مع بداية الانقلاب العسكري، تحول استوديو فضائية الجزيرة الى ثكنة مدججة بالرتب العسكرية واكتظ بالجنرالات ويمكن ان نعدد بعض الاسماء مثل (عبد الحميد عمران، طلعت مسلم، اللواء نجوى فؤاد التي ظهرت اخيرا في شهر رمضان المبارك فغنى لها نيشان انشودة طلع البدر علينا).. ثم شهدنا ضحكة صافية لسميّة الخشاب وهي تُهاجم من نمر محنط في الصالة، وطلة رائعة للكوميديان عادل امام وهو يقاتل العدو الصهيوني بفرقة عطا الله العسكرية الاستشهادية، ورأينا في التقرير مشهدا ساخرا من مرسي يضحك عليه هاني رمزي و هالة سرحان التي نجت من موت محقق من حادث الضحك. الرجل اسير، ومخطوف، ولا يزال موضوعا ساخرا لفضائيات الفلول!! السؤال هل سيجرؤ اخو اخته على السخرية من عبد الناصر الجديد!
اطرف الالوية هو اللواء محمود الذي استضافته الجزيرة لكنه يعاني من صعوبة النطق، وجفاف في التعبير وتصلّب في الرأس، وجفاء في الحوار والذي احاول ان اتذكره لكن الذاكرة خائنة:
– سيادة اللواء ما رأيك بهذا العدد الكبير من الضحايا؟
– انا مش فاهم ممكن تعيد السؤال؟
يعيد السؤال فيقول اللواء الخفاق: الجزيرة تغطي تغطية غير مناسبة وتقف على الجانب الاخر من التاريخ.
– سألت عن الضحايا وليس عن يوليوس قيصر؟
– يجب ان يفهم الاخوان ان عجلة التاريخ لن تعود الى الوراء.
عادت عجلة التاريخ الى الوراء في مصر، عودة قاسية، والدليل مذبحة المنصحة التي اجمع المراقبون انها لم تحدث في مصر عبر التاريخ منذ عهد الفراعنة!
اما تصريحات احمد عبد الحفيظ رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان وجمال عيد مدير الشبكة العريية لحقوق الانسان، فيمكن ادراجها في باب ‘الغزل والنسيب’ وتقف على الجانب الاخر من التاريخ!
طبعا ارتفعت شهرة المذيع ‘محمد الغيطي’ الكوميدية بعد تصريحاته العنصرية عن السوريين والتي لم تستطع ان ترقعها تبريراته اللاحقة، اما حماس ، والفلسطينيون عموما فاصبحوا اسرائيل الثورة الثانية، حسن نافعة الذي يقيم في الجزيرة منذ اسبوع (هو سعد الهجرس) كان قد نصح اسامة حمدان بفريق اعلامي يدافع عن حماس ضد الاتهامات، وقد ذكرني بكمامات الكيماوي التي ارسلت امريكا بعضا منها الى الجيش الحر في سوريا للوقاية من القصف الكيماوي الذي كان خطا احمر. اذا : الخط الاحمر يعالج بالكمامات! التعبئة ضد حماس تعالج بفريق اعلامي!
اما طرفة الغيطي الثانية فكانت عن سقوط الاندلس لا عن سقوط القاهرة. تبيّن انّ الحوار مع الجنرال محمود يحتاج الى مترجم ومعلم للنطق، الجنرالات غالبا يفهمون بالاوامر والتنفيذ، اما مهل العسكر في مصر فليست مثل مهل الامم المتحدة في سورية ، فهي قصيرة لا تتجاوز 48 ساعة والجميع يلوم الجزيرة وانحيازاتها ضد الثورة الثانية ويريدونها ان تتأسى بالفضائيات المصرية النائمة في عسل نيشان. يلاحظ ان الجزيرة تركت الموقف السياسي الخطير من غير عنوان اعلامي مثل الانقلاب العسكري، او الثورة المضادة.. واكتفت بعنوان قديم شاع في فضائية سي بي سي هو ‘مصر الى أين؟’ يمكن للمشاهد ان يعتقد ان الجزيرة تلاطف الانقلابيين بعدم استضافة صقور من الاخوان حتى تنكشف الغمة.. لنتذكر ان محمد بدر يخضع لتمديد ثان مقداره خمسة عشر يوما في ذمة التحقيق.. الواسعة!!
تابعت مع مشاهدين مكاسرات جدالية بين فريقين اثنين مدة هذا الاسبوع هما فريق الثورة الثانية المكون من حسن نافعة وسعد الهجرس ونيفين ملك (التي تلفظ بكسر الميم على ما يبدو) و محمد الجوادي ووائل قنديل .
ملاحظات:
الملاحظة الاولى ان الجزيرة فضلت عدم استضافة احد من الاخوان بين الضيوف اما لأنهم محاصرون في رابعة او حتى تتجنب تهمة الاخونة؟
الملاحظة الثانية ان محمد البرادعي هو الحاضر الغائب في الحوارات، وتدل تويتاته التي ندرت على انه يتحدث وهو في السلطة عن طرفين لا علاقة له بهما، كأنه عايش في الاتحاد الاوروبي او في كوكب زوزيكا.
الملاحظة الثالثة هي ان حسن نافعة والهجرس سعداء بالحل العسكري، وهما ماهران في التبرير للانقلاب، فمرسي هو السبب في كل شيء فاذا كان ثمت قتلى في رابعة فهنالك قتلى سابقين في الاتحادية واذا كان اعلان دستوري فمرسي اصدر اعلانا دستوريا.. والبادئ اظلم.
الا انني استغرب اللياقة المصرية والتهذيب المبالغ فيه، والذي نجده ابان عرض محمد سليم العوا لمبادرته الشجاعة والحكيمة، وهو وصف الرئيس المؤقت ‘بالقاضي الجليل’، ثم عاد في اليوم التالي واستغرب من القاضي ‘الجليل’ ان يتولى منصبا من غير مسوغات قانونية. العوا وصف في لقاء الجزيرة مرسي بأنه فشل فشلا ذريعا، اما عزمي بشارة فكان اكثر عدلا (حديث الثورة) عندما قال منصفا انه فشل وأُفشل. اما الهجرس فيتحدث عن الدولة النهرية وهي نظرية الفيلسوف فيتفوغل في التنظير للدولة الاستبدادية الشرقية. المباراة جرت بين فريقي الثورة الثانية والشرعية الدستورية تخللتها سعلات للهجرس، وغضبة مضرية لحسن نافعة لأن محمود مراد وضعه في مقابل ضيفين من الفريق الاخر مرة واحدة فقط، اما محمد الجوادي فكان يأخذنا الى التاريخين القريب والبعيد، ويستعين بالقانون واحيانا بعلم التشريح والطب والحكمة والحديث الشريف والنكتة كأن يتكهن بمكان خطف مرسي وهو جريدة الشروق ! فالخطف يتم في الاعلام اولا!
طبعا ازداد الطلب على الاقوال التاريخية في الجدال الرمضاني: فخالد صلاح تذكر حديثا شريفا وقلبه فأصبح: من دخل بيته فهو آمن ، ومن ترك رابعة فهو آمن ومن دخل بيت البراداعي فهو آمن.. يبدو ان فتح مكة الثاني قد تم في القاهرة ونحن لا نعلم . وسعد الهجرس قال: خياركم في الثورة الثانية خياركم في الثورة الأولى اذا هو، والقاضي الجليل، والراقصة العسل افضل الافاضل!
لعنة ‘التفويض’ جرت وراءها ما اسميه ‘حمى الالتباس’، فالهجرس يزعم ان منى مكرم عبيد التبس عليها الامر في لقاء حسب الله الكفراوي، الذي طلب فيه من الكتاب تفويضا سريعا، و اتهم نافعة العوا ايضا بأنه التبس عليه الامر فالسيسي لم يطلب منه ان يكون ساعي بريد ، و الحويني التبس عليه الأمر المسألة ‘تلبيس ابليس’ الذي قسمه ابن الجوزي الى ثلاثة عشر بابا ليس فيه باب اسمه الكذب ليس له رجلين لكن له ثلاثين فضائية!!
تلبيس ابليس مستمر في الفضائيات السورية ضد الثورة، اخرها هو فتوى عدم تناول الكرواسان وهو خبز مخبوز على شكل هلال، ظهر اول مرة في فيينا، عقب سقوط الزحف العثماني الاسلامي على اوروبا. اكل الكرواسان يعني اكل الاسلام ولحم الاسلام حرام. الفتوى تعني ضمنا ان اهل حلب يعيشون في بحبوحة صناعة المعجنات والانتجاع على ضفاف هاواي!!
كاتب من كوكب الارض
وينك من زمان .. والله اشتقنا لكتاباتك واسلوبك المبدع والمبتدع ) بفتح الدال(.
ما هذه المتابعة الدؤوبة والتلخيص الرائع واﻷستخدام المبدع للألفاظ والكلمات
ارجو اﻷستمرار وبدرجة أشد في فضح فضائيات الكذب والدجل واﻷفتراء و البهتان و عرابيها و مذيعيها و قبل ذاك من يقف خلفها بالتمويل و الدعم فها هنا الفتنة ها هنا الفتنة وكشف ذلك كله سيفضح الملعوب بأكمله
اللهم انى صائم
شكرا يا سيدي على هذه الملاحظات لكن أصوب فقط ان السيدة نيفين ملك هي مع الشرعية ( جبهة الضمير). و السيد هجرس ذكي جدا في الهروب من الاسئلة و لكن لا يخفى عليه ان المشاهد بفضل من الجزيرة اصبح اكثر فهما فأرجو منكم ان تأخذوا هذا بعين الاعتبار و من كتب المقال ايضا.
ممتع انقلاب بمعنا الكلمة
أؤكد على تصحيح ما ذكره كاتب المقال فالسيدة نيفين ملك قيادية في حزب الوسط ومن مؤسسي جبهة الضمير و هي مع الشرعية وتلقن في كل مرة أنصار الانقلاب دروسٱ وتفحمهم بتعابير رصينة لولا بعض الأخطاء اللغوية وشكراً على المقالات الرائعة.