انتفاضات ‘الربيع العربي’ لم تقرع ابواب العراق. مع ذلك يشكو نوري المالكي ، متأخراً، عصفها المدمر. ففي خلال احتفال بعيد الشرطة قال المالكي ‘إن التيار الذي اجتاح المنطقة وتفاعلنا معه وأسميناه الربيع العربي قد تحوّل الى وباء وكارثة على الامة العربية بكل دولها ، والذي لم تصبه شرارة من هذا الربيع فهي قادمة اليه’.
‘الربيع العربي’ الذي يشكو منه المالكي هو غير الربيع العربي المزعوم الذي عصف بتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ويهدد لبنان الآن . إنه ربيع ‘الإسلام القاعدي’ الذي يجتاح بلاد الرافدين ، ولا سيمـا محافظـة الانبـار التـي تشكّل ، وحدها ، نحو ثلث مساحة العراق . هو ‘الربيع’ نفسه الذي كان غزا سوريا تحت اسماء شتى، أشهرها تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ (‘داعش’) و’جبهة النصرة’ ، ومعهما فصائل أصغر حجماً تنتمي الى فكر ‘القاعدة’.
اذا كان ربيع سوريا قد انطلق بتظاهرات إصلاحية تطالب بالحرية والديمقراطية والكرامة قبل ان تغدرها بالعكسرة والسلاح حركاتٌ اسلامية متطرفة، فإن ربيع العراق انطلق بإعتصامات اهلية في مدن محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى تطالب بالاصلاح قبل ان يطغى عليها تنظيم ‘داعش’ بشعارات ومطالب ‘قاعدية’ ليس اقلها إستعادة الخلافة الإسلامية.
الى ذلك ، فإن ‘ للربيعين’ السوري والعراقي بُعداً خارجياً واضحاً وفاضحاً. تجلىّ ذلك مبكراً في إحتضان الولايات المتحدة وتركيا وبعض دول حلف ‘الناتو’ للمعارضة السورية التي اتخذت من اسطنبول مقراً لها. كما تجلّى في احتضان تركيا (وضمناً الولايات المتحدة) للمعارضة العراقية التي لجأ اليها بعض رموزها في السلطة قبل ان يعسّكر ‘داعش’ الصراع بسيطرته على الفلوجة وعلى قسم من الرمادي ومناطق اخرى من محافظة الانبار.
سَبَق سيطرة تنظيم ‘داعش’ على أنشطة المعارضة العراقية في الانبار، تراجعُ الولايات المتحدة عن تزويد العراق مقاتلات ‘اف- 16’ . لكن بعد نجاح ‘داعش’ في السيطرة على مناطق واسعة في كبرى محافظات العراق ، تحركت واشنطن وابلغت المالكي استعدادها لتزويد الجيش العراقي مزيداً من صواريخ ‘هلفاير’ . كما كشفت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ أن ادارة اوباما وعدت بغداد ببيعها 20 الى 30 طوافة من طراز ‘اباتشي’ لإستعمالها ضد مقاتلي ‘القاعدة’.
الحقيقة ان لتلكؤ الولايات المتحدة في تزويد العراق أسلحةً ثقيلـة اسباباً ثلاثة :
الاول امريكي صهيوني . ذلك ان واشنطن وتل ابيب تتخوّفان دائماً من وقوع هذه الاسلحة في ‘الأيدي الخطأ’ ، اي في ايدي قوى تنتمي الى ‘القاعدة’ او الى قوى المقاومة والممانعة.
الثاني امريكي خليجي . ذلك ان الولايات المتحدة ودول الخليج تتخوف من مفاعيل جنوح حكومة المالكي الى التعاون مع محور طهران دمشق الامر الذي يضاعف من قوة الجمهورية الإسلامية في المنطقة .
الثالث اسرائيلي- اطلسي . ذلك ان اعضاء في الوفد السياسي- الإقتصادي الفرنسي الذي رافق الرئيس فرنسوا هولند في زيارته الاخيرة للسعودية كشفوا لأصدقاء لهم من المعارضين السوريين المقيمين في باريس جانباً من اسباب ‘الجفوة’ بين الرياض وواشنطن التي نشأت بعد إحجام ادارة اوباما عن تنفيذ ضربتها العسكرية الموعودة ضد سوريا. يقول هؤلاء إن الضربة كانت مقررة ووشيكة الى ان تأكدت واشنطن من انها لا تخدم مخططاً اسرائيلياً-اطلسياً يستهدف سوريا والعراق بقدر ما تخدم على المدى المتوسط تنظيم ‘القاعدة’ ، فكان ان صرفت النظر عن الضربة الموعودة .
ما المخطط المقصود ؟
بحسب المعلومات المسرّبة من الفرنسيين ، كانت ‘اسرائيل’ وضعت ، بالتعاون مع اجهزة استخبارات اطلسية، مخططاً لتأجيج الصراع المذهبـي السني- الشيعي في العراق بغية قسمته الى ثلاث دويلات : كردية في الشمال ، وسنيّة في الوسط ، وشيعية في الجنوب. وقد ضاعفت ‘اسرائيل’ من جهودها في هذا السبيل بعد احتدام الحرب في سوريا وعليها بين الجيش العربي السوري وفصائل المعارضة المسلحة من جهة ، وفي العراق بين حكومة المالكي وبعض المعارضة السياسية والعشائرية العراقية في الانبار من جهـة اخرى. الغاية المتوخاة من تزخيم الصراع في الانبار هي تمكين قوى المعارضة السنّية من السيطرة على كبرى المحافظات العراقية الممتدة على مسافة 600 كيلومتر من الشمال الى الجنوب على الحدود السورية العراقية ، والملاصقة للمحافظات السنّية السورية الحدودية من الحسكة في الشمال الى دير الزور في الوسط الى شرقي محافظة درعا (حوران) في الجنوب . فالسيطرة على محافظة الانبار تتيح توحيدها مع المحافظات السورية المشار اليها ما يسهّل قيام دولة عازلة تفصل جغرافياً ايران والدويلة الشيعية المحتملة في جنوب العراق عن الاردن وفلسطين المحتلة وبالتالي عن البحر المتوسط .
غير ان تطوراً مؤثراً لم يكن في حسبان ‘اسرائيل’ والولايات المتحدة حَدَث وحَمَل واشنطن على إعادة النظر بدعمها للمخطط المرسوم . فقد تمكّن تنظيم ‘داعش’ من انتزاع زمام المبادرة من قوى المعارضة السنّية العراقية المتعاونة مع واشنطن ، والتمدد في مناطق واسعة من محافظة الانبار ، واقامة قواعد لـــه في مدن الرمادي والفــــلوجة والخــالدية ، ومعبريّ القائم وربيعة على الحدود مع سوريا .
هذا التطور المؤثر استثار ريبة واشنطن وخشيتها من تحوّل الانبار ، على ايدي ‘داعش’، الى افغانستان اخرى، اي الى قاعدة للتنظيمات التكفيرية ومنطلقٍ لعملياتها الإرهابية ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. ويبدو ان المالكي تنبّه الى حساسية ادارة اوباما في هذا المجال فأوعز الى سفيره في واشنطن لقمان فيلي ليضرب على هذا الوتر الحساس . وعليه ، قام السفير فيلي بإتصالات مكثّفة مع اعضاء مجلسيّ الكونغرس، كما ادلى بتصريحات هادفة متعددة كان آخرها لصحيفة ‘واشنطن تايمز’ بأن امريكا ‘لا يمكنها تحمّل سقوط مدينة كاملة او محافظة كاملة في ايدي ‘القاعدة’…هذا يخالف المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة ، ويهدد الامن القومي الامريكي’ .
يوضح اعضاء الوفد الفرنسي العائد من السعودية إنهم حصلوا على هذه المعلومات في معرض شروحات قدّمها مسؤولون سعوديون في سياق تأكيدات بأن لا خلاف جدّياً بين السعودية والولايات المتحدة لأن عزوف هذه الاخيرة، قبل اشهر معدودة، عن ضرب سوريا لم يأتِ نتيجةً لخلاف جدّي بينهما بل بسبب خشية امريكا من مخاطر سيطرة ‘القاعدة’ وتفرعاتها على مناطق واسعة من العراق وسوريا ما يؤدي الى استهداف مصالحها في المنطقة وتهديد امنها القومي، خاصةً ان السعودية لن تتضرر من تأجيل إقامة دولة الانبار العازلة.
هذا ما يقوله الفرنسيون ، فما رأي المعارضين السوريين والعراقيين الذين لا يجدون غضاضة في التعاون مع الامريكيين وحلفائهم ؟
‘ سياسي وكاتب لبناني
المالكي يتمنى ان يقتل اهل الانبار ويبيدهم كما يفعل بشار باهل سوريا لكنه يعلم ان جيشة الكرتوني ضعيف وهش مليشيات جبناء هم احرص الناس على الحياة. وسلاحهم خفيف وقليل ماذا لديه المالكي لديه كم مليشيا مسماة جيش وسوات وكم دبابة ومروحية خرذة ! امريكا قبله حاربت اهل الانبار سنوات وحاصرت مدنهم وعجزت عن السيطرة على مدنهم الانه ابناء العشائر كلها هناك رفعت السلاح ضد الغزاة عشرات ومئات الالوف من المسلحين بمدن الانبار والمثلث السني ومثلث الموت … امريكا للحد من خسائرها سحبت جنودها واستعملت المرتزقة وقوم الرافضة واساليب خسيسة اهل الانبار ادرى بها قصف عشوائي على البيوت منع دخول الغذاء الى للمدن قطع الماء وتخريب الاراضي الزراعية..
يجب اعلان اقليم العراق الغربي حتى تعتبر قوات المالكي قوات دخيلة محتلة دولياً وعربياً – ويكون الهدف واضح للعالم
يجب اعلان تشكيل فرق والوية وكتائب من ابناء العشائر المسلحين ويكونوا جنود نواة جيش اقليم العراق الغربي
الحدود الاولية لهذه الاقليم هي المناطق هي التي ينشط فيها الثوار (الانبار, صلاح الدين, ديالى, الموصل, قضاء الحويجة, شمال بابل جنوب بغداد وضواحيها, في المستقبل القريب بعد تحرير المحافظات يجب ان تشمل جميع المناطق السنية في مدينة بغداد حق تقرير المصير واعلان الانفصال. سواء عبر القوة او المفاوضات خروج المحتل الشيعي من الاقليم السني وتغليق وتلغيم الحدود
اختيار قادة عسكريين من المجالس العسكرية في كافة المناطق ويكون هناك تنسيق بينهم واعداد خطط لشن الهجمات والدفاع
واختيار قائد مؤقت للاقليم السني ولاهل السنة ويكون عسكري له خبرة يشارك
الاقليم السني سيمتلك كافة مكونات الدولة (حدود شعب سلطة (حاكم) قوات على الارض (مسلحي العشائر)) هو دولة حقيقة مستقلة باسم اقليم