام ايجابية للنمو في الربع الاول من السنة الجارية ان ‘الاسوأ اصبح على الارجح وراء’ دول المنطقة.
وتضم اوروبا الناشئة الاقتصادات الاكثر تطورا للدول الشيوعية السابقة التي اصبحت اعضاء في الاتحاد الاوروبية ومعها تركيا والبلدان الاقل تقدما في منطقة البلقان وروسيا وبعض الجمهوريات السوفياتية السابقة في رابطة الدول المستقلة.
وقال وليام جاكسون المحلل في مجموعة ‘كابيتال ايكونوميكس’ في لندن لوكالة فرانس برس ‘نقدر ان المنطقة برمتها ستشهد اعتبارا من 2015 نموا من 3 او 4 بالمئة سنويا’. واضاف ان اوروبا الشرقية تملك ‘قدرة تنافسية اكبر’ من محيطها منطقة اليورو الذي يعاني من ازمة الدين.
وبعد اقامة اسواق حرة على انقاض الاقتصاد الشيوعي الموجه، تملك دول المنطقة ميزات لا تغيب عن ذهن الصين. وتابع انه ‘بدين عام ضئيل وصناعات متكاملة مع اوروبا الغربية وعائدات ضئيلة، كل هذا يشكل امكانية نمو كبيرة +وتعويض+’.
وقال تشارلز موفيت الاقتصادي في مجموعة ‘اتش.أي.اس’ ان استثمارات الصين في هذه الدول ضئيلة، لكن الوعد الذي قطعه رئيس الوزراء وين جياباو بتقديم اعتمادات بقيمة 10.5 مليار دولار لتعزيز وجود الشركات الصينية، سمح ‘بفتح محادثات حول اتفاقات الاستثمار في عدد كبير من دول المنطقة’.
واضاف لوكالة فرانس برس ان صادرات القطع الصينية للتجميع يمكن ان ‘تدخل الاتحاد الاوروبي من باب خلفي خصوصا في مجال السيارات’. وتابع موفيت انه في الامد القصير، سيحد النمو الضعيف للاقراض من الطلب الداخلي لكن الفروع المحلية لمصارف غربية تهيمن على المنطقة ما زالت تخشى المغامرة.
وبولندا هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الاوروبي التي تجنبت الانكماش منذ عشرين عاما.
وقال صندوق النقد الدولي ان اجمالي الناتج الداخلي لهذا البلد سيرتفع بنسبة 1,1 بالمئة هذه السنة الى ان يصل تدريجيا الى 3,5 بالمئة في 2018.
وعلى الرغم من الاضطرابات الاخيرة وحساسية تدفق رؤوس الاموال الاجنبية، يمكن ان تنجح تركيا الشريكة التجارية لمنطقة اليورو ‘في تسجيل نسبة نمو من خمسة بالمئة سنويا’ بعد 2015 بفضل سوقها الداخلية، على حد قول جاكسون.
وما زالت كرواتيا والجمهورية التشيكية وسلوفينيا واوكرانيا تشهد انكماشا قد يتعزز في بلغاريا ورومانيا وسلوفاكيا.
وقالت بيروسكا ناغي، الخبيرة الاقتصادية في البنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية، ان سلوفينيا الدولة العضو في منطقة اليورو هي الاكثر تضررا اذ تواجه انكماشا بنسبة 2.5 بالمئة من اجمالي ناتجها الداخلي.
اما كرواتيا، التي اصبحت في تموز/يوليو الدولة الـ28 العضو في الاتحاد الاوروبي، فهي تعاني من انكماش او ركود وتحتاج الى اصلاحات بنيوية ملحة.
ويبدو ان الازمة السياسية في الجمهورية التشيكية لا تؤثر على الاسواق على الرغم من انكماش قياسي مستمر منذ 18 شهرا ويتوقع ان ينتهي العام المقبل.
ويسجل الاقتصاد الروسي تقدما خصوصا بفضل النفط والغاز لكنه بعيد عن وضعه كقاطرة للاقتصاد العالمي، كما قالت ناغي، التي اوضحت لوكالة فرانس برس ان ‘الامر لا يتعلق بنقص المال بل انها مسألة ثقة بان المال المستثمر لا يهدر’.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية