الايرانيون قلقون

حجم الخط
0

توجد مقالات هي عار على بعض صحف العالم. إن مجلة ‘التايمز’ اللندنية لم تنسخ علنا المديح الذي أغدقته على تشمبرلين حينما عاد الى لندن في 1938 مع اتفاق ميونيخ معلنا ‘أتيت جيلنا بسلام’. ولم ترجع صحيفة ‘هآرتس’ الى المقالة الافتتاحية التي نشرتها في تموز/يوليو 1946 بعد تفجير مؤسسات الحكم البريطانية في فندق الملك داود في القدس. يوجد ما يدعو صحيفة ‘نيويورك تايمز’ الى أن تحني هامتها بعد أن اقتبس بنيامين نتنياهو أول أمس من مقالتها المحرجة في 2005 التي تحدثت عن نجاح الدبلوماسية في منع حصول كوريا الشمالية على القدرة الذرية، لكنها بدل ذلك هاجمت خطبة نتنياهو. فالصحف مثل البشر لا تحب من يُذكرونها بعارها.
إن الزعم هو أن نتنياهو يُثقل على باراك اوباما في تجربته للخيار الدبلوماسي مع ايران. لكن بماذا؟ لقد حذر رئيس الوزراء من نوايا نظام آيات الله الآثمة، وهذا شرعي، وسيثبت المستقبل أكان ذلك حقا أم لا.
يستطيع اوباما باعتباره رئيس التحالف الديمقراطي أن يعتمد على تهديدات اسرائيل ليحسن وضعه في التفاوض مع الوفد الايراني الذي يتمتع هو ايضا بالمظاهرات في طهران في مواجهة الهدوء الذي يُظهره الرئيس حسن روحاني.
زعموا أمس في طهران أن السيف الذي تستله اسرائيل قد صدأ وأن غضب نتنياهو يسبب الارتياح. وهذا رد طبيعي لأنه ماذا يقولون؟ هل يقولون إنهم أصيبوا بالخوف؟
وهم يعلمون ايضا أن السخرية لا تعبر عن المعركة الحقيقية. فلم تُقل أول أمس كلمة واحدة تشير الى هجوم اسرائيلي قريب قد يشوش على المحادثات بين اوباما وروحاني. وقد جند نتنياهو قوة الجيش الاسرائيلي للابقاء على العقوبات الاقتصادية ولتشديدها اذا أمكن ايضا، وليس ذلك أساسا لعمل عسكري، بل هو شيء من التحسين للتفاوض الامريكي الايراني، فالتهديد الاسرائيلي يغني ملف دعاوى الولايات المتحدة ولا يضعفها.
إن الاستهزاء الايراني يخفي على الخصوص قلق ايران من أن تكون خطبة نتنياهو تشير الى تقارب بين الولايات المتحدة واسرائيل في تحديد الخط الاحمر للمشروع الذري الايراني. وإن التعاون المحتمل بين تل ابيب وواشنطن يزيد التهديد لروحاني. لم يعلن نتنياهو أن اسرائيل ستعمل وحدها، بل أعلن أنه اذا حدث الاسوأ فان اسرائيل لن تتخلى حتى لو كانت وحدها عن الخيار العسكري وهم في طهران يفهمون هذا جيدا.
أُشير في هذه الصحيفة في وقت ضعف اوباما عن مواجهة المذبحة في سورية الى أنه توجد جهات في الشرق الاوسط تفكر في قلق في تشكيل محور صد طهران من جديد. وهي ترى أن امريكا دعامة هشة أو أنها ليست كذلك تماما. كشف أودي سيغال أمس في القناة الثانية عن أن جهات عربية تحج الى اسرائيل لتشكيل جبهة مضادة للاستعمار الايراني.
ليس لاسرائيل ولا يجوز أن يكون لها الحق في أن تتبوأ منزلة الولايات المتحدة في الدفاع عن سيادة دول الشرق الاوسط. لكنها اذا أصبحت حلقة وصل واذا كانت تريد أن تقوي الثقة بها فعليها أن تُسمع الصوت الذي صدر أول أمس عن نتنياهو.

اسرائيل اليوم 3/10/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية