الاوساط المغربية تترقب نتائج زيارة بوتين للجزائر لما لها من انعكاس علي التسلح بالمنطقة ونزاع الصحراء الغربية
الاوساط المغربية تترقب نتائج زيارة بوتين للجزائر لما لها من انعكاس علي التسلح بالمنطقة ونزاع الصحراء الغربيةالرباط ـ القدس العربي ـ من محمود معروف: تراقب الاوساط السياسية المغربية باهتمام زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للجزائر، وابرزت وسائل الاعلام المغربية تقارير تتحدث عن عدم ارتياح روسي في العلاقة مع الجزائر. وربطت التقارير عدم الارتياح الروسي برفض او تردد الجزائر قبول عرض تعاون مالي حمله أليكسي كودرين وزير المالية الروسي للجزائر الاسبوع الماضي. ويبرز الاهتمام المغربي بالعلاقات الجزائرية الروسية من زاويتي التسلح ونزاع الصحراء الغربية، حيث تعتبر الرباط ان أي تسلح جزائري يعني خطوة سلبية تجاهها وتدخل منطقة المغرب العربي في سباق تسلح وكثيرا ما وجهت اوساط مغربية رسمية واعلامية انتقادات لاي صفقة سلاح تعقدها الجزائر وتبدي تخوفات من ان تؤدي تلك الصفقات الي زعزعة استقرار المنطقة.وتراهن الرباط كثيرا علي عدم تأييد موسكو لمقاربة الجزائر لنزاع الصحراء الغربية والالتزام علي الاقل بالحياد بغض النظر ان كان سلبا او ايجابا، خاصة في هذه المرحلة التي يمر فيها النزاع بمرحلة دقيقة لاقتراب عقد مجلس الامن الدولي دورة اجتماعات خاصة بالنزاع يمكن ان يناقش خلالها مبادرة مغربية لمنح الصحراويين حكم ذاتي تحت السيادة المغربية. وأكدت وزارة الخارجية الروسية الخميس أن التوصل الي حل سياسي ومقبول لجميع الأطراف وتحت اشراف هيئة الأمم المتحدة لمشكلة الصحراء يشكل عنصرا مهما في الحوار الروسي الجزائري .وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامنين بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للجزائر ان تبادل الآراء حول المسائل المهمة كبناء نظام عالمي عادل ومتكافئ وديمقراطي مستند الي الالتزام الصارم بقواعد ومبادئ القانون الدولي وميثاق هيئة الأمم المتحدة، وتعزيز السلام والأمن في منطقة البحر المتوسط، والتوصل الي حل سياسي ومقبول لجميع الأطراف وتحت اشراف هيئة الأمم المتحدة لمشكلة الصحراء وتسوية النزاعات في القارة الأفريقية يعتبر عنصرا مهما في الحوار الروسي الجزائري. وأعلن كامنين أن روسيا تعتزم مواصلة مشاركتها الفعالة في خطوات المجتمع الدولي المنسقة والرامية الي مساعدة افريقيا في تجاوز المشاكل الحادة التي تواجهها .وتبنت موسكو منذ اندلاع النزاع الصحراوي مواقف لم تزعج الرباط وان كانت هذه الاخيرة تحاول دائما لكسب تأييد اوروبا وضع النزاع في اطار مخلفات الحرب الباردة بين الشرق بقيادة الاتحاد السوفييتي والغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وتعتبر دعم الجزائر لمطالب جبهة البوليزاريو بانفصال الصحراء الغربية التي كانت تحت الاستعمار الاسباني ويقول المغ بانها جزء من ترابه الوطني لخدمة مصالح المعسكر الشرقي. ورفضت موسكو/ السوفييتية او الروسية/ دائما الاعتراف بالجمهورية الصحراوية التي اعلنتها جبهة البوليزاريو وان كانت لم تمانع في تقدير دعم دبلوماسي واعلامي من دول اوروبا الشرقية للجبهة، وفي الوقت الذي كانت تعقد فيه صفقات الاسلحة مع الجزائر كانت تعقد صفقات اقتصادية استراتيجية حول الفوسفات والصيد البحري مع الرباط. ومنذ تقلص دور موسكو الروسية علي الصعيد الدولي، تقلص اهتمامها بالقضايا السياسية المغاربية ونأت بنفسها عن الحساسية المغربية الجزائرية وفي موضوع الصحراء الغربية بقيت في مجلس الامن الدولي ملتزمة بالحياد السلبي، تحاول مع بكين ولندن، التوفيق بين واشنطن المؤيدة للجزائر وباريس القريبة للرباط. ونشرت وكالة الانباء المغربية تقارير عن الخلاف بين الجزائر وموسكو وابرزت تقريرا لصحيفة كوميرسانت الروسية يقول أن الكريملن هو الذي طلب تقليص مدة هذه الزيارة علي اعتبار أن الحكومة الروسية التي وافقت علي الغاء الديون المترتبة علي الجزائر بقيمة تناهز 5 ملايير دولار مقابل التزام الجانب الجزائري بشراء أسلحة روسية (طائرات مقاتلة من نوع ميغ 29 و سوخوي 28 وأنظمة صواريخ ودبابات) لم تتلق من الحكومة الجزائرية الضمانات اللازمة .ونسبت الوكالة لـ كوميرسانت وهي اليومية الأوسع انتشارا في روسيا، قولها أن وزير المالية الروسي ألكسي كودرين زار الجزائر قبل أسبوع من موعد زيارة الرئيس بوتين وذلك من أجل وضع اللمسات الأخيرة علي اتفاق الغاء الديون المترتبة علي الجزائر ازاء روسيا.وكشفت أن كودرين كان يعول علي الحصول من الجزائريين علي التزامات مكتوبة بأن يشتروا خلال السنوات القليلة القادمة كمية كبيرة من الأسلحة الروسية لكن الجزائريين رفضوا توقيع أي وثائق بهذا الشأن مما أدي علي الأرجح الي غضب شديد من الجانب الروسيوأضافت الصحيفة استنادا الي مصادر جزائرية أنه قبل فترة قصيرة من الموعد المقرر لزيارة بوتين الي الجزائر أعلنت موسكو عن تقليص راديكالي لبرنامج الزيارة من يومين الي ساعات . ولدي استعراضها مراحل المفاوضات الروسية الجزائرية حول الغاء الديون مقابل صفقات أسلحة، نسب الوكالة لـ كوميرسانت قولها أن الديون المترتبة علي الجزائر ازاء روسيا والبالغ حجمها 4.7 ملايير دولار تعود الي فترة السبعينيات والثمانينيات عندما كان الاتحاد السوفييتي يزود هذا البلد بكميات كبيرة من السلاح .وأضافت أن موسكو لم تكن تستعجل تسديد فواتير هذه الديون بالرغم من أن الأمر يتعلق بمبالغ ليست فوق تحمل الجزائر التي تعد الي جانب روسيا أحد الممونين الرئيسيين للسوق الأوروبية بالغاز الطبيعي .ونُسب للصحيفة انه بعد تفكك الاتحاد السوفييتي اعتبر جميع المدينين له تقريبا أنه من غير اللازم دفع ما عليهم من ديون بينما لم تفقد موسكو الأمل في استرجاع ولو جزء من هذه الديون ، وذلك عبر ابتكار صيغ متعددة من بينها اسقاط الديون مقابل شراء أسلحة روسية كما حصل العام الماضي مع سورية حيث الغيت نحو 10 مليارات دولار من أصل ديون قدرها الاجمالي 13.5 مليار دولار مقابل وعد من الرئيس بشار الأسد بعقد صفقة سلاح كبيرة مع روسيا.وأكدت الصحيفة أن موسكو كانت تستعد لاستعمال هذه الصيغة بالذات مع الجزائر مقترحة علي هذه الأخيرة اسقاط جزء كبير من الديون المترتبة عليها مقابل شراء كمية كبيرة من السلاح الروسي ومنح امتيازات للشركات الروسية في مجال التنقيب عن حقول النفط والغاز بالجزائر.