ساو باولو: أظهرت النتائج الأولية فوز أحزاب اليمين ويمين الوسط التقليدية في الدورة الأولى للانتخابات البلدية في البرازيل، إلا أن المرشحين المدعومين من الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو خسروا في كبرى مدن البلاد.
وفي أول اختبار انتخابي منذ فوز بولسونارو الانتخابات الرئاسية في 2018، واصل الناخبون معاقبة اليسار الضعيف والمقسّم والذي تلاحقه فضائح فساد خلال فترة حكمه الممتدة بين 2003 و2016.
لكن الاقتراع الذي جرى في خضمّ تفشي فيروس كورونا المستجد لم يشكّل انتصارا للرئيس اليميني المتشدد، الذي لم يعد مرتبطا بأي حزب وخسر معظم مرشحيه أمام مرشحين ينتمون للأحزاب التقليدية من اليمين ويمين الوسط.
وقال موريسيو سانتورو أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية ريو دي جانيرو: “هذه الانتخابات كانت سيئة لبولسونارو”.
وأفاد وكالة أنها “تظهر أن الرئيس لم يعد صانع الملوك الذي كان عليه في 2018 حين كان دعمه كافيا لانتخاب حتى مرشحين مجهولين”.
وأضاف: “الموضوع العام لهذه الانتخابات هو ناخب أكثر حذرا ويميل إلى سياسيين أكثر خبرة واعتدالا مما كان عليه في الانتخابات المناهضة للمؤسسات عام 2018 والتي كانت تدور حول الغضب والثورات. في عام 2020 كان الأمر يتعلق بالوباء والأزمة الاقتصادية”.
ولا يزال بولسونارو يحظى حاليا بدعم 40 في المئة من البرازيليين، وبارعا في شحذ حماس قاعدته المتشددة من خلال خطاباته اللاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
لكنه يواجه انتقادات حادة بسبب إدارته لأزمة فيروس كوفيد-19 والتي قارنها بـ”الأنفلونزا الصغيرة” على الرغم من أنها قتلت أكثر من 165 ألف شخص في البرازيل، ثاني أعلى حصيلة وفيات في جميع أنحاء العالم، بعد الولايات المتحدة.
وتضر الأزمة الاقتصادية الناجمة عن ذلك بإدارته، مع إمكان تسجيل ركود قياسي هذا العام.
وأدت خسارة حليفه الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة إلى زيادة الإحساس بضعف بولسونارو.
وبسبب الجائحة، أُقيمت غالبيّة الحملة لانتخاب 5569 رئيس بلدية ومستشاريهم، على شبكات التواصل الاجتماعي، مع أنشطة ميدانيّة محدودة.
وتُنظّم الدورة الثانية للانتخابات في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وهذا الاقتراع الذي أرجئ ستّة أسابيع بسبب جائحة كوفيد-19، شهد زيادة كبيرة في عدد المرشّحين السود والنساء والمتحوّلين جنسيا.
وطبعت الجائحة هذه الانتخابات. فحضّت السلطات البرازيليين البالغ عددهم 148 مليون ناخب على إحضار أقلامهم الخاصة واحترام مبادئ التباعد الاجتماعي وتعقيم أيديهم عدة مرات أثناء الاقتراع.
(أ ف ب)