الانتخابات اللبنانية للمغتربين.. الأنظار تركّزت على نسبة إقبال الناخبين السنّة والعين على عدم التلاعب خلال نقل صناديق الاقتراع

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”: دخل لبنان المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية مع توجّه اللبنانيين المغتربين في عدد من الدول العربية إلى مراكز الاقتراع على أن تُستكمل العملية في مرحلتها الثانية يوم الأحد في الإمارات العربية المتحدة وأستراليا وأوروبا والأمريكتين وإفريقيا.
وهذه التجربة هي الثانية للمنتشرين اللبنانيين بعد انتخابات 2018، لكنها تكتسب دلالات أكبر نظراً لإقبال المغتربين على التسجيل بأعداد أكبر ولرغبتهم في التغيير بعد الانهيار الذي شهده لبنان جراء الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية وتحميلهم المسؤولية للمنظومة السياسية.
وجاءت أرقام المغتربين في المملكة العربية السعودية لتتصدّر قائمة الناخبين حيث بلغ عددهم 13105، توزعوا على مركزي اقتراع في الرياض وجدّة و30 قلماً، تلتها قطر بـ 7344 ناخباً توزعوا على 17 قلماً ضمن مركز واحد في إحدى المدارس، ثم الكويت 5670 فسوريا 1018 وسلطنة عمان 903 ومصر 709 والبحرين 638 والأردن 483 والعراق 327 أما إيران فتسجّل فيها 642 ناخباً. وستستكمل العملية الانتخابية في 48 دولة تعتمد الأحد عطلة نهاية الأسبوع ويبلغ عدد الناخبين فيها 194384 سيتوزعون على 192 مركز اقتراع و521 قلماً. وبلغ عدد الناخبين في فرنسا 27813 ناخباً وفي الولايات المتحدة 27925 والإمارات 25052 وكندا 24250 واستراليا 20602 وألمانيا 16156 وساحل العاج 6068.
وتركّزت الأنظار على مراقبة نسبة الإقبال في الدول العربية ونسبة تصويت الناخبين السنّة ومدى التزامهم بقرار الرئيس سعد الحريري المقاطعة. وبلغت نسبة التصويت حتى الخامسة من بعد الظهر 12797 ناخباً من أصل 30929 أي ما نسبته 41.37 في المئة. وفيما تحدث بعض التقارير الإعلامية الواردة من السعودية عن أن الإقبال على الاقتراع في دائرة بيروت الثانية كان مقبولاً، فإن نسبة الاقتراع حتى بعد الظهر بلغت 4857 من أصل 13105 أي بنسبة 37 في المئة موزّعين بين 3248 في الرياض و 1609 في جدّة، وناشد بعض المواطنين من لم يقترع بعد الحضور والمشاركة في التغيير. وتردّد أن بعض المسجّلين في الدول العربية اغتنموا فرصة عيد الفطر للمجيء إلى لبنان وتمضية العطلة الأمر الذي حال دون تمكّنهم من الاقتراع. أما نسبة الاقتراع في قطر فبلغت 3009 ناخبين من أصل 7344 أي ما نسبته نحو 40.97 في المئة، وبلغ مجموع المقترعين في الكويت 2476 من أصل 5760 أي ما نسبته 42.99 %، وفي سلطنة عمان 477 من 903 أي نسبة 52.82%، وفي الأردن 203 من أصل 483 بنسبة 42.03%، وفي سوريا بلغ المجموع 719 ناخباً من أصل 1018 أي ما نسبته 70.63%، وفي إيران بلغ مجموع المقترعين 461 من أصل 642 أي ما نسبته 71.81%.


وقد واكبت غرفة العمليات في وزارة الخارجية والمغتربين سير العمل في أقلام الاقتراع بمساعدة طلاب من الجامعة اللبنانية في المراقبة عبر كاميرات تنقل مباشرة مجريات العملية. وتمنى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب “أن تستمر الانتخابات النيابية للمغتربين اللبنانيين المقيمين في الخارج، كما هي بالنزاهة والشفافية”، وقال “كبر قلبي حين رأيت المقترعين يقترعون في كل الدول، وأتمنى أن ينتهي هذا اليوم بنسبة عالية للمقترعين أي بنسبة قد تبلغ 70% بزيادة عن اقتراع عام 2018 الذي بلغت نسبته 56 %””. ونفى بو حبيب “حصول أي تقصير من جانب وزارة الخارجية في توزيع المقترعين على الأقلام”، مجدداً القول “إن الأخطاء حصلت عندما بادرت الأحزاب إلى تسجيل المقترعين وليس عندما تسجل المواطن بنفسه”. ورأى “أن أعداد المسجلين في أمريكا اللاتينية خيّبت الآمال، وندعو اللبنانيين للمشاركة في الانتخابات في لبنان”. ورداً على سؤال عن إمكانية تطيير الانتخابات خلال المدة المتبقية للخامس عشر من أيار قال: “السؤال يوجه إلى وزير الداخلية، أنا المسؤول عن اقتراع المغتربين والأمور جيدة”.
وتعليقاً على الخشية على سلامة صناديق الاقتراع خلال نقلها إلى لبنان لفت وزير الخارجية إلى “أن الصناديق تُقفل بالشمع الأحمر بوجود مندوبي اللوائح، وتُرسل إلى المطار عبر DHL ثمّ تُسلّم للداخلية”، مشيراً إلى أنه “يجب أن تصل الصناديق في غضون الأحد، وحينها تنتهي مهامنا كوزارة خارجية، وختم في موضوع التكاليف “طمأنني رئيس الحكومة لناحية تأمين التكاليف “وممكن نطلع مكسورين” في نهاية انتخابات المغتربين”، نافياً “أي تلاعب بنتائج المغتربين”، ومؤكداً “أن الصناديق ستكون مغلقة بالشمع الأحمر”.
وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزارة الخارجية واطلع على سير العملية والإحصاءات، آملاً “أن نبشّر اللبنانيين ببرلمان جديد يمكن أن يُحدث التغيير المرتقب”. كذلك زارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا الوزارة وتفقدت سير العمل في غرفة العمليات لمراقبة الانتخابات في الخارج، وأعربت عن سعادتها “لبدء الانتخابات اليوم لتصويت المغتربين المقيمين خارج لبنان، ونرى من خلال الشاشات في غرفة المراقبة أن اللبنانيين يتوافدون إلى مراكز الاقتراع في السفارات للتصويت”. وبالنسبة إلى تقييمها مسار الانتخابات قالت:”هذه بداية فقط وهي جيدة وتعطي الفرصة للبنانيين للتعبير عن رأيهم، وهو قرار يعود إلى اللبنانيين”.
من جهته، اعتبر وزير الداخلية بسام مولوي الذي زار بدوره وزارة الخارجية “أننا وصلنا اليوم لأول محطة من محطات مهرجان الديمقراطية وفرح اللبنانيين”، وأوضح “أننا نتابع منذ الصباح مع كل المعنيين في الخارجية العملية الانتخابية ولا إشكالات”، مؤكداً “أن الوضع الأمني جيد والقوى الأمنية في جهوزية تامة، ومستمرون بالعمل الأمني الاستباقي، وأدعو المواطنين للاطمئنان لكن يجب أن نكون دائماً حذرين”، مضيفاً “اللبنانيون ينتظرون “بكرا أحلى” وهذا الغد نصنعه من خلال الاقتراع”. وتوقّع “أن تكون نسبة الاقتراع في الانتشار مرتفعة لأن المنتشرين أعربوا عن رغبتهم بالمشاركة بالاستحقاق من خلال تسجيلهم بكثافة والأعداد فاقت أعداد عام 2018”.
أما على صعيد الخروقات للعملية الانتخابية، فكانت بسيطة وتمثّلت بنصب خيم لماكينات انتخابية حزبية خارج سور السفارة السعودية لكل من الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية والكتائب الأمر الذي نظر إليه ممثل الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات Lade على أنه خرق للصمت الإعلامي وبمثابة دعاية انتخابية، الأمر الذي لم يوافق عليه السفير اللبناني في الرياض فوزي كبارة الذي قال إن الخيم لم تُنصَب داخل حرم السفارة بل خارجها.
كذلك، أفيد أنه تمّ رفع علم حزبي في الباحة الخلفية للقنصلية اللبنانية في جدّة ما اعتبر مخالفاً للقانون الانتخابي وطُلب من المعني إزالة العلم، وتمّ تسجيل مخالفة من خلال قيام أحدهم بتصوير ورقة الاقتراع خلف العازل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية