الانمساخ

حجم الخط
0

لقد ترددت كثيرا قبل الإقدام على ديباجة هذه الوجهة، وجهة نظري. ويقف خلف ترددي أكثر من عامل أرى الأنضج منه، كوني أؤثر أن أكون قارئا. لذلك قل ان دونت ما أعاينه من مجريات التحول التي تسم المشهد الثقافي بالمغرب. إلا أن ما حفزني لكتابة وجهة نظري الذاتية والشخصية، والتي لا أدعي انتفاء الخطأ عنها، ما حظيت بمتابعته في الأونة الأخيرة.
إذا كان المشهد الثقافي بالمغرب، اتسم بالطابع اليساري التقدمي في مرحلة دقيقة لها امتداداتها في الراهن، حيث تزعمت مؤسسات وجمعيات ثقافية المشهد الثقافي داعية وهم ‘التغيير’، كاتحاد كتاب المغرب، والإمام الأصيلي والبعث الثقافي، فإن ما يكسر الانتظار بلغة نقاد الأدب، أن ترى أسماء قوية إذا حق تتهاوى كأوراق التوت في نوع من المسخ أو الكفكاوي، ماحية تاريخا أدبيا دعم بناء الاسم والشخصية الاعتباريين.
من المؤسف اليوم، أن يرى المتتبع بعض هذه المؤسسات تتراجع، على مستوى رمزية الحضور، بعد تأكد عجزها ليس المادي وهو متوافر إن لم نقل يشكل مدعاة للصراع والتنابذ، ولكن غياب الكفاءة والاقتدارعلى مستوى التدبير وتحمل المسؤولية، وسم هذه المؤسسات بالركون إلى الخلف، وكأن لا دور للثقافة التنويرية في مغرب اليوم.
ومن المؤسف أيضا، كون بعض الأسماء الدالة في كتابة الرواية، النقد والترجمة انساقت خلف دول خليجية، بل إن منها من ناصر في مرحلة ديكتاتوريات بعثية غنم منها ما يفسح رغد العيش في الغرب، وثمة من اصطف خلف جمعيات محلية واضعا نفسه رهن الإشارة والمشورة. فهل يعقل أن تسمع مثقفا يحقد على الجميع في أنانية ونرجسية بلا حدود، يمدح في قصيدة (شعرية) وزيرا للثقافة سابقا، ورئيسا لجمعية حاليا، متنكرا لماضيه اليساري، وهو ما حصل وشاعرا ‘أصيليا’ اختط المنحى ذاته.
على أن الأغرب، أن تنتهي إلى مسمعك أسماء كتاب ومبدعين اعتقلوا في أزمنة الرصاص سابقا، فيما هم حاليا يعرضون خدماتهم في قطاعات إعلامية سينمائية وفنية، وهي ذات الخدمات التي قدموها في مراحل لتوجهات يسارية.
فهل هي المرحلة ذاتها؟ أم أن اللعبة في السياسة ترسم تجلياتها حتى في الثقافة أم أنه ‘انجلاء الأوهام’؟
أما بعد، فهذه وجهة نظر عن مرحلة، ومشاهد ثقافية قد يكون غيري عاينها وآثر الصمت، لولا أني وبرغم كوني مقل كتابة فضلت تدوينها، ولغيري حق الرد والتفنيد.

أمين باهي الزعري – تطوان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية