القاهرة ـ «القدس العربي»: سوف نبدأ ملء خزان سد النهضة، 6 كلمات أطلقها رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، فأثار غضب مئات القرى والمدن المصرية، التي تعاني في الأساس من أزمة مياه، لأجل ذلك تعالت الأصوات في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 11 و12 يوليو/تموز، مطالبة باستخدام القوة. والمتابع لتلك الصحف يرى أن كل الطرق تؤدي للاقتراب من الحسم العسكري للقضاء على أهم خطر وجودي يهدد المصريين، منذ فجر التاريخ.
مصر تتوعد وإثيوبيا تراوغ والأغلبية في انتظار الحرب… وفيروسات متنوعة تقض مضاجع العالم
من جانبها أعلنت القاهرة، أنها ترفض إرجاء حسم الخلافات في مفاوضات سد النهضة.. أمس الأحد توقع السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، صدامًا حتميًا في حال عدم حل أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، مشيرًا إلى أهمية وجود آلية فض منازعات بشأن الأزمة.. ومن جانبه اطلق الاقتصادي الدكتور محمود الخفيف نداءً جاء فيه: «يا شعوب العالم الثالث صحصحوا، لأن هذه الديون لا تكلف الغرب إلا ثمن الطباعة وإصدار النقد، في حين أن تكلفتها لكم باهظة، تدفعونها وتسددون أقساطها وفوائدها، بإنتاج وجهد ومواد خام وموارد طبيعة وثروات حقيقية، تكلفة قد يصعب على أولادكم وأجيالكم القادمة تحملها». واعترف أمس الرئيس السيسي عن أنه، على الرغم من الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد، إلا أن الدولة ستقف بجوار شعبها، مؤكداً على أن الحكومة ستوفر شقة لكل مواطن. من جانبه قال وزير النقل الفريق كامل الوزير، إن السيسي وجّه خلال اجتماع مع رئيس هيئة السكك الحديدية، بمد قطارات الدرجة الثالثة بالتكييف، ملمحًا إلى احتمال رفع أسعار التذاكر، بعد عيد الأضحى. فيما سأل فراج إسماعيل في «المصريون»: متى تكون في لبنان دولة واحدة وجيشا واحدا ودعما موجها للبنانيين فقط.
استيقظنا متأخرين
البداية مع أهم الأزمات التي تهدد المصريين، ويهتم بها الدكتور مصطفى كامل السيد في «الشروق»: «لست متأكدا أن لحظة مواجهة الحقيقة قد حانت لدى كل الأطراف المهتمة بأزمة سد النهضة في مصر. هذه الحقيقة كانت واضحة لبعض من تابعوا سلسلة الجهود المصرية للوصول إلى حل عادل ومنصف للنزاع حول مشروع بناء هذا السد، وهي أن الحكومة الإثيوبية ليست على استعداد للتنازل عن موقفها، وهو أن بناء السد قضية إثيوبية، وأنه لن يعود بضرر جسيم على أي من السودان ومصر، وأن الخلاف حوله هو مجرد خلاف فني لا يستدعي تدخل مؤسسات سياسية، في أي من الدول الثلاث، ولا أي أطراف خارجية. ومع وضوح هذه الحقيقة، ما زال البعض يتعلل بأن من شأن الحوارات أن تقنع الحكومة الإثيوبية بعدالة مطالب الدولتين الأخريين، أو أن مشاركة أطراف أخرى كقوى أو مؤسسات إقليمية أو دولية، يمكن أن تكون أكثر فعالية في الوصول إلى هذا الهدف. ومع أن عرض قضية سد النهضة على مجلس الأمن، لم ينته إلى أي قرار، كما استمر التعثر في جهود الاتحاد الافريقي، بعد استئناف مناقشات وزراء الري، وهو ما يوحي بأن الدول الثلاث قاربت على استنفاد كل الوسائل الدبلوماسية في مناقشة هذا النزاع. إلا أن كثيرا من التعليقات في مصر على هذه التطورات تفترض أن لحظة مواجهة الحقيقة لم تحن بعد، فأصحابها ما زالوا يتمسكون بوهم إمكان التوصل إلى حل مرض لكل أطرافه، من خلال خطوات أخرى دبلوماسية أو قانونية، كأن يعقد مجلس الأمن اجتماعا آخر بعد فشل جهود الاتحاد الافريقي بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، أو بنقل القضية للتحكيم الدولي، أو أمام محكمة العدل الدولية».
أمل كاذب
يتابع الدكتور مصطفى كامل السيد في «الشروق»: «هذه الأطراف المتفائلة تتوهم أن العلاقات الدولية تحكمها المبادئ الأخلاقية، ومن ثم يكفي أن تعرض مصر قضيتها أمام أطراف ثالثة على النحو الممتاز، الذي فعله وزير الخارجية سامح شكري أمام مجلس الأمن يوم الاثنين الماضي، لكي يقتنع هؤلاء الأطراف بعدالة الموقف المصري، واتفاقه مع قواعد القانون الدولي، ومن ثم لا يكون أمام الحكومة الإثيوبية سوى الانصياع لهذه الرؤية المستندة إلى مبادئ أخلاقية وقانونية صحيحة. وحتى إن أخفق مجلس الأمن في العمل على أساس هذه الاعتبارات، لأنه مؤسسة سياسية تحكمها المصالح المتعارضة للدول، فأمام مصر اللجوء إلى هيئات تحكم فقط بمقتضى القانون، كلجنة تحكيم أو محكمة العدل الدولية. وهكذا لن يكون أمام الحكومة الإثيوبية، وقد بدا الحق ناصعا كضوء الشمس، إلا أن تنزل على حكم أي منها. ويطرح آخرون أسبابا أخرى للتمهل قبل الاستنتاج بأن الأساليب الدبلوماسية قد بلغت منتهاها، فيستندون إلى أن الملء الأول للبحيرة خلف السد خلال شهر يوليو/تموز سوف يكون متواضعا للغاية، ولن يلحق أضرارا كبيرة بمصر، ومن ثم يمكن للحكومة المصرية أن تعطي للجهود الدبلوماسية وقتا أطول، لعل وعسى أن تثوب الحكومة الإثيوبية إلى رشدها، خلال هذه الشهور الإضافية، وهكذا يكون الصبر هو مفتاح الفرج في هذه الأزمة المعقدة».
سنضربها في أي حال
سرٌّ باح به مسؤول سابق لعماد الدين حسين في «الشروق»، يفيد بأن إثيوبيا تدرك تماما أنها إذا لم تتوصل لاتفاق نهائي وملزم وعادل مع مصر، فإنها لن تحصل على أي عوائد من التنمية التي تتمناها. على سبيل المثال إذا كنا لن نضرب السد، فمن الممكن وبسهولة جدا ضرب أي محطة كهرباء ستقوم بإنتاج أو توزيع أو نقل الكهرباء من السد لأنحاء إثيوبيا، أو لتصديرها للخارج. تقول إثيوبيا ليل نهار لشعبها وللعالم أن هدفها من السد تنمية إثيوبيا وإنارة القرى والمدن الغارقة في الظلام، ومصر تعلن دائما أنها لا تعارض ذلك، بل عرضت المساهمة في المشروع، بكل ما تمتلكه خصوصا في مجال الطاقة، لكن عندما تكون المعادلة هي إنارة إثيوبيا وزراعة أراضيها مقابل تعطيش مصر وابتزازها، رغم أن الأمطار المتساقطة عليها تصل إلى أكثر من 950 مليار متر مكعب سنويا، يعنى أن مصر لن يكون لديها خيار غير تعطيل كل الأحلام الإثيوبية وإجهاضها، حتى تتم إعادة إحياء المعادلة القديمة بين البلدين، وهي إما تعاون مشترك أو خسارة مشتركة.. علينا أن نذكر الإثيوبيين بما كان يقوله رئيس الوزراء الأسبق ميليس زيناوي: «نحن في مركب واحد، إما أن ننجو معا، أو نغرق معا». ونقول لهم بوضوح: «أنتم تصرون ليس فقط على النجاة، بل تحاولون السيطرة على كل المركب وتدفعونه دفعا للغرق مع سبق الإصرار والترصد».
زيناوي خدعنا
تابع عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق»: «أغلب الظن أن مقولة زيناوي كانت لتخديرنا، وأكرر هنا ما كتبه أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الحالي للجامعة العربية، ومذاكراته القيمة «شهادتي» بأن زيناوي وقّع مع مصر في القاهرة اتفاقا إطاريا عام 1993، يقر فيه بكل الحقوق المصرية، خصوصا حصتها وعدم إقامة سدود إلا بعد موافقتها، وبعد أقل من عامين أعلن الانسحاب من الاتفاق، وعندما استغربت القاهرة موقفه، قال «لقد وقعنا الاتفاق حينما كنا ضعفاء، والآن لم نعد في حاجة إليه». من الواضح أن هذا هو صلب الموقف الإثيوبي، سواء كان الحاكم هو هيلاسلاسي الامبراطور، أو منغستو هيلي ماريام الشيوعي، أو زيناوي، الذي قاد الانقلاب عليه أو ديسالين الذي خلفه، أو أبى أحمد الذي يزعم أنه ليبرالي ديمقراطي منفتح على الجميع. هم يختلفون في أمور كثيرة، لكنهم للأسف يتفقون على شيء واحد هو الإضرار بمصر، بزعم أنها المسؤولة عن فقرهم وتخلفهم. في 2011 و2015 لم نكن في أفضل أحوالنا، ونحن أقوى الآن عسكريا واقتصاديا وسياسيا، لم يكن لدينا الرافال أو الميغ 29 أو السوخوي 35، ولا حاملتا الطائرات الميسترال، ولا الغواصات والفرقاطات الحديثة.. في الفترة الماضية كانت أمريكا تعطينا الأسلحة وقطع الغيار بالقطارة، والآن يمكننا الحصول على مختلف وأحدث أنواع الأسلحة، من كل دول العالم، خصوصًا روسيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والصين، بجانب الولايات المتحدة. يعود المسؤول ليقول لي: مهم جدا أن تكون رسالتنا قوية ورادعة، لكن من المهم أيضا أن نشهد العالم كله أننا كنا أنصار سلام، لكن الطرف الآخر كان مراوغاً».
ماذا سنفعل؟
اعترف الدكتور محمد يونس في «الأهرام»: «إننا أمام تحد وجودي يستدعي أن يكون لدينا خطاب إعلامي استراتيجي يدعم المسار الدبلوماسي وغيره من المسارات، التي قد يتطلبها الدفاع عن حقنا في الحياة. إن تحليل خطابنا الإعلامي حول هذه القضية يكشف عن ملاحظتين أساسيتين، الأولى غياب خطة استراتيجية واضحة لدى القائمين بالاتصال في مؤسساتنا الإعلامية تجاه قضية سد النهضة ونهر النيل، والثانية أن هذا الخطاب في معظمه موجه للداخل أو للجمهور العربي، عبر القنوات الفضائية المصرية، وهو بذلك يستهدف من هم أصلا مؤمنون بالقضية، بينما يغيب هذا الخطاب عن أولئك الذين ليس لديهم وعي كاف بالرؤية المصرية، أو يتعرضون للدعاية المضادة، فهل لدينا إذاعات أو قنوات فضائية، أو حتى مواقع إلكترونية وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي باللغات العالمية، واللغات الافريقية، توضح رؤيتنا وموقفنا أمام شعوب العالم، وفي مقدمتها الشعب الإثيوبي والشعوب الافريقية، ذات الصلة بنهر النيل؟ وأين دور المكاتب الثقافية والإعلامية لسفاراتنا في الخارج؟ لكل ذلك أوضح الكاتب أنه لابد من صياغة خطاب إعلامي ومهني يوضح الرؤية المصرية لسد النهضة ويعرض الحقائق الفنية والجغرافية والتاريخية والحضارية لنهر النيل، على أن يوجه للعالم أجمع بما فيها إثيوبيا والدول الافريقية، خاصة ذات العلاقة بمجرى النيل».
أعداء جدد وقدامى
اعترف ياسر رزق في «الأخبار» الكاتب المقرب من رئاسة الجمهورية، بأنه من حق الشعب أن يتخوف من أن يكون الوضع في ليبيا هو مستنقع يراد استدراج الجيش المصري إليه، ليخوض فيه، بينما هناك خطر آخر أشد عند الجنوب، متمثل في عزم إثيوبيا على ملء سد النهضة.. ربما كانت إسرائيل، وهي العدو التاريخي والتقليدي للأمة العربية، المستفيد الأكبر في الذهنية العربية من غزو العراق للكويت، وما استتبعه من حرب تحرير الكويت وحروب تدمير العراق، وكذلك من أحداث الربيع العربي في سوريا وليبيا ومصر واليمن. لكن مجريات الأحداث أثبتت أن تركيا وليست إسرائيل هى المستفيد الأكبر من زمن الجزر العربي، وأنها تسابقت مع إيران حيناً، ونسقت معها أحيانا لتقسيم مناطق النفوذ بينهما على الأرض العربية والسواحل العربية، وملء الفراغ الممتد من الساحل الشرقي للمتوسط إلى جبال زاغروس على الحدود العراقية الإيرانية. وتنافس تركيا في هذه الاستفادة إيران، التي تغلغلت في الأراضى العراقية والسورية واللبنانية واليمنية، وتحكمت في القرار العربي في عدد من العواصم العربية عبر وكلائها من الأنظمة الحاكمة، أو القوى السياسية المتحكمة. وإذا كان ثمة امتنان لنظام أردوغان في تركيا ونظام الملالي في إيران من جانب إسرائيل، فهو أنهما حولا مشاعر الكراهية العربية من إسرائيل إلى بلديهما، بصورة لم يسبق لها مثيل منذ نكبة 1948. يحرك تركيا في أطماعها بالأرض العربية، مثلما يحرك إيران، الإرث الاستعماري العثماني والفارسي.. ومنذ تسلط رجب طيب أردوغان على مقاليد الأمور في تركيا رئيسا للوزراء ثم رئيسا للجمهورية، بدأ في عملية مدّ نفوذ ذكية لتحقيق أطماعه، بدأت بالقوى الناعمة متمثلة في المسلسلات العاطفية والتاريخية، واستقطاب الكتاب والمفكرين الإسلاميين، للتحلق حول فكرة قلب الخلافة، الذي ينفض عن نفسه الضعف ويسعى لجمع «شتات» الأمة».
مستعدون للحرب
أعرب كرم جبر في «الأخبار»عن سعادته حينما رأى الصورة مبهرة في تنفيذ القوات لمهمة حماية الحدود، والتفاهم والتناغم والتعاون بين مختلف الأسلحة، وكأنه مايسترو يقود فرقة موسيقية متفاهمة، ويوزع الأدوار والمهام على كل أفرادها بدقة شديدة، لتؤدي لحناً واحداً. في أقل من أسبوع، تمكن الأبطال من التدرب على الخطة، واستكمال التنسيق بين مختلف الأسلحة، وتقديم بيان عملي عنوانه «نحن جاهزون». وتبدأ المنظومة الدفاعية بالإشارات التي تتلقاها القوات من وحدات المخابرات الحربية والاستطلاع، عن أماكن تمركز القوات المعادية وأعدادها وتسليحها، وعلى الفور يتم تقدير حجم النيران المؤثرة والأسلحة المستخدمة في القضاء عليها. «حسم 2020» القوة العاقلة المفرطة، فلا أحد يستطيع أن يورط الجيش في معركة لا يريد دخولها، مضى زمن الحرب بالورطة، ولكنه أيضاً في تمام الجاهزية للدفاع عن كل حبة رمل، ويستطيع أن يقطع رقبة وذراع من يهدد الأمن القومي. روعة الأداء القتالي تجسدت في الرماية الجوية التي تستهدف مناطق تجمعات العناصر الإرهابية، ومراكز القيادة، ورماية بالذخيرة الحية لكتيبة دبابات، وتظهر الطائرات بمختلف أنواعها، وكأنها صقور تقتحم السماء. تتلوها قوات المظلات لاحتلال المواقع الحيوية في العمق، وسرايا الصاعقة لتدمير مراكز القيادة للمرتزقة، ويستمر العزف على النيران، حتى القضاء على آخر عنصر إرهابي، وتتعقبه قواتنا بتطهير الأرض من دنسهم. مطمئنون على جيشنا، ورأينا بأعيننا أوركسترا العزف على النيران، في نشيد الدفاع عن الوطن، وشتان بين القادر والعاجز، فكانوا يريدون لجيشنا مصيراً مثل دول الجحيم العربي».
ربما يغيرون العالم
الأطباء المخلصون كثيرون في هذا العالم، وما يفعلونه الآن، كما يرى عبد الله ظهري في «الشبكة العربية» ملحمة لن يتجاوزها التاريخ الحديث. ونحن نشهد هذه الملحمة يطرأ على الذهن تساؤلات، ربما تكون منطقية أو على الأقل مشروعة: «هل من ضمن خصائص عالم ما بعد كورونا اتساع مدى تأثير الأطباء إلى أبعد من حدود عملهم؟ هل من الممكن أن يبحث الأطباء في المستقبل عن أدوار إضافية في قيادة وتطوير مجتمعاتهم؟ أثق في أن أكثر الأطباء لا يفكرون في الأمر، ولا يضعون له اعتبارا، فدورهم العظيم يكفيهم ويكفينا، الناجحون لم يتحقق نجاحهم بالفهلوة، أو بالصدفة، أو بالعلاقات الشخصية، ولم يشتهروا بين الناس لأسباب لا تتعلق بالكفاءة العلمية، ومسيرتهم في الحياة منذ نعومة أظفارهم، ارتبطت بحب العلم وتعلمه، لهذا هم أكثر الناس تقديرًا لقيمة العلم وتأثيره. كثير من الأطباء ينتمون إلى الطبقة المتوسطة في مجتمعاتهم، وهي طبقة تعاني الكثير من تدهور أحوالها الاقتصادية، ومن ثم تبحث هذه الطبقة عن واقع جديد يعيد لها ما خسرته في سنوات عجاف، إضافة إلى أن البعض يتوقع استمرار معاناة العالم في العقود المقبلة من تأثير فيروسات متنوعة تقلق منام العالم وتضعه في حالة صراع مستمر معها، وبالطبع سيكون للطبيب دور مؤثر في هذا الصراع. ليس هذا فقط فقد تعاني كثير من المجتمعات من سوء إدارة لأزمة كورونا، وبشكل تلقائي يقارن الناس بين أداء مسؤولين في مجتمعاتهم لا يؤدون واجباتهم وأطباء يدفعون حياتهم ثمنًا لأداء واجباتهم، هذه المقارنة ستدعم أي دور إضافي يقوم به الطبيب بعد انتهاء الأزمة. إذن هل من الممكن أن نشهد في عالم ما بعد كورونا أحزابًا سياسية يشكلها أو يسكنها أصحاب البالطو الأبيض؟».
لم نكن لصوصاً
أكد سامي شرف في «الشروق»: «لا يجرؤ أحد أن يشكك في ذمم حكومات الثورة أو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إن الذين أذلوا الشعب ونهبوا أمواله في بطونهم، وتركوا الشعب يعاني من الفقر والجهل والمرض، تحولوا فجأة إلى حماة للشعب مدافعين عن حقوقه! ولا بأس فنحن في عالم جديد، كل شيء فيه مباح، حتى أن يتحدث الإقطاعيون باسم الفلاحين، وعتاة المستغلين باسم العمال والفقراء. والذين أثاروا شكوكاً حول قضية الذهب، إنما يهدفون من ورائها إلى اتهام ثورة 23 يوليو/تموز 1952 التي قضت على نفوذهم بأن الثورة كانت تسير على شاكلتهم في نهب أموال الشعب. ورغم أن وزراء الاقتصاد والمالية في عهد الثورة قد كذبوهم، إلا أنهم ما زالوا يصرون على الادعاء نفسه بالمنهج ذاته، الذي هاجموا فيه السد العالي، وجعلوه سببا في الخراب والزلازل، وفي المنهج نفسه الذي هاجموا به تأميم شركة قناة السويس، واستردادها من سيطرة الأجانب لتصبح مصرية خالصة، تسهم في الاقتصاد القومي المصري والعربي، وذلك بعد أن حكموا سنوات في ظل وحماية الاحتلال وبمباركته، وتحت ظل دباباته حتى تفجرت ثورة يوليو/تموز، وطردت المحتل وأجلته عن أرض الكنانة، بعدما كانوا يتحكمون في صناديق الانتخاب يسوقون إليها الفلاحين، لينتخبوا جلاديهم ويزّورونها ليكون البرلمان ممثلاً للإقطاع ولرأس المال المدعوم والمتعاون مع رأس المال الأجنبي.عندما قامت ثورة يوليو 52 كان العجز في الميزان التجاري عام 1951 أكثر من 39 مليون جنيه ـ بقيمة الجنيه في ذلك الوقت – وكان أكثر من جنيه إسترليني ويتعدى الأربعة دولارات أمريكية ـ وكان العجز في ميزانية آخر حكومة سنة 1951/1952 أكثر من 25 مليون جنيه. وشهود العيان لتلك القضية هم وزراء الاقتصاد والمالية وكبار المسؤولين في البنك المركزي في تلك الفترة».
تجربة لم تتم
رأى عباس الطرابيلي في «المصري اليوم»: «أن الدولة لم تؤمن بأي حياة حزبية سليمة؟ مضيفاً : مصر مقبلة على انتخابات برلمانية – بعد أيام- لانتخاب مجلس للشيوخ، أتحدى أن يذكر لي رئيس أي حزب قائم عدد الأحزاب المسجلة.. فإن عرفها هل يقدر أن يذكر لنا أسماء 20 حزبًا من هذه القائمة، التي تقول بوجود أكثر من 100 حزب في مصر الآن؟ بل أتحدى أن يذكر أي سياسي منهم أسماء عشرة من رؤساء هذه الأحزاب فوق المئة.. وربما هذا هو سبب انهيار هذه الأحزاب، حتى إن عرفنا أسماء بعضها، أو أسماء رؤسائها، فما بالكم لو طلبنا من أي مواطن أن يذكر لنا سطرين – فقط سطرين- عن نشاط أي حزب أو برنامج أي واحد منها.. نقول ذلك لأن كل هذه الأحزاب- أو بعضها- قامت للوجاهة الاجتماعية أو مجرد لافتة يقبع البعض خلفها.. بينما هم «معظمهم» لا نعرف له فكرًا أو مبدأ.. أو يعرض علينا طريقًا للتقدم أو المشاركة الحقيقية في العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. ومعظمها لا نسمع به إلا إذا كان لمجرد إصدار بيانات الشجب والإدانة.. أو التأييد. وربما لهذه الأسباب، ولغياب الفكر الحزبي الحقيقي، تتمسك الأحزاب بنظام الانتخاب بالقائمة، الذي يمكن أن يضمن لها مقعدًا هنا أو ظِل مقعد هنا.. ولو تركوا التصويت وكل العملية للانتخابات الفردية، لما فاز شخص واحد بمقعد واحد.. وأكاد أجزم أن معظم الأحزاب القائمة الآن هي التي قتلت نفسها بنفسها، «وعلى نفسها جنت براقش».. هذا إذا عرف حزبي واحد من هي براقش هذه. وإذا كانت الأحزاب نشأت للدفاع عن مصالح فئة أو جماعة أو حتى أمة، فإن معظم الموجود الآن من أحزاب نشأت بقرار فرد أو عدة أفراد، لكي يعلق لافتة على مقر.. ليشار له بأن هذا هو فلان.. وحزب فلان.. ودلوني على حزب حقيقى خرج من بين طين هذا الوطن والنضال على أرضه».
ليست النهاية
أكد أكرم القصاص في «اليوم السابع»: «أن كورونا ستساهم في تقدم الأبحاث العلمية تاريخيا، فإن الكثير من الاكتشافات العلمية والقفزات الكبرى في الطب والدواء والاتصالات، بدأت وسط الحروب أو داخل دهاليز المنشآت العسكرية، وهي اختراعات ذات حدين، شرير وطيب، فقد سرّعت الحرب العالمية الثانية في أبحاث الطاقة الذرية، التي أنتجت القنبلة النووية، أتاحت توليد الطاقة النووية والعلاج بالنظائر المشعة. وكان ارتفاع أعداد المصابين من الجنود في الحرب العالمية الثانية، وراء الإسراع في دعم أبحاث البنسلين، أحد أهم الاكتشافات في القرن العشرين، وبداية ثورة المضادات الحيوية، التي أنقذت مئات الملايين من البشر، الذين كانوا يموتون بالبكتيريا، بدأت أبحاث البنسلين عام 1928 وضاعفت بريطانيا الأبحاث ليظهر عام 1945. ومن معسكرات الجيش الأمريكي، بدأت لأول مرة فكرة شبكة الإنترنت، ضمن مشروع أربانت عام 1969، لمساعدة الجيش الأمريكي عبر شبكات داخلية، وتطورت بعد ربط المؤسسة الوطنية للعلوم والجامعات الأمريكية، وتطورت الشبكة حتى بدأت في النمو الانفجاري في التسعينيات من القرن العشرين. وهناك أمثلة أخرى لاختراعات واكتشافات علمية ارتبطت بالحرب الباردة، وما بعدها، وأخرى ظهرت تحت ضغط الوباء أو المرض، مثل لقاح شلل الأطفال الذي كان يصيب عشرات الآلاف بعاهات مستديمة، حتى اكتشف العالم الأمريكي جوناس سالك أول لقاح ضد شلل الأطفال، وبدأ استخدامه عام 1955، عبارة عن جرعة من فيروس شلل الأطفال «الميت» عن طريق الحقن العضلي، حتى طوره ألبرت سابين ليصبح في صورة نقط عن طريق الفم، وتم اعتماده رسميا عام 1962. ثلت اللقاحات والأمصال أحد أهم إنجازات العلم في حرب البشر ضد الأمراض، ولقاح الجدرى هو أقدم اللقاحات واكتشفه إدوارد جينر عام 1796».
أحظروه
تيك توك الصينى بكل المحتوى السطحي فيه، دخل كما اخبرتنا داليا عاصم في «البوابة نيوز»على خط الحرب الباردة بين أمريكا والصين، وأخذت عدة حكومات حول العالم تصريحات مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي بخطورة تطبيق «تيك توك» على محمل الجد، في ما يتعلق بالأمن القومي. لقد كانت أمريكا هي «الأخ الأكبر» على الدوام ترسم وتخطط نمط حياة الملايين من البشر، ونجحت عبر عملاقيها فيسبوك وغوغل في ذلك. أبت الصين أن تدور في هذا الفلك، وأمريكا لن تقبل بأن تكون الصين من يلعب هذا الدور الآن. «تيك توك» ليس تطبيقا للتواصل لا نجده ينمي أي علاقات اجتماعية سوية، بل يحرض على الكثير من السلوكيات اللاأخلاقية تحت ستار دعائي «التسلية» عبر الفيديوهات القصيرة. الصورة الأولية التي تعاطى معها كافة المستخدمين، هي الترفيه وتزجية الوقت، لاسيما في وقت الحظر والحجر المنزلي الإجباري، فوجدنا أسرا بأكلمها تشارك في صناعة المحتوى! ربما هو منبر يعمل على إتاحة الفرصة للمواهب، ولكننا وجدنا طوفانا من المحتوى الرديء والمقيت يطفو ويغمر كافة مواقع التواصل الأخرى من فيسبوك وإنستغرام، بربطهم به وللأسف نتعرض لهذا المحتوى شئنا أم أبينا. أكثر ما لفت انتباه الكاتبه هو مقاطع الفيديو الجاهزة، التي يتم تقليدها من قبل المستخدمين. الحركات العصبية التي لا تنم عن أي توافق عصبي وحركي مع الموسيقى، حركات مكررة، بات الأعضاء كأنهم نسخ آلية من بعضهم.. الحركات السمجة ذاتها.. التحجر في الأداء الحركي، يعكس ما وصلنا إليه من تدهور في اللياقة البدنية لمعظم المصريين، أمة عرفت الرقص ونقشته على المعابد وعلمته للبشرية، بات الغالبية من أبنائها لا يتقنون التوافق الحركي الإيقاعي الذي لا أعلم بما يؤشر إليه من مشكلات في التوصيلات العصبية للخلايا الدماغية، فهو في حاجة لرأي المتخصصين في الطب النفسي العصبي.
أدرك خطورة حماقته
نتحول نحو فلسطين المحتلة حيث أكدت سناء السعيد في «الوفد»: «نتنياهو أضطر صاغرًا إلى إرجاء تنفيذ مخططه الظلامي القاضي بضم الأراضي الفلسطينية، الذي كان قد حدد له الأول من يوليو/تموز الجاري. لم ينبع الإرجاء من فراغ، فقد كان النتن بين نارين.. نار وعوده لناخبيه بأن يلتزم بالموعد الذي حدده للتنفيذ، ونار عدم وجود ضوء أخضر أمريكي واحتمال تدهور الأمور على الجبهة الفلسطينية، وعلى جبهة التطبيع مع دول الخليج التي أبلغت واشنطن باستحالة الاستمرار في العملية التطبيعية، إذا ما أقدمت إسرائيل على الضم بشكل أحادي. ولهذا اضطر نتنياهو للإرجاء إلى أن تسنح له فرصة تحقيق مبتغاه. غير أن تأجيل التنفيذ لا يعني الإلغاء، إذ يظل هدفًا صهيونيًا في المقام الأول تسعى إسرائيل إلى تحقيقه بوصفه تتويجًا لمسار الاستيطان الذي يتطلب إضفاء الشرعية عليه في نهاية المطاف. فضلًا عن أن النتن يسكنه حلم بأن يأتي اليوم الذي يسجل فيه اسمه إلى جانب دافيد بن غوريون مؤسس إسرائيل. بيد أن تنفيذ المخطط سيكون بمثابة إعلان حرب، وجريمة كبرى فضلًا عن كونه غير شرعي، وغير قانوني وغير حكيم وغير أخلاقي، فهو يقضى كلية على حل الدولتين مما يشكل ظلمًا إضافيًا بحق الفلسطينيين. ولهذا حذّر أكثر من 200 من القادة السابقين للموساد و«الشين بيت» والجيش والشرطة من أن الخطوة تؤذن بإشعال حريق خطير. كما حذّرت الأمم المتحدة من أن الخطة ستزعزع استقرار المنطقة. ولا شك في أن نتنياهو وآخرين سيأخذون هذه المخاوف بعين الاعتبار، وبالتالي عليهم أن يدركوا أن تنفيذها سيورثهم الهلاك».
رعب ليلة الامتحانات
انتقد محمد أمين في «المصري اليوم» رعب الطلاب قبل الامتحانات: «لم نسمع على أيامنا عن مراجعة ليلة الامتحانات.. كان أطباء النفس ينصحون بعدم المذاكرة ليلة الامتحانات، وبالفعل كنا ننام مبكرًا، ولا ننشغل بما سيأتي، وكانت أسلم طريقة لاستقبال الامتحانات بدون توتر وصراخ وارتباك. وأعتقد أن هذه المراجعة تشبه حالة هبش المعلومات في الامتحانات، وأعتقد أن مراجعة ليلة الامتحانات تشبه نصائح ليلة الدخلة!
فالذين ذاكروا لا يحتاجون إلى مراجعة ولا يحتاجون إلى نصائح ليلة الامتحانات وليلة الدخلة.. وأنا من الذين لم يذاكروا ليلة الامتحانات، ولم يراجعوا ما جرى في الامتحانات، وأفرغ ذهني تمامًا للامتحان التالي، ولا أراجع لأبنائي ولا أشغلهم بما جرى.. وأطلب منهم أن ينسوا ما جرى، ويتفرغوا للامتحان التالى تمامًا.. وأعتقد أنني كنت من الذين ينسون كل المنهج ليلة الامتحانات، ولا أنزعج.. وأتذكره كله ساعة الامتحانات!
مفترض أننا كنا نذاكر لنتعلم أسباب الحياة، ولا نذاكر من أجل الامتحان فقط.. ولهذا السبب وحده كانت تعيش المعلومات معنا مدة أطول.. وبعضنا مازال يحفظ بعض الفقرات، كما هي حتى الآن.. بعض الزملاء يتذكر لون غلاف بعض الكتب وأسعارها.. وهؤلاء أصحاب ذاكرة حديدية.. وربما يذكرون الأسماء الثلاثية لبعض الزملاء والأساتذة.. هؤلاء تفوقوا ليس لأنهم يحفظون، ولكن لأنهم حالة خاصة، ودخلوا كليات القمة بالطبع! أود أن أؤكد أن الطلاب لا يقرأون مراجعات ليلة الامتحانات.. وليس عندهم وقت لكل هذا، حتى إن قالوا إنهم يقدمون أسئلة الامتحانات، وكنا جيلًا لا ينشغل بهذا الكلام أبدًا.. ولا يشغل أسرته بأنه في الثانوية العامة.. فلم تكن البيوت معسكرات، ولكنها كانت بيوتًا طبيعية فيها طلاب ثانوية فقط.. فالأسرة لا تنقطع عن أي عمل كانت تعمله.. والطالب نفسه لا يُلْزِم البيت بضوابط لا يملكها، ولا يستطيع أن يحول البيت إلى معسكر للاجئين».
هيفاء بلا منزل
اهتمت صحف أمس الأحد، ومن بينها موقع» مصر العربية» باستغاثة توجهت بها الفنانة هيفاء وهبي لوزير العدل ووزارة الداخلية، وكشفت مداخلة هاتفية مع برنامج «الحكاية» الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب تفاصيل جديدة حول أزمتها مع مدير أعمالها محمد وزيري، والدعوى القضائية التي رفعتها ضده، موضحة أنها تعرضت لقضية نصب كبيرة. وذكرت أنها محتجزة في لبنان ولا تستطيع القدوم لمصر بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، موضحة أنها طلبت من المحامي الخاص بها في مصر أن يسجل ويحرر محضر باستيلاء وزيري على فيلتها الخاصة في أحد المجمعات السكنية بالشيخ زايد، والتي يقيم بها حاليًا رغم أنها مسجلة باسم شقيقتها.
وأضافت المطربة اللبنانية، أن مدير أعمالها السابق، يستولي أيضًا على 5 وحدات مملوكة لها من ضمنها الفيلا التي يسكنها في المجمع السكني نفسه في أكتوبر وشركة عقارات واختتمت، أنها قصدت أن توصل صوتها من خلال برنامج «الحكاية» للمسؤولين في مصر لتستطيع رد حقوقها، مشيرة إلى أن هناك الكثير من التفاصيل التي لا تستطيع أن تفصح عنها بسبب وجودها لدى القضاء.واتهمت هيفاء وهبي؛ مدير أعمالها محمد وزيري، بالتحصل على مبلغ 63 مليون جنيه، بدون وجه حق من ممتلكاتها بتوكيل عام، يتيح له التعامل في المبالغ المستحقة لها لدى المنتجين والقنوات الفضائية وبعض منظمي الحفلات».